المخابرات البحرية الألمانية

منظمة

كانت المخابرات البحرية الألمانية تابعة للأسطول البحري الألماني، ولها تاريخ طويل يعود إلى فترة حكم القيصر الألماني، فيلهلم الثاني، عام 1899.[1]

المخابرات البحرية الألمانية

امتلك الفرع أسماء مختلفة خلال فترة وجوده. كان بين عامي 1901 و1919 «قسم الأخبار»، أو يرمز له بحرف N من كلمة (نيوز بالإنجليزية) والتي تعني الأخبار. ركز فرع المخابرات جهوده ضد فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وجه الخصوص نظرًا لتفوق البحرية الملكية عليها.

لم تؤثر أنشطة قسم الاستخبارات بشكل كبير على مجريات الحرب العالمية الأولى التي انتهت بهزيمة ألمانيا عام 1919. حُلّ فرع المخبرات البحرية في ربيع عام 1925 ولم يعاد تشكيله حتى شهر أكتوبر من عام 1934 على يد ضابط البحرية ثيودور أربس. مرت الخدمة بالعديد من مراحل إعادة التنظيم بدءًا من كونها جزءًا من القيادة العليا للبحرية حتى انتهاءها في 22 يوليو عام 1945.[2]

التأسيس

عدل

بعد تشكيل هيئة الأسطول البحري الألمانية عام 1899، سعى رئيسها اللواء في البحرية أوتو فون ديدريخس إلى إنشاء وكالة استخبارات بحرية. ملتمسًا من القيصر فيلهلم الثاني قبول المشروع عام 1900. على الرغم من موافقة القيصر على الخطة، اعترض الأدميرال ألفرد فون تيربيتس عليها بهدف الحد من توسع سلطة الأسطول البحرية الألمانية. بكل بساطة رفض تيربيتز الاستجابة لطلب ديدريخس بالتمويل، ما فرض على الأخير إعادة الطلب من القيصر مرة أخرى في يناير من عام 1901.[3]

قدم ديديريتش مذكرة مفادها أنه لولا وجود قسم الاستخبارات الألمانية لاستحال وضع خطط لمواجهة حوادث الحرب غير المتوقعة، وأنهم بحاجة ماسة لها لمواجهة أعداءهم مثل فرنسا والولايات المتحدة في ظل وجود وسائل محدودة لجمع المعلومات الاستخباراتية التي اقتصرت على مراجعة تقارير الصحف ومراجعات ضباط البحرية كمصدر للمعلومات. احتاجت البحرية لامتلاكها طاقم الاستخبارات الخاص بها على غرار فرع المخابرات الحربية. طلب ديدريخس وجود أربعة موظفين لإدارة القسم الجديد؛ ضابط أركان ليقود الفرع، وقائد ملازم أول، وموظف خارج الخدمة يعمل في تنفيذ الإجراءات الخاصة مثل تمرير المراسلات ودفع أجور الموظفين، ورسام خرائط يمكن أن يعمل كمصور أيضًا. قدّرت الميزانية السنوية بنحو 150000 ماركًا ذهبيًا.[4]

وافق القيصر مرة أخرى على الاقتراح وأمر المكتب البحري بتنفيذه، لكن تيربيتز استمر في عرقلة مشروع ديدريخس وذلك بخفض ميزانيته من 150000 إلى 10000 مارك فقط. ومع ذلك كان المبلغ كافيًا لإنشاء قسم المخابرات في مقر الأسطول البحري في برلين تحت اسم «مكتب الاستخبارات» ورمز له بحرف N.[4]

بين عامي 1901 و1018

عدل

كانت خدمة الاستخبارات الألمانية بمثابة خدمة إخبارية تابعة للأسطول البحري الألماني بين عامي 1901 و1919. عرفت عام 1901 باسم مكتب الأخبار وكانت قسمًا مستقلًا عن خدمة البحرية الألمانية الإخبارية، وظيفته نشر الصحافة وتمرير الدعاية لمكتب البحرية. بدأت اختبارات تحليل إشارات الراديو من قبل مكتب الاستخبارات في عام 1912 عبر هوائيات متصلة بطائرات ورقية لرصد الترددات الصادرة عن البحرية البريطانية.[5]

الهيئة

عدل

قبل بدء الحرب العالمية الأولى، كان تنظيم خدمة الاستخبارات البحرية كالتالي: يوجد ضمن هيئة الأركان البحرية ضابط واحد مهمته حل جميع المشاكل التي تواجه القسم، بالإضافة إلى تأسيس شرطة الاستخبارات المسؤولة عن رصد الإشارات البحرية. لكن سرعان ما زاد حجم العاملين في القسم إلى أربعة أعضاء. وعلى الرغم من كل العوائق التي رسمها تيربيتز، مرّ على المخابرات البحرية ثلاثة رؤساء خلال 18 عامًا من إنشائها. وكان الرئيس التنفيذي للوحدة هو فريتز فون بريجر. كان الرؤساء الإداريون لقسم الأخبار في هيئة الأركان البحرية هم:[6]

  • القبطان آرثر تابكن (1901-1914) تزوج من امرأة إنجليزية.
  • القائد والتر إيزندال (1914-1918) كابتن الفرقاطة.
  • الكابتن بول إيبرت (1918-1919).

كان مدير الاستخبارات عادة ما يوقع المستندات بحرف N وبعدها أول حرف من اسمه.[7]

قُسمت الواجبات ضمن قسم الاستخبارات إلى عدة أقسام فرعية. كان الأكثر أهمية منها هو جمع المعلومات الاستخباراتية من الخارج، كان يرمز لهذا القسم بـNI ، وأداره فريتز بريغر بين عامي 1913 و1919. أدار الملازم البحري جورج ستامر المسؤوليات المتعلقة بأمانة السر، والذي عمل مع مكتب الاستخبارات لمكافحة عمليات التجسس البحري. ظهرت العديد من الفروع التابعة لمكتب الاستخبارات البحرية ما أدى إلى توسعه بشكل كبير. على الرغم من عدم تسجيل موظفيها ضمن الأرشيف الألماني في تلك الفترة، لكن على وجه التأكيد استخدمت المخابرات البحرية مئات الموظفين على الأقل، إذ بلغت ذروتها عام 1918 نحو 1100 موظف. بدأ فيلهلم كاناريس مسيرته بالعمل في فرع المخابرات البحرية كموظف ثانوي، ليصبح رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد رايخ الثالث. انبثقت من المخابرات البحرية وكالة مكافحة التجسس البحرية التي كان يرمز لها بحرف G تحت إدارة بول إيبرت والذي كان سيصبح مدير الخدمة الاستخباراتية في عام 1918. أُسس عام 1916 فرع تخريبي تمت تسميته بـ (إن آي ڤي) تعمل تحت غطاء وكالة تجارية.[7]

عملت وكالة الاستخبارات البحرية الألمانية بشكل مختلف جذريًا عن منافسها مكتب خدمة الاستخبارات البريطانية. إذ كانت الاستخبارات الألمانية جزءًا من الأسطول البحري وكان تدار بشكل حصري من قبل البحرية الملكية، على عكس الاستخبارات البريطانية التي كانت أكثر استقلالية وأقل توجهًا نحو الجناح العسكري. كان على الموظفين في الاستخبارات البحرية العمل فيها لبضع سنوات فقط قبل العودة إلى مهامهم الأصلية في البحرية، إذ لا يمكنهم العمل فيها بشكل دائم. على سبيل المثال، بعد مغادرة تابكين لقسم لمكتب الاستخبارات البحرية عام 1914 أكمل عمله في أسطول البحرية الألماني ضمن مجالات متعددة ورُقّي إلى عقيد بحري خلال فترة الحرب.[7]

المراجع

عدل
  1. ^ Reinhard R. Doerries؛ Gerhard L. Weinberg (18 أكتوبر 2013). Hitler's Intelligence Chief: Walter Schellenberg: Walter Schellenberg. Enigma Books. ص. 372–. ISBN:978-1-936274-13-0. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  2. ^ Nigel West (2010). Historical Dictionary of Naval Intelligence. Rowman & Littlefield. ص. 187–. ISBN:978-0-8108-6760-4. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
  3. ^ Boghardt، Thomas (1997). Spies of the Kaiser: German covert operations in Great Britain during the First World War. Basingstoke: Palgrave Macmillan. ص. 14. ISBN:9781403932488.
  4. ^ ا ب Boghardt, p. 15
  5. ^ Faulkner، Marcus (1 أغسطس 2010). "The Kriegsmarine, Signals Intelligence and the Development of the B-Dienst Before the Second World War". Intelligence and National Security. ج. 25 ع. 4: 521–546. DOI:10.1080/02684527.2010.537030.
  6. ^ West، Nigel (24 ديسمبر 2013). Historical Dictionary of World War I Intelligence. Scarecrow Press. ص. 215. ISBN:978-0-8108-8002-3. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-31.
  7. ^ ا ب ج Boghardt, p. 16

المصادر

عدل
  • Friedrich L Bauer: Die Komödie der Irrungen im Wettstreit der Kryptologen. Vortrag vom 14. Dezember 2007. Bayerische Akademie der Wissenschaften: München 2008 (Abhandlungen, Neue Folge, Heft 176)
  • Heinz Bonatz: Die deutsche Marine-Funkaufklärung 1914–1945. Wehr und Wissen: Darmstadt 1970. (Reihe Beiträge zur Wehrforschung Band 20/21. ISSN 0067-5253)
  • Heinz Bonatz: Seekrieg im Äther. Die Leistungen der Marine-Funkaufklärung 1939–1945. E.S. Mittler: Herford 1981. (ردمك 3-8132-0120-1)
  • Ralph Erskine: Enigma’s Security: What the Germans Really Knew. In: Michael Smith and Ralph Erskine (eds.): Action this day. Bantam Press: London 2001, S.370–385. (ردمك 0-593-04910-1)
  • Helmuth Giessler: Der Marine-Nachrichten- und Ortungsdienst. Technische Entwicklung und Kriegserfahrungen. J. F. Lehmann: München 1971, (Reihe Wehrwissenschaftliche Berichte Band 10. ISSN 0083-7822)
  • Halpern، Paul G. (1995). A Naval History of World War I. Annapolis, MD: Naval Institute Press. ISBN:978-1-55750-352-7.
  • Hans H. Hildebrand, Walther Lohmann: Die deutsche Kriegsmarine. 1939–1945. Gliederung, Einsatz, Stellenbesetzung. Podzun: Bad Nauheim 1956, Kapitel 32.
  • Hans H. Hildebrand: Die organisatorische Entwicklung der Marine nebst Stellenbesetzung 1848 bis 1945. 3 Teile. Biblio-Verlag: Osnabrück 2000 (Reihe Formationsgeschichte und Stellenbesetzung der deutschen Streitkräfte 1815–1990 Band 2). (ردمك 3-7648-2541-3)
  • Herwig، Holger (1980). "Luxury" Fleet: The Imperial German Navy 1888–1918. Amherst, New York: Humanity Books. ISBN:978-1-57392-286-9.
  • Werner Rahn: Warnsignale und Selbstgewissheit. Der deutsche Marine-Nachrichtendienst und die vermeintliche Sicherheit des Schlüssels M („Enigma") 1943/44. In: Militärgeschichtliche Mitteilungen 61 (2002), S.141–154
  • Werner Rahn: Der Einfluss der Funkaufklärung auf die deutsche Seekriegführung im Ersten und Zweiten Weltkrieg. In: Winfried Heinemann (Hrsg.): Führung und Führungsmittel. Militärgeschichtliches Forschungsamt, Potsdam 2011 S.15–56
  • Rebecca Ratcliffe: Searching for Security. The German Investigations into Enigma’s Security. In: Intelligence and National Security 14 (1999) Heft 1 (Special Issue) S.146–167.
  • Rebecca Ratcliffe: How Statistics led the Germans to believe Enigma Secure and why they were wrong: neglecting the practical mathematics of cipher machines. In: Brian J. Winkel (Hrsg.)The German Enigma Cipher Machine. Artech House: Boston, London 2005.
  • Jürgen W. Schmidt (Hrsg.): Geheimdienste, Militär und Politik in Deutschland. Ludwigsfelder Verlags-Haus: Ludwigsfelde 2008. (Reihe Geheimdienstgeschichte Band 2). (ردمك 978-3-933022-55-4)
  • KKpt. Achim Teubner, März 1939, zitiert bei Werner Rahn: Die Funkaufklärung in der Reichs- und Kriegsmarine 1919–1939. In: Heinemann, 2011