الزبير بن العوام

صحابي، من العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة

الزُّبَيْرُ بن العَوَّام الأسدي القرشي (28 ق.هـ - 36 هـ / 594 - 656م)، ابن عمة النبي محمد بن عبد الله وابن أخ زوجته خديجة بنت خويلد، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، يُلقب بـ حواري رسول الله؛ لأن النبي قال عنه:[3] «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»، أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام،[1] وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.[4] وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا،[5] وزوج أسماء بنت أبي بكر المُلقّبة بذات النطاقين.[6]

الزبير بن العوام
تخطيط لاسم الصحابي الزبير بن العوام ملحوق بدعاء الرضا عنه
حواري رسول الله، أول من سل سيفه في سبيل الله،[1]
الكنية أبو عبد الله، أبو الطاهر
الولادة 28 ق.هـ[2][معلومة 1] 594 م
مكة، الحجاز، شبه الجزيرة العربية
الوفاة 36 هـ، 656 م
البصرة
مبجل(ة) في الإسلام: أهل السنة والجماعة
النسب أبوه: العَوَّام بن خُوَيْلِد بن أسَدَ بن عبد العُزَّى بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أمهٌ: صفية بنت عبد المطلب
إخوته وأخواته: السائب، عبد الرحمن، عبد الله، عبد الكعبة، أم حبيب، زينب، هند، أم السائب
زوجاته: أسماء بنت أبي بكر، زينب بن مرثد، أم خالد بنت خالد بن سعيد، الرباب بنت أنيف، أم كلثوم بنت عقبة، الحلال بنت قيس بن نوفل، عاتكة بنت زيد، تماضر بنت الأصبغ
أبناؤه:عبد الله، عروة، المنذر، عاصم، المهاجر، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، مصعب، حمزة
بناته:خديجة الكبرى، خديجة الصغرى، أم الحسن، عائشة، حبيبة، سودة، هند، رملة، زينب

أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات،[1] وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم،[7] هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ولم يُطِل الإقامة بها،[8] وتزوج أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير فكان أول مولود للمسلمين في المدينة.[2]

شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر،[9] وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة،[7] وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: «هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض.»[10] وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقَتَله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل،[11] فكان قتله في رجبٍ سنة ستٍّ وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستُّون سنة.[1]

بداية حياته عدل

نسبه عدل

  1. السائب بن العوام: أمه صفية بنت عبد المطلب فهو شقيق للزبير، أسلم وحضر غزوة أحد وغزوة الخندق،[15] وقُتِل السائب في معركة اليمامة.[16]
  2. عبد الرحمن بن العوام: أمه أم الخير أميمة، حضر غزوة بدر في صفوف قريش،[17] وأسلم يوم فتح مكة عام 8 هـ، وذكر الزبير بن بكار أن اسمه كان في الجاهلية «عَبْد الكعبة» فسماه النبي «عبد الرحمن»، وقُتِل عبد الرحمن في معركة اليرموك، وقُتِل ابنه عبد الله يوم الدار في بيت عثمان بن عفان.[18][19]
  3. عبد الله بن العوام: أمه أم الخير أميمة، حضر غزوة بدر مع أخيه عبد الرحمن في صفوف قريش، فلما انهزموا كان وأخوه عبد الرحمن على جَمَل فوجدا حكيم بن حزام ماشيًا وهو ابنُ عمهما، وكان عبد الله أعرجًا؛ فقال له أخوه عبد الرحمن: «أنزل بنا نركب حكيمًا»، فقال: «أنشدك الله فإني أعرج»؛ فقال: «والله لتنزلنّ عنه، ألا تنزل لرجلٍ إنْ قُتِلْت كفاكَ، وإن أُسِرت فَدَاكَ؟» فنزل، وأركبا حكيمًا على الجمل، فنجا حكيم، ونجا عبد الرحمن على راحلته، وأُُدرِك عبد الله فقُتل.[17]
  4. عبد الكعبة بن العوام: ذكر محمد بن سعد البغدادي وغيره أن للزبير أخا آخر اسمه عبد الكعبة من أمه صفية بنت عبد المطلب.[20][21][22]
  5. أم حبيب بنت العوام: أمها صفية بنت عبد المطلب فتكون شقيقة للزبير. كانت زوج خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام، فولدت له أم الحسن، ومات خالد بن حزام راجعًا من هجرة الحبشة الأولى إلى مكة.[23][24]
  6. زينب بنت العوام: صحابية، وشاعرة، أدركت الإسلام، وأسلمت، تزوجها حكيم بن حزام، فأنجبت له خالد ويحيى وشيبة وعبد الله وفاختة، أسلموا يوم الفتح. قتل ابنها عبد الله بن حكيم يوم الجمل فرثته وذكرت أخاها وابنها بأبيات. توفيت زينب نحو عام 40 هـ.[25][26]
  7. هند بنت العوام: زوجة الصحابي زيد بن حارثة.[27]
  8. أم السائب بنت العوام: قال هشام: «وكان للزبير أخت يقال لها أم السائب بنت العوام».[28]

طفولته عدل

نشأ الزبير في مكة يتيمًا، فقد قُتِل أبوه العوام بن خويلد في حرب الفجار، حيث قتله مُرَّة بن مُعتِّب الثقفيّ، وقال رجل من ثقيف متباهيًا بمقتله:[29]

منَا الذي ترك العوَّام مُنْجدلاً
تَنتابه الطيرُ لحماً بين أَحجارِ

كانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب،[10] وكانت تضربه وهو صغير وتُغلِظ عليه، فعاتبها عمه نوفل بن خويلد وقال: «ما هكذا يُضرب الولد؛ إنك لتضربينه ضَرْب مُبْغضة» فقالت:[30]

مَنْ قَالَ إِنِّي أُبْغضه فقد كـذب
وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَـي يَلَبْ
وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِـي بَالسَّلَبْ
وَلا يَكُن لِمَالِهِ خَبْأٌ مُخَبْ

وقاتلَ الزّبيرُ رجلًا بمكّة، فكَسَرَ يَدَهُ؛ وكان ما زال غلامًا، فحُمِلَ الرجل إلى صفيّة، فقالت:[7]

كَيفَ رَأيْتَ زَبْرَا
أَأَقِطًا أَوْ تمرا
أمْ مُشْمَعِلًا صَقْرَا؟

كَانَ الزُّبَيْرُ بنُ العوامِ طويلًا إذا ركب الدابة خطت رجلاه الأرض خَفِيفَ اللِحيَة والعَارِضَين،[معلومة 2][1] وقال عروة: «رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ، وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ، مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةٌ أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ.»، وفي رواية أخرى عن عروة، قال: «كَانَ الزُّبَيْرُ طَوِيلًا تَخُطُّ رِجْلَاهُ إِذَا رَكِبَ الدَّابَةَ أَشْعَرَ.»[31]

إسلامه عدل

 
منظر كاشف لمكة من على متن جبل النور.

أسلم الزبير صغيرًا، واختُلِف في سن إسلامه، فقيل أنه أسلم وهو ابن ست عشرة سنة،[معلومة 3] وقيل ابن اثنتي عشرة سنة،[معلومة 4] وقيل ابن ثمان سنوات،[معلومة 5][1] وكان الزبير من أوائل المسلمين، فبعدما أسلم أبو بكر الصديق أخذ يدعو للإسلام، وكان ممن أسلم على يديه الزبير، قال ابن إسحاق: «فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ - يعني أَبي بَكْرٍ - فِيمَا بَلَغَنِي: الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَبِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَآمَنُوا وَأَصْبَحُوا مُقِرِّينَ بِحَقِّ الإِسْلامِ، فَكَانَ هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الإِسْلامِ، فَصَلَّوْا وَصَدَّقُوا رَسُولَ اللَّهِ وَآمَنُوا بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ»،[32][33] وقيل أنه كان رابع من أسلم أو الخامس،[7] وكانت الدعوة سرية حينئذٍ، فكان الزبير يجتمع مع النبي والمسلمين الأوائل في دار الأرقم بن أبي الأرقم[33] وبقوا فيها شهرًا،[34] حتى بلغوا ما يقارب أربعين رجلاً وامرأةً، فنزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها.[35]

وكان عمّه نوفل يُعذِّبه ليرجع عن الإسلام، فكان يعلقه في حصير، ويدخّن عليه، وكان الزبير يقول: «لا أكفر أبدًا.»،[30][36] فلما رأى عمه أنه لا يترك الإسلام تركه،[37] وقد رُوِى أنه سرت شائعة ذات يوم أن النبي محمد أُخِذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وبيده سيفه، قال عروة بن الزبير: «نفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب، وقال: الغلام معه السيف، حتى أتى النبي فقال: ما لك يا زبير؟ فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك.»، وقال عروة: «جاء الزبير بسيفه، فقال النبي : ما لك ؟ قال: أُخبِرت أنك أُخِذت. قال: فكنت صانعًا ماذا؟ قال: كنت أضرب به من أخذك. فدعا له ولسيفه.»، ولهذا قيل أن الزبير هو أول من سل سيفًا في الإسلام.[1]

هجرته إلى الحبشة عدل

 
خريطة توضح مسار الهجرات إلى المدينة وإلى الحبشة

لما اشتد الأذى على الزبير والمسلمين بمكة؛ أذن النبي لأصحابه بالخروج والهجرة إلى الحبشة فقال:[38] «لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟ فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي - أرض صدق - حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه»، فخرج الزبير مهاجرًا إلى الحبشة، وكان عددهم أحد عشر رجلًا وأربع نسوة،[8] وقيل: وامرأتان، وقيل: كانوا اثني عشر رجلًا، وقيل: عشرة، فخرجوا من مكة حتى وصلوا ساحل بحر القلزم، ثم أمَّروا عليهم: عثمان بن مظعون،[معلومة 6][8] ووجدوا سفينتين، فركبوا مقابل نصف دينار لكل منهم، وعلمت قريش فأسرعت في تعقبهم إلى الساحل ولكنهم كانوا قد أبحروا،[39] وكان ذلك في رجب من العام الخامس بعد البعثة[8] الموافق 615 م.

وكان من مواقفه في الحبشة أنه لما خرج رجل ينازع النجاشي ملكه أرسله المسلمون ليحضر الوقعة ويعلم على من تكون، فعن عروة بن الزبير عن أم سلمة قالت:[8] «خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنا قط هو أشد منه، فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرفه، فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي فخرج إليه سائرا، فقال أصحاب رسول الله بعضهم لبعض: من يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون؟
وقال الزبير - وكان من أحدثهم سنا - أنا، فنفخوا له قربة فجعلها في صدره، فجعل يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة، فهزم الله ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه. فجاءنا الزبير فجعل يليح لنا بردائه ويقول: ألا فأبشروا، فقد أظهر الله النجاشي، قلت: فوالله ما علمنا أننا فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا إلى مكة وأقام من أقام
».

هجرته إلى المدينة عدل

 
منظر عام للمدينة المنورة قديمًا.

لم يمكث الزبير في الحبشة طويلًا، فقد رجع إلى مكة مع من رجعوا ومكث بها حتى هَاجَرَ إِلَى يثرب.[40] وفي مكة تزوج أسماء بنت أبي بكر، ولما تزوجها لم يكن يملك مالا ولا مملوكا ولا شيء غير فَرَسِهِ،[7] وحملت أسماء بعبد الله، ولما خرج النبي محمد وأبي بكر مهاجرين وذهبا إلى غار ثور، كانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما وهي حامل، ثم خرج النبي وصاحبه من الغار متجهان إلى يثرب[41] وكان الزبير قد ذهب في تجارة إلى الشام، وفي طريق عودته إلى مكة لقي النبي وأبي بكر وهما في طريقهما إلى يثرب، فكساهما ثياب بياض، فعن عروة بن الزبير قال:[41][42] «أن رسول الله لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام (إلى مكة)، فكسى الزبيرُ رسول الله وأبا بكر ثياب بياض»، فكانت هجرة الزبير إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي وأبي بكر.[43]

ولمّا هاجر الزّبير بن العوّام من مكّة إلى المدينة نزل على المنذر بن محمّد بن عقبة بن أُحيحة بن الجُلاح،[7] وكانت أسماء قد خرجت من مكة مهاجرة وهي مُتمّة حملها بعبد الله، فولدته بقباء في شوال سنة 1 هـ[44] وقيل في سنة 2 هـ، فكان عبد الله أول مولود للمهاجرين في المدينة، وقد استبشر المسلمون بمولده، حيث كانوا قد بقوا لفترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم.[45] ثم حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد، فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.[44]

وآخى النبي بين الزّبير وبين عبد الله بن مسعود،[7][10] وذكر ابن كثير أنه آخى بينه وبين سلام بن سلامة بن وقش،[46] ورُوِى أيضًا أنه آخى بينه وبين كعب بن مالك،[7] وكان النبي قد آخى بين الزبير وطلحة قبل الهجرة.[معلومة 7][43]

الزبير في العهد النبوي عدل

شهد الزبير بن العوام جميع الغزوات والمشاهد مع النبي محمد، وكان من الفرسان، وأُصِيبَ جسده بكثير من الطعن والرمي؛ فكان به أكثر من ثلاثين طعنة، فقال علي بن زيد: «حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ صَدْرُهُ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْيِ.»، وقال الحسن البصري: «كَانَ بِالزُّبَيْرِ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ضَرْبَةً، كُلُّهَا مَعَ النَّبِيِّ »، وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «لَمَّا أَتَى عَلِيٌّ   بِسَيْفِ الزُّبَيْرِ جَعَلَ يُقَلِّبُهُ وَيَقُولُ: سَيْفٌ طَالَمَا جَلَا الْغَمَّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ .»،[47] وَرُوِيَ عن بعض التابعين، قال:[48] «صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ بِأَرْضِ قَفْرٍ، فَقَالَ: اسْتُرْنِي، فَسَتَرْتُهُ فَحَانَتْ مِنِّي الْتَفَاتَةٌ، فَرَأَيْتُهُ مُجَدَّعًا بِالسُّيُوفِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ بِكَ آثَارًا مَا رَأَيْتُهَا بِأَحَدٍ قَطُّ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتَهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا مِنْهَا جِرَاحَةٌ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ.»، ورُوِى أن النبي كان يضرب له أربعة أسهم من الغنائم، سهم له، وسهمين لفرسه، وسهم من سهام ذوي القربي.[31]

غزوة بدر عدل

 
خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر

لما خرج النبي محمدٌ والمسلمون من المدينة المنورة في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة إلى بدر وكانوا بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،[معلومة 8] دفع النبي لواءَ القيادة العامة إلى مصعب بن عمير العبدري القرشي، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة المهاجرين، وأعطى علمها علي بن أبي طالب، وكتيبة الأنصار، وأعطى علمها سعداً بن معاذ، وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وكان الزبير والمقداد هما الفارسان الوحيدان في الجيش، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، وظلت القيادة العامة في يده هو.[49]

ولكن بلغ أبا سفيانَ خبرُ مسير النبي بأصحابه من المدينة المنورة بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فاستطاع الإفلات وتحويل مسارها إلى طريق الساحل، ولما علمت قريش بخبر تعرض المسلمين للقافلة خرجوا لملاقاة المسلمين، وكان قوام جيش قريش نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع. أرسل النبي عليًا بن أبي طالب والزّبيرَ بن العوام وسعداً بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر، ليأتوا له بالأخبار عن جيش قريش، فوجدوا غلامين لقريش يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى النبي وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: «نحن سقاة قريش؛ بعثونا لنسقيهم من الماء»، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: «نحن لأبي سفيان»، فتركوهما، وركع النبي، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: «إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش»، وقال لهما: «أخبراني عن جيش قريش»، فقالا: «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى»، فقال لهما: «كم القوم؟»، قالا: «كثير»، قال: «ما عدتهم؟»، قالا: «لا ندري»، قال: «كم ينحرون كل يوم؟»، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال النبي: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، ثم قال لهما: «فمن فيهم من أشراف قريش؟»، فذكرا عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وأبا البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنضر بن الحارث بن كلدة، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، ومنبه بن الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبد ود، فأقبل النبي إلى أصحابه قائلاً: «هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها».[50]

قَتَل الزبير في غزوة بدر عبيدة بن سعيد بن العاص فيقول:[51] «لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج، لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات. قال هشام: فأخبرت: أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعها وقد انثى طرفاها. قال عروة: فسأله إياها رسول الله فأعطاه، فلما قبض رسول الله أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها ابن الزبير، فكانت عنده حتى قتل.»

وأُصِيب الزبير بضربتين في غزوة بدر، فعن عروة قال:[52][53] «كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.»، وكان الزبير يلبس عمامة صفراء يوم بدر، فنزلت الملائكة وعليها عمائم صفر، فقال النبي: «إِنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ».[54]

غزوة أحد عدل

 
صورة حديثة لجبل أحد الذي دارت عنده غزوة أحد

شهد الزبير بن العوام غزوة أحد، وكان من الذين انتدبهم النبي محمد ليتتبعوا جيش قريش بعد انتهاء المعركة، فعن عائشة قالت:[55] «﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ۝١٧٢ سورة آل عمران:172 قالتْ لِعُروَةَ: يا ابنَ أُختي، كانَ أبَوكَ منهُم: الزُّبَيْرُ وأبو بكرٍ، لما أصاب رسولَ الله ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصَرَفَ عنه المُشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال: مَن يَذهَبُ في إثْرِهِم. فانتدَبَ مِنهُم سَبْعينَ رَجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ والزُّبَيرُ.»

ولما رجع المسلمون إلى المدينة المنورة ومعهم الأسرى أمره النبي محمد أن يضرب عنق أبي عزة الجمحي، قال ابن هشام:[56] «كان رسول الله أسره ببدر، ثم مَنَّ عليه (أي بالفداء)، فقال: يا رسول الله، أقلني، فقال رسول الله : والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدًا مرتين، اضرب عنقه يا زبير، فضرب عنقه»

وكان من أخبار الزبير يوم أحد؛ مراقبته للصحابي أبي دجانة،[57] حيث أخرج النبي محمد سيفًا فقال: «من يأخذه بحقه»، فقام إليه الزبير فلم يعطه أياه، وأعطاه أبا دجانة، فيقول الزبير:[58] «وجدت في نفسي حين سألت رسول الله السيف فمنعنيه، وأعطاه أبا دجانة، وقلت: أنا ابن صفية عمته ومن قريش، وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول:

أنا الذي عاهدني خليلي
ونحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول
أضرب بسيف الله والرسول

فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وكان في المشركين رجل لا يدع جريحا إلا ذفف عليه، فجعل كل منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما، فالتقيا فاختلفا ضربتين، فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته، فعضيت بسيفه، وضربه أبو دجانة فقتله، ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة، ثم عدل السيف عنها. فقلت: الله ورسوله أعلم.»

غزوة الخندق عدل

 
رسم توضيحي يبين غزوة الخندق

شهد الزبير غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، يقول ابن إسحاق:[59] «فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول:

إني امرؤ أحمي وأحتمي
عن النبي المصطفى الأمي

»

ولما سرت الشائعات بين المسلمين بأن قريظة قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسولُ محمدٌ يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، فعن جابر بن عبد الله بن حرام قال:[3] «قال رسول الله يوم الأحزاب من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير: أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم، فقال الزبير: أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم، فقال الزبير: أنا، ثم قال: إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير»، فذهب الزبير، فنظر ثم رجع فقال: «يا رسول الله، رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم، وقد جمعوا ماشيتهم»،[60] وجمع النبي أبويه للزبير في ذلك اليوم، فعن عبد الله بن الزبير قال:[61]

  كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ في النساءِ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبيرِ على فرسهِ يختلف إلى بني قريظةَ مرتينِ أو ثلاثًا، فلما رجعتُ قلتُ: يا أبتِ رأيتُكَ تختلفُ ؟ قال: أو هل رأيتَني يا بنيَّ ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ اللهِ قال: من يأتِ بني قريظةَ فيأتيني بخبرِهم. فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمعَ لي رسولُ اللهِ أبويهِ فقال: فداكَ أبي وأُمِّي.  

غزوة خيبر عدل

شهد الزبير غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب، فذكر ابن إسحاق:[62] «أن أخا مرحب وهو ياسر، خرج بعده وهو يقول: هل من مبارز؟، فزعم هشام بن عروة أن الزبير خرج له، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله، فقال: «بل ابنك يقتله إن شاء الله»، فالتقيا فقتله الزبير. فكان الزبير إذا قيل له: والله إن كان سيفك يومئذ صارما، يقول: والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته.»

فتح مكة عدل

 
مشهد دخول المسلمين إلى مكة من فيلم الرِّسالة

كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي محمد مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة،[معلومة 9] فذهب علي والزبير والمقداد فأمسكوا بالمرأة في «روضة خاخ» على بعد اثني عشر ميلاً من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تُخرج الكتابَ فسلمته لهم.[63]

ولما دخل المسلمون مكة كان الزبير حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة،[7] حيث جعل النبي خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة.[64] وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مرَّ بأبي سفيان قال له: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً»، فلما حاذى الرسولُ محمد أبا سفيان قال: «يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟»، قال: «وما قال؟»، فقال: كذا كذا، فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف: «يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة»، فقال الرسولُ محمد: «بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً»، ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة، وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد، وقيل: بل دفعه إلى الزبير.[65]

ونصب الزبير راية الرسولِ محمد بالحجون عند مسجد الفتح، وضُرِبَ له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه الرسول، فقال له العباس بن عبد المطلب:[66] «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَهَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تُرْكِزَ الرَّايَةَ؟»

الزبير في عصر الخلفاء الراشدين عدل

«كَانَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ،
وَكَانَ يُقَسِّمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى مَنْزِلِهِ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ،
وَمَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ دِرْهَمٌ.»
سعيد بن عبد العزيز الحلبي[67]

حروب الردة عدل

بعد موت النبي كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينة، لأن كثير من قبائل العرب قد ارتدت، وطمع كثير من الأعراب في المدينة، فجعل أبو بكر الصديق على أنقاب المدينة حرسًا يبيتون حولها منهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وقاتل الزبير مع أبي بكر الصديق في حروب الردة، ثم خرج للقتال بالشام.[68]

معركة اليرموك عدل

 
يسارلوحة زيتيَّة تؤرّخ انتصار المُسلمين على الروم في اليرموك.

كان الزبير بن العوام فيمن شهد معركة اليرموك، وكانت في أواخر خلافة أبي بكر وبداية خلافة عمر بن الخطاب، يقول ابن كثير:[69] «وقد كان فيمن شهد اليرموك الزبير بن العوام، وهو أفضل من هناك من الصحابة، وكان من فرسان الناس وشجعانهم، فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنكم لا تثبتون. فقالوا: بلى، فحمل وحملوا فلما واجهوا صفوف الروم أحجموا وأقدم هو، فاخترق صفوف الروم حتى خرج من الجانب الآخر، وعاد إلى أصحابه ثم جاؤوا إليه مرة ثانية، ففعل كما فعل في الأولى، وجرح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية: جرح.»

وأُصِيب الزبير يوم اليرموك، فعن عروة قال:[52] «كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.»

فتح مصر عدل

 
حصن بابليون كما كان يبدو سنة 1830 م.

شارك الزبير في فتح مصر، فلما سار عمرو بن العاص لفتح مصر؛ طلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب، فأرسل له مدد بِقيادة الزبير بن العوام، ويذكر المُؤرخون المُسلمون أنَّ المدد الذي بعث به الخليفة إلى عمرو بن العاص كان اثني عشر ألف مُقاتل، ويذكر بعضُهم أيضًا أنَّهُ كان عشرة آلاف فقط،[70][71] واغتبط المسلمون بقدوم كبار الصحابة أمثال: الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد الأنصاري.[72]

وذكر شمس الدين الذهبي أنه لما خرج الزبير غازيًا نحو مصر، كتب إليه أمير مصر عمرو بن العاص: «إن الأرض قد وقع بها الطاعون، فلا تدخلها»، فقال: «إنما خرجت للطعن والطاعون»، فدخلها، فلقي طعنة في جبهته فأفرق.[1]

وكان للزبير دورٌ بارزٌ في فتح حصن بابليون، حيث اعتلى الزبير بن العوام مع نفر من المسلمين، السور، وكبَّروا، فظنَ أهل الحصن أنَّ المسلمين اقتحموه، فهربوا تاركين مواقعهم، فنزل الزبير وفتح باب الحصن لأفراد الجيش الإسلامي فدخلوه. وفي رواية أنَّ الزبير ارتقى السور، فشعرت حامية الحصن بِذلك، ففتحوا الباب لعمرو وخرجوا إليه مصالحين، فقبل منهم. ونزل الزبير عليهم وخرج على عمرو من الباب معهم، وبذلك تم فتح حصن بابليون. وشهد الزبير على عقد الصلح الذي أعطاه عمرو بن العاص لأهل مصر.[73]

الشورى بعد وفاة عمر عدل

أعضاء الشورى بعد وفاة عمر

لاختيار الخليفة الثالث

عثمان بن عفان
عبد الرحمن بن عوف
علي بن أبي طالب
الزبير بن العوام
سعد بن أبي وقاص
طلحة بن عبيد الله

لما طُعِن عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي محمد وهو عنهم راضٍ وهم: عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.[4] ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئًا، ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى. ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد أول محرم سنة 24 هـ، الموافقة لسنة 644 م، بالحجرة النبوية إلى جانب أبي بكر الصديق والنبي محمد، وكان عمره خمسًا وستين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة،[74]

بعد الانتهاء من دفن عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت عائشة بنت أبي بكر، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت فاطمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس،[75] وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف: «اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم»، فقال الزبير: «جعلت أمري إلى علي»،[76] وقال طلحة: «جعلت أمري إلى عثمان»، وقال سعد: «جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف»، وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن: «أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه» فأسكت الشيخين، فقال عبد الرحمن بن عوف: «أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما»، قالا: «نعم».[76]

وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة (اليوم الأخير من شهر ذي الحجة 23 هـ/ 6 نوفمبر 644م) أعلن عبد الرحمن البيعة لعثمان بن عفان وقال: «أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً»، فقال عبد الرحمن مخاطباً عثمان: «أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده»، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون.[77]

موقعة الجمل ومقتله عدل

 
رسم تُركي عُثماني لموقعة الجمل، وقد غُطي وجه كلًا من عائشة وعليّ باللون الأبيض.
 

كان الزبير من جملة أنصار عثمان بن عفان في الفتنة، فلما قُتِل عثمان ندم الزبير وأصحابه على عدم مساعدته، وعزموا على الأخذ بثأر عثمان،[78] وبعدما بايع علي بن أبي طالب؛ طلب منه الزبير وطلحة تعجيل إقامة القصاص،[79] واقترحا أن يخرجا للبصرة والكوفة، فقال طلحة: «دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل»، وقال الزبير: «دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل»، فأمرهما علي بالتريّث.[80] وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان؛ خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة والتقوا بعائشة بنت أبي بكر وكان وصولهما إلى مكة في ربيع الآخر سنة 36 هـ،[81] ودعا الزبير الناس إلى الأخذ بثار عثمان فقال:[82] «ننهض الناس فيدرك بهذا الدم لئلا يبطل فإن في إبطاله توهين سلطان الله بيننا أبدا إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إلا قتله هذا الضرب»

وقرروا الخروج إلى البصرة ثم الكوفة، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك،[81] ولما وصلوا البصرة؛ أرسل لهم والي البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي، فذهبا إلى عائشة فقالا: «إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا» فقالت: «والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ، ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره»، فأتيا طلحة فقالا: «ما أقدمك»، قال: «الطلب بدم عثمان»، قالا: «ألم تبايع عليا»، قال «بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان»، ثم أتيا الزبير فقالا: «ما أقدمك»، قال: «الطلب بدم عثمان»، قالا: «ألم تبايع عليا»، قال «بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان».[82]

ورأى عثمان بن حنيف أن يمنعهم من دخول البصرة حتى يأتي علي بن أبي طالب، فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، ثم قامت عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف،[82] وجاء حكيم بن جبلة العبدي - وكان من قتلة عثمان - وسب عائشة، وكان لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله، فانتشب القتال، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فقُتِل عددًا ممن شارك في قتل عثمان قُدِر بسبعين رجلًا، واستطاع الزبير وطلحة ومن معهما أن يسيطروا على البصرة، وتوجه الزبير إلى بيت المال، وأخلى سبيل عثمان بن حنيف.[82][83]

وصل علي بن أبي طالب إلى ذي قار، وأرسل الرسل بينه وبين طلحة والزبير وعائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو إليهم فقال لعائشة: «أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟»، فقالت: «أي بني الإصلاح بين الناس». فسعى القعقاع بن عمرو بين الفريقين بالصلح، واتفقا على الصلح، ولما عاد القعقاع إلى علي وأخبره بما فعل، فارتحل علي حتى نزل بحياهم،[84] ولما نوى الرحيل قال:[85] «وإني راحل غدا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم»، فلما قال هذا اجتمع جماعة من قتلة عثمان كـالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ، فقال الأشتر: «قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا»، وقال عبد الله بن سبأ:[86] « يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون.»

فأشعلوا القتال بين الطرفين، وقُتٍلَ طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم، وانصرف الزبير عن القتال، حيث التقى بعلي فقال له:[1][87] «يا زبير! أنشدك الله أسمعت رسول الله يقول: «إنك تقاتلني وأنت ظالم؟». قال: نعم! لم أذكره إلا في موقفي هذا»، فلما تذكّر الزبير ذلك انصرف عن القتال، فلقيه ولده عبد الله فقال له: «جبنا، جبنا» قال: «قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئاً سمعته من رسول الله ، فحلفت ألا أقاتله»، ثم قال:

ترك الأمور التي أخشى عواقبها
في الله أحسن في الدنيا وفي الدين

وقيل إنه أنشد:[1][7]

ولقد علمت لو أن علمي نافعي
أن الحياة من الممات قريب

فلما رجع الزبير متوجهاً إلى المدينة لحقه ابن جرموز بوادي السباع فقتله وهو يصلي، فلما جيء به مقتولاً بكى علي بن أبي طالب وقال: سمعت رسول الله يقول: «بشر قاتل ابن صفية بالنار».[1][11] فكَان مَقتلُه بِوَادِي السِّبَاعِ بالْبَصْرَةَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ.[88]

ميراثه وديونه عدل

«قُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أرضين مِنْهَا بِالْغَابَةِ وَدُورًا.»
عبد الله بن الزبير[67]

كان ميراث الزبير أرضين بالغابة، ودارًا بالمدينة، ودارًا بالبصرة ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر، وكان عليه دَين يُقدّر بـ ألفي ألف ومائتي ألف،[1] وكان أكبر هم الزبير قبل وفاته هو سداد هذا الدَين، وأوصى ابنه عبد الله بسداده، فقال له:[89] «يا بُنَيّ، إنَّه لا يقتل اليوم إلاَّ ظالم أو مظلوم، وإنّي لا أُراني إلاَّ سأقتل اليوم مظلومًا، وإنَّ من أكبر همِّي لَدَينِي، قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بُنيَّ، إن عجزتَ عنْه في شيء فاستعِنْ عليْه مولاي، قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتَّى قلتُ: يا أبتِ مَن مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعتُ في كربة من دَينه إلاَّ قلتُ: يا مولى الزبير، اقضِ عنه دينَه، فيَقضيه.»، وأوصى بالثلث لبني عبد الله بن الزبير، وكان سبب تراكم هذا الدَين؛ أنه كان إذا أعطاه أحد الناس أمانة يستودعها عنده يجعلها الزبير دَينًا عليه خشية ضياعها، ويقول: «لَا وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ»، واستطاع ابنه عبد الله سداد هذه الديون.[89]

رثاؤه عدل

قالت زوجته عاتكة بنت زيد في رثائه:[7][11]

غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ
يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ
يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ
لا طَائِشًا رَعِشَ البَنَانِ وَلا اليَدِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ
فِيمَا مَضَى مِمَّا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ
عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ
وَاللَّهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا
حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ المُتَعَمِّدِ

وقالت أخته زينب بنت العوام في رثائه:[90][91]

قتَلْتُمْ حــــَوَارِيَّ النَّبِيِّ وَصِـــــــــهْرَهُ
وَصَاحِبَهُ فَاسْتَبشرُوا بجَحِيــــــــمِ
وَقَدْ هَدَّنِي قَتْلُ ابْن عــــَفَانَ قَــبْلَهُ
وَجَادَتْ عَلَيهِ عَبْرَتِي بِسَجُـــــــومِ
أعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّمُوعِ وَأْفـــــــــــرِغَا
عَلَى رَجُلٍٍ طَلْقِ اليَدَينِ كَرِيــــــــــمِ
وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الله يُدْعَى بِحَارِثٍ
وَذِي خَلَّةٍ مِنَّا وَحَــــــــــــــــمْلِ يَتِيمِ
فَكَيْفَ بِنَا أمْ كَيْفَ بالدِّينِ بَعْدَمـــَا
أصِيبَ ابْنُ أرْوَى وابْنُ أمِّ حَكِيمِ

روايته للحديث عدل

كان الزبير مقلًا في رواية الحديث النبوي، ويرجع ذلك إلى أنه كان يخشى أن يخطأ في الرواية؛ فيكون بذلك قد كذب على النبي محمد، فقد سأله ابنه عبد الله بن الزبير: فقال له: «ما لك لا تحدث عن رسول الله كما يحدث عنه فلان وفلان؟» فقال الزبير: «ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»،[92] وقد روى عن النبي أحاديث يسيرة، وحدث عنه بنوه: عبد الله، ومصعب، وعروة، وجعفر، ومالك بن أوس بن الحدثان، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن عامر بن كريز، ومسلم بن جندب، وأبو حكيم مولاه، وأم عطاء وآخرون. واتفق البخاري ومسلم له على حديثين، وانفرد له البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بحديث.[1]

أسرته عدل

زوجاته عدل

 
شجرة أزواج وأبناء الزبير بن العوام

تزوج الزبير بن العوام من ثماني نساء هن:[7][93]

  • أسماء بنت أبي بكر أُولى زوجاته، تزوجها قبل الهجرة إلى المدينة، وولدت له خمسة أولاد هم: عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن: خديجة الكبرى، أم الحسن، عائشة، وكان الزبير غيورًا، وكانت أسماء تخشى غيرته، فتحكي أسماء فتقول:[94] «تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شي غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: (إخ إخ). ليحملني خلفه، قاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك خادم يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني»

وكان الزبير شديدًا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال:[95] «يا بنيّة اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثمّ مات عنها فلم تزوّج بعده جمع بينهما في الجنّة.»، ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله قال لأبيه: «مثلي لا توطأ أمه! فطلقها.» وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله وعروة، والمنذر. وقيل: «إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه قال: أمك طالق إن دخلتَ. فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟! فدخل فخلصها منه»[96]

أولاده عدل

كان للزبير أحد عشر ابنًا وتسع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء الشهداء،[معلومة 10] فقال:[7][93] «بلغني أن طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا.»، فأولاده البنين هم:

وأولاده البنات هن:


الآراء حول الزبير عدل

نظرة أهل السنة والجماعة عدل

يُعدّ الزبير بن العوام أحد أكثر الشخصيات تبجيلاً عند أهل السنة والجماعة، حيث يرون أنه من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وأنه من العشرة المبشرين بالجنة، وأوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، وأنه حوراي رسول الله، وابن عمته صفية، والحواري هو الناصر،[106] قال ابن المبرد:[107] «فقيل الحواري هو الناصر، وهذا هو الذي يدل عليه سياق الحديث، وقيل: هو شديد بياض الثياب، وإنما سُمِي الحواريون لذلك، والأول أظهر»، وقد وردت أحاديث وآثار عديدة تبين فضل الزبير ومكانته، منها:

  أن رسول الله كان على حراء، وأبو بكر، وعمر وعثمان، وعلي وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله: " إهدأ فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد ".  
  أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة.  
  سمعت رسول الله يقول: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ  
  كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ في النساءِ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبيرِ على فرسهِ يختلف إلى بني قريظةَ مرتينِ أو ثلاثًا، فلما رجعتُ قلتُ: يا أبتِ رأيتُكَ تختلفُ ؟ قال: أو هل رأيتَني يا بنيَّ ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ اللهِ قال: من يأتِ بني قريظةَ فيأتيني بخبرِهم. فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمعَ لي رسولُ اللهِ أبويهِ فقال: فداكَ أبي وأُمِّي.  
  ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ۝١٧٢ سورة آل عمران:172 قالتْ لِعُروَةَ: يا ابنَ أُختي، كانَ أبَوكَ منهُم: الزُّبَيْرُ وأبو بكرٍ، لما أصاب رسولَ الله ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصَرَفَ عنه المُشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال: مَن يَذهَبُ في إثْرِهِم. فانتدَبَ مِنهُم سَبْعونَ رَجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ والزُّبَيرُ .  
  لو عهدت أو تركت تركة، كان أحبهم إلي الزبير؛ إنه ركن من أركان الدين  
أقام على عهدِ النَّبي وهديه
حواريُّه والقولُ بالفعلِ يعدلُ
أقام على منهاجِه وطريقِه
يوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ
هو الفارسُ المشهورُ والبطلُ الذي
يصولُ، إذا ما كان يومٌ مُحَجَّلُ
إذا كشفت عن ساقِها الحربُ حَشَّها
بأبيضَ سَبَّاقٍ إلى الموتِ يُــرْقِـلُ
وإن امرأً كانت صفيَّةُ أُمَّه
ومِن أَسَدٍ في بيتِها لمرَفِّلُ
له مِن رسول الله قربى قريبة
ومن نصرة الإسلامِ مجدٌ مؤثَّلُ
فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ
عَنِ الْمُصْطَفَى وَاللَّهُ يُعْطِي فيُجْزِلُ
فَمَا مِثلُهُ فِيهِمْ وَلَا كَانَ قَبْلَهُ
وَلَيْسَ يَكُونُ الدَّهْرُ مَادَامَ يَذْبُلُ
ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فِعَالِ مَعَاشِرَ
وَفِعْلُكَ يَابْنَ الْهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ.

نظرة الشيعة عدل

يرى الشيعة أن الزبير بن العوام كان من أصحاب علي بن أبي طالب، وأنه كان من المعارضين لخلافة أبي بكر، ومن الشهود على وصية فاطمة الزهراء،[112] وأنه صوّت لصالح علي ولم يصوّت لصالح عثمان في مجلس الشورى بعد وفاة عمر، وكان من أوائل من بايع عليًا بعد مقتل عثمان،[113] ولكنه سرعان ما نقض البيعة، فتروي كتب الشيعة عن علي أنه قال:[114] «والله ما أرادا العمرة، ولكنهما أرادا الغدرة.»

لذلك يرى الشيعة أن الزبير مات كافرًا لقتاله علي بن أبي طالب، وتروي كتب الشيعة قولًا منسوبًا لعلي يقول فيه:[115] «ألا إن أئمة الكفر في الإسلام خمسة طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري»، وأن انصرافه عن القتال في معركة الجمل لا يشفع له، وأنه كان من أصحاب علي بن أبي طالب ولكن ابنه عبد الله بن الزبير هو الذي أغواه ليخالف عليًا.[115]

شخصيته في السينما والتلفزيون عدل

انظر أيضًا عدل


مراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي جـ1، صـ41: 67، ترجمة الزبير بن العوام نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب الزبير بن العوام، موقع قصة الإسلام، اطلع عليه في 12 يوليو 2016 نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ أ ب ت صحيح البخاري حديث رقم 2997، 4113، 2846، 2847، 3719، 7261، وصحيح مسلم حديث رقم 2415، من حديث جابر بن عبد الله
  4. ^ أ ب ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر. البداية والنهاية، الجزء السابع، صفحة: 137، 138، 144. مكتبة المعارف - بيروت (1981)، ومكتبة العصر - الرياض (1966).
  5. ^ أ ب كتاب سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، جـ3، صـ364: 380، ترجمة عبد الله بن الزبير نسخة محفوظة 19 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، موقع قصة الإسلام، تاريخ الولوج 10 يونيو 2016 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص محمد بن سعد البغدادي (2001)، الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، ج. 3، ص. 95، QID:Q116977468 – عبر المكتبة الشاملة
  8. ^ أ ب ت ث ج البداية والنهاية جـ3، باب:هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة ـ على ويكي مصدر
  9. ^ الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى، ص116-118
  10. ^ أ ب ت ث ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 2، ص. 307، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  11. ^ أ ب ت البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل على ويكي مصدر
  12. ^ أ ب جمهرة أنساب العرب، فصل: ولد فهر بن مالك بن النضر لابن حزم على ويكي مصدر
  13. ^ جمهرة أنساب العرب، لابن حزم، جـ1، صـ54 نسخة محفوظة 25 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، صفية بنت عبد المطلب، جـ2، صـ270 271 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ أسد الغابة في معرفة الصحابة، ترجمة السائب بن العوام على موقع نداء الإيمان، تاريخ الولوج 13 يونيو 2016الغابة في معرفة الصحابة **/السائب بن العوام/i219&d116169&c&p1 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ معرفة الصحابة، حرف السين، السائب بن العوام نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 4، ص. 289، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  18. ^ الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ترجمة عبد الرحمن بن الزبير، على موقع نداء الإيمان، تاريخ الولوج 13 يونيو 2016في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)/عبد الرحمن بن العوام:/i868&d1160882&c&p1 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤١. نسخة محفوظة 4 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤١.
  21. ^ علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٢٤١. نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج ٤ - الصفحة ٥٠. نسخة محفوظة 6 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 2، ص. 196، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  24. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 8، ص. 373، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  25. ^ الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٣ - الصفحة ٦٧. نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ الإصابة - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ١٦١. نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 2، ص. 496، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  28. ^ سبط ابن الجوزي (2013). مرآة الزمان في تاريخ الأعيان وبذيله (ذيل مرآة الزمان) 1-22 ج4. بيروت: دار الكتب العلمية. ص. 315. مؤرشف من الأصل في 2020-09-27.
  29. ^ العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي، جـ 2، صـ 301 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 2، ص. 458، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  31. ^ أ ب سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 230 نسخة محفوظة 22 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  32. ^ دلائل النبوة للبيهقي، رقم الحديث: 498 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  33. ^ أ ب البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل: أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم، على ويكي مصدر
  34. ^ السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، علي بن برهان الدين الحلبي، ج1، ص457، دار المعرفة.
  35. ^ الطبقات الكبرى، ابن سعد البغدادي، ج1، ص199، دار صادر، بيروت.
  36. ^ كتاب: موسوعة فقه الابتلاء، علي بن نايف الشحود، جـ 4، صـ 336 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  37. ^ محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 59
  38. ^ المستدرك على الصحيحين (4301) نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  39. ^ كتاب تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره، صـ 20 نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  40. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 229 نسخة محفوظة 22 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  41. ^ أ ب البداية والنهاية/الجزء الثالث/باب الهجرة من مكة إلى المدينة على ويكي مصدر
  42. ^ صحيح البخاري، كتاب مناقب الانصار، باب هجرة النبي إلى المدينة، رقم (3906)
  43. ^ أ ب محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية (الكويت)، الطبعة الأولى، صـ 69
  44. ^ أ ب البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 1 هـ - فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  45. ^ صحيح البخاري - حديث رقم:5152 نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  46. ^ البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار على ويكي مصدر
  47. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 225 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  48. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 226 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  49. ^ البداية والنهاية جـ3، باب:غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ـ على ويكي مصدر
  50. ^ الرحيق المختوم، لصفي الرحمن المباركفوري، جـ 1، صـ 169 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  51. ^ صحيح البخاري، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا، حديث رقم 3723 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  52. ^ أ ب فضائل الصحابة - محمد حسن عبد الغفار، جـ 10، صـ 4 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  53. ^ صحيح البخاري، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ، رقم الحديث: 3702 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  54. ^ تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الزاي، ذكر من اسمه زبير، الزبير بْن العوام بْن خويلد، رقم الحديث: 16914 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  55. ^ أ ب صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب الذين استجابوا لله والرسول، حديث رقم 3849 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  56. ^ السيرة النبوية لابن هشام، غزوة أحد، مقتل أبي عزة ومعاوية بن المغيرة نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  57. ^ محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 80، 81
  58. ^ البداية والنهاية جـ4، باب:غزوة أحد في شوال سنة ثلاث ـ على ويكي مصدر
  59. ^ البداية والنهاية جـ4، باب:نزول قريش بمجتمع الأسيال يوم الخندق ـ على ويكي مصدر
  60. ^ مغازي الواقدي، الواقدي، جـ 2، صـ 457 نسخة محفوظة 13 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  61. ^ أ ب صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم 3720، و مسند أحمد، مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، مُسْنَدُ بَاقِي الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، حديث رقم 1369 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  62. ^ البداية والنهاية جـ4، باب: سنة سبع من الهجرة غزوة خيبر في أولها ـ على ويكي مصدر
  63. ^ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، حديث رقم 2494 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  64. ^ صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، حديث رقم 1780 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  65. ^ البداية والنهاية جـ4، باب:صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ـ على ويكي مصدر
  66. ^ صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، حديث رقم 4030 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  67. ^ أ ب سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 227 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  68. ^ محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 86
  69. ^ البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل: وقعة اليرموك على ويكي مصدر
  70. ^ البلاذريّ، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود (1988م). فُتوح البُلدان، الجزء الأوَّل. بيروت - لُبنان: دار ومكتبة الهلال. ص. 314. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  71. ^ الكِندي، أبو عُمر مُحمَّد بن يُوسُف بن يعقوب المصري؛ تحقيق: مُحمَّد حسن مُحمَّد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي (1424 هـ - 2003م). كتاب الوُلاة والقُضاة (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتب العلميَّة. ص. 8. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  72. ^ ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبدُ الرحمٰن بن عبد الله عبدُ الحكم بن أعيُن القُرشيّ المصريّ؛ تحقيق: مُحمَّد الحُجيري (1416 هـ - 1996م). فُتُوح مصر وأخبارها (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: دار الفكر. ص. 139. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  73. ^ الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير؛ تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم (1387 هـ - 1967م). تاريخ الرُسل والمُلوك، الجُزء الرابع (ط. الثانية). القاهرة - مصر: دار المعارف. ص. 108 - 109. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  74. ^ ابن سعد، محمد أبو عبد الله. الطبقات الكبرى، الجزء الأول، صفحة: 265. دار صادر ودار بيروت - بيروت (1957)
  75. ^ تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره، جـ1، صـ 64 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  76. ^ أ ب البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان وفيه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حديث رقم 3700 نسخة محفوظة 20 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  77. ^ صحيح البخاري، كِتَاب الْأَحْكَامِ، بَاب كَيْفَ يُبَايِعُ الْإِمَامُ النَّاسَ، رقم الحديث: 6694 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  78. ^ محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 87
  79. ^ حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 28: 31
  80. ^ تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 2، صـ 703 نسخة محفوظة 07 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  81. ^ أ ب حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 51: 55
  82. ^ أ ب ت ث تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 13: 19 نسخة محفوظة 07 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  83. ^ حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، فصل: مقتل حكيم بن جبلة، صـ 62: 63
  84. ^ حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 71: 90
  85. ^ تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 32 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  86. ^ البداية والنهاية لابن كثير جـ 7، صـ 250، الموسوعة الشاملة نسخة محفوظة 17 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  87. ^ البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل: مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام على ويكي مصدر
  88. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 231 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  89. ^ أ ب صحيح البخاري، كِتَاب فَرْضِ الْخُمُسِ، بَاب بَرَكَةِ الْغَازِي فِي مَالِهِ حَيًا وَمَيِّتًا، رقم الحديث: 2913 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  90. ^ معجم النساء الشاعرات في الجاهلية والإسلام. نسخة محفوظة 2020-09-12 على موقع واي باك مشين.
  91. ^ الإصابة - ابن حجر - ج 8 - الصفحة 162. نسخة محفوظة 2020-09-12 على موقع واي باك مشين.
  92. ^ تاريخ دمشق، لابن عساكر، جـ 18، صـ 334 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  93. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س التاريخ الإسلامي - ج 4: العهد الأموي، للشيخ محمود شاكر، الطبعة السابعة، 1421 هـ/ 2000 م، صـ 137: 139 نسخة محفوظة 10 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  94. ^ صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الغيرة، حيث رقم 4926 نسخة محفوظة 29 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  95. ^ محمد بن سعد البغدادي (2001)، الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، ج. 10، ص. 239، QID:Q116977468 – عبر المكتبة الشاملة
  96. ^ ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 7، ص. 7، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  97. ^ الإصابة في تمييز الصحابة جـ8،ص 56 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  98. ^ سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الزهبي، ترجمة عروة بن الزبير، جـ 4، صـ 423: 437 نسخة محفوظة 11 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  99. ^ سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة المنذر بن الزبير، جـ 3، صـ 381 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  100. ^ البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثامن، المنذر بن الزبير بن العوام على ويكي مصدر
  101. ^ محمد بن سعد البغدادي (2001)، الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، ج. 7، ص. 183، QID:Q116977468 – عبر المكتبة الشاملة
  102. ^ المجموع اللفيف، لأبي جعفر الأفطسي، جـ 1، صـ 521، الحاشية نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  103. ^ الذهبي: تاريخ الإسلام، دار الكتاب العربي، 1993م، بيروت، جـ 5، صـ 525
  104. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 8، ص. 104، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  105. ^ تاريخ دمشق لابن عساكر، أسماء النساء عَلَى حرف الراء، رَمْلَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  106. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 223 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  107. ^ محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، لابن المبرد، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 78
  108. ^ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم الحديث 2417 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  109. ^ العشرة المبشرون بالجنة، موقع الدرر السنية نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  110. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 228 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  111. ^ التَّضْحية في واحة الشِّعر، الدرر السنية نسخة محفوظة 12 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  112. ^ الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه: 2/244
  113. ^ "المفيد، الجمل: ص130". مؤرشف من الأصل في 2020-03-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-13. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  114. ^ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/232 نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  115. ^ أ ب بحار الأنوار، صـ 331: 340 نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  116. ^ مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي 2010، طاقم العمل، موقع السينما نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  117. ^ مسلسل معاوية والحسن والحسين 2011، طاقم العمل، موقع السينما نسخة محفوظة 16 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  118. ^ مسلسل رايات الحق 2010، طاقم العمل، موقع السينما نسخة محفوظة 08 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.

معلومات عدل

  1. ^ تاريخ ميلاد تقريبي معتمد على القول بأن الزبير أسلم وهو ابن ست عشرة سنة
  2. ^ عارضا اللحية هما صفحة الخدين، وفيه حذف وأصله: خفيف شعر العارضين. (المصباح المنير جـ2، ص 553)
  3. ^ روى أبو أُسامة، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: أسلم الزُّبير وهو ابن ستَّ عشرة سنة. (الاستيعاب في معرفة الأصحاب جـ2، ص 89)
  4. ^ روى قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرَّحِمن عن عروة، قال: أسلم الزّبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة. (الاستيعاب في معرفة الأصحاب جـ2، ص 89)
  5. ^ روى عبد الله بن صالح، قال: حدّثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرّحمن أنه بلغه أنّ علي بن أبي طالب، والزّبير بن العوَّام أسلما، وهما ابنا ثماني سنين. (الاستيعاب في معرفة الأصحاب جـ2، ص 89)
  6. ^ قال ابن هشام: «وكان عليهم عثمان بن مظعون، فيما ذكر بعض أهل العلم.» (سيرة ابن هشام جـ1، ص246، طبعة دار الغد الجديد، المنصورة)
  7. ^ عن محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدنيّ قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه: «أنّ النّبيّ ، حين آخى بين أصحابه آخى بين الزّبير وطلحة.» (الطبقات الكبير، جـ3، ص 93)
  8. ^ هذه رواية الإمام البخاري، (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، ج7 ص290-292،) وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلاً، هذه رواية الإمام مسلم، (شرح النووي، ج12 ص84)
  9. ^ كتب الصحابيُّ حاطب بن أبي بلتعة اللخمي كتابًا إلى أهل مكة يخبرهم فيه نبأ تحرك الرسول إليهم، وأرسله مع امرأة مسافرة إلى مكة، ويؤمن المسلمون أن الله تعالى أطلع الرسولَ عن طريق الوحي على هذه الرسالة فقضى على هذه المحاولة وهي في مهدها، فأرسل عليًا والزبيرَ والمقدادَ فأمسكوا بالمرأة في "روضة خاخ" على بعد اثني عشر ميلاً من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تُخرج الكتابَ فسلمته لهم، ثم استدعي حاطب للتحقيق، فقال: «يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقًا (أي حليفاً) في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام»، فقال الرسول محمد: «أما إنه قد صدقكم»، فقال عمر: «يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق»، فقال الرسول محمد: «إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الفتح، ج5 ص105، رقم: 4274)
  10. ^ عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «قال الزّبير بن العوّام إنّ طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا، فسَمّى عبد الله بعبد الله بن جحش، والمنذر بالمنذر بن عمرو، وعروة بعروة بن مسعود، وحمزة بحمزة بن عبد المطلب، وجعفرًا بجعفر بن أبي طالب، ومصعبًا بمصعب بن عمير، وعُبيدة بعبيدة بن الحارث، وخالدًا بخالد بن سعيد، وعَمرًا بعمرو بن سعيد بن العاص، قُتل يوم اليرموك.» (الطبقات الكبير جـ3، ص 93)
  11. ^ غزا المسلمون القسطنطينية لأول مرة في حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان في عام 53 - 60 هـ / 674678 م بقيادة ابنه يزيد لمحاولة فتح القسطنطينية ولكنها بائت بالفشل، وانسحب المسلمون (الكامل في التاريخ لابن الأثير، جـ 3، صـ 314 - 315)
  12. ^ رواه الترمذي في سننه عن عبد الرحمن بن عوف، رقم: 3680.، ورواه ابن حجر العسقلاني في كتابه تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الرحمن بن عوف، ج5، ص436، ورواه السيوطي في كتابه الجامع الصغير، رقم: 73، عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، وقال عنه: صحيح، رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الرحمن بن عوف، ج3، ص136، وصححه أحمد شاكر، ورواه النسائي في كتابه السنن الكبرى عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، رقم:8193، و8194.

كتب عدل

وصلات خارجية عدل