الدين والعلم في البهائية

من المبادئ الأساسية للعقيدة البهائية وجوب التناغم والتطابق بين الدين والعلم.[1] تؤكد الكتابات البهائية أن العلم الحقيقي والدين الحقيقي لا يمكن أبدًا أن يتعارضوا. وصرّح عبد البهاء، ابن بهاءالله مؤسس البهائية، أنه لا يمكن عدم توافق العلم والدين لأنهما وجهان لنفس الحقيقة[2]؛ كما أكد أن قِوى الفكر مطلوبةٌ لفهم حقائق الدين. ووصف شوقي أفندي، حفيد عبد البهاء، العلم والدين بأنهما «أقوى قوتين في حياة الإنسان».[3]

نجمة البهائيين الموحدين برموز الأديان

تنص التعاليم البهائية على أنه كلما نشأ تعارضٌ بين الدين والعلم يكون بسبب خطأ بشري. إما من خلال التفسير الخاطئ للنصوص الدينية أو عدم وجود فهمٍ أكملٍ للانكشافات العلمية. هذا يعني أن الدين يجب أن لا يقبل دائمًا المعرفة العلمية الحالية باعتبارها موثوقة، وأوضح عبد البهاء أيضًا أن الدين يجب أن يكون منطقيًا لأن الله وهب البشرية العقل حتى يتمكنوا من اكتشاف الحقيقة.[2] لذا، من وجهة النظر البهائية، يجب الحصول على المعرفة من خلال تفاعل الرؤى المستمدة من الوحي الإلهي والبحث العلمي معًا.

يتم تشبيه العلم والدين في الكتابات البهائية بجناحي طائرٍ يمكّنان الإنسان من الطيران في سماء المعرفة، ويمكن لروح الإنسان أن تتقدم بناءً عليهما.[4] علاوةً على ذلك، تنص الكتابات البهائية على أن العلم بدون دينٍ يؤدي إلى النظر في الأمور بنظرةٍ ماديةٍ بحتةٍ، وأن الدين بدون علمٍ يؤدي إلى وقوع الشخص في الخرافات. قال عبد البهاء في أحد خطاباته العامة:

إذا كان الدين مخالفًا للعقل المنطقي، فسيتوقف عن كونه دينًا ويكون مجرد تقليدٍ. الدين والعلم هما الجناحان اللذان يرتفع بهما ذكاء الإنسان إلى المرتفعات التي يمكن للروح البشرية أن تتقدم بها. لا يمكن أن تطير بجناحٍ واحدٍ فقط! إذا حاول الرجل الطيران بجناح الدين وحده فسوف يسقط سريعًا في مستنقع الخرافات، بينما من ناحيةٍ أخرى، مع جناح العلم وحده، لن يحرز أي تقدمٍ، بل يقع في خضم اليأس من المادية. لقد وقعت جميع الأديان في يومنا هذا في ممارساتٍ خرافيةٍ، متناغمةٍ على حدٍ سواءٍ مع المبادئ الحقيقية للتعليم الذي تمثله ومع الاكتشافات العلمية في ذلك الوقت.[4]

وقال عبد البهاء أيضًا:

علماء الرياضيات والفلك وعلماء الكيمياء يدحضون ويرفضون باستمرار استنتاجات القدماء؛ فلا شيء ثابت، لا شيء نهائي؛ كل شيءٍ يتغير باستمرار لأن العقل البشري يتقدم على طرقٍ جديدةٍ للتحقيق والتوصل إلى استنتاجاتٍ جديدةٍ كل يوم. في المستقبل، سوف يتم رفض ودحض الكثير مما يتم الإعلان عنه اليوم وقبوله على أنه حقيقي. وهكذا سوف تستمر إلى ما لا نهاية.[2]

المراجع عدل

  1. ^ Research Department of the Universal House of Justice (August 2020). "Social Action". Bahá’í Reference Library. Coherence Between the Material and Spiritual Dimensions of Existence.
  2. ^ أ ب ت Effendi, Abbas (1912). The Promulgation of Universal Peace. US Baháʼí Publishing Trust (published 1987). ISBN 0-87743-172-8.
  3. ^ Effendi, Shoghi (1938). The World Order of Baháʼu'lláh. Wilmette, Illinois: Baháʼí Publishing Trust (published 1991). ISBN 0-87743-231-7.
  4. ^ أ ب ʻAbdu'l-Bahá (1912). Paris Talks. London: Baháʼí Distribution Service (published 1995). ISBN 1-870989-57-0.

وصلات خارجية عدل