الغارة الجوية على مرزق 2019

غارة جوية نفذتها طائرة مُسيّرة تتبعُ للجيش الوطني الليبي على مدينة مرزق في 5 آب/أغسطس 2019 وتسبّبت في مقتل 40 شخصًا وجرحِ عشرات آخرين


الغارة الجويّة على مدينة مرزق 2019 هي غارة جويّة نفذتها طائرة مسيرة تتبعُ لما يُعرف بالجيش الوطني الليبي على مدينة مرزق مُتسبّبةً في مقتلِ أربعين شخصًا وإصابة أربعين آخرين. تضاربت الأنباء حول الهدف بالضبط؛ ففي حين نقلت بعض المواقع الإخباريّة عن مصادر محليّة في المدينة قولها إن الغارة استهدفت عددًا من المدنيين أثناء حفل زفاف وهو ما أكّدتهُ عضوة مجلس النواب في طرابلس رحمة أبو بكر التي قالتْ إن طائرة تابعة لقوات خليفة حفتر شنّت أربع غارات جوية متتالية على تجمّعٍ لأهالي المدينة أثناء حفل زفاف[1] بينما قالت مصادر أخرى نقلًا عن المركز الإعلامي لعملية الكرامة قولهُ إنّ ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي قد قصفَ مواقع تابعة للمعارضة التشادية في مدينة مرزق جنوب ليبيا.[2]

الغارة الجوية على مرزق 2019
جزء من هجوم طرابلس هجوم طرابلس
المعلومات
الموقع مرزق
التاريخ 5 آب/أغسطس 2019
الهدف المدنيين العُزّل (ادعاء حكومة الوفاق)
المعارضة التشاديّة (ادعاء الجيش الوطني الليبي)
نوع الهجوم غارة جوية
الأسلحة طائرة بدون طيار
الدافع الانتقام من حكومة الوفاق عبر قصفِ المدنيين (ادعاء الجيش الليبي)
الحدّ من قدرات المعارضة التشادية في المدينة (ادعاء الجيش الوطني الليبي)
الخسائر
الضحايا 40 قتيلًا
المنفذون الجيش الوطني الليبي
المدافعون الجيش الليبي

الخلفيّة عدل

معَ بداية شهر نيسان/أبريل من عام 2019؛ شنّ المُشير خليفة حفتر قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي حملة عسكريّة صوبَ العاصمة طرابلس – الخاضعة كليًا لحكومة الوفاق الوطني المُعترف بها دوليًا – للسيطرة عليها و«دحرها من الإرهاب» كما كان قد أعلنَ في بيان الهُجوم. بعدَ أربع أشهر من الاشتباكات المتفرقة هنا وهناك؛ فشلَ الجيش الوطني الليبي في التقدم بعدما تمكّن الجيش الليبي – وهو الجيش الرسمي لحكومة الوفاق – وعددٍ من الميليشيات الأخرى في التصدّي له بل فقدت قوات حفتر عددًا من القواعد الاستراتيجية كما خسرت مدينة غريان لصالحِ حكومة فايز السراج.[3]

شهدت هذه الاشتباكات على مدارِ 120 يومًا عددًا من الخروقات كما حذرت الأمم المتحدة من احتماليّة حصول «كارثة إنسانيّة» جرَّاء أعمال الحرب هذه. وفي صبيحة الثالث من تمّوز/يوليو 2019؛ أقدمت «طائرة بدون طيّار مجهولة» على قصفِ مركزٍ للمهاجرين في العاصِمة الليبية ما تسبّبَ في مقتل أكثر من 44 شخصًا وجُرحِ 130 آخرين معظمهم من الأفارقة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر المعابر البحرية من ليبيا؛[4] وبالرغمِ من التنديدات الأمميّة والدولية تواصلت أعمالُ الحرب ومعها الخروقات التي دفعت عشرات الآلاف من الليبيين وغير الليبيين إلى الفِرار من منازلهم نحو مناطق أخرى أكثر أمانًا.[5]

القصف عدل

 
 
موقع الهجوم (مرزق)
موقع الهجوم على الخريطة الليبيّة

قامت طائرة بدون طيّار تابعة لما يُسمّى بالجيش الوطني الليبي في ليلةِ يوم الإثنين الموافق لـ 5 آب/أغسطس 2019 بقصفِ مدينة مرزق عبرَ أربعِ غارات جويّة مُتسبّبة في سقوطِ أزيد من 40 قتيلًا ومثلهم تقريبًا من الجرحى.[6] مباشرةً بعد القصف؛ بدأت الأخبار في التداول وكانت جُلّها متناقضة ففي حين شدّدت حكومة الوفاق على أن القصف الجويّ استهدفَ حيًا سكنيًا أثناء حفل زفاف قالت قوات شرق ليبيا بقيادة المشير حفتر إن الضربة حصلت في ساعة متأخرة واستهدفت مقاتلي المعارضة التشادية نافيةً «مزاعم» حكومة الوِفاق بخصوص استهداف المدنيين.[7] الجدير بالذكر هنا أنّ ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي كان قد سيطر على مدينة مرزق أوائل عام 2019 في إطار الهجوم الذي شنّه للسيطرة على الجنوب الليبي لكنه انسحب منها لاحقا بغرض تكثيف قواتهِ في الشمال في محاولةٍ منه للسيطرة على العاصمة طرابلس وما والاها.[8]

المسؤولية عدل

أعلنَ الجيش الوطني الليبي مسؤوليتهُ عن الهجوم لكنّه أنكرَ قصفه المدنيين مُشددًا على أنّ الهدف كان تجمّعًا للمعارضة التشادية في المدينة ونشرَ المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بيانًا قالَ فيه إنّ «القوات الجويّة نفذت 5 ضربات جويّة على تمركزات «المرتزقة التشاديين المعتدية» على أهالي مدينة مرزق وإصابات دقيقة ومباشرة [في] تمام الساعة الثامنة هذا المساء.[7]»

ردود الفعل عدل

محليًا عدل

  • الجيش الوطني الليبي: نفى الجيش الوطني الليبي الأنباء التي تحدثت حول أنّ القصف قد استهدفَ المدنيين مباشرة واتهمَ حكومة الوفاق الوطني والإعلام الموالي لها بمحاولة «فبركة الأخبار» لصالحها؛[9] فيما اتهمَ أحد الأعضاء في مجلس النواب في طبرق ويتعلّق الأمر بعلي السعيدي القايدي المعارضة التشادية بالقِتال إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس.
  • حكومة الوفاق: اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالتسبّبِ في سقوط ضحايا مدنيين بعد قصفه مدينة مرزق؛ وقالت في بيانها: «يُدين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بأقسى عبارات الإدانة القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة مرزق مساء الأحد من قبل ميلشيات حفتر، واستهدف حي القلعة السكني، وما سببه من وقوع العشرات من القتلى والجرحى المدنيين.[10]» فيمَا دانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الهجوم واصفةً إيّاه «بالوحشي» ومؤكدةً في بيانٍ لها «بأن حفتر سينالُ جزاءه عن هذا الهجوم ... إنها جريمة حرب لا مُبرّر لها سوى ترهيب الآمنين وقتلهم.[11]»

دوليًا عدل

على مستوى الدول
  •   الاتحاد الأوروبي: قال الاتحاد الأوروبي في بيانم نشرهُ عقبَ الهجوم «إن الهجمات العشوائية على المناطق السكنية قد ترقى إلى جرائم حرب، وإنها يجب أن تتوقف فورًا ... الغارة تُؤكّد عدم قدرة الأطراف المتحاربة على إنهاء الأزمة.» وأضاف: «يجبُ تقديم مرتكبي جرائم الحرب ومن ينتهكون القانون الإنساني الدولي إلى العدالة ومحاسبتهم ... ندعو الليبيين إلى دعم محاولات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة لإعادة إطلاق المفاوضات السياسية وتفعيل الهدنة بمناسبة عيد الأضحى.[12]»
على مستوى المنظمات
  •   الأمم المتحدة: قالتْ البعثة الأممية في ليبيا «إن الهجمات العشوائية انتهاك صارخ للقانون الدولي وترقى إلى جرائم حرب ... ندعو السلطات إلى التحقيق في التصعيد الأخير بمدينة مرزق ومحاسبة المسؤولين عنه.»
    • أعربَ مجلس الأمن الدولي عن تأييده التام لدعوة المبعوث الأممي غسان سلامة إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، وقال في بيانٍ صحفيّ إن الهُدنة ينبغي أن تكون مصحوبة بتدابير لبناء الثقة بين طرفي الصراع.

المراجع عدل

  1. ^ "طائرة لحفتر تقصف عرسا في مدينة مرزق وتوقع عشرات القتلى والجرحى". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2019-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  2. ^ "الجيش الليبي يعلن قصف مواقع للمعارضة التشادية في مدينة مرزق جنوب البلاد". arabic.sputniknews.com. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  3. ^ "أسبوعان على هجوم حفتر: فشل ميداني... وفرملة خارجية؟". الأخبار. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  4. ^ "ارتفاع حصيلة قصف مركز إيواء المهاجرين في ليبيا إلى 53 قتيلا". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  5. ^ "ليبيا: فرار آلاف المدنيين من طرابلس مع اشتداد المعارك جنوب العاصمة". فرانس 24 / France 24. 12 أبريل 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-04-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  6. ^ "جريمة مروعة يرتكبها طيران حفتر إثر قصفه عرسا في مدينة مرزق". Yeni Şafak. 6 أغسطس 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-03-12. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  7. ^ أ ب "مقتل العشرات في قصف حفتر لعرس في مرزق". جريدة الشرق. مؤرشف من الأصل في 2019-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  8. ^ "أكثر من 40 قتيلا بقصف لقوات حفتر على مدينة مرزق". IMLebanon. 5 أغسطس 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  9. ^ "وكالة: الجيش الوطني الليبي يقصف الكلية الجوية في مصراتة - اخبار ليبيا الان". 6 أغسطس 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  10. ^ "حكومة الوفاق الليبية تتهم حفتر بقتل المدنيين في مرزق". arabic.sputniknews.com. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  11. ^ "داخلية الوفاق تتوعد حفتر بالمحاسبة جراء هجومه على مرزق". ليبيا الأحرار. 5 أغسطس 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-05-26. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.
  12. ^ "الوفاق طالبت بتحقيق أممي.. تنديد دولي بقصف قوات حفتر مدينة مرزق". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2019-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-06.