الوقف في السعودية

الوقف في السعودية تُعَدُّ المملكة العربية السعودية من الدول الرئيسة في احتضانها للأوقاف؛ حيث تضم أقدم الأوقاف على مستوى العالم الإسلامي؛ سواء من حيث الكمية العددية، أو القيمة المالية،[1] ويرجع ذلك إلى التراكم المتوالي للأوقاف طوال العقود الماضية لا سيما في مكة و المدينة المنورة، وتقوم الجهات الرسمية على رعاية وتنظيم قطاع الأوقاف، ويبلغ إجمالي الأوقاف المسجلة في السعودية 33.229 وقفًا،[2] كما تتنوع مصارف الأوقاف بين عدة مجالات من أبرزها الدعوية و الاجتماعية و العلمية والإغاثية.

تاريخ الوقف في السعودية عدل

مرَّت على الأوقاف فترات مد وجزر؛ وفق الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ مثلما مرَّ على غيرها من بلاد المسلمين.

مراحل التطور النظامي للأوقاف في السعودية عدل

الجهات المنظمة للوقف عدل

تقوم على رعاية وتنظيم قطاع الأوقاف في المملكة العربية السعودية الجهات الرسمية، المتمثلة في الهيئة العامة للأوقاف، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومجالس الأوقاف في الغرف التجارية، وهي تعمل على تطوير العمل الوقفي؛ من خلال سن التشريعات، وتحديد اللوائح والأنظمة، وإنشاء الجمعيات الخيرية، ودعمها وتشجيعها، والإشراف عليها، وتطويرها.[1]

أبرز الكيانات الوقفية عدل

  • وقف الملك عبدالعزيز: حيث تبلغ مسطحات المشروع (1.500.000) مليون متر مربع، وهو مكون من 7 أبراج متلاصقة، وبارتفاعات مختلفة يصل ارتفاع البرج الرئيسي فـيه إلى (601) متر، ويستوعب عدداً كبيراً من الزوار وضيوف الرحمن يبلغ (65.000) نسمة،[5] ويبلغ رأسمال الوقف ملياري دولار (7.5 مليارات ريال)، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 7.5 مليارات دولار.[1]
  • أوقاف سليمان بن عبد العزيز الراجحي
  • أوقاف الشيخ صالح الراجحي، والتي بدأ نشاطها عام 1417هـ، وكان حجمها المادي يساوي مليارًا وربع المليار ريال.[1]
  • وقف صالحة بنت حسن عبدالسلام الطباخ، المتوفاة 1263هـ، فقد أوقفت دارها عليها وعلى ذريتها من بعدها،[6] ويعد هذا الوقف نموذج من الوقف الذري، وتم استبداله مؤخراً، كونه يقع ضمن منطقة توسعة الحرام المكي في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز،[7] وتشمل الدار كاملاً، الكائن بحارة شعب بني عامر،[8] وبمساحة تقدر 22444 متر مربع، يبعد عن الحرم المكي (800-950) متر، وتم تقدير قيمة التعويض بمبلغ (26.927.000) ستة وعشرون مليوناً وتسعمائة وسبعة وعشرون ألف ريال سعودي، وحددة الناظرعلى وقفها يكون لنفسها، ثم لابنتها، ثم لأولادها وأولاد أولادها الأرشد فالأرشد، ثم لذوي عصبة الواقفة، وذوي الأرحام، فإن آل إلى الحرم المكي يكون الناظر للحاكم الشرعي.[7]

أنواع الأوقاف في السعودية عدل

إجمالي الأوقاف المسجلة في السعودية 33.229 وقفًا، تشكل الأراضي والمزارع منها 44 في المائة، و المزارع تصدرت النسبة الأعلى من الأوقاف المقدرة بـ 27 في المائة من إجمالي الأوقاف وجاءت الأراضي في المرتبة الثانية بنسبة 17 في المائة، فيما شكلت أوقاف سكن الأئمة نسبة 7 في المائة، وتمثل الأوقاف المختلفة غير المصنفة نسبة 33 في المائة وتتوزع نسبة 10 في المائة على العمائر والديار والدكاكين والأسواق التجارية والآبار والشقق.[2]

أبرز مجالات عمل القطاع الوقفي في المملكة العربية السعودية عدل

  1. المجالات الدعوية: بناء المساجد وعمارتها ، بناء و دعم تحفيظ القرآن الكريم ، إنشاء و دعم مراكز توعية الجاليات.
  2. المجالات الاجتماعية :دعم المعسرين، وتسديد الديون والالتزامات المالية ، دفع الديات .
  3. التعليم والبحث العلمي :بناء المدارس الوقفية، أوقاف الجامعات لدعم البحث العلمي، مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
  4. المجالات الصحية: تقديم منح لطلاب الطب الفقراء ، و تأسيس و دعم مراكز الفشل الكلوي.
  5. الإسكان: إسكان مستفيدي الضمان الاجتماعي "الإسكان التنموي"، إسكان الأئمة والمؤذنين.
  6. المجالات الإغاثية: إفطار الصائمين ، حفر الآبار ، سقيا الماء، تأثيث بيوت الفقراء.
  7. الصناعات المحلية والأسر المنتجة :دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، دعم الصناعات المحلية والتسويق لها .
  8. الأمن الغذائي .[3][9]

مرتكزات الرؤية المستقبلية لقطاع الأوقاف في المملكة العربية السعودية عدل

  1. تحديث الأنظمة وسن تشريعات مرنة تلائم الاحتياجات الحالية.
  2. حوكمة قطاع الأوقاف وتعزيز الرقابة والشفافية.
  3. تطوير العمل الوقفي والتوعية بأهمية الوقف.
  4. تنمية الأعيان الوقفية وتقديم منتجات وقفية جاذبة تحفز على نمو وتنوع محفظة الأوقاف.
  5. كفاءة إدارة الأعيان الوقفية، وزيادة العائد على استثمارها.
  6. الإنفاق المتنوع لريع وغلات الأوقاف على برامج ذات أثر اجتماعي مرتفع.[3]

انظر أيضاً عدل

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث المحسن، إبراهيم (28 ديسمبر 2020). "الوقف في المملكة العربية السعودية". صحيفة الجزيرة السعودية. مؤرشف من الأصل في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-16.
  2. ^ أ ب حامد، عبدالله (السبت 29 أكتوبر 2016). "33.2 ألف وقف مسجل في السعودية .. 44 % منها أراض ومزارع". صحيفة الاقتصادية- السعودية. مؤرشف من الأصل في 17-01-2023. اطلع عليه بتاريخ 17-01-2023. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  3. ^ أ ب ت "تقرير اقتصاديات الأوقاف" (PDF). لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-17.
  4. ^ "تعريف بالهيئة العامة للأوقاف". مؤرشف من الأصل في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-16.
  5. ^ "وقف الملك عبدالعزيز". الهيئة العامة للأوقاف. مؤرشف من الأصل في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-16.
  6. ^ خالد بن علي بن محمد المشيقح (1440هـ - 2019م). "الجامع لأحكام الوقف والهبات والوصايا". waqfeya.net. 2. قطر: سلسلة إصدارات ساعي العلمية (13). ص. 142،337،339. مؤرشف من الأصل في 2024-02-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-22. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة=، |تاريخ=، و|سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)
  7. ^ أ ب د. عبدالحليم بن عبدالعزيز مازي (1444هـ - 2023م). "وقف صالحة بنت حسن الطباخ منذ شوال 1262هـ". saee.store (ط. الثانية). السعودية: إصدار (29) من سلسلة إصدارات ساعي العلمية في الأوقاف. ص. 3،121،114-115. ISBN:978-603-04-4493-9. مؤرشف من الأصل في 22-03-2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-22. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  8. ^ حي من أحياء مكة القديمة، وقد أزيلت ضمن المنافع التي ألحقت بتوسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام.
  9. ^ الشهري، أماني بنت زهير (يناير 2021). "واقع المؤسسات الوقفية في المجتمع السعودي". مجلة الخدمة الاجتماعية. مصر: الجمعية المصرية للأخصائيين الاجتماعيين. ج. 67 ع. 1: 51-77. مؤرشف من الأصل في 2023-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-17.

وصلات خارجية عدل