الديمقراطية على أساس نوع الجنس

نشأ مصطلح الديمقراطية على أساس نوع الجنس عن فكرة معيارية تتعلق بالعمل على تعميم مراعاة المنظور الجنساني. تهدف هذه الفكرة إلى توفير شروط لحياة ديمقراطية بين الرجال والنساء سوء في المجتمع ككل وأيضا بشكل أساسي داخل الشركات والنظم البيروقراطية الحكومية والمنظمات المختلفة. ومن بين أمور أخرى لاحظنا أنه من خلال وجود سبل التدريب القائمة على أساس نوع الجنس، زاد الوعي بضرورة التحرك لدحض عدم المساواة الموجودة حاليا ولتوفير سبل لتحقيق المساواة والديمقراطية في العلاقات بين النوعين. مصطلح الديمقراطية القائمة على أساس نوع الجنس ظهر لأول مرة بواسطة باحثة علم الاجتماع الألمانية هالينا بدكوفسكي.[1][2]

مسيرة الفخر العالمية، لندن 2012

حول تاريخ ونشأة المصطلح

عدل
 
لافتة شارع تحمل سم Johanna-Dohnal Platz في فيينا. في عام 1993، ظهر مصطلح "Geschlechterdemokratie" (ديمقراطية النوع الاجتماعي) على عنوان منشور من تأليف Johanna Dohnal.

طبقًا لما تقول هالينا بدكوفسكي، فإنها ابتكرت المصطلح والمفهوم نفسه الخاص بالديمقراطية على اساس نوع الجنس في بداية تسعينيات القرن الماضي خلال رحلة بحثية أجرتها إلى الولايات المتحدة الامريكية بتكليف من وزيرة دولة النمسا لشئون المرأة " جوانا دوهال" وتهدف الرحلة إلى التعرف على مشروعات وخطط مبتكرة للتغلب على العنف الاسري.[3] وبالتالي ظهر المصطلح لأول مرة في عام 1993 كعنوان لاعلان تم تحريره بواسطة الوزارة النمساوية الفيدرالية لشئون التعليم وقضايا المرأة" بعنوان اختبار الدول الغربية " العنف والديمقراطية على أساس الجنس".[4]

من الناحية الأخرى رفض رواد مجال الديمقراطية على أساس النوع التوافق على تعريف شامل وثابت للمصطلح حيث يقول بيدكوفسكي " انه بمجرد وضع تعريف للمصطلح وتدوينه في القاموس وتدواله مع غيره من النظريات سيخسر الكثير فيما يخص قيمته وحيويته. هذا صحيح عندما تكون المصطلحات حية بذاتها فهذا أفضل. وهذا أثبت التفسير صحته جدا خصوصًا فيما يتعلق بالمصطلحات التي تم طرحها في خضم صراعات سياسية حقيقية. توضح الفيلسوفة "جوندا فيرنر" –Gunda Werner- [5] والتي في عام 1999 وضعت الخطوط العريضة بما يخص مبادئ مفهوم الديمقراطية على أساس نوع الجنس لمؤسسة هاينريش بول "Heinrich Boll foundation" أن" الديمقراطية على أساس نوع الجنس لم تصبح بعد لها فرضيات أو قواعد نظرية أو عملية، وأنها مازالت حركة غرضها الاستكشاف وفي طور البحث عن نماذج ودلائل جديدة".[6] وبالرغم من ذلك فإن بعد من أساسيات الديمقراطية على أساس نوع الجنس من الممكن تعريفها كما يلي:

  • الديمقراطية على أساس نوع الجنس: هي فرضية معيارية، وكذلك هي فرضيات أخلاقية بحتة.
  • الديمقراطية على أساس نوع الجنس ترى أن تطبيق مبادئ الديمقراطية يجب أن يكون غير مقتصر على النواحي السياسية فقط ولكن يجب أن يمتد ليشمل تطبيقها كذلك على أماكن العمل وعلى الافراد نفسهم في المجتمع.[7]

الأهداف والوسائل

عدل

تهدف الديمقراطية على أساس نوع الجنس على تحقيق مشاركة مساوية بين المراة والرجل في السياسة، والعالم، ومؤسساته، وفي جميع فروع المجتمع، وذلك عن طريق اصلاح أو إزالة كل المؤسسات غير الديمقراطية  وكذلك كل أنواع القوة المستمدة من القهر والعنف. وهذه الخطوات قائمة على التعريف الشامل للديمقراطية: الذي يطالب بوجود حقوق وفرص متساوية لجميع الافراد.

وانطلاقًا من تعدد الهويات الجنسية فإن الديمقراطية على اساس نوع الجنس ترفض تقسيم البشر إلى ذكور وإناث وتزعم أنه أي انسان سواء ذكر أو أنثى أو غيره، يملك الحق والقدرة على اختيار مصيره ومسار حياته وعلاقاته فيما لا ينحصر على الشعارات النمطية الخاصة بالعلاقات الجنسية المستقيمة وغير ذلك مما يقتصر على كونك ذكر أم أنثى.[8]

تطرح الديمقراطية على أساس نوع الجنس قضية ما إذا كانت أنظمة ومحتويات النظم الديمقراطية التي تم وضعها بواسطة الرجال قادرة على تحقيق المساواة بين الجنسين أم أنه يجب تطويرها.

ووسيلة أساسية لتحقيق الدميقراطية على أساس نوع الجنس هي ما يسمى بالتدريبات القائمة على أساس نوع الجنس، والذي يطرح الاسئلة حول الأدوار النمطية للجنسين، وتقوم بتحليل الإطار الاجتماعي للمشكلة، ويسعى لطرح وسائل جديدة تهدف إلى ترسيخ الديمقراطية على أساس نوع الجنس في مختلف المنظمات.

تحقيق الديمقراطية على أساس الجنس في المنظمات المختلفة

عدل

وفيما يلي أمثلة لبعض المنظمات والتي جعلت من مبادئ الديمقراطية على أساس نوع الجنس جزء من بنيتها الاساسية:

  • تضع مؤسسة هنريك بول ضمن مبادئها الاساسية أن تحقيق الديمقراطية على اساس نوع الجنس هي مهمة مشتركة.[9]
  • الاتحاد التجاري الألماني Ver.di يضع تحقيق الديمقراطية على أساس نوع الجنس كأحد من أهدافه.[10]
  • الحزب اليساري الالماني يتضمن مشروع دستور انشائه فقرة عنوانها «الديمقراطية على أساس نوع الجنس.»[11]

الأدب

عدل

بالإنجليزية

عدل

بالألمانية

عدل
  • Johanna Dohnal (ed.): Test the West: Geschlechterdemokratie und Gewalt (vol. 1 of "Gewalt gegen Frauen, Frauen gegen Gewalt"), Bundesministerin für Frauenangelegenheiten, Vienna 1993, (ردمك 978-3-901-19209-8)
  • Heinrich-Böll-Stiftung (ed.): Geschlechterdemokratie wagen!, Königstein/Taunus, 2002.
  • Heinrich-Böll-Stiftung: Schriften zur Geschlechterdemokratie (14 volumes)
  • Walter Hollstein: Geschlechterdemokratie. Männer und Frauen: Besser miteinander leben. Wiesbaden 2004, (ردمك 978-3-8100-3978-1)
  • Annette Jünemann: Geschlechterdemokratie für die Arabische Welt. Die EU-Förderpolitik zwischen Staatsfeminismus und Islamismus, Wiesbaden 2014, (ردمك 978-3-658-04941-6)
  • Helga Lukoschat: Das Konzept der Geschlechterdemokratie und seine Umsetzung in Organisationen, in: Gleichstellungsstelle der Landeshauptstadt Stuttgart (ed.): Chancen und Risiken der Verwaltungsreform für Frauen, Stuttgart 1998, p. 6–13.
  • Ministerium für Arbeit, Frauen, Gesundheit und Soziales: Gender Mainstreaming in Sachsen-Anhalt, Magdeburg 2001
  • Birgit Sauer: Staat, Demokratie und Geschlecht – aktuelle Debatten. PDF, gender…politik…»online«, 2003.

وصلات خارجية

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ Jeffrey J. Anderson, Eric Langenbacher, From the Bonn to the Berlin Republic (ردمك 978-0-85745-221-4) - see p. 228 (footnote 23) نسخة محفوظة 11 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Jenseits von EMMA. Oder: Wie werden das Wissen und die Diskussionen des Feminismus, UTOPIE kreativ. No. 158, Dezember 2003, pp. 1144–1146. نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Jenseits von EMMA. Oder: Wie werden das Wissen und die Diskussionen des Feminismus, UTOPIE kreativ. No. 158, Dezember 2003, pp. 1144–1146. The original German quotation reads: "...im Auftrag der österreichischen Frauenministerin Johanna Dohnal in den USA nach innovativen Projekten gegen häusliche Gewalt recherchierte" "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  4. ^ Test the West: Geschlechterdemokratie und Gewalt (vol. 1 of "Gewalt gegen Frauen, Frauen gegen Gewalt"), ed. by Johanna Dohnal, Bundesministerin für Frauenangelegenheiten, Wien 1993
  5. ^ Jenseits von EMMA. Oder: Wie werden das Wissen und die Diskussionen des Feminismus, UTOPIE kreativ. No. 158, Dezember 2003, pp. 1144–1146. The original German quotation reads: "Sobald Begriffe lexikalisch erfasst und theorierecycelt sind, haben sie ihr vitales Leben schon meist hinter sich. Ja, auch Begriffe leben, besonders die, die für und in politischen Realauseinandersetzungen gewonnen worden sind." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  6. ^ Gunda Werner: Geschlechterdemokratie 2000. Zehn Thesen zur Diskussion, PDF, October 1999The original German quotation reads: "Die Geschlechterdemokratie hat weder fertige praktische noch theoretische Konzepte. Sie ist eine Suchbewegung nach neuen Orientierungen und Modellen." نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Gender democracy as a goal and an organisational principle, Gunda Werner Institute, January 2012. See the following statement: "Gender democracy must be realised on all levels of society: on a political, social and organisational level as well as on the level of everyday interactions. On a social and personal level this also means leaving behind structural patterns of hegemonic masculinity which continue to shape career paths and hierarchies in many companies and institutions." نسخة محفوظة 20 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Gender democracy as a goal and an organisational principle, Gunda Werner Institute, January 2012 نسخة محفوظة 20 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Satzung der Heinrich-Böll-Stiftung § 2(3) states: "Ein besonderes Anliegen ist ihr die Verwirklichung von Geschlechterdemokratie als ein von Abhängigkeit und Dominanz freies Verhältnis der Geschlechter. Diese Gemeinschaftsaufgabe ist sowohl für die interne Zusammenarbeit als auch für die öffentliche Tätigkeit aller Bereiche ein maßgebliches Leitbild." ('A prime objective is to make gender democracy a reality, that is, relations between the genders that are free of dependency and dominance. This joint task guides all aspects of our organizational development as well as our public activities.') نسخة محفوظة 08 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Satzung ver.di - Vereinte Dienstleistungsgewerkschaft PDF, September 2015. § 5.3(f) states: "Zur Erreichung dieser Ziele dienen insbesondere: Verwirklichung der Geschlechterdemokratie und der gleichberechtigten Teilhabe von Frauen und Männern in Betrieb, Wirtschaft, Gesellschaft und Politik, auch unter Anwendung des Gender Mainstreaming." ('To achieve these aims, gender democracy and the equitable participation of women and men in the workplace, the business world, society, and politics has to be put into practice, including through the use of gender mainstreaming.' نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "DIE LINKE: DIE LINKE". DIE LINKE (بالألمانية). Archived from the original on 2016-03-04. Retrieved 2018-09-27.