تصميم الخريطة

عملية إنشاء الخريطة الجغرافية

تصميم الخرائط أو التصميم الكارتوجرافي، هو عملية إنشاء الخريطة، وتطبيق مبادئ التصميم ومعرفة كيفية استخدام الخرائط لإنشاء خريطة تتمتع بجاذبية جمالية ووظيفة عملية.[1] وهي تشترك في هذا الهدف المزدوج مع جميع أشكال التصميم تقريباً؛ كما أنها تشترك مع التصميمات الأخرى -وخاصة التصميم الجرافيكي- في مجموعات المهارات الثلاث المتمثلة في الموهبة الفنية والتفكير العلمي والتكنولوجيا. ويرتبط كل ذلك بتنسيق الخرائط، وتعد تصميم الخريطة الرئيسية هي الأكثر تعقيداً.[2] وهذا التخصص يقوم به رسامو الخرائط ضم فروع علم الجغرافيا المختلفة وعلم المعلومات الجغرافية وتطبيقاته.

خريطة مصوّرة.

تاريخ

عدل
 
اعترف منذ فترة طويلة بخريطة تشارلز جوزيف مينارد لحملة نابليون الروسية عام 1812 (1844) باعتبارها تحفة فنية في تصميم الخرائط في وقت كان فيه هذا الأمر صعباً ونادراً.

منذ العصور القديمة وحتى القرن العشرين، كان رسم الخرائط حرفة أو تجارة. وقد خدم معظم صانعي الخرائط عدة سنوات كمتدربين، حيث تعلموا مهارات المُعلّم، مع وجود مساحة صغيرة للابتكار بخلاف التكيّف مع تكنولوجيا الإنتاج المتغيرة على مر العصور. ومع ذلك، كانت هناك استثناءات ملحوظة، مثل تقديم إسقاط جديد للخريطة من حين لآخر، وظهور رسم الخرائط المواضيعية في القرن التاسع عشر، والذي أبرزه عمل تشارلز دوبين وتشارلز جوزيف مينارد في فرنسا. في أواخر عام 1948، صدر كتاب رسم الخرائط العامة لمؤلفه إروين رايز، وهو الكتاب التعليمي الإنجليزي القياسي حول هذا الموضوع، ويُقرأ كمجموعة من التعليمات حول كيفية إنشاء الخرائط بما يتماشى مع التقاليد، مع القليل جداً من التفكير في سبب القيام بذلك بهذه الطريقة.[3] كان هذا على الرغم من حقيقة أن رايس نفسه كان مُصمماً مُبدعاً للغاية، وقام بتطوير تقنيات متنوعة مثل رسم الخرائط وأسلوب تصوير التضاريس على الخرائط الطبيعية التي لم يتمكن من تقليدها سوى القليل.[4]

التقدم في تكنولوجيا إنتاج رسم الخرائط في القرن العشرين، وخاصة ظهور طباعة الأوفست الملونة وتوافرها على نطاق واسع، ثم العديد من التطورات التي حفزتها الحرب العالمية الثانية، مثل الطباعة الحجرية الضوئية، أعطت رسامي الخرائط لوحة أكبر من خيارات التصميم، وجعلت الأمر أسهل للابتكار بشكل خلاّق. تزامن ذلك مع التوسع في التدريب على رسم الخرائط من خلال مؤسسات التعليم العالي، والذي تحول خلاله من التدريب المهني إلى التدريب الأكاديمي للحصول على شهادة جامعية (عادةً باستخدام كتاب رايز التعليمي في أمريكا). بدأ الجيل الجديد من محترفي وأساتذة رسم الخرائط في التفكير في الأسباب التي تجعل الخرائط تبدو أفضل؛ من الناحية الجمالية والوظيفية، والتفكير في طرق لتحسين التصميم. ومن أشهر هؤلاء الجغرافيين آرثر إتش روبنسون، الذي مهد عمله القصير والمؤثر نظرة الخرائط (1952) الطريق لمستقبل تصميم الخرائط،[5] بسبب نظرياته المبكرة حول تصميم الخرائط، واعترافه الصادق بأهمية تصميم الخرائط. وأثر ذلك على الباحثين الجغرافيين؛ فظهرت عديد من أطروحات الدكتوراه بهذا الشأن. كذلك كان كتابة التعليمي عناصر رسم الخرائط (1953)، بمثابة خروج ملحوظ عن المألوف، مع التركيز بشكل كبير على التصميم، مدعياً أنه "يقدم رسم الخرائط كفن فكري وعلمي وليس كنظام عقيم لإجراءات الصياغة والرسم".[2]

 
خريطة ثلاثية الأبعاد لمنتزه جبل رينييه الوطني، ومسار قمة بيناكل بولاية واشنطن.

جوانب التصميم

عدل

على عكس التخصصات المشابهة مثل التصميم الجرافيكي، فإن رسم الخرائط مقيد بحقيقة أن الظواهر الجغرافية ظواهر حقيقية في مكانها ولا يُمكن تحريكها. ومع ذلك، ضمن إطار الخريطة، يتمتع رسام الخرائط بقدر كبير من السيطرة على العديد من جوانب الخريطة.

انظر أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Hogräfer، Marius؛ Heitzler، Magnus؛ Schulz، Hans-Jörg (2020). "The State of the Art in Map-Like Visualization". Computer Graphics Forum. ج. 39 ع. 3: 647–674. DOI:10.1111/cgf.14031.
  2. ^ ا ب Robinson, A.H. (1953). Elements of Cartography. New York: John Wiley & Sons. ISBN:978-0-471-72805-4. وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "robinson1953" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  3. ^ Raisz, Erwin, General Cartography, 2nd Edition, McGraw-Hill, 1948
  4. ^ Tyner, Judith, Elements of Cartography: Tracing Fifty Years of Academic Cartography, Cartographic Perspectives, #51 (Spring 2005), 4
  5. ^ Robinson, Arthur, The Look of Maps, University of Wisconsin, 1952