تضخم الدماغ (يُطلق عليه «إم إي جي» اختصارًا) هو اضطراب تطوري نمائي مميز بضخامة غير طبيعية في الدماغ. يتميز متوسط وزن الدماغ في هذا الاضطراب بانحراف معياري أعلى بمقدار 2.5 عن متوسط مجموع السكان. من المعتقد أن السمات المميزة لتضخم الدماغ موجودة لدى ما يقارب 1 من كل 50 طفل (2%) بين مجموع السكان.[2][3]

تضخم الدماغ
Megalencephaly
صور رنين مغناطيسي تُظهر تضخم الدماغ في أربع أفراد أسرة لديهم جميعًا تضخم غير طبيعي في الجمجمة (أفراد الأسرة مُصابون بمتلازمةٍ جسديةٍ متنحيةٍ تحدث بسبب طفرةٍ KIF7 التي تُحفز خلل التنسج المشاشي المتعدد)[1]
صور رنين مغناطيسي تُظهر تضخم الدماغ في أربع أفراد أسرة لديهم جميعًا تضخم غير طبيعي في الجمجمة (أفراد الأسرة مُصابون بمتلازمةٍ جسديةٍ متنحيةٍ تحدث بسبب طفرةٍ KIF7 التي تُحفز خلل التنسج المشاشي المتعدد)[1]
صور رنين مغناطيسي تُظهر تضخم الدماغ في أربع أفراد أسرة لديهم جميعًا تضخم غير طبيعي في الجمجمة (أفراد الأسرة مُصابون بمتلازمةٍ جسديةٍ متنحيةٍ تحدث بسبب طفرةٍ KIF7 التي تُحفز خلل التنسج المشاشي المتعدد)[1]

معلومات عامة
الاختصاص علم الوراثة الطبية،  وطب الجهاز العصبي،  وطب الأطفال  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات

من المرجح أن الطفرة في مسار «بّي آي 3 كيه – إيه كيه تي» مسؤولة بشكل رئيسي عن توالد الدماغ ما قد يجعلها السبب الكامن وراء تطور تضخم الدماغ. تؤدي هذه الطفرة إلى فئة من فرط تطور الدماغ مكونة من متلازمتين متمثلتين في ضخامة الرأس وتشوه الشعيرات الدموية (إم سي إيه بّي) وضخامة الرأس وكثرة الأصابع وصغر التلافيف واستسقاء الرأس (إم بّي بّي إتش). يمكن تشخيص تضخم الرأس عادة عند الولادة بالإضافة إلى تأكيده باستخدام «إم آر آي».[4]

يرتبط العديد من الاضطرابات العصبية النفسية بتضخم الدماغ؛ مع ذلك، أظهرت الدراسات حدوث التوحد كأكثر الاضطرابات شيوعًا فيما يتعلق بترافقها مع شذوذات تضخم الدماغ.[5] على الرغم من عدم وجود علاج لتضخم الدماغ في الوقت الحالي، تركز وسائل تدبير المرض على إنقاص حالات العجز المرتبطة بالتوحد. تمحورت الأبحاث الأخيرة حول إيجاد المثبطات القادرة على إنقاص مسار الطفرة المسبب لتضخم الدماغ.[6]

التصنيف عدل

ضخامة الرأس عدل

يُستخدم مصطلح ضخامة الرأس في وصف امتلاك الفرد لرأس كبير شاذ. يُعتبر الفرد مصابًا بضخامة الرأس عند تجاوز محيط رأسه 95% أو الانحراف المعياري 2.5 على الأقل عن متوسط مجموعات الوزن والجنس الطبيعية في الولايات المتحدة. لا يعاني المصاب بضخامة الرأس من تضخم الدماغ بالضرورة. لا تظهر الجماجم المتضخمة في العادة أي حالات عصبية تطورية على الإطلاق، أي يمكن اعتبار معظم الأفراد المصابين بضخامة الرأس أصحاء.[7]

تضخم الدماغ الشقي عدل

 
تضخم الدماغ الشقي في الجانب الأيسر لدى شخصٍ مصابٍ بورام ليفي عصبي[8]

يمثل تضخم الدماغ الشقي إحدى الأشكال النادرة للغاية من ضخامة الرأس، ويتميز بحدوث تطور غير متساو بين نصفي الكرة المخية للدماغ (أحد نصفي الدماغ أكبر من الآخر). قد تتظاهر هذه المتلازمة بشكل منفرد أو تترافق مع المتلازمة العداسية أو العملقة الشقية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تضخم الدماغ الشقي إلى حالات متكررة وشديدة من الصرع، والعجز العصبي المنطقي البؤري، وضخامة القحف والتخلف العقلي المعتدل حتى الشديد.[9][10]

«إم سي إيه بّي» عدل

يُعد ضخامة الرأس وتشوه الشعيرات الدموية (إم سي إيه بّي) إحدى المتلازمتين الرئيسيتين من تضخم الدماغ. نموذجيًا، يمكن التمييز بين «إم سي إيه بّي» و «إم بّي بّي إتش» من خلال السمات الجسمية.[11] يشمل تضخم الدماغ الشعيري عددًا من السمات الملاحظة عند الولادة بما في ذلك: الشذوذات الوعائية الجلدية، على وجه الخصوص الشذوذات الشعيرية في الوجه والجلد المرمري، وكثرة الأصابع، وخلل تنسج النسيج الضام وفرط النمو البؤري أو القطعي. علاوة على ذلك، قد يرتبط تضخم الدماغ الشعيري في بعض الحالات مع فرط النمو الدماغي غير المتناظر (تضخم الدماغ الشقي) بالإضافة إلى فرط نمو الجسم القطعي (الضخامة الشقية).[12]

«إم بّي بّي إتش» عدل

تمثل ضخامة الرأس وكثرة الأصابع وصغر التلافيف واستسقاء الرأس (إم بّي بّي إتش) إحدى المتلازمتين الرئيسيتين من تضخم الدماغ. نموذجيًا، يمكن التمييز بين «إم سي إيه بّي» و«إم بّي بّي إتش» من خلال السمات الجسمية. على العكس من «إم سي إيه بّي»، تفتقر «إم بّي بّي إتش» إلى السمات الجسمية فيما عدا كثرة الأصابع خلف محور الطرف. علاوة على ذلك، يحدث تطور الجسم والدماغ بشكل متناظر في العادة لدى غالبية المرضى الذين يختبرون أعراض «إم بّي بّي إتش».

مظاهر المرض عدل

التوحد عدل

توجد علاقة وثيقة بين تضخم الدماغ والتوحد. يعاني ما يقارب 20% من أطفال التوحد من تضخم الدماغ، ما يجعله أكثر السمات الجسمية شيوعًا للتوحد. عادة ما يظهر المرضى المصابون بكل من تضخم الدماغ وسمات التوحد أيضًا علامات فرط النشاط كأحد الأعراض الرئيسية. مع ذلك، لا يوجد دليل حاسم على اعتبار التوحد السبب / النتيجة الأولى لتضخم الدماغ.[13]

ارتباطات أخرى عدل

التشخيص عدل

شهد تشخيص تضخم الدماغ تغيرات عدة مع مرور الوقت، مع ذلك، تمكن الأطباء حديثًا من تشخيص هذا المرض بدقة أكبر مع تطور المعدات الأكثر حداثة. يشمل التشخيص عادة إجراء فحص جسمي عند ظهور سمات تضخم الدماغ في البداية. يحدث هذا نموذجيًا عند الولادة أو خلال التطور في مرحلة الطفولة المبكرة. يتخذ الطبيب بعد ذلك عددًا من التدابير الرئيسية من أجل تحديد المحيط. يُعرف ذلك باسم محيط الرأس. يخضع المصاب بعد ذلك لتسجيل الخلفية العائلية من أجل تحديد وجود تاريخ من تضخم الدماغ في العائلة.[14]

يخضع المصاب بعد ذلك للفحص العصبي باستخدام تقنية «إم آر آي» من أجل تأكيد تشخيص تضخم الدماغ. تعطي هذه اختبارات التصوير هذه معلومات تفصيلية عن حجم الدماغ، وعدم تناظر الحجم وغيرها من التطورات غير المنتظمة المرتبطة بكل من «إم سي إيه بّي»، و«إم بّي بّي إتش» وتضخم الدماغ الشقي.[14]

يوجد أيضًا ارتباط قوي بين الصرع وتضخم الدماغ ما من شأنه مساعدة الأطباء في تأكيد التشخيص.

عند تأكيد تشخيص تضخم الدماغ، يحيل الطبيب الطفل إلى أخصائي من أجل التركيز على تدبير الأعراض وتحسين نمط الحياة. نظرًا إلى تظاهر تضخم الدماغ عادة بالترافق مع التوحد، يتمثل هدف العلاج في تحسين حالات العجز المرتبطة بأسباب التوحد. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا إلى امتلاك كل مريض نمطًا فريدًا من الأعراض، لا توجد وسيلة علاج محددة إذ تعتمد الخيارات العلاجية بشكل كبير على الأعراض المتعلقة بكل فرد.

العلاج عدل

لا يوجد في الوقت الحالي علاج محدد لتضخم الدماغ، مع ذلك، تُستخدم مقاييس الرأس الدورية من أجل المساعدة في تحديد معدل نمو الدماغ. يمكن وصف الأدوية المضادة للصرع من أجل تخفيف النوبات لدى الأفراد المصابين بالاضطرابات العصبية. أظهرت الدراسات أن تخفيف حالة الصرع قادر على زيادة مستوى الاستماتة الخلوية وإنقاص تكاثر العصبونات الذي يؤدي في النهاية إلى فرط نمو الدماغ.[15]

المآل عدل

يعتمد إنذار تضخم الدماغ بشكل كبير على السبب الكامن خلف المرض والاضطرابات العصبية المرافقة.[16] نظرًا إلى ارتباط غالبية حالات تضخم الدماغ مع التوحد، يُعتبر الإنذار نظيرًا لهذه الحالة المرافقة. يصبح الإنذار سيئًا عند ترافق تضخم الدماغ مع النوبات الشديدة، والخزل الشقي والإعاقة الفكرية. في غالبية الحالات، لا يتمكن أولئك المصابون بهذا النوع من تضخم الدماغ من البقاء خلال مرحلة البلوغ.[17]

الأبحاث عدل

يهدف البحث المستقبلي إلى إيجاد فهم أفضل للطفرات وكيفية تسببها بتطور متلازمتي «إم سي إيه بّي» و «إم بّي بّي إتش». شملت غالبية الدراسات حول تضخم الدماغ الفئران ذات الشذوذات الدماغية وفرط النمو الدماغي. تتمثل الخطوة التالية في الانتقال إلى التجارب السريرية التي تشمل البشر من أجل تحديد الطفرة الجينية المسببة لتسلسلات المرض. علاوة على ذلك، بدأ العلماء والشركات الدوائية في إيلاء اهتمامهم لتثبيط الطفرات وتطوير الوسائل الوقائية بهدف القضاء على السبب الكامن خلف تضخم الدماغ.[3]

المراجع عدل

  1. ^ Ali BR، Silhavy JL، Akawi NA، Gleeson JG، Al-Gazali L (2012). "A mutation in KIF7 is responsible for the autosomal recessive syndrome of macrocephaly, multiple epiphyseal dysplasia and distinctive facial appearance". Orphanet Journal of Rare Diseases. ج. 7: 27. DOI:10.1186/1750-1172-7-27. PMC:3492204. PMID:22587682.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  2. ^ Sandler، A؛ Knudsen؛ Brown؛ Christian (أغسطس 1997). "Neurodevelopmental dysfunction among nonreferred children with idiopathic megalencephaly". Journal of Pediatrics. ج. 131 ع. 2: 320–4. DOI:10.1016/S0022-3476(97)70176-8. PMID:9290626.
  3. ^ أ ب Striano، P؛ Federico (أكتوبر 2012). "Mutations in mTOR pathway linked to megalencephaly syndromes". Nature Reviews Neurology. 8. ج. 8 ع. 10: 542–4. DOI:10.1038/nrneurol.2012.178. PMID:22907262. S2CID:33405738.
  4. ^ Mirzaa، G؛ Riviere, Dobybns (مايو 2013). "Megalencephaly syndromes and activating mutations in the PI3K-AKT pathway: MPPH and MCAP". American Journal of Medical Genetics Part C. ج. 163 ع. 2: 122–30. DOI:10.1002/ajmg.c.31361. PMID:23592320. S2CID:35211056.
  5. ^ Ghaziuddin، M؛ Zaccagnini؛ Tsai؛ Elardo (أغسطس 1999). "Is Megalencephaly specific to autism?" (PDF). Journal of Intellectual Disability Research. ج. 43 ع. 4: 279–82. DOI:10.1046/j.1365-2788.1999.00211.x. hdl:2027.42/72452. PMID:10466865. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-02-18.
  6. ^ Interview with Dr. Ghayda Mirzaa (October 1st, 2013) نسخة محفوظة 2018-09-19 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Daymont، C؛ Zabel M؛ Feudtner C؛ Rubin D (يناير 2012). "The test characteristics of head circumference measurements for pathology associated with head enlargement: a retrospective cohort study". BMC Pediatrics. ج. 12 ع. 9: 9. DOI:10.1186/1471-2431-12-9. PMC:3331824. PMID:22269214.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Acharya N، Reddy MS، Paulson CT، Prasanna D (يناير 2014). "Cranio-orbital-temporal neurofibromatosis: an uncommon subtype of neurofibromatosis type-1". Oman Journal of Ophthalmology. ج. 7 ع. 1: 43–5. DOI:10.4103/0974-620X.127934. PMC:4008903. PMID:24799805.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  9. ^ Johns Hopkins Medicine، Neurology and Neurosurgery. "Hemimegalencephaly". مؤرشف من الأصل في 2014-04-02.
  10. ^ Di Rocco، C؛ Battaglia, Pietrini؛ Piastra, Massimi (أغسطس 2006). "Hemimegalencephaly: clinical implications and surgical treatment". Child's Nervous System. ج. 22 ع. 8: 852–866. DOI:10.1007/s00381-006-0149-9. PMID:16821075. S2CID:23996880.
  11. ^ Mirzaa، Ghayda؛ Conway؛ Gripp؛ Lerman-Sagie؛ Siegel؛ deVries؛ Lev؛ Kramer؛ Hopkins؛ Graham؛ Dobyns (فبراير 2012). "Megalencephaly-capillary malformation (MCAP) and megalencephaly-polydactyly-polymicrogyria-hydrocephalus (MPPH) syndromes: two closely related disorders of brain overgrowth and abnormal brain and body morphogenesis". American Journal of Medical Genetics. ج. 158A ع. 2: 269–91. DOI:10.1002/ajmg.a.34402. PMID:22228622.
  12. ^ Nakamura، K؛ Kato؛ Tohyama؛ Shiohama؛ Hayasaka؛ Nishiyama؛ Kodera؛ Nakashima؛ Tsurusaki؛ Miyake؛ Matsumoto؛ Saitsu (يونيو 2013). "AKT3 and PIK3R2 mutations in two patients with megalencephaly-related syndromes: MCAP and MPPH". Clinical Genetics. ج. 85 ع. 4: 396–398. DOI:10.1111/cge.12188. PMID:23745724. S2CID:12057608.
  13. ^ Riviere، J؛ Mirzaa؛ O'Roak؛ Beddaui؛ Alcantara؛ Conway (يونيو 2012). "De novo germline and postzygotic mutations in AKT3, PIK3R2 and PIK3CA cause a spectrum of related megalencephaly syndromes". Nat Genet. ج. 44 ع. 8: 934–40. DOI:10.1038/ng.2331. PMC:3408813. PMID:22729224.
  14. ^ أ ب Hengst، M؛ Tucke, Zerres؛ Blaum, Hausler (سبتمبر 2010). "Megalencephaly, mega corpus callosum, and complete lack of motor development. But many with megalancephaly have normal intelligence.: Delineation of a rare syndrome". American Journal of Medical Genetics Part A. ج. 152A ع. 9: 2360–4. DOI:10.1002/ajmg.a.33577. PMID:20803648. S2CID:205313167.
  15. ^ Almgren، M؛ Schalling, Lavebratt (نوفمبر 2008). "Idiopathic megalencephaly-possible cause and treatment opportunities: from patient to lab". European Journal of Pediatrics. ج. 12 ع. 6: 438–45. DOI:10.1016/j.ejpn.2007.11.008. PMID:18242108.
  16. ^ National Institute of Neurological Disorders and Stroke. "Megalencephaly Information Page". National Institute of Health. مؤرشف من الأصل في 2023-03-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-02.
  17. ^ Nakahashi، M؛ Sato, Yagishita؛ Ota, Saito؛ Sugai, Sasaki؛ Natsume, Tsushima؛ Amanuma, Endo (ديسمبر 2009). "Clinical and imaging characteristics of localized megalencephaly: a retrospective comparison of diffuse hemimegalencephaly and multilobar cortical dysplasia". Neuroradiology. 51. ج. 51 ع. 12: 821–30. DOI:10.1007/s00234-009-0579-7. PMID:19672585. S2CID:28924230.

روابط خارجية عدل