آراء دينية عن التبرع بالأعضاء

تتنوع الآراء الدينية عن التبرع بالأعضاء بتنوع الأديان والطوائف الدينية ولديهم وجهات نظر مختلفة حول التبرع بالأعضاء من الأحياء أو من الموتى اعتمادًا على أيديولوجياتهم، ويمكن أن تتغير الآراء اعتمادًا على كيفية الموت سواء كان سبب الوفاة سكتة دماغية أو توقف في ضربات القلب، وعلى الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية أن يأخذوا هذا التنوع في عين الاعتبار نظرًا لتنوع ثقافات المرضى الذين يعالجونهم.[1][2]

لمحة عامة عدل

أثر التطور التكنولوجي والطبي في تغير الأخلاقيات الطبية التي يجب أن يتعامل بها الطبيب من مريضه عند الشروع بالتبرع بالأعضاء أو استلامها، ومن الصعب جدًا أن يُجزم الأمر نظرًا لتنوع الآراء في مختلف الأديان.[3][4]

عرّفت كلية الطب بجامعة هارفارد الموت على أنه «غيبوبة لا رجعة فيها» الأمر الذي أثار المشكلات حيال التبرع بالأعضاء وزرعها، من المهم للأطباء وممارسي الرعاية الصحية أن يتفهموا الآراء الدينية حول أخلاقيات التبرع بالأعضاء في المجتمعات متعددة الثقافات حتى يظل التقدم الطبي متوافقًا مع الآراء الدينية.[5][6]

لا يجود أي نص في أي كتاب سماوي يحرم عملية نقل الأعضاء والتبرع بها، لذا فإن الأمر بكامله يعتمد على التفسير من قبل علماء الدين وهذا ما أعطى آراء مختلفة لمعتنقي الديانة نفسها.[7][8]

الديانة المسيحية عدل

يشجع المسيحيون عمومًا التبرع بالأعضاء ويدخلوه ضمن باب الإيثار ويعتبرون القرار هو مسألة فردية، صرحت كنيسة إنجلترا بأن التبرع بالأعضاء واجب من واجبات الديانة المسيحية.[7]

الكاثوليكية عدل

يعتقد الكاثوليك أن الجسد الميت يذهب للقيامة والحياة الأبدية، لكن الحب وروح المشاركة طغت على المعتقدات الكاثوليكية إذ شجعت تعلى التبرع بالأعضاء واعتبرته عملًا من أعمال العطاء والتواصل، وشجع البابا يوحنا بولس الثاني على التبرع بالأعضاء ولكن لا يُسمح للبابوات المتوفين بالتبرع بأعضائهم لأنها يجب أن تبقى سليمة.[9]

شهود يهوه عدل

لا يُسمح لشهود يهوه بقبول التبرع بالدم ويعتبرونه عملًا محرمًا وتعد وجهة نظرهم للتبرع بالأعضاء مماثلة إلا إذا كان التبرع بالأعضاء لا يشمل نقل الدم ويعتبرون الأخير عملًا فرديًا.[10]

الإسلام عدل

يقبل غالبية رجال الدين المسلمين عملية التبرع بالأعضاء خلال حياة الشخص بشرط عدم إيذاء المتبرع ولكنهم يكرهونه بمجرد إعلان موت المتبرع.[11][12]

لكن الآراء الإسلامية متضاربة فيما يخص هذا الموضوع ويعتبر المسلمون غير متأكدين بتحليل التبرع بالأعضاء أو تحريمه إذ لا يوجد أي نص قرآني يمنع ذلك وإن القرار يعتمد على تفسير رجال الدين.[13]

في الجهة المقابلة يعتقد المسلمون أن أجسامهم وأعضائهم ليست ملكهم وإنما هي هبة من الله ويجب عليهم المحافظة عليها لتكون موجودة في يوم القيامة لأنهم سيُسألون عنها وإن التبرع بالأعضاء يتعارض مع هذه النقطة.[14]

يتخذ بعض المسلمين حديث الرسول محمد «من أعان مسلمًا أعانه الله يوم القيامة» مرجعًا يحلل التبرع بالأعضاء حسب تفسيرهم لحديثه.[15]

المراجع عدل

  1. ^ Oliver، Michael؛ Woywodt، Alexander؛ Ahmed، Aimun؛ Saif، Imran (1 فبراير 2011). "Organ donation, transplantation and religion". Nephrology Dialysis Transplantation. ج. 26 ع. 2: 437–444. DOI:10.1093/ndt/gfq628. PMID:20961891.
  2. ^ Oliver، M.؛ Woywodt، A.؛ Ahmed، A.؛ Saif، I. (20 أكتوبر 2010). "Organ donation, transplantation and religion". Nephrology Dialysis Transplantation. ج. 26 ع. 2: 437–444. DOI:10.1093/ndt/gfq628. PMID:20961891.
  3. ^ Keown، Damien (2001). Buddhism and bioethics (ط. 1st (Great Britain)). Basingstoke [u.a.]: Palgrave. ISBN:978-0312126711.
  4. ^ Sharif، Adnan (سبتمبر 2012). "Organ Donation and Islam—Challenges and Opportunities". Transplantation. ج. 94 ع. 5: 442–446. DOI:10.1097/TP.0b013e31825f4474. PMID:22854424. S2CID:21810077.
  5. ^ Brockopp، edited by Jonathan E.؛ Eich، Thomas (2008). Muslim medical ethics : from theory to practice. Columbia, S.C.: University of South Carolina Press. ISBN:9781570037535. {{استشهاد بكتاب}}: |مؤلف1-الأول= باسم عام (مساعدة)
  6. ^ Atighetchi، Dariusch (2007). Islamic bioethics : problems and perspectives. [Dordrecht]: Springer. ISBN:978-1402049613.
  7. ^ أ ب Oliver، Mike (2012). "Donating in good faith or getting into trouble Religion and organ donation revisited". World Journal of Transplantation. ج. 2 ع. 5: 69–73. DOI:10.5500/wjt.v2.i5.69. PMC:3782236. PMID:24175198.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Randhawa، Gurch؛ Brocklehurst، Anna؛ Pateman، Ruth؛ Kinsella، Suzannah؛ Parry، Vivienne (9 يوليو 2010). "Religion and Organ Donation: The Views of UK Faith Leaders". Journal of Religion and Health. ج. 51 ع. 3: 743–751. DOI:10.1007/s10943-010-9374-3. PMID:20617384. S2CID:3153943.
  9. ^ "Matthew 22". www.lds.org. مؤرشف من الأصل في 2018-11-19.
  10. ^ https://wol.jw.org/en/wol/d/r1/lp-e/1101990002#h=23 نسخة محفوظة 2021-03-08 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Al-Mousawi, M؛ Hamed، T؛ Al-Matouk، H (ديسمبر 1997). "Views of Islamic scholars on organ donation and brain death". Transplantation Proceedings. ج. 29 ع. 8: 3217. DOI:10.1016/S0041-1345(97)00876-2. PMID:9414684.
  12. ^ Khan، Faroque (1986). "The Definition of Death in Islam: Can Brain Death Be Used as a Criteria of Death in Islam?". Journal of the Islamic Medical Association. ج. 18 ع. 1: 18–21. DOI:10.5915/18-1-4731.
  13. ^ Yaseen، Mohammad Naeem (1990). "The Rulings for the Donation of Human Organs in the Light of Sharī'a Rules and Medical Facts". Arab Law Quarterly. ج. 5 ع. 1: 49–87. DOI:10.2307/3381562. ISSN:0268-0556. JSTOR:3381562.
  14. ^ Rasheed، S. A.؛ Padela، A. I. (2013). "The interplay between religious leaders and organ donation among Muslims". Zygon. ج. 48 ع. 3: 635–654. DOI:10.1111/zygo.12040. S2CID:51807425. مؤرشف من الأصل في 2022-05-06.
  15. ^ Hedayat، K. M. (2007). "The Possibility of a Universal Declaration of Biomedical Ethics". Journal of Medical Ethics. ج. 33 ع. 1: 17–20. DOI:10.1136/jme.2006.016170. ISSN:0306-6800. JSTOR:27719776. PMC:2598081. PMID:17209104.