بوابة:بيروت/مقالة مختارة/3

يعود تاريخ بيروت إلى أكثر من 5000 عام.تدل أعمال الحفريات الأثرية في وسط بيروت على تنوع الحضارات التي مرت على المدينة، فقد عُثر على طبقات متعددة من الآثار الفينيقية والهيلينية والرومانية والعربية والعثمانية التي تبعد عن بعضها بمسافة ضئيلة.و تعتبر بيروت من أقدم المدن على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وبالتالي من أولى المدن في العالم القديم. ويعود تاريخ تخطيطها إلى أقدم القرون، وكانت رقعة بيروت تضيق وتتسع باختلاف الدول التي مرت عليها من زمن لآخر.والحقيقة أن الكنعانيين استوطنوا الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ثم نمت تلك القبائل وتفرقت واتخذت لها المستعمرات على طول الساحل، وصارت كل منها شبه مملكة صغيرة مستقلة بالحكم والتدبير عن سواها. وأشهر هذه الممالك، مملكة أرواد ومملكة جبيل ومملكة بيروت ومملكة صيدون ومملكة صور. والمرجح أن الجيليين هم الذين تقدموا إلى الجنوب، فبنوا أولاً مستعمرة بيروت قبل صيدون، وجعلوها مملكة متاخمة لمملكة جبيل، كان طولها يبلغ من الشمال إلى الجنوب 36 كلم بين نهري الكلب والدامور. أما عرضها فكان معدَّله لا يتجاوز عشرة كيلومترات. من شاطئ البحر إلى سفح الجبل. ومع ذلك كانت بيروت ميناءً متواضعاً في تلك الفترة، حيث كانت جبيل هي المدينة الهامة.