بوابة:صحابة/أحداث مختارة/10

المؤاخاة بين الصحابة من أول الأعمال التي قام بها الرسول محمد قبل وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة تشريع نظام المؤاخاة بين مسلمي مكة ثم بين المهاجرين والأنصار حيث أعلن ذلك في دار أنس بن مالك بعد بناء المسجد. كان من أسس هذا النظام مشاركة المهاجرين للأنصار في السكن والمأوى والطعام مساعدة لهم حيث أن أغلب المهاجرين قاموا بترك أموالهم وثرواتهم في مكة.كان الهدف الأساسي من هذا التشريع إرساء أسس تنظيم اجتماعي يلغي الفوارق التقليدية في المجتمع العربي ويستبدلها بروابط جديدة تحقق تغييرا ملحوظا في طريقة حياة المسلمين تميزهم عن باقي القبائل العربية. كما أن هذه المؤاخاة جعلت التآخي من التآخي سببا للوراثة علاوة على النسب كما في الآية الكريمة ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ۝٣٣ [النساء:33]. إلا أن هذا التشريع نسخ فيما بعد بعد أن استقر المهاجرون في المدينة وألفوها وأبقي على المؤآخاة كما في الآية الكريمة ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ۝٧٥ [الأنفال:75]. حين قدم المهاجرون المدينة المنورة أكرمهم الأنصار الذين هم أهل الدار، ورغم بذل الأنصار وكرمهم فإن الحاجة إلى إيجاد نظام يكفل للمهاجرين المعيشة الكريمة ظلت قائمة خاصة أن أنفة «المهاجرين» ومكانتهم تقتضي معالجة أحوالهم بتشريع يبعد عنهم أي شعور بأنهم عالة على «الأنصار» فكان أن شرع نظام المؤاخاة، ولا تختلف الروايات في تاريخ تشريعه إلا اختلافا يسيرا، فهي تجمع على أن المؤاخاة وقعت في السنة الأولى الهجرية، وتختلف إن كان ذلك بعد بناء المسجد النبوي في المدينة أو خلال بنائه. وكان إعلان هذا التشريع في دار الصحابي: أنس بن مالك كما صرحت الروايات، ووقعت المؤاخاة بين طرفين هما: المهاجرون والأنصار، فآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين مهاجري وأنصاري اثنين اثنين. وقد شملت المؤاخاة تسعين رجلا، خمسة وأربعين من المهاجرين، وخمسة وأربعين من الأنصار.