التوهج الليلي (أو التألق الجوي أو الوهج الجوي أو الهوائي) هو ظاهرة إصدار ضوء خافت تلاحظ ليلاً في الغلاف الجوي للكواكب بشكل عام، أما بالنسبة لكوكب الأرض، فإن هذه الظاهرة البصرية تجعل من سماء الليل في غلاف الأرض الجوي غير معتمة بشكل مطلق.

توهج ليلي فوق منصة التلسكوب العظيم.[1]

كان العالم آندرز أنغستروم أول من تعرّف على هذه الظاهرة سنة 1868 بشكل منهجي.

التاريخ

عدل

تم التعرف على ظاهرة توهج الهواء لأول مرة في عام 1868 من قبل الفيزيائي السويدي أندرس أنجستروم. ومنذ ذلك الحين، تمت دراستها في المختبر، ولوحظت تفاعلات كيميائية مختلفة تنبعث منها طاقة كهرومغناطيسية كجزء من العملية. وقد حدد العلماء بعض تلك العمليات التي قد تكون موجودة في الغلاف الجوي للأرض، وتحقق علماء الفلك من وجود مثل هذه الانبعاثات. كان سيمون نيوكومب أول شخص يدرس ويصف توهج الهواء علميًا في عام 1901.[2]

كان التوهج الليلي موجودًا في مجتمع ما قبل الصناعة وكان معروفًا لدى اليونانيين القدماء. "وصف أرسطو وبليني ظاهرة تشاسماتا، والتي يمكن تحديدها جزئيًا على أنها شفق، وجزئيًا على أنها ليالي متوهجة بالهواء."[3]

الوصف

عدل

ينشأ التوهج الليلي على كوكب الأرض من عمليات عدة في طبقات الغلاف الجوي العليا مثل عملية إعادة اتحاد الذرات، والتي تكون قد تأينت ضوئياً من أشعة الشمس خلال النهار، ومثل الضيائية الناتجة عن الأشعة الكونية التي ترتطم بالطبقات العليا، وكذلك مثل الضيائية الكيميائية الناتجة بشكل رئيسي عن عملية عن اتحاد الأكسجين والنتروجين مع أيونات الهيدروكسيل عند ارتفاعات تتجاوز مئات الكيلومترات. لا تلاحظ هذه الظاهرة في وضح النهار بسبب إشعاع السماء المنتشر.

 
التوهج الليلي فوق الأفق كما التقطته محطة الفضاء الدولية.

تعد ذرات الأكسجين والنتروجين المسؤولة الرئيسية عن التوهج الليلي، حيث تكون تلك الذرات متأينة في الطبقات العليا، وتتحد مع بعضها البعض لتشكل أحادي أكسيد النيتروجين NO، ويتحرر فوتون أثناء عملية التشكل. من الأنواع الكيميائية الأخرى المسؤولة عن التوهج الليلي كل من الهيدروكسيل (OH) [4][5][6] والأكسجين الذري (O)، بالإضافة إلى آثار من أيونات فلزات الصوديوم (Na) والليثيوم (Li).[7]

توهج الهواء المستحث

عدل

تم إجراء تجارب علمية لتحفيز التوهج الهوائي عن طريق توجيه انبعاثات راديوية عالية الطاقة نحو الغلاف الأيوني للأرض.[8] تتفاعل هذه الموجات الراديوية مع الغلاف الأيوني لتحفيز ضوء بصري خافت ولكن مرئي عند أطوال موجية محددة في ظل ظروف معينة.[9] ويمكن ملاحظة التأثير أيضًا في نطاق التردد الراديوي باستخدام المسبار الأيوني.

اقرأ أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "Austrian Software Tools Developed for ESO". www.eso.org. European Southern Observatory. مؤرشف من الأصل في 2017-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2014-06-06.
  2. ^ M. G. J. Minnaert, De natuurkunde van 't vrije veld, Deel 2: Geluid, warmte, elektriciteit. § 248: Het ionosfeerlicht
  3. ^ Sciences of the Earth, An Encyclopedia of Events, People, and Phenomena, 1998, Garland Publishing, p. 35, via Google Books, access date 25 June 2022. نسخة محفوظة 2024-04-06 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ A. B. Meinel (1950). "OH Emission Bands in the Spectrum of the Night Sky I." Astrophysical Journal. ج. 111: 555. Bibcode:1950ApJ...111..555M. DOI:10.1086/145296.
  5. ^ A. B. Meinel (1950). "OH Emission Bands in the Spectrum of the Night Sky II". Astrophysical Journal. ج. 112: 120. Bibcode:1950ApJ...112..120M. DOI:10.1086/145321.
  6. ^ F. W. High؛ وآخرون (2010). "Sky Variability in the y Band at the LSST Site". The Publications of the Astronomical Society of the Pacific. ج. 122 ع. 892: 722–730. arXiv:1002.3637. Bibcode:2010PASP..122..722H. DOI:10.1086/653715.
  7. ^ Origin of Sodium and Lithium in the Upper Atmosphere نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ HF-induced airglow at magnetic zenith: Thermal and parametric instabilities near electron gyroharmonics. E.V. Mishin et al., Geophysical Research Letters Vol. 32, L23106, دُوِي:10.1029/2005GL023864, 2005
  9. ^ NRL HAARP Overview نسخة محفوظة 5 March 2009 على موقع واي باك مشين.. Naval Research Laboratory.