الغزو الإسباني لغواتيمالا

كان الغزو الإسباني لغواتيمالا صراعًا ممتدًا خلال فترة الإستعمار الأسباني للأمريكتين، حيث ضم المستعمرون الإسبانيون تدريجيًا المقاطعة التي أصبحت دولة غواتيمالا الحديثة للتاج الملكى الإسباني لإسبانيا الجديدة.ضمت تلك المقاطعة قبل الغزو عددًا من الممالك المتنافسة التابعة لأمريكا الوسطى ينتمى معظمها لحضارة المايا. اعتبر العديد من الغزاة شعب المايا كافرًا ويحتاج لإجباره بالقوة على التحول والإصلاح[2].وجاء أول اتصال بين شعوب المايا والمستكشفين الأوروبيين في أوائل القرن السادس عشر عندما دمرت سفينة إسبانية تبحر من بنما إلى سانتو دومينغو على الساحل الشرقي من شبه جزيرة يوكاتان عام 1511[2].توالت بعد ذلك العديد من الحملات الإسبانية عام 1517 و1519 على مناطق مختلفة من ساحل يوكاتان.[3] الغزو الإسبانى للمايا شأنًا ممتدًا حيث قاومت ممالك المايا الانضمام للإمبراطورية الإسبانية بمثابرة شديدة جعلت هزيمتهم بعد قرنين من الزمان.[4]

الغزو الإسباني لغواتيمالا
جزء من الاستعمار الإسباني للأمريكيتين  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
 
التاريخ وسيط property غير متوفر.
بداية 1521  تعديل قيمة خاصية (P580) في ويكي بيانات
نهاية 1697  تعديل قيمة خاصية (P582) في ويكي بيانات
الموقع غواتيمالا  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
Painting of a bearded man in early 16th-century attire including prominent ruff collar, wearing a decorative breastplate, with his right hand resting on his hip and his left hand grasping a cane or riding crop.
القائد بيدرو دى ألفارادو الذي بادر بغزو غواتيمالا.[1]

وصل بيدرو دي ألفارادو من المكسيك المحتلة مؤخرًا في ذلك الوقت على رأس فرقة مختلطة من الغزاة الإسبان وبعض الحلفاء من السكان الأصليين معظمهم من مدينتى تلاكسكالا وتشولولا.تحمل المعالم الجغرافية في انحاء غواتيمالا الآن أسماء أماكن ناهيوتيلية بسبب تأثير هؤلاء الحلفاء المكسيك الذين ترجموا للإسبان.[5] تحالف المايا الكاكتشيكيل في البداية مع الإسبان ولكن سرعان ما ثاروا ضدهم بسبب طلبات الجزية المبالغ فيها ولم يستسلموا حتى 1530. في تلك الاثناء، هزم الإسبان وحلفائهم المحاربون المكسيك في غواتيمالا كلًا من ممالك المايا الكبرى في المرتفعات واخضعوهاللإمبراطورية الإسبانية بالفعل.وقد تواصل هرنان كورتيس مع المايا الإيتزا وجماعات الأراضي المنخفضة الأخرى في حوض منطقة بيتين لأول مرة في عام 1525، ولكن ظلت مستقلة ومعادية للإمبراطورية الإسبانية الزاحفة حتى عام 1697 عندما شن دون مارتين دى أورسوا هجومًا مدبرًا هزم فيه آخر ممالك المايا المستقلة.

اختلفت تكنولوجيا وأساليب الإسبان عن السكان الأصليين بشكل كبير. اعتبر الإسبان أخذ الرهائن عائقًا أمام تحقيق الانتصار المباشر، بينما أعطى المايا الأولوية لاحتجاز الأسرى وحصد الغنائم. افتقر السكان الأصليون لغواتيمالا العناصر الأساسية لتكنولوجيا العالم القديم كالعجلة، والأحصنة، والحديد، والصلب، والبارود. كما كانوا أكثر عرضًة لأمراض العالم القديم لعدم وجود أي مقاومة ضدها. فضٌل المايا الغارات والكمائن عن الحروب واسعة النطاق، مستخدمين في ذلك الرماح، والأسهم، والسيوف الخشبية المزودة بنصال من حجر السج. اعتمد شعب الزينكا من السهول الساحلية الجنوبية استخدام السم على سهامهم، وردًا على استخدام الإسبان لسلاح الفرسان، لجأ شعوب المايا في الأراضى المرتفعة لحفر تجاويف وتبطينها بعصى خشبية.

Painting with three prominent indigenous warriors in single file facing left, wearing cloaks and grasping staves, followed by a dog. Below them and to the right is the smaller image of a mounted Spaniard with a raised lance. To the left and indigenous porter carries a pack fixed by a strap across his forehead, and sports a staff in one hand. All are apparently moving towards a doorway at top left.
صفحة من لينزو دى تلاكسكالا تظهر أحد القادة الإسبان برفقة حلفاء من تلاكسكالا وحامل أمتعة من السكان الأصليين

المصادر التاريخية عدل

تتضمن المصادر التي تصف الغزو الإسبانى لغواتيمالا كتابات الإسبان أنفسهم، ومنهم خطابين من أصل أربعة خطابات كتبها الفاتح بيدرو دى ألفارادو إلى هرنان كورتيس عام 1524 التي يصف فيها الحملة المبدئية لإخضاع مناطق مرتفعات غواتيمالا. تم إرسال تلك الخطابات إلى تينوتشتيتلان موجهة إلى كورتيس مع وضع الجمهور الملكى في عين الاعتبار. اثنان من تلك الخطابات مفقودة الآن.[6] كان غونزالو دى ألفارادو ابن عم بيدرو دى ألفارادو ورافقه في حملته الأولى في غواتيمالا في عام 1525 وأصبح رئيسًا لشرطة سانتياغو دى كاباليروس دى غواتيمالا -العاصمة الإسبانية التي تأسست حديثُا-. كتب غونزالو سردًا لأحداث الغزو يدعم في أغلبه سرد ابن عمه بيدرو دى ألفارادو.

كتب حلفاء الإسبان من التكسكالا الذين اصطحبوهم في غزو غواتيمالا سردهم الخاص عن أحداث الغزو ومن ضمنها خطابًا لملك إسبانيا اعتراضا على سوء معاملتهم من قبل الإسبان عقب انتهاء الحملة.وأخرى في صورة استبيانات أجابوا عليها أمام القضاء الإستعمارى للاحتجاج والمطالبة بتعويض[7].وقد نجا سردان تصويريان رسما بأسلوب منمق وفقًا للتقاليد التصويرية للسكان الأصليين.هذان السردان هما; «لينزو دى كواوكيتشويان» الذي رسم في مدينة «سيوداد بييخا» والتي تعنى المدينة القديمة باللغة الإسبانية عام 1530 و«ليينزو دى تلاكسكالا» الذي رسم في مدينة تلاكسكالا.[8] تضمن عدد من الوثائق الاصلية سرد أحداث الغزو من وجهه نظر ممالك المناطق المرتفعة للمايا المنهزمة وتضمنت تلك الوثائق حوليات «الكاكشيكلس» والتي احتوت على تاريخ وقائع الإكساخيل الذين يصفون فيه تاريخ الكاكشيكلس بدءًا انطلاقا من إبداعهم الأسطورى مرورًا بالغزو الإسبانى حتى عام 1619[9].وصف خطاب إلى ملك إسبانيا من الطبقة النبيلة من شعوب المايا المنهزمة من التزوتوخيل عام 1571, تفاصيل إستغلال الشعوب المقهورة.[10] كان فرانسيسكو أنطونيو دي غوزمان ذ فوينتس وهو مؤرخ غواتيمالا الاستعماري من أصل إسباني الذي كتب «لا ريكارديسون فلوريدا»، وتسمى أيضا«ايستوريا دي غواتيمالا»(تاريخ غواتيمالا). وقد كتب الكتاب في 1690، ويعتبر واحدا من أهم الأعمال في تاريخ غواتيمالا، وهو الكتاب الأول من نوعه كونه كتب من قبل مؤلف كريولو.[11] وتميل التحقيق الميداني لدعم تقديرات السكان الأصليين وأحجام الجيش التي قدمها فوينتيس ذ غوزمان.[12]

خلفية الغزو عدل

اكتشف كريستوفر كولومبوس العالم الجديد لمملكة قشتالة عام 1492. وبعد ذلك دخل بعض المغامرون في عقود مع التاج الإسبانى لغزو الأراضى المكتشفة حديثًا في مقابل عائدات الضرائب والحق في الحكم.[13] في العقود الأولى بعد اكتشاف الاراضى الجديدة، احتل الإسبان منطقة الكاريبى وأسسوا مركزًا للعمليات في جزيرة كوبا. سمعوا بعد ذلك إشاعات عن إمبراطورية الإزتك الثرية في الأراضى الغربية الرئيسية عام 1519, أبحر هيرنان كورتيس بعد ذلك على رأس إحدى عشرة سفينة لإستكشاف الساحل المكسيكى.[14] وبحلول شهر أغسطس عام 1521, سقطت الأزتك عاصمة مملكة التينوتشتلان تحت حكم الإسبان.[15] مع وصول جنديًا واحدًا حاملًا لمرض الجدري إلى المكسيك، أنتشر الطاعون المدمر الذي انتشر بين الشعوب الأصلية للأمريكتين.[16] في خلال ثلاثة أعوام من سقوط مملكة التينوتشتلان، غزى الإسبان جزءًا كبيرًا من المكسيك يمتد إلى اقصى الجنوب حتى مضيق تيهوانتيبيك. أصبحت المقاطعة المفتوحة حديثًا إسبانيا الجديدة وحكمها والي استعان به ملك إسبانيا عبر مجلس جزر الهند.[17] تلقى هيرنان كورتيس تقارير عن أراضى ثرية مأهلة بالسكان جهة الجنوب وأرسل بيدرو دى ألفارادو ليتحقق من المنطقة.

التحضيرات للغزو عدل

في الفترة التي سبقت الإعلان عن قوات الغزو المفترض إرسالها إلى غواتيمالا، كان بالفعل قد تم جمع 10,000 جنديًا من قبل إمبراطور الازتك «كواهتيموك» لمرافقة البعثة الإسبانية. صدرت الأوامر بجمع الجنود من المدن المكسيكية والتلاكسكالاية. جهز المحاربون من السكان الأصليين أسلحتهم الخاصة ومنها السيوف، والرماح، والاقواس.[18] غادر جيش ألفارادو منطقى التينوتشتلان مع بداية موسم الجفاف قرابة النصف الثانى من نوفمبر وديسمبر عام 1523. قاد ألفارادو عند خروجه من عاصمة الازتك، 400 جنديًا إسبانيًا، وحوالى 200 محاربًا من تلاكسكالا وتشولتك، و100 جندي مكسيكى ليلتقى بالتعزيزات المجتمعة في الطريق.بحلول مغادرة الجيش لحوض المكسيك، وصل عدد الجنود إلى حوالى 20,000 جنديًا من السكان الأصليين من ممالك مختلفة على الرغم من ان هناك اختلاف على العدد الفعلى للمحاربين.[19] وبحلول مغادرة الجيش لبرزخ تيهوانتبيك، وصلت القوى المحتشدة من المحاربين الأصليين إلى 800من التكسكالا، 400من الهويخوتزينجز، 1600 من التيباكا بالإضافة إلى عدد آخر من المحاربين الآخرين من مقاطعات الأزتك السابقة. تم تجنيد المزيد من مقاتلين أمريكا الوسطى من زابوتك ومحافظات ميكستيك مع ضم المزيد من مقاتلى الناهوا من حامية ازتيك في سوكونوسكو.[20]

غواتيمالا قبل الغزو عدل

 

في بداية القرن السادس عشر، قسمت المقاطعة التي تمثل غواتيمالا الآن إلى العديد من الأنظمة السياسية الحاكمة المتنافسة، وكلاً منها عالقًا في صراعات من المناطق المجاورة[21] أهمها شعوب الكيتشى، والكاكشيكل، التزوتوخيل، والتشاخوما،[22] والمام، والبوكومام، والبيبل. كلها تنتنمى لمجموعات المايا ماعدا البيبل التي تنتمى إلى مجموعة الناهوا من الأزتك. تألفت البيبل من عدد من الدول المدن على امتداد ساحل المحيط الهادئ لغواتيمالا الجنوبية [23] والسلفادور. أسس البيبل عاصمتهم في إتزكونتيبيك. شعب الزينكا هو أحد الشعوب غير المنتمية لحضارة المايا التي شغلت منطقة الساحل الجنوبى الشرقى للمحيط الهادئ. لم يسبق لشعوب المايا الاتحاد كإمبراطورية واحدة، ولكن مع وصول الاحتلال الإسبانى، كان عمر حضارة المايا آلاف الأعوام وقد رأت بالفعل ارتقاء وسقوط العديد من المدن العظمى.[24] سيطرت على مرتفعات غواتيمالا العديد من دول المايا القوية في الليلة السابقة لغزوها[25].في القرون السابقة للغزو الإسبانى، على الرغم من تشكيل مملكة الكيتشى إمبراطورية صغيرة متكونة من جزء كبير من الجزء الغربى لمرتفعات غواتيمالا والسهل الساحلى للمحيط الهادئ المجاور لها، تمردت شعب الكاكشيكيل في أواخر القرن الخامس عشر على حلفائها من الكيتشى وأسست إمبراطوريتها الخاصة في الجنوب الشرقى وعاصمتها إكزيمشى. في العقود السابقة للغزو الإسبانى، طغت مملكة الكاكشيل بقوة على مملكة الكيتشى.[26] اشتملت مناطق المرتفعات على شعوب التزوتوخيل في محيط بحيرة أتيتلان، وشعوب المام في المرتفعات الغربية، وشعوب البوكومام في المرتفعات الشرقية.[27] كانت مملكة الإتزا النظام السياسى الأكثر نفوذًا في منطقة بيتين المنخفضة لشمال غواتيمالا [28] وتركزت حول عاصمتها نويبيتين على جزيرة في بحيرة بيتين إتزا.[29] ثانى أكثر نظام سياسة من حيث الأهمية هي المنطقة المجاورة المعادية لهم من شعوب الكواوخ الواقعة شرق الإتزا حول البحيرات الشرقية: بحيرة سالبيتين، وبحيرة ماكانشى، ووبحيرة ياكزا، وبحيرة ساكناب.[30] المجموعات والمناطق الأخرى أقل أهمية وتحديدها الجغرافى وتكوينها السياسى يظل غامضًا، ومن ضمنها التشيناميتا، والكيخاتشى، والإيكايتشى، واللانكاندون تشول، والموبان، والمانشى تشول، واليالاين. احتلت الكيخاتشى المنطقة الشمالية لبحيرة على الطريق لكامبيتشى، بينما امتلك الموبان والتشيناميتا أنظمتهم السياسية في بيتين الجنوبية الشرقية. وقعت مقاطعة المانشى في الجنوب الغربى للموبان.[31] وكانت مقاطعة يالاين في شرق بحيرة بيتين إيتزا.[32]

تكتيكات وأسلحة السكان الأصليين. عدل

لم تهدف حروب المايا إلى تدمير العدو ولكن جمع الأسرى وحصد الغنائم.[33] وصف الإسبان أسلحة الحر لشعوب المايا البيتين بأنها أقواس وأسهم، وأعمدة شحذت بالنار، ورماح برؤوس من حجر الصوان، وسيوف مزدوجة منحوتة من خشب قوى ونصول من حجر السج مشابهة لسلاح الماكواتيل لشعوب الأزتك.[34] وصف بيدرو دى ألفارادو مهاجمة شعوب الزينكا في منطقة المحيط الهادئ للإسبان بالرماح، والعصى، والأسهم المسمومة. أرتدى محاربو المايا دروعًا واقية مبطنة بالقطن الذي نقع في الماء المالح لجعله أكثر قساوة، والنتيجة كانت دروعًا تضاهى دروع الإسبان من الفولاذ الصلب. على مر التاريخ استخدم المايا الكمائن والغارات كأسلوبهم المفضل في الحروب، وأثبت استخدامهم لذلك الإسلوب مع الإسبان نجاحه في إعاقة الأوروبيين. وردًا على سلاح الفرسان، استخدم السكان في مرتفعات المايا[35] حفرات في الطرق مبطنة بعصى معالجة بالنيران لتصبح أقسى، كما استخدموا التمويه وغطوا تلك الحفر بالاعشاب والطحالب، ووفقًا لشعوب الكاكشيكيل، قضى ذلك الأسلوب على كثير من الأحصنة.[36]

الغزاة عدل

 
خريطة بأماكن الدخول الرئيسية ومواقع المعارك لغزو غواتيمالا

معظم الغزاة كانوا من المتطوعين، ومعظمهم لم يحصل على راتب ثابت ولكن أجزاء من غنائم النصر من المعادن الثمينة، ومنح قطع من الأراضى، وتوفير فرص العمل لهم على أراضى السكان الأصليين.[37] كثير من الإسبان كانوا بالفعل جنود مدربين ذوى خبرة سبق لهم الخروج في حملات إلى أوروبا.[38] أول اجتياح لغواتيمالا قاده بيدرو دى ألفارادو الذي حصل على اللقب العسكرى «أدى لانتادو» عام 1527 [39] استجابة للتاج الملكى الإسبانى من خلال هيرنان كورتيس في المكسيك. واشتمل الغزاة الآخرون على أشقاء بيدرو دى ألفارادو، جوميز دى ألفارادو، وخورخى دى ألفارادو، وجونزالو دى ألفاراو أي كونترياس، بالإضافة إلى أبناء عمومته جونزالو دى ألفارادو دى شافيز، هيرناندو دى ألفارادو، ودييغو دى ألفارادو. كان بيدرو دى بورتوكاريرو [40] أحد النبلاء الذين اشتركوا في الغزو الأول. بيرنال دياز كان واحدًا من النبلاء الصغار الذين رافقوا هيرنان كورتيس في عبوره للاراضى المنخفضة الشمالية، كما رافق بيدور دى ألفارادو في غزوه للمرتفعات.[41] بالإضافة للإسبان، اشتملت قوات الغزو على الكثير من العبيد الأفريقيين والأحرار المسلحين.[42]

أسلحة وتكتيكات الإسبان عدل

اختلفت أسلحة وتكتيكات الإسبان بشكل كبير عن السكان الأصليين لغواتيمالا. استخدم الإسبان النشاب والأسلحة النارية (المدافع والبنادق)[43] وكلاب الحرب وخيول الحرب.[44] اعتبر سكان أمريكا الوسطى أخذ الرهائن أولوية بينما رآه الإسبان عائقًا أمام تحقيق النصر المباشر. وعلى الرغم من دقة وتعقيد سكان غواتيمالا، افتقروا إلى عناصر التكنولوجيا الأساسية للعالم القديم كاستخدام الحديد والصلب والعجلات.[45] من المعتقد أن استخدام الإسبان للسيوف المصنوعة من الصلب أعظم تقدم تكنولوجى لهم، ومع ذلك ساعدهم استخدام سلاح الفرسان على إالحاق الهزيمة المنكرة بجيوش السكان الأصليين في بعض الأحيان. أعجب الإسبان بالدروع المبطنة بالقطن لجنود المايا، وتبنوا صنعه ولكن بالدروع الفولاذية الخاصة بهم.[46] امتلك الإسبان أنظمة عسكرية أكثر فعالية ووعى استراتيجى أفضل من خصومهم مما مكنهم من نشر القوات والإمدادات مما زاد من تفوقهم على خصومهم.[47] في غواتيمالا، انتدب الإسبان حلفاء من السكان الأصليين بشكل روتينى، في البداية كانوا هؤلاء الحلفاء من الناهوا الذين أحضروهم من المكسيك المفتوحة حديثًا، وبعد ذلك أصبح لديهم حلفاء من المايا ايضًا. ومن المقدر أن على ساحة المعركة، يقابل كل فرد واحد أسبانى عشرة من السكان الاصليين. وفي بعض الأحيان يصل عددهم إلى 30 محارب من السكان الأصليين مقابل كل جندى إسبانى واحد وتعد مشاركة هؤلاء الحلفاء من أمريكا الوسطى من العوامل التي حسمت المعارك.[48] في بعض الحالات، تم منح حقوق ال«أنكوميدا» لقادة التلاكسكالا من الحلفاء وهذا اعطاه الحق في الإعفاء عنه. وتم منح حقوق الإنكوميدا للحلفاء المكسيك كمكافأة على مشاركتهم في الغزو.[49] ولكن على أرض الواقع، كان الإسبان ينهون تلك الامتيازات أو يتجاهلونها بسهولة ويعاملون الغزاة من السكان الأصليين [50] بنفس معاملة الشعوب المقهورة. اتبع الإسبان إستراتيجية تركيز السكان الأصليين في البلدان الإستعمارية المؤسسة حديثًا، أو كما أطلقوا عليها «ريداكسيونس» أو «كونجريجاسيونس». وأخذت مقامة السكان الأصليين لبناء تلك المستوطنات شكل الهروب إلى أماكن يصعب الوصول إليها مثل الجبال والغابات.[51]

تأثير أمراض العالم القديم عدل

نشر الإسبان بعض الاوبئة بمحض المصادفة مثل، الجدرى، والحصبة والإنفلونزا. هذا بالإضافة إلى التيفود والحمى الصفراء، مما كان له أثرًا كبيرًا على شعوب المايا. كانت الأمراض التي جلبها الإسبان معهم عاملًا حسمًا في الغزو حيث لم يمتلك السكان الأصليين أي مناعة أو مقاومة ضدها. شلت تلك الأمراض الجيوش وقضت على الشعوب قبل حتى بدايات المعارك. ذلك يعد تأثيرًا كارثيًا على الأمريكتين حيث يقدر 90% من السكان الأصليين لقوا حتفهم بسبب الأمراض التي انتقلت إليهم مع الإتصال بالأوروبيين. في عام 1519 و1520 قبل وصول الإسبان للمنطقة، اجتاح عدد من الأوبئة منطقة جنوب غواتيمالا. وفي حين انشغال الإسبان بالإطاحة بإمبراطورية الأزتك في نفس الوقت، ضرب طاعون مدمر العاصمة الأثرية كاكشيكل، وربما عانت مدينة كاماركاى عاصمة الكيتشى من نفس الوباء. ومن المعتقد أن نفس المزيج من الجدرى والطاعون الرئوى قد اجتاح مرتفعات غواتيمالا. أشارت المعرفة الحديثة بأثر تلك الأمراض على الأشخاص مفتقرى المناعة لها أن 33-50% من سكان المرتفعات قد ماتوا. لم يرجع مستوى السكان في المناطق المرتفعة لغواتيمالا إلى أصله قبل الغزو حتى القرن ال20. في عام 1666, اجتاح التيفود الفأرى ما يعرف إلى ن بمقاطعة هوهوتنانغو. وتم ملاحظة انتشار الجدرى في سان بيدرو دى سالوما عام 1759. في خلال سقوط نوابيتين عام 1697, قدر عدد المايا المستقرين حول حوض بحيرة بيتين إيتزا بحوالى 60000 من ضمنهم عدد من اللاجئين من مناطق أخرى. ويقدر أن حوالى 88% منهم ماتوا خلال العقد الأول من الحكم الإستعمارى بسبب الحرب والمرض.

خريطة زمنية للغزو عدل

التاريخ الحدث الدولة الحديثة (دولة المكسيك)
1521 غزو التينوتشتلان المكسيك
1522 فرق السوكونوسكو الكشفية من حلفاء الإسبان واستقبال الوفود من الكيتشى والكاكشيكل تشيباس، المكسيك
1523 وصول بيدرو دى ألفارادو إلى السوكونوسكو تشيباس المكسيك
فبراير – مارس 1524 الإسبان يهزمون الكيتشى' ريتالوليو، سوشيتبيكيز، كويتزالتنانغو بتوتونيكابان والكيتشي
8 فبراير 1524 معركة زابوتيتلان وفوز الإسبان على الكيتشى' سوشيتبيكيز
12 فبراير 1524 المعركة الأولى لكويتزتنانغو التي تسببت في موت اللورد تيكون أومان كويتزتنانغو
18 فبراير 1524 المعركة الثانية لكويتزتنانغو كويتزتنانغو
مارس 1524 كوماركاج تحت حكم بيدرو دى ألفارادو عاصمة الكيتشى' الكيتشى
14 أبريل 1524 دخول الإسبان للإكزيمشى والتحالف مع الكاكشيكل تشيمالتينانغو
18 أبريل 1524 الإسبان يهزمون التسوتوخيل في معركة قرب شواطىء بحيرة أتيتلان سولولا
9 مايو 1524 بيدرو دى ألفارادو يهزم بيبيل الباناكال إسكنتلا
26 مايو 1524 بيدرو دى ألفارادو يهزم الزينكا في أتيباكى سانتا روزا
27 يوليو 1524 الاكزيمشى يعلنون العاصمة الإستعمارية الاولى لغواتيمالا تشمالتينانغو
28 أغسطس 1524 الكاكشيكل ينهون التحالف مع الاكزيمشى تشمالتينانغو
7 سبتمبر 1524 الإسبان يعلنون الحرب على الكاكشيكل تشمالتنانغو
1525 سقوط عاصمة البوكومام على يد بيدرو دى ألفارادو غواتيمالا
13 مارس 1525 وصول هيرنان كيرتيس إلى بحيرة بيتين إيتزا بيتين
أكتوبر 1525 استسلام ساكويلو عاصمة مام لغونزالو دى ألفارادو عقب حصار طويل هوهوتنانغو
1526 ثورة الكاخوما ضد الإسبان غواتيمالا
1526 أكاساجوستلان يسلم إنكوميندا لدييغو سلفاتييرا البروغريسو
1526 ألفارادو يرسل قادة إسبان لغزو تشيكيمولا تشيكومولا
9 فبراير 1526 الهاربون من الإسبان يحرقون إكزيشمى تشمالتينانغو
1527 الإسبان يتركون عاصمتهم التكبان في غواتيمالا تشمالتينانغو
1529 سان ماتيو اكساتان يسلم إنكوميندا لغونزالو دى أوفالى هوهوتينانغو
سبتمبر 1529 توجه الإسبان إلى أوسبانتان الكيتشى
أبريل 1530 فشل ثورة في شيكيمولا تشيكيمولا
9 مايو 1530 إستسلام الكاكشيكيل للإسبان ساكاتيبيكيز
ديسمبر 1530 استسلام إكسيل والأوسبانتيك للإسبان الكيتشى
أبريل 1533 خوان دي ليون وكاردونا يؤسس سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتيبيكيس سان ماركوس
1543 تأسيس الكوبان ألترا فيراباس
1549 خفض الأسلحة الأول في تشوخ وأونجوبال هوهوتينانغو
1551 إنشاء بلدة سان كريستوبال البليجروسو، ساكابا وباخا بيراباس
1555 سكان المايا من المناطق المنخفضة يقتلون دومينغو دى بيكو ألتا بيراباس
1560 خفض الأسلحة في توبيلكيبيكى ولاكاندون تشول ألتابيراباس
1618 وصول المبشرين الفرنسيسكان لنوخ بيتين عاصمة الإيتزا بيتين
1619 مزيدًا من البعثات التبشيرية لنوخ بيتين بيتين
1684 خفض الأسلحة في سان ماتيو وسانتا يولاليا هوهوتينانغو
29 يناير 1686 ميلكور رودريغيز مازاريغوس يترك هوهوتنانغو، قاد حملة ضد لاكاندون هوهوتينانغو
1695 الراهب الفرنسيسكاني أندريس دي أبيندانيو يحاول تحويل إيتزاللديانة المسيحية بيتين
28 فبراير 1695 مغادرة البعثات الإسبانية في وقت واحد من كوبان، سان ماتيو وأوكوسينغو مقابل اللاكاندون ألترا بيراباس وتشيباس وهوهوتينانغو
1696 إجبار أندريس أفيندانيو على الهروب إلى نوخ بيتين بيتين
13 مارس 1697 سقوط نوخبيتين على يد الإسبان بعض معركة ضارية بيتين

غزو المرتفعات عدل

جعلت العديد من القوى السياسية المستقلة في الأراضى المرتفعة غزو تلك الأراضى مهمة صعبة لانه لم يكن هناك عدو واحد قوى يمكن هزيمته كمال هو الحال في المكسيك الوسطى. بعد سقوط التينوتشيتلان عاصمة الأزتك تحت حكم الإسبان عام 1521, بعث شعب المايا من الكاكشيكل إلى هيرنان كورتيس ليعلنوا ولائهم للحاكم الجديد للمكسيك، وربما بعث شعب الكيتشى من الكوماركاخ وفدًا أيضًا. في عام 1522, بعث هيرنان كورتيس بعثة كشفية من الحلفاء المكسيك للأراضى المنخفضة من التشيباس وفي طريقهم قابلوا وفود جديدة من الاكزيمشى والكوماركاخ والتوكسبان. أعلن كل من مملكتى المايا من المرتفعات ولائهم لملك إسبانيا. ولكن أخبر حلفاء كورتيس سريعًا بأن الكيتشى والكاكشيكل لم يكونوا أوفياء وقاموا بمضايقة الحافلاء الإسبان في المنطقة. قرر كورتيس إرسال بيدرو دي ألفارادو مع 180 من سلاح الفرسان، 300 من المشاة والقوس، البنادق، و4 مدافع، وكميات كبيرة من الذخيرة والبارود، والآلاف من المحاربين المتحالفة المكسيكي من تلاكسكالا، تشولولا وغيرها من المدن في وسط المكسيك. وصلوا في سوكونوسكو في 1523. وكان بيدرو دي ألفارادو مسؤولًا عن مذبحة من نبلاء الأزتيك في تينوختيتلان و، وفقا لبارتولومي دي لاس كاساس، وقال انه ارتكب المزيد من الفظائع في غزو ممالك المايا في غواتيمالا، وظلت بعض الجماعات موالية للإسبان بمجرد خضوعها للغزو، مثل التزوتوخيل والكيتشى "من كويتزالتنانغو، وقدمت لهم المحاربين لتحقيق المزيد من الفتوحات. ومع ذلك، تمردت العديد من المجموعات الأخرى وبحلول عام 1526, اجتاحت العديد من الثورات الأراضى المرتفعة.

 

إخضاع شعوب الكيتشى عدل

 

تقدم بيدرو دى ألفارادو وجيشه على ساحل المحيط الهادى بدون أي مقاومة حتى وصلوا إلى نهر سالاما في غرب غواتيمالا. شكلت هذه المنطقة جزءًا من مملكة الكيتشى وحاول جيش الكيتشى منع الإسبان من عبور النهر ولكن دون جدوى. بمجرد عبور الإسبان النهر، شرعوا في نهب المستوطنات القريبة محاولة لترهيب شعوب الكيتشى. في الثامن من فبراير عام 1524, حارب جيش ألفارادو في معركة يطلق عليها زابوتيتلان في منطقة أكزيتلتل وكان حلفائه من المكسيك هم من أطلقوا عليها ذلك الاسم (حديثًا زابوتيتلان سان فرانسيسكو) على الرغم من معاناة الإسبان من إصابات بالغة بسبب الرماة من الكيتشى إلا أنهم تمكنوا من اجتياح البلدة وإنشاء مخيمات في الأسواق. اتجه ألفارادو بعد ذلك أعلى النهر لجبال سييرا مادرى ناحية معاقل الكيتشى حتى وصل إلى الوديان الخصبة للكيتزا تينانغو. في الثانى عشر من فبراير عام 1524, نصب شعب الكيتشى كمينًا للحلفاء المكسيك مما أجبرهم على التراجع ولكن القوة التي أرسلها الإسبان من سلاح الخيول شكلت صدمة لشعب الكيتشى الذي لم ير خيولا من قبل. قضى سلاح الفرسان على محاربو الكيتشى وشتتهم ليتمكن من الدخول إلى مدينة إكزيلاخو (الكيتزاتينانغو حديثًا) ليجدها مهجورة.على الرغم من اشتهار قصة موت أمير الكيتشى تيكون أومان في معركة لاحقة قرب أولينتيبيك، يوضح السرد الإسبانى للتاريخ أن واحدًا وربما اثنان من نبلاء الكوماركاخ ماتوا في المعارك الضارية التي وقعت في أحداث بداية غزو الكيتزاتينانغو. يقال أن موت تيكون أومان قد حدث في موقعة إلبينار ولكن سرد السكان المحليين للمنطقة يفيد بأنه قد حدث في يينوس دى إربينا (سهول إربينا) عند اقتراب الجيوش من الكيتزاتينانغو قرب مدينة كانتيل الحديثة. في خطاب بيدرو دى ألفارادو الثالث لهيرنان كورتيس، يصف ألفارادو موت واحدًا من الارابعة نبلاء لمنطقة الكوماراكاخ عند اقتراب الجيوش من الكيتزاتينانغو. كتب الخطاب اثناء اقامة ألفارادو في الكوماكاراخ في الحادى عشر من أبريل عام 1524.بعد حوالى أسبوع في الثامن عشر من فبرابر عام 1524, تصدى جيش من الكيتشى لجيش من الإسبان وهزمهم الاسبان هزيمة ساحقة مما أسفر عن مقتل العديد من النبلاء من شعوب الكيتشى. وأطلق على مقتل هؤلاء النبلاء «إكزيكيكل» أو فيما معناه (غارق في الدماء). في بداية القرن السابع عشر أخبر حفيد ملك الكيتشى رئيس بلدية ألكايد (وكان في ذلك الوقت بمثابة أعلى مسؤول للقوى الإستعمارية في ذلك الوقت) أن جيوش الكيتشى خرجت من كوماركاخ لمواجهة 30000 جنديًا وهو ادعاء يثبت صحته الباحثون. انهكت هذه المعركة جيوش الكيتشى وطالبوا بالسلام وعرضوا تقديم جزية ودعوا بيدرو دى ألفارادو إلى عاصمتهم كوماركاخ والتي كانت تعرف عن حلفاء الإسبان من الشعوب المتحدثة بالناواتل ب«تيكبان أوتاتلان». شكك ألفارادو في نوايا الكيتشى ولكنه قبل عرضهم وزحف بجيشه إلى كوماركاخ.

في اليوم التالى لمعركة أولنتيبيك، وصل الجيش الإسبانى لمنطقة تزاكاها وخضعت سلميًا. وفي تلك المنطقة اقام رجال الدين خوان جودنييز وخوان دياز مقرًا مؤقتًا لمجموعاتهم، وتم اختيار هذا الموقع لبناء أول كنيسة فة غواتيمالا. خضعت تلك الكنيسة لمجموعة «كونسيبسيون لاكونكيستادورا». تم إعادة تسمية منطقة تزاكاها لتصبح سان لويس سالكاخا. تم الاحتفال باول عيد فصح في غواتيمالا في الكنيسة الجديدة حيث تم تعميد الطبقات العليا من السكان الاصليين.

 
كانت كوماركاخ عاصمة مملكة الكيتشى حتى تم حرقها على يد الغزو الإسبانى..

في مارس عام 1524 دخل بيدرو دى ألفارادو كوماركاخ بناءً على دعوة النبلاء المتبقيين من الكيتشى بعد هزيمتهم الكارثية. أقام ألفارادو معسكرًا خارج المدينى في السهور خوفًا من أن يكون نبلاء الكيشتى قد أ‘دوا فخًا له. دعى ألفارادو القادة من النبلاء لمدينة«اوكسيب كيه» و«بيليهب تزى» ليارته في معسكره خوفًا من العديد الكبير لمحاربى الكيتشى المتجمعين خارج المدينة، وأيضًا بسبب ضيق الشوارع داخل المدينة مما يعيق مناورات سلاح الفرسان. وبمجرد وصولهم استغل الفرصة واحتجزهم في معسكره كسجناء. عندما علم محاربو الكيتشى أن نبلائهم قد وقعوا أسرى، قاموا بمهاجمة حلفاء الإسبان من السكان الأصليين وتمكنوا من قتل جنديًا اسبانيًا. وفي تلك اللحظة أمر بيدرو دى ألفارادو بأن يحرق نبلاء الكيتشى حتى الموت، وبعد ذلك حرق المدينة بأكملها. بعد تدمير مدينة كوماركاخ بالكامل وإعدام حكامها بعث بيدرو دى ألفارادو بخطاب إلى الإكزيمشى عاصمة الكاكشيكل مطالبًا بالتحالف معهم ضد مقاومة الكيتشى المتبقية. كتب ألفارادو أنهم بعثوا ب4000 محاربًا لمساعدته ولكن الكاكشيكل سجلوا انهم بعثوا ب 400 فقط.

سان ماركوس: مقاطعة تيكوستلان ولاكاندون عدل

مع استسلام مملكة الكيتشى، خضع العديد من الشعوب التي تخضع لحكم الكيتشى للإسبان. وتضمنت تلك الشعوب سكان المنطقة من المام والتي تعرف الآن بمقاطعة سان ماركوس. عين خوان دى ليون حاكمًا للكيتزاتينانغو وسان ماركوس الذي بدأ بتقليل السكان الأصليين وإنشاء المدن الإسبانية. تم إنشاء مدن سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتبيكيز عقب غزو غواتيمالا الغربية مباشرة. في عام 1533, أمر بيدرو دى ألفارادو القائد ليون إى كاردونا باستكشاف وغزو المنطقة حول تاكانا وتاخومولكو ولانكادون وبراكين سان أنطونيو: في الفترة الاستعمارية أطلق على تلك المنطقة مقاطعة تيسكوستلان ولانكادون. زحف دى ليون إلى مدينة من مدن المايا تدعى كيزالى مع حلفاؤه من متحدثى اللغة الناهوتيلية مع قوة بلغ عددها 50 من الإسبان: أطلق حلفاؤه المكسيك اسم ساكاتيبيكيز أيضا على تلك المدينة. اعاد دى ليون تسمية تلك المدينة ليطلق عليها اسم سان بيدرو ساكاتيبيكيز تكريمًا لراهبه بيدرو دى أنغولو. أسس الإسبان قرية مجاورة في منطقة كانداكوتشيس في أبريل من ذلك العام وأسماها سان ماركوس.. مع استسلام مملكة الكيتشى، خضع العديد من الشعوب التي تخضع لحكم الكيتشى للإسبان. وتضمنت تلك الشعوب سكان المنطقة من المام والتي تعرف الآن بمقاطعة سان ماركوس. عين خوان دى ليون حاكمًا للكيتزاتينانغو وسان ماركوس الذي بدأ بتقليل السكان الأصليين وإنشاء المدن الإسبانية. تم إنشاء مدن سان ماركوس وسان بيدرو ساكاتبيكيز عقب غزو غواتيمالا الغربية مباشرة. في عام 1533, أمر بيدرو دى ألفارادو القائد ليون إى كاردونا باستكشاف وغزو المنطقة حول تاكانا وتاخومولكو ولانكادون وبراكين سان أنطونيو: في الفترة الاستعمارية أطلق على تلك المنطقة مقاطعة تيسكوستلان ولانكادون. زحف دى ليون إلى مدينة من مدن المايا تدعى كيزالى مع حلفاؤه من متحدثى اللغة الناهوتيلية مع قوة بلغ عددها 50 من الإسبان: أطلق حلفاؤه المكسيك اسم ساكاتيبيكيز أيضا على تلك المدينة. اعاد دى ليون تسمية تلك المدينة ليطلق عليها اسم سان بيدرو ساكاتيبيكيز تكريمًا لراهبه بيدرو دى أنغولو. أسس الإسبان قرية مجاورة في منطقة كانداكوتشيس في أبريل من ذلك العام وأسماها سان ماركوس.

التحالف مع الكاكشيكل عدل

في الرابع عشر من أبريل عام 1524 بعد هزيمة الكيتشى، تم استدعاء الإسبان لمنطقة الاكزيمشى واستقبلهم النبلاء بيليهى كات وتشاى إيموكس استقبالا حافلا. مد ملوك الكاكشيكل الإسبان بمعونة من الجنود من السكان الأصليين لمساعدتهم على التغلب على مقاومة شعوب الكيتشى ولمساعدتهم على هزيمة مملكة تزوتوخيل المجاورة. بقى الإسبان لفتره محدودة في الاكزيمشى قبل ان يكملوا مسيرتهم إلى الاتيتلان، إسكوينتلا، وكوسكاتلان. عاد الإسبان إلى عاصمة الكاكشيكل في الثالث والعشرين من يوليو عام 1524وفى السابع والعشرين من يوليو أعلن بيدرو دى ألفارادو الاكزيمشى أول عاصمة لغواتيمالاواسماها سانتياغو دى لوس كابارييوس دى غواتيمالا (سانت جايمس لفرسان غواتيمالا). أطلق على الاكزيمشى اسم غواتيمالا من قبل الاسبان وذلك يعنى (أراضى الغابية) في اللغة الناهوتيلية. أخذ الإسبان أسماء المدن والممالك التي اطلقها حلفاؤهم المكسيك المتحدثين باللغة الناهوتيلية وطبقوها منذ تأسيس العاصمة الأولى في الاكزيمشى. ومن هنا جاء الاسم الحديث للبلد. عندما غادر بيدرو دى ألفارادو مملكة الكيتشى المنهزمة جعلها تحت حكم القائد خوان دى ليون إى كوردونا. وعلى الرغم من تولى دى كوردونا حكم المنطقة الغربية من المستعمرة القديمة، استمر في دوره الفعال في استمرار الغزو بما في ذلك الهجوم اللاحق على عاصمة البوكومام.

انظر أيضا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Lovell 2005, p. 58.
  2. ^ أ ب Jones 2000, p. 356.
  3. ^ Jones 2000, pp. 356–358.
  4. ^ Sharer and Traxler 2006, pp. 8, 757.
  5. ^ Sharer and Traxler 2006, p. 764.
  6. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 23
  7. ^ Restall and Asselbergs 2007, pp. 79–81
  8. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 94.
  9. ^ Restall and Asselbergs 2007, pp. 103–104
  10. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 111
  11. ^ Lara Figueroa 2000, p. 1.
  12. ^ Lovell 2005, p. 69.
  13. ^ Feldman 2000, p. xix.
  14. ^ Smith 1996, 2003, p. 272.
  15. ^ Smith 1996, 2003, p. 276.
  16. ^ Smith 1996, 2003, p. 279.
  17. ^ Coe and Koontz 2002, p. 229.
  18. ^ Matthew 2012, p. 78
  19. ^ Matthew 2012, p. 79.
  20. ^ Matthew 2012, p. 80.
  21. ^ Polo Sifontes 1986, p. 14.
  22. ^ Hill 1998, pp. 229, 233.
  23. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 25
  24. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 4
  25. ^ Sharer and Traxler 2006, p. 717.
  26. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 5.
  27. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 6
  28. ^ Rice 2009, p. 17
  29. ^ While most sources accept the modern town of Flores on Lake Petén Itzá as the location of Nojpetén/Tayasal, Arlen Chase argued that this identification is incorrect and that descriptions of Nojpetén correspond better to the archaeological site of Topoxte on Lake Yaxha. Chase 1976. See also the detailed rebuttal by Jones, Rice and Rice 1981.
  30. ^ Rice and Rice 2009, pp. 10–11. Rice 2009, p. 17.
  31. ^ Feldman 2000, p. xxi.
  32. ^ Rice and Rice 2009, pp. 8, 11–12.
  33. ^ Phillips 2006, 2007, p. 95.
  34. ^ Rice et al. 2009, p. 129.
  35. ^ Letona Zuleta et al., p. 5.
  36. ^ Restall and Asselbergs 2007, pp. 73, 108.
  37. ^ Polo Sifontes 1986, pp. 57–58.
  38. ^ Polo Sifontes 1986, p. 62.
  39. ^ Polo Sifontes 1986, p. 61. Recinos 1952, 1986, p. 124.
  40. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 49.
  41. ^ Sharer and Traxler 2006, p. 761. Díaz del Castillo 1632, 2005, p. 10. Restall and Asselbergs 2007, p. 8.
  42. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 8.
  43. ^ Restall and Asselbergs 2007, pp. 15, 61.
  44. ^ Drew 1999, p. 382.
  45. ^ Webster 2002, p. 77.
  46. ^ Phillips 2006, 2007, p. 94.
  47. ^ Lovell 1988, p. 29.
  48. ^ Restall and Asselbergs 2007, p. 16.
  49. ^ Matthew 2012, p. 111.
  50. ^ Matthew 2012, pp. 113, 117.
  51. ^ Hinz 2008, 2010, p. 36.