النساء في آيسلندا

تتمتع النساء في آيسلندا بالمساواة بين الجنسين. وتمثل النساء العاملات اعتبارًا من عام 2018، نسبة 88% من العمال، وتمثل الإناث 65% من الطلاب الملتحقين بالجامعات، و41% من أعضاء الألثينغي (البرلمان الوطني في آيسلندا). ومع ذلك، ما زال أجر المرأة أقل من الرجل بنحو 14%، مع العلم أن هذه الإحصاءات لا تأخذ بعين الاعتبار ساعات العمل الطبيعية والإضافية وظروف العمل. يوجد في آيسلندا أعلى نسبة في العالم للنساء المنخرطات في سوق العمل، بالإضافة إلى تخصيص عدد كبير لرعاية أطفال النساء العاملات، وإجازة لمدة ثلاثة أشهر لكل شخص (إناثًا وذكورًا) يُنجب مولودًا جديدًا.[3][4] يمكن القول إن آيسلندا واحدة من أكثر دول العالم دعمًا للنسوية، بعد حصولها على هذا اللقب في عام 2011 للسنة الثانية على التوالي. كانت آيسلندا أول دولة تصل فيها امرأة إلى منصب رئيس للبلاد، عندما انتُخبت فيغديس فينبوغادوتير في عام 1980. كما عُينت فيها أول رئيسة حكومة في العالم ومثلية الجنس بشكل علني، يوهانا سيغوراردوتير، التي انتُخبت رئيسة للوزراء في عام 2009. وفقًا لتقرير المنتدى العالمي الاقتصادي عن الفجوة بين الجنسين، تتمتع آيسلندا بأصغر فجوة بين الجنسين، وهو الترتيب الذي تصدرته منذ عام 2009. كان لدى آيسلندا في عام 2020، فجوة تُقدر بنسبة 12.2%، وذلك بعد دراسة أربع مجالات: الصحة والتعليم والمشاركة الاقتصادية وفرص العمل والتقدم السياسي. تتناقص فجوة الأجور بين النساء والرجال بمعدل قد يصل إلى نقطة التكافؤ عام 2068. في المتوسط، تكسب النساء حوالي 72 % من نسبة رواتب الرجال. لكنها ما زالت تخضع للعنف المنزلي والجنسي.[5][6][7][8]

لمحة تاريخية عدل

عصر الفايكينغ (793-1066 قبل الميلاد) عدل

عصر استيطان آيسلندا ( تقريبًا بين عامي 870-930 قبل الميلاد) عدل

استعمر الرجال والنساء الإسكندنافيون إنجلترا وجزر شيتلاند وأوركني وآيسلندا أثناء هجرتهم من الدول الإسكندنافية في عصر الفايكنج. سافرت النساء الإسكندنافيات برفقة الرجال للاستكشاف، ولكنهم استقروا سوية بعد ذلك في مستوطنة آيسلندا. كانت المُستعمرة «أود ديب ماينديد»، واحدة من أوائل المستعمرات المعروفة التي وطنتها الأيسلنديات. وواحدة من أهم المستعمرات الأربعة الرئيسية في التاريخ الأيسلندي القديم. من بين أوائل الأيسلنديات البارزات، المستكشفة غودريد ثوربجارناردوتير والشاعرة شتاينن ريفسدوتر وتورجير إجيلسدوتير زوجة أولاف ذا بيكوك. انتهى عصر الاستيطان في عام 930 قبل الميلاد مع تزامن إنشاء البرلمان الوطني الآيسلندي.[9][10][11][12][13][14]

عصر الكومنولث المبكر عدل

عملت النساء الإسكندنافيات خلال عصر الفايكنج، في الزراعة والتجارة إلى جانب الرجال، وكثيرًا ما كن مسئولات عن المحاصيل في غياب أزواجهن أو بعد تعرضهم للقتل. شكّلت النساء جلسات عمل نسائية لصنع المنسوجات الصوفية في آيسلندا. استُخدمت المنسوجات في العصور الوسطى على أنها شكل من أشكال العملة في آيسلندا، وكانت هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه العملة قانونية في التاريخ القديم (القرن الحادي عشر) من قوانين غريغاس. صدّرت آيسلندا عباءات بأشكال وألوان مختلفة إلى أوروبا.[15][16][17]

هيمن الذكور على المجتمع في عصر الفايكنغ، مع تحديدهم لأدوار الجنسين. دُفن الموتى مع بعض ممتلكاتهم: دُفن الرجال بالأدوات والمعدات والأسلحة، والنساء مع عدّة التطريز والمجوهرات وخواتم المفاتيح والأدوات المنزلية، إضافة إلى أنهم عثروا على حبات خرز ومسابح في كل من قبور الذكور والإناث. كان يحق للنساء في عصر الفايكنغ، الحصول على ممتلكاتهن الخاصة وطلب الطلاق، كما كان يحق لهن استعادة مهرهن. إذا توفي الرجل، تحل زوجته محله بشكل دائم، وبهذه الطريقة، غالبًا ما كانت النساء تدير المزارع أو الأعمال التجارية. تشير ساغاس الآيسلندية إلى عمل النساء في عصر الفايكنغ، في التمريض والتوليد، بالإضافة إلى مداواة جروح الرجال المصابين في المعارك.[18][19][20][21]

منح المرأة حق التصويت عدل

حصلت المرأة الآيسلندية على حق التصويت في الانتخابات البرلمانية عام 1915.[22]

اقتصر التصويت في عام 1845، على الرجال الذين تجاوزوا سنًا معينًا والذين كان لديهم أموالًا لدفع الضرائب. رُفعت هذه القيود مع مرور الوقت، وفي عام 1903، كان بإمكان جميع الرجال التصويت باستثناء العمال الزراعيين. وُسّع حق التصويت في الانتخابات البلدية في عام 1907 ليشمل جميع النساء، أما الأرامل والنساء العازبات فكان لديهن حق التصويت منذ بداية عام 1882.[23]

اتُفق على مشروع قانون بشأن حق المرأة في التصويت من قبل الألثينغي في عام 1911، وصُدق عليه في عام 1913، وسُن في 19 يونيو 1915 من قبل الملك الدنماركي ولكنه لم يمنح التصويت إلا للنساء فوق سن 40 عامًا، كما لم يمنح حق التصويت للخادمات. في ذلك الوقت كان هناك حوالي 12000 امرأة أيسلندية. رُفعت هذه القيود في عام 1920، بعد أن أصبحت أيسلندا دولة مستقلة تحت السيادة الدنماركية في عام 1918.[24][25][26]

إضراب المرأة في عام 1975 عدل

يقال إنه في عام 1975، كانت النساء العاملات أقل بنسبة 60 % من الرجال. لم تتمكن الكثير من النساء من العمل لاضطرارهن إلى البقاء في المنزل للقيام بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال. تركت النساء عملهن الرسمي وغير الرسمي في الساعة 14:05 (2:05 مساءً) في يوم الجمعة، 24 أكتوبر، وهو الوقت الذي كن يكسبن فيه أجرهن اليومي الذي كان معادلًا لمتوسط أجور الرجال. كان حجم الحدث كبيرًا للغاية، إذ شاركت فيه 25,000 امرأة في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 220.000 نسمة. شارك نحو 90 % من النساء في مدينة ريكيافيك. أثرت الضربة الأولى في عام 1971 على أشياء كثيرة. كان العديد من معلمي المدارس من النساء، لذلك أُغلقت هذه المدارس أو أوشكت على الإغلاق. أدى انقطاع الاتصال إلى تعطيل الخدمة الهاتفية ووقف طباعة الصحف، إذ كان جميع منضدي الحروف المطبعية من النساء. كانت مراكز الرعاية النهارية مغلقة في الغالب، نظرًا لكون جميع عمالها من النساء، لذلك كان على الرجال اصطحاب أطفالهم للعمل. نفدت الوجبات سهلة الطهي في العديد من المتاجر، بالإضافة إلى الحلويات وألعاب تشتيت انتباه الأطفال. استمر الإضراب حتى منتصف الليل، إلى أن عادت النساء إلى العمل. عادت جميع منضدات الحروف المطبعية إلى إعداد الصحف التي كانت مكرسة بالكامل للدفاع عن إضراب النساء.[27]

حققت المرأة هدفها المنشود، وأُغلقت آيسلندا بشكل كامل وأساسي لهذا اليوم. أشار الرجال إلى هذا اليوم باسم «يوم الجمعة الطويل». تقول فيغديس فينبوغادوتير إنها لم تكن لتصبح رئيسة بدون الإضراب الذي وصفته بأنه «الخطوة الأولى لتحرير المرأة في آيسلندا»، والذي «شل البلاد بالكامل وفتح أعين العديد من الرجال». أنشأت آيسلندا في السنة التي تلت الإضراب، مجلسًا للمساواة بين الجنسين، وأصدرت قانونًا للمساواة بين الجنسين، للقضاء على التمييز بين النساء والرجال في مكان العمل والمدارس.[28][29]

القرن الحادي والعشرين عدل

تكرر الإضراب في الأعوام التالية: 1975 و 2005 و 2010 و 2016. غادرت النساء في آيسلندا العمل في الوقت الذي كن يتحصلن فيه على أجر أقل من أجر الرجال. تركت النساء العمل يوم 24 أكتوبر 2016، في الساعة 2:38 مساءً، للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 41 ليوم إضراب المرأة الأيسلندية. ما أكسب النساء نصف ساعة أكثر بالنسبة للأجور خلال 11 عامًا، أي أقل بقليل من ثلاث دقائق في السنة. انتشرت حملة النساء العالمية، وهي نسخة عالمية مستوحاة من الإضراب الأيسلندي، في عامي 2017 و 2018.[30][31]

المراجع عدل

  1. ^ "Table 4: Gender Inequality Index". United Nations Development Programme. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-07.
  2. ^ "The Global Gender Gap Report 2013" (PDF). World Economic Forum. ص. 12–13.
  3. ^ "The Iceland women's strike, 1975". libcom.org. مؤرشف من الأصل في 2019-12-30. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-09.
  4. ^ Smith، Colletta (7 ديسمبر 2016). "Iceland: Top for equality but still 'needs to do more'". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2019-05-20.
  5. ^ "Johanna Sigurdardottir | prime minister of Iceland". Encyclopædia Britannica. مؤرشف من الأصل في 2019-12-07.
  6. ^ "Economies". Global Gender Gap Report 2015. مؤرشف من الأصل في 2020-01-15.
  7. ^ Disill. "Vigdís Finnbogadóttir". english.forseti.is. مؤرشف من الأصل في 2016-10-15. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  8. ^ "Icelandic women cut working day to protest wage gap". The France 24 Observers. مؤرشف من الأصل في 2018-10-19.
  9. ^ Andrews, Evan. "Women Also Set Sail on Viking Voyages, Study Shows". history.com (بالإنجليزية). A&E Television Networks, LLC. Archived from the original on 2019-04-06. Retrieved 2018-10-19.
  10. ^ Ghose، Tia. "Viking Women Colonized New Lands, Too". Live Science. مؤرشف من الأصل في 2019-11-25. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-21.
  11. ^ Jesch، Judith (1991). Women in the Viking age. Boydell Press. ص. 80. ISBN:9780851153605.
  12. ^ "The Laxdale Saga — Icelandic Saga Database". Icelandic Saga Database (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-06-20. Retrieved 2018-09-05.
  13. ^ Somerville, Angus A.; McDonald, R. Andrew (2014). The Viking Age: A Reader, Second Edition (بالإنجليزية). University of Toronto Press. ISBN:9781442608702. Archived from the original on 2020-01-28. Retrieved 2018-10-21.
  14. ^ Zori، Davide Marco (2 مايو 2016). The Norse in Iceland. ج. 1. DOI:10.1093/oxfordhb/9780199935413.013.7. مؤرشف من الأصل في 2019-05-29.
  15. ^ Milek، Karen (1 نوفمبر 2012). "The Roles of Pit Houses and Gendered Spaces on Viking-Age Farmsteads in Iceland". Medieval Archaeology. ج. 56 ع. 1: 85–130. DOI:10.1179/0076609712Z.0000000004. ISSN:0076-6097.
  16. ^ "BBC - History - Viking Women". مؤرشف من الأصل في 2019-06-26. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-16. Both farming and trading were family businesses, and women were often left in charge when their husbands were away or dead. There is also evidence that women could make a living in commerce in the Viking Age. Merchants' scales and weights found in female graves in Scandinavia suggest an association between women and trade.
  17. ^ Priest-Dorman، Carolyn (2001). "Trade Cloaks: Icelandic Supplementary Weft Pile Textiles" (PDF). Complex Weavers' Medieval Textiles. ISSN:1531-1910. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-09-28.
  18. ^ "Women Doctors In The Viking Age". The British Medical Journal. ج. 1 ع. 2925: 95. 1917. ISSN:0007-1447. JSTOR:20306280.
  19. ^ Byock، Jesse L. (22 فبراير 2001). Viking Age Iceland. Penguin UK. ISBN:978-0-14-193765-6.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  20. ^ O’Sullivan، Joanne (1 يناير 2015). "Strung Along: Re-evaluating Gendered Views of Viking-Age Beads". Medieval Archaeology. ج. 59 ع. 1: 73–86. DOI:10.1080/00766097.2015.1119384. ISSN:0076-6097.
  21. ^ Pruitt, Sarah. "What Was Life Like for Women in the Viking Age?". history.com (بالإنجليزية). A&E Television Networks, LLC. Archived from the original on 2019-07-08. Retrieved 2018-10-19.
  22. ^ "World suffrage timeline - Women and the vote | NZHistory, New Zealand history online". nzhistory.govt.nz (بالإنجليزية). Ministry for Culture and Heritage. Archived from the original on 2019-08-14. Retrieved 2018-10-19.
  23. ^ Jonasson، Stefan. "100 years of women's suffrage in Iceland". www.lh-inc.ca. Lögberg-Heimskringla. مؤرشف من الأصل في 2019-03-17. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  24. ^ Styrkársdóttir, Auður. "Kvennasögusafn Íslands - Women's suffrage in Iceland". kvennasogusafn.is (بالآيسلندية). Director of the Women’s History Archives, Iceland from 2001-2016. Archived from the original on 2018-10-19. Retrieved 2018-10-19.
  25. ^ Benjamin، Gabríel (6 مارس 2015). "Icelanders Celebrate The 100 Year Anniversary Of Women's Suffrage - The Reykjavik Grapevine". The Reykjavik Grapevine. مؤرشف من الأصل في 2016-03-19. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-19.
  26. ^ Elliott, Alëx (19 Jun 2015). "Iceland Celebrates 100 Years of Women's Suffrage". Iceland Review (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-10-19. Retrieved 2018-10-19.
  27. ^ "Icelandic women cut working day to protest wage gap". France24. 25 أكتوبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2018-10-19.
  28. ^ "Icelandic women strike for economic and social equality, 1975 | Global Nonviolent Action Database". nvdatabase.swarthmore.edu. مؤرشف من الأصل في 2019-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-09.
  29. ^ Brewer, Kirstie (23 Oct 2015). "The day Iceland's women went on strike". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2020-01-06. Retrieved 2016-12-09.
  30. ^ James، Selma (8 مارس 2018). "Decades after Iceland's 'day off', our women's strike is stronger than ever | Selma James". The Guardian. ISSN:0261-3077. مؤرشف من الأصل في 2019-12-30. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-03.
  31. ^ CNN، Judith Vonberg and Laura Perez Maestro. "'If women stop, the world stops:' Women down tools for 'feminist strike'". CNN. مؤرشف من الأصل في 2019-08-04. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-03. {{استشهاد ويب}}: |الأخير= باسم عام (مساعدة)
العنوان الذي أريد
 
تعليق على صورة
تعليق على صورة
مؤشر عدم المساواة بين الجنسين[1]
القيمة هنا
مرتبة هنا
معدل وفيات الأمهات لكل 100.000 هنا
المرأة في الحكومة هنا
الإناث أكثر من 25 في التعليم الثانوي هنا
المرأة في القوى العاملة هنا
مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين[2]
القيمة هنا
مرتبة هنا