خلال تاريخها الطويل، هوجمت القدس 52 مرة، واحتُلّت وأُعيد احتلالها 44 مرة، وحوصرت 23 مرة، ودُمرت مرتين.[1] استوطن البشر الجزء الأقدم من المدينة في الألفية الرابعة قبل الحقبة العامة، لتصبح القدس إحدى أقدم المدن في العالم.[2]

بمعرفة الموقع المركزي للمدينة في كل من الصهيونية والقومية الفلسطينية، عادة ما تتأثر الانتقائية المطلوبة لتلخيص أكثر من 5,000 عام من التاريخ المأهول بالانحياز الإيديولوجي أو الخلفية (انظر التأريخ والقومية).[3][4] على سبيل المثال، تتمتع الفترات اليهودية للمدينة بأهمية للصهاينة، الذين يذكر خطابهم أن اليهود الجدد نشؤوا وانحدروا من بني إسرائيل، بينما تتمتع الفترات الإسلامية للمدينة بأهمية للقوميين الفلسطينيين، الذين يقترح خطابهم أن الفلسطينيين الجدد ينحدرون من كافة الشعوب المختلفة التي عاشت في المنطقة. ونتيجة لذلك، يدّعي كلا الطرفين أن تاريخ المدينة قد تسيّس بواسطة الطرف الآخر من أجل تقوية الادعاءات المرتبطة بالمدينة، وأن هذا يُنقل باختلاف تركيز الاهتمام الذي يتناوله الكتّاب المختلفون بخصوص الأحداث والفترات المتنوعة من تاريخ المدينة.[5]

الحقبة القديمة عدل

الحقبة الكنعانية الأولية عدل

يشير الدليل الأثري إلى أن أول مستوطنة قد أُقيمت بالقرب من نبع أم الدرج بين 4500–3500 قبل الحقبة العامة. كانت أول إشارة معروفة للمدينة في عام 2000 قبل الحقبة العامة في المملكة المصرية الوسطى في نصوص اللعنة والتي ذُكرت فيها المدينة باسم روساليموم Rusalimum.[6][7] يُعتقد أن الأساس س-ل-م في الاسم يشير إلى «السلام» (مقارنة بكلمة سلام أو شالوم في العربية الحديثة أو العبرية) أو شالم، إله الغسق في الدين الكنعاني.

الكنعانية وفترة مملكة مصر الحديثة عدل

يشير الدليل الأثري إلى أنه بحلول القرن السابع عشر قبل الحقبة العامة، بنى الكنعانيون جدران ضخمة (جلاميد بوزن 4 و 5 طن، وبارتفاع 26 قدمًا) على الجانب الشرقي من القدس لحماية نظامهم المائي القديم.[8]

بحلول عام 1550–1400 قبل الحقبة العامة، أصبحت القدس تابعة لمصر بعد توحيد المملكة المصرية الحديثة وامتدادها إلى المشرق تحت حكم أحمس الأول وتحتمس الأول. تحتوي خطابات تل العمارنة على مراسلات من عبدي هيبا، زعيم أورسالم ووليّه أمنحتب الثالث.[9]

بدأت سلطة المصريين في المنطقة تنحسر في القرن الثاني عشر قبل الحقبة العامة، خلال انهيار العصر البرونزي. أشارت معركة دجاهي (دجاهي هو الاسم المصري لكنعان) في عام 1178 قبل الحقبة العامة بين رمسيس الثالث وشعوب البحر إلى بداية هذا الانحسار. منحت الخسارة التدريجية للسلطة المركزية صعودًا للممالك المستقلة في المنطقة. طبقًا للإنجيل، عُرفت القدس خلال تلك الفترة باليبوس وعُرف سكانها من الكنعانيين المستقلين في هذا الوقت باليبوسيين.

المراجع عدل

  1. ^ "Do We Divide the Holiest Holy City?". Moment Magazine. مؤرشف من الأصل في 2008-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2008-03-05.. According to Eric H. Cline’s tally in Jerusalem Besieged.
  2. ^ "Timeline for the History of Jerusalem". Jewish Virtual Library. American-Israeli Cooperative Enterprise. مؤرشف من الأصل في 2020-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-16. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  3. ^ عزمي بشارة. "A brief note on Jerusalem". مؤرشف من الأصل في 5 ديسمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2010.
  4. ^ دانيال بايبس. "Constructing a Counterfeit History of Jerusalem". مؤرشف من الأصل في 2020-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2011-01-07.
  5. ^ تيدي كوليك (1990). Jerusalem. Policy Papers. Washington, DC: Washington Institute For Near East Policy. ج. 22. ص. 19–20. ISBN:9780944029077.
  6. ^ Slavik, Diane. 2001. Cities through Time: Daily Life in Ancient and Modern Jerusalem. Geneva, Illinois: Runestone Press, p. 60. (ردمك 978-0-8225-3218-7)
  7. ^ Mazar, Benjamin. 1975. The Mountain of the Lord. Garden City, New York: Doubleday & Company, Inc., p. 45. (ردمك 0-385-04843-2)
  8. ^ "'Massive' ancient wall uncovered in Jerusalem". سي إن إن. 7 سبتمبر 2009. مؤرشف من الأصل في 2020-04-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-18. {{استشهاد بخبر}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)[بحاجة لمصدر أفضل]
  9. ^ Donald B. Redford, Egypt, Canaan, and Israel in Ancient Times, Princeton University Press, 1992 pp. 268, 270.