أسطورة الحصن
أسطورة الحصن أو أسطورة الدرع، هي إحدى الأساطير القومية التي تتضمن مهمة أمة محددة كحصن ضد الأديان أو الأمم أو الأيديولوجيات الأخرى. تُشتق كلمة حصن «Antemurale» من الكلمة اللاتينية ante (قبل، في الزمان والمكان) وmurale (جدار، وصف).
الخصائص
عدلتختلف أسطورة الحصن عن الأساطير القومية الأخرى لأنها لا تصر على تفرد مجموعة معينة، بل على تضمينها في كيان ثقافي أكبر يُزعم أنه متفوق على المجموعات الأخرى التي لا تنتمي إليه.[1][2]
خصائص أساطير الحصن هي:
الاختلاف - يمكن العثور عليها دائمًا في مناطق ذات اختلافات معينة، أي مجموعات إثنية أو ديانات مختلفة.
تعيين الحدود- تتضمن الحاجة إلى تعيين الحدود عن شيء مختلف.
الدفاع – تتضمن شيئًا مختلفًا عن طبيعتها يجب على المرء الدفاع ضده.
الحماية – تتضمن ضرورة حماية حياة المرء أو طريقة عيشه من شيء مختلف.
الالتزام - تشمل الالتزام ببعض الكيانات الثقافية الأكبر التي يفترض أن تكون محمية، مثل الدين أو الطائفة أو الثقافة أو الحضارة.
يضخم عنصر تعيين أو بناء الحدود في صنع أسطورة الحصن الاختلافات التي تميز إحدى المجموعات عن بلد مجاور محدد وتلغي في نفس الوقت التركيز على الحدود تجاه أخرين. لذلك، تعارض أسطورة الحصن أسطورة النوع بنفسه لأنها تعني أن المجموعة ليست فريدة من نوعها لكونها جزء من الهوية الأكبر، وهو أمر يحتاج صانع الأسطورة ماهر لشرحه.[3]
أسطورة حصن المسيحية
عدلتُعتبر غالبًا أسطورة حصن المسيحية إحدى النسخ الدينية لهذه الأسطورة، وتتضمن مهمة أمة معينة كخط دفاع أول عن أوروبا ضد الإسلام.
يُعد لقب بطل المسيح (بالاتينية: Athleta Christi) لقبًا فخريًا استُخدم منذ القرن الخامس عشر ومنحه البابا للرجال الذين قادوا حملات عسكرية ضد الإمبراطورية العثمانية. ومن بين الذين حصلوا على اللقب: يوحنا هونياد وجورج كاستريوت اسكندر بك وشتيفان الكبير.
في القرن السادس عشر، أصبح «الدفاع ضد الأتراك» موضوعًا محوريًا في شرق وسط وجنوب شرق أوروبا. وُضعت في الاستخدام الوظيفي وعملت كأداة دعائية واستُخدمت لتعبئة المشاعر الدينية للسكان. يُشار إلى الأشخاص الذين شاركوا في حملات ضد الإمبراطورية العثمانية باسم «antemurale Christianitatis» (جدار حماية المسيحية).[4]
جنوب شرق أوروبا
عدلأصبحت أسطورة الحصن أسطورة بدائية عن القومية في جنوب شرق أوروبا. طوّر القوميون روايات عن كون أممهم حصنًا مسيحيًا حمت الغرب من الغزو الإسلامي، بينما نسي الغرب هذه الحقيقة بفظاظة. تملك جميع دول جنوب شرق أوروبا تقريبًا تصورًا وأسطورة وطنية عن كونها حصنًا لبعض نظم القيم العالمية (المسيحية، الإسلام، ...).
ألبانيا
عدلتصوّر أسطورة الحصن الألبان على أنهم حصن للحضارة ومدافعين عن التسامح الديني في أوروبا والبلقان. قبل أن يُسلم الألبان، قدمتهم أسطورة الحصن على أنهم الحصن المسيحي. يُعتبر اسكندر بك في الأساطير القومية الألبانية جزءًا متأصلًا في مجموعة أسطورة الحصن التي تصور الألبان الذين وحدهم اسكندر بك كحماة للأمة والمسيحية ضد «الأتراك الغزاة». بعد أن فرضت الإمبراطورية العثمانية الإسلام في ألبانيا، أصبح هناك مثال آخر على أسطورة الحصن. يُعارض تُصوير العلماء للألبان المسلمين غالبًا على أنهم حصن أكثر تحضرًا وتسامحًا دينيًا وديموقراطيةً، اليونانيين والصرب غير الديمقراطيين الذين ظلوا أرثوذكس.[5]
البوسنة
عدلاعتبر المسلمون البوسنيون (البوشناق) حصنًا للإسلام. اعتبرت الحدود العثمانية في البوسنة «حدودًا إسلامية» تجاه «عدو الإيمان». عندما هاجم الجيش النمساوي البوسنة، اعتبر المسلمون البوسنيون جيشهم «جيشًا إسلاميًا» من «جنود مختارين» الذين «يحرسون الحدود الإسلامية».[6]
المراجع
عدل- ^ Kolstø، Pål؛ Žanić، Ivo؛ Goldstein، Ivo؛ Džaja، Srečko M.؛ Perica، Vjekoslav؛ Aleksov، Bojan؛ Antić، Ana؛ Terzić، Zoran؛ Brunnbauer، Ulf؛ Hranova، Albena (2005)، "Assessing the Role of Historical Myths in Modern Society"، Myths and boundaries in south-eastern Europe، Hurst & Co.، ISBN:978-1-85065-772-9، OCLC:62314611، مؤرشف من الأصل في 2018-06-19،
Typologically, this myth is very different from the one discussed above. Rather than insisting on the uniqueness of the group, the group is now included into some larger and allegedly superior cultural entity that enhances its status vis-à-vis other groups who do not belong to it.
- ^ Emden، Christian؛ Catherine Keen؛ David R. Midgley (2006). Imagining the City: The politics of urban space. Bern: Peter Lang. ص. 323. ISBN:3-03910-533-7. مؤرشف من الأصل في 2016-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-13.
They are always to be found in areas with mixed ethnic groups and religions, areas which denote a transition to a different (Christian) religion and a different culture ..Thus the concept also contains a commitment to something, to that which the bulwark is supposed to protect... an avowal to one's own religion or confession, to one's own culture and civilization.
- ^ Maner، Hans–Christian. "The "Repelling of the great Turk" in Southeast European Historiography". University of Mainz. مؤرشف من الأصل في 2009-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-31.
...Contemporary accounts already used the topos of the defence of Christian Europe...others claimed the title, too...antemurale Christianitatis
- ^ Revel، Jacques؛ Levi، Giovanni (2002)، Political uses of the past: the recent Mediterranean experience، London: Franc Cass and Company Limited، ص. 47، ISBN:0-7146-5271-7، مؤرشف من الأصل في 2016-03-10،
...almost every nation in southeastern Europe is represented in its self-perception and national myth as the bulwark of a particular universal system of values (Christianity. Islam. and so on).
- ^ Oliver Jens Schmitt، المحرر (2010)، Religion und Kultur im albanischsprachigen Südosteuropa، Frankfurt am Main, Berlin, Bern, Bruxelles, New York, Oxford, Wien، ج. 4، ص. 249، ISBN:978-3-631-60295-9، مؤرشف من الأصل في 2018-09-20،
The myth of the Albanians as the natural born protectors of religious tolerance in Europe and Balkans is but one example. Another is ulama's depiction of Islam....implemented during Ottoman rule, ... opposed to ... undemocratic..."Greeks" and the "Serbs"
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - ^ Kolstø، Pål؛ Žanić، Ivo؛ Goldstein، Ivo؛ Džaja، Srečko M.؛ Perica، Vjekoslav؛ Aleksov، Bojan؛ Antić، Ana؛ Terzić، Zoran؛ Brunnbauer، Ulf؛ Hranova، Albena (2005)، "Assessing the Role of Historical Myths in Modern Society"، Myths and boundaries in south-eastern Europe، Hurst & Co.، ص. 42, 44، ISBN:978-1-85065-772-9، OCLC:62314611، مؤرشف من الأصل في 2018-06-19،
... consequence of Islamisation in Bosnia was acceptance of idea ....in which fighting for the Ottoman Empire was identical with fighting for the Islam. This was behind the meaning of Bosnia as the bulwark of Islam....The Austrian army, that 'enemy of the faith', attacked Bosnia, the 'bulwark of Islam'; the army to which they belong is an 'Islamic army', they are 'chosen soldiers of the Islamic border' and they 'guard the Islamic borders' ...