الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (كتاب)

كتاب فقهي على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ألفه الفقيه الحجاوي

الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل ويسمى اختصارًا الإقناع كتاب فقهي ألفه الفقيه شرف الدين أبوالنجا موسى بن أحمد الحجاوي المقدسي الصالحي (ت: 968 هـ)، وهو كتاب على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. يعد الكتاب ديوان المذهب الحنبلي، حيث قام الحجاوي بتكوين متن يجمع بين كتاب الفروع لابن مفلح ومحاسن تصحيحات علاء الدين المرداوي، فألف كتاب الإقناع، والذي جمع فيه الراجح من أقوال المتقدمين والمتأخرين. قام بتحقيق الكتاب عبد اللطيف محمد موسى السبكي.[1][2]

الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل
الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل  تعديل قيمة خاصية (P1476) في ويكي بيانات
المؤلف الحجاوي  تعديل قيمة خاصية (P50) في ويكي بيانات
اللغة العربية  تعديل قيمة خاصية (P407) في ويكي بيانات
ويكي مصدر الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل  - ويكي مصدر

مقدمة الكتاب عدل

قال الحجاوي في مقدمة كتابه الإقناع:[3]

  فهذا كتاب في الفقه على مذهب إمام الأئمة ومجلي دجى المشكلات المدلهمة الزاهد الرباني والصديق الثاني أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنة الفردوس ماواه اجتهدت في تحرير نقوله واختصارها لعدم تطويله مجردا غالبا عن دليله وتعليله على قول واحد وهو مارجحه أهل الترجيح منهم العلامة القاضي علاء الدين في كتبه الإنصاف وتصحيح الفروع والتنقيح وربما ذكرت بعض الخلاف لقوته وربما عزوت حكما إلى قائله خروجا من تبعته وربما أطلقت الخلاف لعدم مصحح ومرادي بالشيخ شيخ الإسلام بحر العلوم أبو العباس أحمد بن تيمية وعلى الله أعتمد ومنه المعونة أستمد هو ربى لا إله إلا هو عليه توكلت واليه متاب.  

منهج الحجاوي عدل

اتبع الحجاوي في كتابة كتابه المنهج الذي وضحه في مقدمته نفسها، فشمل منهجه على القواعد التالية اتبع الحجاوي في كتابة كتابه المنهج الذي وضحه في مقدمته نفسها، فشمل منهجه على القواعد التالية:[4]

  • قسم الحجاوي الكتاب إلى كُتب، والكتب إلى أبواب، والأبواب إلى فصول.
  • رتب الموضوعات في كتابه على طريقة الحنابلة، فبدأ بكتاب الطهارة، وانتهى بكتاب الإقرار.
  • تهذيب الأقوال المنقولة عن أحمد بن حنبل.
  • اختصر ما نقله من أحكام، وذلك وفق ما يلي: اختصار الأقوال اختصارًا غير مخلٍ بالمعنى أو الحكم، نقل الحكم عن أحمد بن حنبل دون نقل الدليل، عدم ذكر الأقوال المتفرقة في المسألة الواحدة، والاقتصار على القول الراجح إلا في حالة لم يتضح له القول الراجح، فيذكر الأقوال ويعزوها لأصحابها، ذكر الأحكام الشرعية دون علتها، تجنب ذكر الخلاف إلا إن كان دليل المخالف قويًا فيذكر رأيه ودليله.
  • نسب الأقوال لمصدرها أو لقائلها في حال عدم وجود كتاب مرجعي.
  • الأخذ بقول ابن تيمية بعد أحمد بن حنبل في كثيرٍ من المسائل.
  • خالف الحجاوي المشهور في المذهب في بعض الاختيارات.

اختصارات وردت في الكتاب عدل

في كتب الفقه والشريعة الإسلامية عادةً يقوم المؤلف باختصار بعض الكلمات تجنبًا للتطويل أو التكرار المراد بتلك الكلمات زيادةً في الفصاحة أو لبداهة المعنى، فقد يشير أحد المؤلفين لصحيح البخاري بـ (خ) ولصحيح مسلم بـ (م)، وغير ذلك، ومن الاختصارات التي استخدمها الحجاوي:[5]

  • الإمام: يقصد به أحمد بن حنبل الشيباني. فهو إمام المذهب.
  • الرواية: ويقصد بها هنا الحكم الشرعي، وهي اختصارٌ للحكم المروي عن الإمام. ومن ذلك ذكر الحجاوي في باب أهل الزكاة: ومن أعتق من الزكاة فما رجع من ولائه رد في عتق مثله في رواية.
  • الأظهر – الأصح – المنصوص: ويذكر تلك الكلمات بعد عرض بعض الآراء، فيختار الأصح منها أو الراجح.
  • الأصحاب – أصحابنا: والمراد بهم أصحاب أحمد بن حنبل.
  • الإيماء: أومأ إليه الإمام أحمد. وذلك في مسائل لم يقل الإمام حكمها صراحةً، إنما أومأ له إيماءً.
  • الظاهر: المشهور في المذهب.
  • القاضي: ويقصد به محمد بن الحسن بن الفراء، أبو يعلى.
  • المنقِّح: والمقصود به هنا علاء الدين علي بن سليمان المرداوي. ولُقب بذلك لأنه نقح كتاب المقنع في كتابه «التنقيح المشبع».
  • الناظم: المقصود به هو محمد بن عبد القوي المرداوي، صاحب كتاب «عقد الفرائد وكنز الفوائد».

كُتب كتبت على الكتاب عدل

  • كشاف القناع في شرح الإقناع: تأليف منصور بن يونس البهوتي.
  • حاشية الإقناع: تأليف منصور بن يونس البهوتي.
  • غاية المنتهى: تأليف مرعي الكرمي.
  • حاشية الإقناع: تأليف محمد ابن أحمد البهوتي الخلوتي.
  • المجموع فيما هو كثير الوقوع: تأليف عبد الرحمن بن عبد الله أبا بطين، اختصر فيه الإقناع مع بعض الزيادات.
  • «غريب الإقناع» وألفه الحجاوي نفسه، وقد اشتمل على شرح الغريب في الكتاب.[6]
  • «الأضواء والشعاع على كتاب الإقناع» كتبه عبد الله بن عمر بن دهيش، لكن لم يكمله.
  • «التعليق الحاوي على إقناع الحجاوي» ألفه أيضًا عبد الله بن عمر بن دهيش.
  • «غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى» وهو كتاب يجمع بين كتاب الإقناع، وكتاب منتهى الإرادات. ألفه مرعي الكرمي، ونُشر للمرة الأولى عام 1959.

مصادر الكتاب عدل

اعتمد الحجاوي في كتابة كتابه على عددٍ من المصادر، رغم أنه لم يذكر في مقدمة الكتاب في اعتماده في الاختيارات الفقهية سوى على 3 مصادر، وهي الإنصاف وكتاب تصحيح الفروع وكتاب التنقيح. فمن المصادر التي اعتمد عليها الحجاوي وذكرها ضمن كتابه:[7] موطأ الإمام مالك بن أنس. التنبيه لأبي بكر عبد العزيز بن جعفر المعروف بغلام الخلال. عيون المسائل لأبي علي شهاب الدين العكبري. الإرشاد إلى سبيل الرشاد لمحمد بن أحمد الهاشمي. الجامع الكبير لأبو يعلى الحنبلي. الجامع الصغير لأبي يعلى الفراء. المحرر" لأبي يعلى الفراء. التعليق لأبي يعلى الفراء ويسمى أيضًا الخلاف الكبير. الروايتين والوجهين لأبي يعلى الفراء. الإيضاح لأبي الفرج الشيرازي. المبهج لأبي الفرج الشيرازي. الخصال والأقسام للحسن بن أحمد بن عبد الله ابن البناء. رؤوس المسائل ويسمى أيضًا الخلاف الصغير لأبو الخطاب الكلوذاني. الهداية لأبي الخطاب الكلوذاني. الموجز لابن المراق الحلواني. الانتصار في المسائل الكبار لأبي الخطاب الكلوذاني ويسمى أيضًا "الخلاف الكبير". وغيرها الكثير ووصلت لـ 70 مرجعًا.

قيمة وأهمية الكتاب عدل

أصبح الكتاب مرجعًا أساسيًا للفقه الحنبلي، يعود إليه فقهاؤه عند الحاجة لمعرفة أمرٍ في مسألة، أو كتابة كتاب، فمن الكتب التي ذكرت الكتاب كمرجع لحل مسألة فقهية:[8]

  • التقاسيم الفقهية في متن الزاد: جاء في كتاب الطهارة: إذا نوى الطهارة وأطلق، فمفهومه لا يرتفع حدثه، وصرح به في الإقناع.[9]
  • التهذيب المقنع في اختصار الشرح الممتع: في مسألة الذكر في الوضوء، جاء فيه: فإن نسيها في أوله، وذكرها في أثنائه، فهل يُسمى ويستمر، أم يبتدئ؟ اختلف في هذه المسألة «الإقناع» و«المنتهى». ويرى المتأخرون أنه إذا اختلف الإقناع والمنتهى، فالمذهب المنتهى.[10]
  • «الروض المربع»: وجاء فيه: الصحيح من المذهب أن المسجد العتيق أفضل من الأكثر جماعة، وجزم به في الإقناع والمنتهى.
  • وذكر كذلك في كتبٍ كثيرة عند الاختلاف في مسألة، منها: «القول الراجح» و«سرح زاد المستنقع» و«كشف المخدرات» وغيرها الكثير.

مخطوطاته عدل

المراجع عدل

  1. ^ الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل المكتبة الشاملة. وصل لهذا المسار في 9 يناير 2019 نسخة محفوظة 29 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل المكتبة الوقفية. وصل لهذا المسار في 9 يناير 2019 نسخة محفوظة 26 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ كتاب الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل المكتبة الشاملة الحديثة. وصل لهذا المسار في 9 يناير 2019 نسخة محفوظة 09 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ الحجاوي وأثره في الفقه الحنبلي، أيمن تيسير أبو نجمة، ص. 68 وما بعدها.
  5. ^ الحجاوي وأثره في الفقه الحنبلي، أيمن تيسير أبو نجمة، ص. 71.
  6. ^ الحجاوي وأثره في الفقه الحنبلي، أيمن تيسير أبو نجمة، ص. 75.
  7. ^ الحجاوي وأثره في الفقه الحنبلي، أيمن تيسير أبو نجمة، ص. 80.
  8. ^ الحجاوي وأثره في الفقه الحنبلي، أيمن تيسير أبو نجمة، ص. 87 وما بعدها.
  9. ^ التقاسيم الفقهية في متن الزاد، عامر فداء، ج1، ص. 16.
  10. ^ التهذيب المقنع في اختصار الشرح الممتع، أحمد بن محمد خليل، ص. 31.