التدخل الأجنبي في الأزمة الرئاسية الفنزويلية

أثناء أزمة الانتخابات الرئاسية عام 2019، أفادت وكالة أسوشيتد برس نيوز أن «جانبين جيوسياسيين مألوفين» قد تشكلا، إذ تحالفت روسيا والصين وإيران وتركيا وسوريا وكوبا مع مادورو، وتحالفت الولايات المتحدة وكندا ومعظم أوروبا الغربية مع خوان غويدو رئيسًا مؤقتًا.[1][2] وسط شجبٍ واسع،[3][4][5] أقسم الرئيس مادورو قسمه الرئاسي في 10 يناير عام 2019، وأعلن التجمع الوطني أن الرئيس هو رئيسه غويدو، في 23 يناير 2019.[6][7] زعمت حلفاء نيكولاس مادورو وشخصيات يسارية أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت في فنزويلا،[8] تقول حكومة مادورو إن الأزمة «هي انقلاب تقوده الولايات المتحدة لتسقط مادورو وتتحكم باحتياطيات النفط في البلد».[9][10][11] يرفض غويدو الاتهامات بالانقلاب،[12][13] ويقول إن وراء حركته متطوعون سلميون.[14]

خلفية عدل

ادّعى هوغو شافيز أن الولايات المتحدة تدخلت في فنزويلا في عهد رئاسته.[15] في أوائل عام 2015، اتهمت حكومة مادورو الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة به. تصرّفت الحكومة الفنزويلية تصرفات مدروسة لترد على هذه المحاولات المدعاة ولإقناع الشعب أن ادعاءاتها كانت حقيقية. كان من هذه الردود اعتقال أنتونيو ليديزما في فبراير 2015، وإجبار السياح الأمريكيين على متطلبات سفر، وعقد مسيرات عسكرية وتدريبات علنية، «لأول مرة في تاريخ فنزويلا الديمقراطي».[16] بعد إصدار الحكومة الأمريكية عقوبات على سبعة مسؤولين فنزويليين لانتهاكهم حقوق الإنسان، استعمل مادورو الخطاب المعادي للولايات المتحدة لدعم معدلات قبوله.[17][18] ولكن، تقول عالمة السياسة الفنزويلية إيزابيلا بيكون، إن مزاعم محاولة الانقلاب لم يصدقها إلا نحو 15% من الفنزويليين.[16]

في عام 2016، ادّعى مادورو مرة أخرى أن الولايات المتحدة كانت تحاول دعم المعارضة في محاولة انقلاب. في 12 يناير 2016، هدّد الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماغرو، بالاحتكام إلى الميثاق الديمقراطي للبلدان الأمريكية، وهي وسيلة استُعملت للدفاع عن الديمقراطية في الأمريكتين عند تهديدها، كان ذلك بسبب منع عضو في التجمع الوطني من أخذ مقعده في المحكمة العليا المنحازة إلى مادورو.[19] دعت منظمات حقوق الإنسان، ومنها مرصد حقوق الإنسان[20] ومؤسسة حقوق الإنسان،[21] منظمة الدول الأمريكية إلى التذرّع بالميثاق الديمقراطي. بعد جدالات أخرى ومحاولة استدعاء مادورو، في الثاني من مايو 2016، التقى أعضاء التجمع الوطني منظمة الدول الأمريكية وطلبوا تطبيق الميثاق الديمقراطي.[22] بعد يومين، في الرابع من مايو، طلبت حكومة مادورو الالتقاء بمنظمة الدول الأمريكية، وقال وزير الخارجية الفنزويلي دلسي رودريغيز إن الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية كانتا تحاولات الإطاحة بمادورو.[23] في 17 مايو 2016 ، في خطاب وطني، وصف مادورو الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو «خائنًا» وقال إنه عمل مع وكالة المخابرات الأمريكية.[24] أرسل ألماغرو رسالة يشجب فيها مادورو، ويرفض اتهامه بذلك.[25]

وصفت إدارة ترمب حكومة مادورو بأنها «ديكتاتورية». عندما التقى قادة أمريكا اللاتينية في جلسة الاثنين وسبعين في الجمعية العامة في الأمم المتحدة، ناقش الرئيس دونالد ترمب احتمال التدخل العسكري للولايات المتحدة في فنزويلا، ولكنهم رفضوا العرض جميعًا. قال ابن الرئيس مادورو، نيكولاس مادورو غويرا، في التجمع الانتخابي الخامس في فنزويلا، أن الولايات المتحدة إذا كانت ستهاجم فنزويلا، فإن «البندقيات ستصل إلى نيويورك، سيد ترمب، وسنصل ونأخذ البيت الأبيض».

التدخل العسكري عدل

في أوائل عام 2019، عندما كانت قوات كوبية وقوات تدعمها روسيا في فنزويلا، أصبح التدخل العسكري الأمريكي محل تخمين. صرّح مسؤولون رفيعون في الولايات المتحدة أن «كال الاحتمالات على الطاولة»،[26] ولكنهم قالوا أيضًا «هدفنا انتقال سلمي للسلطة».[27] أعلن مادورو أن أموال الدولة استعملت لشراء معدات عسكرية، وقال «سنستثمر استثمارًا كافيًا حتى يكون في فنزويلا كل أنظمة الدفاع ضد الطيران والصواريخ، الأحدث في العالم، ستحوز فنزويلا هذه الأنظمة لأنها تريد السلام».[28]

أعلنت عصابات كولومبية من جيش التحرير الوطني أيضًا التزامها بالدفاع عن مادورو،[29] وصرّح قادة جيش التحرير في كوبا أنهم يسوّدون خططًا لدعم مادورو عسكريًّا. شجبت مؤسسة ريدز في وزارة الشعب الكولومبية أن مجموعات مسلحة من جيش التحرير الوطني والمعارضين من جبهة كارلوس باتينو، بدعم من الشرطة الوطنية البوليفارية والمسؤولين في القوات الرديفة في الشرطة الوطنية، قتلت رجلين فنزويليين، هما إدواردو خوسي ماريرو ولويغي أنجل غويريرو، في احتجاج في مدينة سان كريستوبال الحدودية في ولاية تاكيرا.[30]

المراجع عدل

  1. ^ Vasilyeva, Nataliya (24 يناير 2019). "Venezuela crisis: Familiar geopolitical sides take shape". AP News. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-25.
  2. ^ Britton, Bianca (24 يناير 2019). "'Pouring gas on fire': Russia slams Trump's stance in Venezuela". CNN. مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-25.
  3. ^ "Venezuela swears in an illegitimate President". Financial Times. مؤرشف من الأصل في 2021-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-11.
  4. ^ Herrero, Ana Vanessa and Megan Specia (10 يناير 2019). "Venezuela is in crisis. So how did Maduro secure a second term?". نيويورك تايمز. ISSN:0362-4331. مؤرشف من الأصل في 2019-01-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-11.
  5. ^ Redacción (7 يناير 2019). "Christian Zerpa, el juez afín a Maduro que huyó a Estados Unidos y denuncia falta de independencia del poder judicial de Venezuela". BBC News Mundo. مؤرشف من الأصل في 2019-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-11.
  6. ^ "Guaido vs Maduro: Who backs Venezuela's two presidents?". CNBC. Reuters. 24 يناير 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-27.
  7. ^ "Maduro faces off with U.S. over Venezuela rival's power claim". PBS. 24 يناير 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-02-25. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-28.
  8. ^ "America and the policy of regime change and Latin America". bbc.com. مؤرشف من الأصل في 2021-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-26.
  9. ^ "Canciller Arreaza advierte que objetivo de plan golpista es el petróleo venezolano" (بالإسبانية). presidencia.gob.ve. Archived from the original on 2020-10-18. Retrieved 2019-01-30.
  10. ^ "Maduro afirma que el petróleo es el principal motivo de la presión de EEUU contra Venezuela" (بالإسبانية). Europa Press. Archived from the original on 2021-01-28. Retrieved 2019-01-30.
  11. ^ "Venezuela protests are sign that US wants our oil, says Nicolás Maduro". .theguardian.com. مؤرشف من الأصل في 2021-08-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-30.
  12. ^ Borges, Anelise (18 فبراير 2019). "'I'm ready to die for my country's future,' Juan Guaido tells Euronews". Euronews. مؤرشف من الأصل في 2021-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-18.
  13. ^ "What Would a U.S. Intervention in Venezuela Look Like?". foreignaffairs.com. مؤرشف من الأصل في 2021-02-24. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-25.
  14. ^ "US diverts Central America aid to boost Venezuela's Guaido". AFP. ياهو! نيوز. 18 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2021-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-04.
  15. ^ "Venezuelan national assembly bars foreign funding for NGOs". The Guardian. Associated Press. 22 ديسمبر 2010. مؤرشف من الأصل في 2021-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-30.
  16. ^ أ ب Lansberg-Rodríguez، Daniel (15 مارس 2015). "Coup Fatigue in Caracas". فورين بوليسي. مؤرشف من الأصل في 2021-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2015-07-10.
  17. ^ Lee، Brianna (25 مارس 2015). "Venezuelan President Nicolas Maduro's Approval Rating Gets A Tiny Bump Amid Tensions With US". إنترناشيونال بيزنس تايمز. مؤرشف من الأصل في 2020-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-27.
  18. ^ "Woman who hit Venezuelan president with mango given new home". المصلحة الخاصة للبث. 25 أبريل 2015. مؤرشف من الأصل في 2017-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-27.
  19. ^ "Letter of the OAS Secretary General to the President of Venezuela". منظمة الدول الأمريكية (بالإنجليزية). 12 Jan 2016. Archived from the original on 2021-03-09. Retrieved 2016-05-19.
  20. ^ "Venezuela: OAS Should Invoke Democratic Charter". هيومن رايتس ووتش. 16 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-19.
  21. ^ "The Inter-American Democratic Charter and Mr. Insulza". مؤسسة حقوق الإنسان. مؤرشف من الأصل في 2016-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-19.
  22. ^ Ordonez، Franco (4 مايو 2016). "Venezuela calls for extraordinary OAS meeting". ميامي هيرالد. مؤرشف من الأصل في 2019-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-19.
  23. ^ Ordonez، Franco (5 مايو 2016). "Venezuela accuses U.S. of conspiring to topple Nicolás Maduro". The Kansas City Star. مؤرشف من الأصل في 2019-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-19.
  24. ^ "Maduro sobre Almagro: 'Es un traidor, algún día contaré su historia'". Noticias24. 17 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-05-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-19.
  25. ^ http://news.google.com/&priority=true&action=click&contentCollection=meter-links-click "Message from the OAS Secretary General to the President of Venezuela" (بالإنجليزية). منظمة الدول الأمريكية. 18 May 2016. Archived from http%3A%2F%2Fnews.google.com%2F&priority=true&action=click&contentCollection=meter-links-click the original on 2021-03-09. Retrieved 2016-05-19. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (help) and تحقق من قيمة |مسار= (help)
  26. ^ Pardo, Paul (4 Feb 2019). "¿Cómo sería una invasión de Estados Unidos en Venezuela?". El Mundo (بالإسبانية). Archived from the original on 2021-05-12. Retrieved 2019-02-05.
  27. ^ Hains, Tim (1 فبراير 2019). "John Bolton: "All Options Are On The Table" For Venezuela; Hope For "Peaceful" Transfer Of Power". Real Clear Politics. مؤرشف من الأصل في 2021-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-05.
  28. ^ "Mientras familias pasan hambre, Maduro asegura que 'invertirá' en los misiles más modernos del mundo (VIDEO)". La Patilla (بالإسبانية). 10 Feb 2019. Archived from the original on 2021-03-09. Retrieved 2019-02-11.
  29. ^ Charles, Mathew (2 فبراير 2019). "ELN interview: Colombian Marxist guerrillas 'will fight' US troops if they invade Venezuela". ديلي تلغراف. مؤرشف من الأصل في 2021-04-04. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-02.
  30. ^ "Denuncian que guerrillas colombianas causaron muerte a venezolanos durante manifestaciones contra Maduro". Infobae. 25 يناير 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-09-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-28.