العصر الحديدي

العصر الحديدي هو تلك الفترة من العصور التاريخية التي برز فيها استعمال الإنسان للحديد في صناعة الأدوات والأسلحة.[1][2][3] ويعتبر العصر الكريمي آخر العصور الرئيسية في نظام الحقب الثلاث ويسبقه العصر البرونزي. وتختلف تاريخيا بداية العصر الكريمي اعتمادا على المنطقة الجغرافية ولكن عموما تعتبر بداية العصر الحديدي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي بين 1500 و 1000ق.م في مناطق الشرق الأوسط والهند واليونان، وفي القرن الثامن قبل الميلاد في مناطق وسط أوروبا، والقرن السادس قبل الميلاد في مناطق شمال زاغة.

العصر الحديدي
معلومات عامة
نسبة التسمية
البداية
1200 "ق.م" — 800 "ق.م" — 1050 "ق.م" — 900 "ق.م" — 500 "ق.م" عدل القيمة على Wikidata
النهاية
332 "ق.م" عدل القيمة على Wikidata
وصفها المصدر
التأثيرات
فرع من
تفرع عنها

تميز العصر الحديدي بتطور صناعة الحديد أكثر من الصناعات المعدنية الأخرى، حيث أن تطور عملية صهر وتشكيل الحديد وتوافر مصادر إنتاج الحديد جعلت منه يتفوق على البرونز كما جعلته أرخص ثمنا. مما أدى إلى استبدال البرونز بالحديد في معظم الصناعات.

التاريخ عدل

العصر الحديدي تطلق هذه التسمية على المرحلة التي تلي العصر البرونزي وفيها أصبح استعمال الحديد دارجا في صناعة الأدوات العادية خاصة الأدوات الزراعية والحربية فظهرت السيوف الطويلة والقصيرة ورؤوس الحراب والسهام والفؤوس. ففي بلاد الاناضول بدأت صناعة الحديد في الألف الثاني قبل الميلاد وفي أوج العصر البرونزي. وانتشرت هذه التقنية تدريجيا اعتبارا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد في مناطق الشمال الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط ثم في بلاد البلقان الأوروبية. ويعزو البعض تفوق الثيين وشعوب البحر، في صناعة الحديد على معاصريهم من المصريين ومن شعوب بلاد ما بين النهرين، لأنهم كانوا يملكون أسلحة حديدية. والسلاح الحديدي لم يصبح شائعا إلا في القرون الأولى من الألف الأول قبل الميلاد. ويذهب العلماء في تحديد العصر الحديدي في أوروبا الوسطى وفي شرقي حوض المتوسط إلى القرن الثاني عشر أو الحادي عشر قبل الميلاد. إن استعمال المصطلح العصر الحديدي الأول أو الثاني أو الثالث، كما هي الحال لمصطلح العصر البرونزي يبقى قليل الانتشار ولا يستعمل فعليا الا في قبرص وفلسطين. ويفضل عليه اليوم التوزيع الاتي: العصر الحديدي الأول، أو عصر القضاء والمملكة الواحدة، ويمتد من القرن الثاني عشر قبل الميلاد حتى القرن العاشر قبل الميلاد.

العصر الحديدي الثاني، أو عصر انقسام المملكة الموحدة إلى مملكتي يهودا وإسرائيل، ويمتد من القرن التاسع قبل الميلاد حتى أوائل القرن السادس قبل الميلاد.

العصر الحديدي الثالث، أو العصر الفارسي، ويمتد من سنة 550 قبل الميلاد تقريبا حتى سنة 330 ق.م.

أما بالنسبة لبلاد الأناضول فالعصر الحديدي هو المرحلة التي شهدت غزوات الفريجيين <شعب من أصل هندو-أوروبي>. وبالنسبة لبلاد اليونان أنها المرحلة المظلمة أو المرحلة ما قبيل الهندسية وأوائل الأرخية، وفي أوروبا أنها المرحلة المدعوه هالستات ولاتين. أما في مصر فالعصر الحديدي لا وجود له كمصطلح، ويبدا في أفريقيا السوداء الشرقية في القرون الأولى ميلادية من خلال التجارة مع السودان وخاصة مع مروه. وفي إيران مرحلة العصر الحديدي هي عصر الميديين والفارسيين. وفي الهند والصين نجد أنه يعتبر عصر الخزفيات الرمادية في الهند العائدة للألف الأول قبل الميلاد، وعصر الممالك المحاربة في الصين، ويبدأ فعليا في أواسط الألف الأول قبل الميلاد. عموما، يمكننا اعتبار أواخر الألف الثاني قبل الميلاد بداية العصر الحديدي والقرن الأول قبل الميلاد نهاية له. حتى أوائل الألف السابع قبل الميلاد كانت جميع شعوب العالم تعيش من القنص والقطاف ولم تكن تعرف التجمعات البشرية في القرى التي بدأت تتكون خلال العصر الحجري الحديث. واكتشاف الإنسان للزراعة وتأنيسه للحيوان ساهما في تجمع الرحالة - القناصة واستقرارهم وبدء عملية بناء المساكن الدائمة، وتعتبر هذه المرحلة ثورة بالنسبة للعالم القديم. معالمها بدأت في الشرق الادنى ومنه امتدت ببطء إلى أوروبي والشرق الأقصى. ولكنى نجد شعوب الغرب ما زالت في العصر الحجري الحديث بينما كان المصريين يبنون أهرام الجيزة وشعوب بلاد ما بين النهرين يبنون المدن_الدول في سومر والآكاديون يشكلون أول إمبراطورية سامية.

هذه المقارنة التاريخية تبقى نسبية لأننا عند قراءة الكتب التاريخية القديمة نستغرب دقة التاريخ بعض الأحيان. كتاريخ حكم ملك آشوري أو حمله فتح في آسيا أو حكم فرعون في مصر أو معركة يونانية أو فارسية أو رومانية. لكننا عندما ندرك أن لكل شعب طرقه الخاصة في حساب السنوات أو الزمن تزول دهشتنا. فاليونان سجلوا تاريخهم بدءا بتاريخ أول دورة للألعاب الأولمبية أي منذ 776 قبل الميلاد وكانت تفصل بين الدورة والأخرى مدة أربع سنوات. وقد تبنت هذه التقاليد الدول المعاصرة في إقامة الدورات الرياضية الأولمبية. والرومان كانوا يسجلون تاريخهم انطلاقا من تاريخ تأسيس مدينة روما، أي من سنة 753 قبل الميلاد. ونجد الشرقيين يحسبون تاريخهم معتمدين مدة ملك حكامهم. إلى جانب هذا كله فقد ساهمت النصوص والكتابات القديمة على أنواعها في تحديد تاريخ الحضارات القديمة، هذا التحديد الذي تطلب جهودا جبارة في حقول العلم عامة خاصة بالنسبة لحضارة ما قبل التاريخ وما قبيل التاريخ.

لا يقف علم الآثار عند تاريخ محدد ولكنه يذهب إلى أبعد الحدود الزمنية يحاول استقرائها، يراقب تطورها، يدرسها، يغوص في تشعباتها غير المحدودة متطلعا لاكتشاف الجديد –القديم، المتواصل ساعيا إلى تنظيمها علميا وعمليا. وعلماء الآثار يمهدون لذلك بوضعهم المصطلحات التي تحدد المراحل الحضارية فنجدهم تارة قد تناولوها بشكل عام وأعطوها اسما شمل مرحلة تاريخية لا حدود موضوعية لها، كما هي الحال بالنسبة للعصور الحجرية أو البرونزية أو الحديدية، وأخرى حصروها بموقع أو منطقة، أو سلالة، أو شعب، أو معتقد، كما في حضارة تل حلف، أو عبيد، أو سومر والسومريين أو طيبة، والطيبين أو كنعان والكنعانيين، أو اليونان، أو اليونانيين، أو روما، أو الرومانيين، أو سلوقس، أو السلوقيين، أو بيزنطة والبيزنطيين.

مراجع عدل

  1. ^ Tewari، Rakesh (2003). "The origins of Iron Working in India: New evidence from the Central Ganga plain and the Eastern Vindhyas" (PDF). Antiquity. ج. 77: 536–545. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-09-27.
  2. ^ text نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "Excavation of a Protohistoric Canoe burial Site in Haldummulla – 2010". مؤرشف من الأصل في 2017-11-13.

انظر أيضاً عدل