الأعراف (منطقة)
هي منطقة يؤمن المسلمون بوقوعها بين الجنة والنار وبأن بعض الذين ستكون الحسنات لديهم مساوية للسيئات سيدخلهم الله فيها ويبقون فيها فترة من الزمن قبل أن يسمح لهم الله بدخول الجنة، وقد ورد ذكر تفاصيلها في كتاب المسلمين القرآن وتحديداً في سورة الأعراف.
معنى الأعراف
عدلالأعراف لغة: جمع عرف، وهو كل مرتفع من الأرض، وإنما قيل لعرف الديك (عرف) لارتفاعه على ما سواه من جسمه، وبنحوه قال المفسرون،[1] وهو سور بين الجنة والنار، يقف عليه قوم يعرفون الفريقين، وذكر أن العرب تسمي كل ما هو عالٍ (عــرفًا).[2]
موقعها بين الجنة والنار
عدلذكرت الأعراف في القرآن في قوله تعالى:﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾ [الأعراف:46]، وهي موضع بين الجنة والنار، وقف فيه رجال يعرفون أهل الجنة والنار بسيماهم، واختلف علماء التفسير في الأعراف وهُوية أصحابها.
أقوال العلماء في أصحاب الأعراف
عدلالقول الأول: قوم تساوت حسناتهم و سيئاتهم
ذهب جمهور المفسرين إلى أن أصحاب الأعراف هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، لم يُستحق لهم دخول الجنة ولا استوجبوا دخول النار، فأُوقفوا على الأعراف إلى أن يقضي الله فيهم، وقد نُقل هذا القول عن عبدالله ابن عباس، وحذيفة إبن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن جبير، والشعبي، وغيرهم من التابعين.[1][2]
القول الثاني: أنهم الملائكة
ذكر بعض المفسرين أن أصحاب الأعراف هم من الملائكة، لأنهم مأمورون بمراقبة أحوال الخلق، ويعرفون أهل الجنة والنار بسيماهم، ونُقل هذا القول عن أبو مجلز البصري.[2][1]
القول الثالث: قوم صالحون علماء فقهاء
ذكر مجاهد، أن أصحاب الأعراف قوم صالحون علماء فقهاء، جُعل لهم هذا الموضع لمكانتهم وقدرهم وشرفهم، ونقل ذلك ابن كثير هذا القول واعتبره من أشهر أقوال المفسرين.[3][1]
القول الرابع: أنهم الشهداء
نُقل عن المهدوي والقرطبي أن أصحاب الأعراف هم الشهداء الذين نالوا هذه المنزلة بسبب فضلهم، فوقفوا على الأعراف يطلعون على أهل الجنة وأهل النار،[4] وقيل هم قوم كانوا قتلوا في سبيل الله عصاة لآبائهم في الدنيا، فعن شرحبيل بن سعد قال: ((هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم)).[1]
القول الخامس: هم فضلاء المؤمنين
وقال مجاهد: هم قوم صالحون فقهاء علماء، وقال القشيري: وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء،[4][5] فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرغوا لمطالعة حال الناس، فإذا رأوا أصحاب النار تعوذوا بالله أن يردوا إلى النار، فإن في قدرة الله كل شي، وخلاف المعلوم مقدور، فإذا رأوا أهل الجنة وهم لم يدخلوها بعد يرجون لهم دخولها.[6][7][1]
كتب عنها الكثير من علماء المسلمين وذكرت قصتها في أكثر من مرجع مثل:
- كما ذكرها الشيخ محمد متولي الشعراوي بالتفصيل في مجموعة خطبه ومحاضراته.
انظر أيضا
عدلالمراجع
عدل- ^ ا ب ج د ه و الأستاذ الدكتور مأمون حموش (2007). "كتاب التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 3 (ط. الأولى). مركز النخب العلمية، المؤلف. ص. 164. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ ا ب ج أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري (1405). "كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 8 (ط. دار الفكر). السعودية: دار التربية والتراث - مكة المكرمة. ص. 408،410،414. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (1999). "كتاب تفسير ابن كثير - ت السلامة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 3 (ط. الثانية). الرياض - السعودية: دار طيبة للنشر والتوزيع. ص. 407. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ ا ب أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (1964). "كتاب تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 7 (ط. الثانية). القاهرة: دار الكتب المصرية. ص. 194،212. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (1420). "كتاب تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 14 (ط. الثالثة). بيروت: دار إحياء التراث العربي. ص. 62. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (1414). "كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 3. بيروت: دار الفكر. ص. 249. مؤرشف من الأصل في 2013-09-07. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.
- ^ عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (2002). "كتاب لطائف الإشارات = تفسير القشيري - المكتبة الشاملة". shamela.ws. 2 (ط. الأولى). مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب. ص. 28. مؤرشف من الأصل في 2025-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2025-06-14.