إمارة الزاب

إمارة حكمت بسكرة والواحات المحيطة بها في منطقة الزاب

إمارة بني مزني[1] من أشهر الإمارات في بلاد المغرب الأوسط (الجزائر) وكانت عاصمتها بسكرة والتي حكمها أسرة بنو مزني ودام حكمها من من 1279م وإلى غاية 1402 شملت بلاد الزاب ووادي ريغ وتقرت وورقلة توزر التونسية.وقد وعرفت خلال هذه الفترة ازدهارا كبيرا إلى غاية سقوطها على يد الحفصيين،

إمارة الزاب
→
1279_1402
سميت باسم بنو مزني
عاصمة بسكرة
نظام الحكم وراثي
اللغة عربية
الديانة الإسلام
المجموعات العرقية
الحاكم
الفضل 683 -678
منصور ابن الفضل 725 -683
عبد الواحد بن منصور 725 -729
يوسف بن منصور 729 767
أحمد بن يوسف بن منصور 767-806
التاريخ
التأسيس 678 هجري
الزوال 806 هجري

الموقع

عدل

يصف عبد الرحمن أبن خلدون الموقع الجغرافي لإمارة بني مزني:[2]

  هو قاعدة وطن الزاب لهذا العهد وحده من لدن قصر الدوسن بالغرب إلى قصور تنومة وبادس في الشرق يفصل بينه وبين البسيط الذي يسمونه الحضنة جبل جاثم من المغرب إلى المشرق ذو ثنايا تفضي إليه من تلك الحضة وهو أبل درن المتصل من أقصى المغرب إلى قبلة برقة. يعمر ذلك الجبل في محاذاة الزاب من غربيه بقايا عمرت من زناتة ويتصل من شرقيه بجبل أوراس المطل على بسكرة المعترض في ذلك البسيط من القبلة إلى الشمال وهو جبل مشهور الذكر يأتي الخبر عن بعض ساكنيه.  

تاريخ

عدل

في عام 678 هجري ولي الفضل بن علي بن أحمد بن الحسن ابن علي بن مزني[3] جد أسرة آل مزني التي إمرة الزاب والتي دامت من سنة 678 الى سنة 804هـ أي ما ينيف على قرن وربع القرن.

وكان الفضل قد قام بنصرة أبي اسحاق إبراهيم الحفصي لما خرج عليه أخيه المستنصر لأول بيعته، وخرج معه الى الاندلس بعد فشله، فشكر له أبو اسحاق موقفه هذا بعد ان تولى السلطة وفي السنة 683هـ خرج من بسكرة في عمل له فقتل وولي بعده ابنه منصور. الذي سجن

 
جبال الزاب بالقرب من الشعيبية
  وتقبض عليه من أمراء الدواودة علي بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسعود وسليمان بن علي بن سباع بن يحيى بن مسعود على حين اجتذبا حبل الإمارة من يد عثمان بن سباع بن شبل بن موسى بن محمد واقتسما رياسة الدواودة قومهما فاستمكنا من هذا العامل منصور بن فضل في مرجعه من عمله ببلاد سدويكش وأوثقوه اعتقالاً وهموا بقتله فافتدى منهم بخمسة قناطير من الذهب وارتاشوا بمكسوبهم وصرفوا في وجوه رياستهم إنفاقها. وقبض منصور بن فضل عنانه عن السفر بعدها إلا في الأحايين. وبعد أخذ الرهن من العرب إلى أن كانت حركة مولانا السلطان أبي يحيى إلى تونس سنة سبع عشرة أول حركاته إليها وطالب حاجبه يعقوب بن غمر وهو بثغر بجاية بالأموال للنفقات والاعطيات فبعث إليه بمنصور بن فضل وأشار بعقده له على حجابته ليقوم بأمره ويكفيه مهمات شؤونه.  

ثم ابنه ورثه يوسف وفي عهد أحمد بن يوسف كانت له وقائع مع الحفصيين

  .ثم بلغنا بعدها حركة السلطان إلى الزاب سنة ست وثمانين وذلك أن أحمد بن مزني صاحب بسكرة والزاب لعهده كان مضطرب الطاعة يجير على السلطان ويمنع في أكثر السنين المغارم معولا على مدافعة العرب الذين ملكوا ضواحي الزاب والتلول دونه وأكثر وثوقه في ذلك بيعقوب ابن علي وقومه الدواودة. وقد مر طرف من أخباره في ذلك مثبوتاً في أخبار الدولة.وكاز ابن يملول قد أوى إلى بلده واتخذ وكراً في وجوه وأجلب على توزر مراراً برأيه ومعونته فأحفظ ذلك السلطان ونبه له عزائمه. ثم نهض سنة ست وثمانين يريد الزاب بعد أن جمع الجموع واحتشد الجنود واستألف العرب من بني سليم فصاروا معه وأوعبوا ومر على فحص تبسة. ثم خرج من طرف جبل أوراس إلى بلد تهودا من أعمال الزاب واعصوصب الدواودة ومن تبعهم من قبائل رياح على المدافعة دون بسكرة والزاب غيرة من بني سليم أن يطرقوا أوطانهم أو يردوا مراعيهم إلا بني سباع بن شبل من الدواودة فإنهم تحيزوا إلى السلطان.واستنفر ابن مزني حماة وطنه ورجالة قومه من الأتبج فغصت بسكرة بجموعهم وتوافت الفريقان وناوشهم السلطان القتال أياماً وهو يراسل يعقوب بن علي ويستحثه لما كان يطمعه به من المظاهرة على ابن مزني ويعقوب يخادعه بانحراف قومه عنه وائتلافهم على ابن مزني ويرغبه في قبول طاعته ووضع أوزار الحرب مع رياح حتى تتمكن له فرصة أخرى فتقبل السلطان نصيحته في ذلك وأغضى لابن مزني ولرياح عنها وقبل طاعته وضريبته المعلومة وانكفأ راجعاً ومر بجبل أوراس ثم إلى قسطنطينة فأراح بها ثم ارتحل إلى تونس فوصل إليها منتصف ست وثمانين.  

ولما حل عهد أبو فارس عبد العزيز هاجمت قواته إمارة بنو مزني وقضت عليها نهائيا تحت زعامة أحمد بن يوسف[4]

حروبهم مع سعادة

عدل
  وكانت بينه وبين المرابطين أهل السنة من العرب أتباع سعادة المشهور الذكر فتن وحروب طالبوه بترك المغارم والمكوس تخفيفاً عن الرعية وعملا بالسنة التي كانوا ملتزمين لطريقها ونازلوه من أجل ذلك ببسكرة مراراً.

ثم هلك سعادة في بعض حروبه على مليلى كما مر في ذكره سنة خمسين وسبعمائة.وجمع منصور بن مزني للمرابطين وبعث عسكره يقوده ابنه علي بن منصور مع علي بن أحمد شيخ الدواودة وعلى المرابطين أبو يحيى بن أحمد أخوه ومعه رجالات المرابطين مثل: عيسى بن يحيى بن إدريس شيخ أولاد عساكر وعطية بن سليمان بن سباع وحسن بن سلامة شيخ أولاد طلحة فهزموا عسكر ابن مزني وقتلوا ابنه علياً وتقبضوا على علي بن أحمد ثم منوا عليه وأطلقوه.ورجعوا إلى بسكرة فنازلوها وقطعوا نخيلها.ثم عاودوه ثانية وثالثة.ولم يزل الحرب بينه وبين هؤلاء المرابطين سائر أيامه.وكان الحاجب ابن غمر قد استخلصه لنفسه وأحله محل الثقة بخلته والاستقامة إلى صفائه.

 

شعر في إمارة بني مزني

عدل

ونظم لسان الدين بن الخطيب شعرا لابن خلدون[5] وذكر فيها آل مزني[6][7]

فبنان بني مزني مزن
تنهل بلطف مصرفها
مزن مذ حل ببسكرة
يوما نطقت بمصحفها
شكرت حتى بعبارتها
وبمعناها وباحرفها
ضحكت بابي العباس من الا
يام ثنايا زخرفها
وتنكرت الدنيا حتى
عرفت منه بمعرفها

المراجع

عدل
  1. ^ "بسكرة تحتضن ملتقى حول دولة بني مزني". جزايرس. مؤرشف من الأصل في 2023-02-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-02.
  2. ^ "فصل: وفاة الأمير أبي عبد الله صاحب بجاية|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 2023-02-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-02.
  3. ^ "معجم أعلام الجزائر - عادل نويهض - كتابخانه مدرسه فقاهت". lib.efatwa.ir (بالفارسية). مؤرشف من الأصل في 2023-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-02.
  4. ^ علي/المقريزي، أبي العباس تقي الدين أحمد بن (1 يناير 2009). درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة 1-3 ج1. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-6244-1. مؤرشف من الأصل في 2023-01-02.
  5. ^ التلمساني، أبي العباس أحمد بن محمد/المقري (1 يناير 2011). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب 1-11 مع الفهارس ج9. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2023-01-02.
  6. ^ "ص370 - كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث - رئاسة الثعالبة بمتيجة واخبار المعقل - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-02-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-02.
  7. ^ تاريخ الجزائر في القديم والحديث | مجلد 2 | صفحة 370 | الكتاب الثالث في العصر البربري | الباب الخامس. مؤرشف من الأصل في 2023-01-02.