الإمبراطور هو الملك، وعادة ما يكون الحاكم السيادي لإمبراطورية أو لنوع آخر من المملكة الإمبراطورية. قد تشير الإمبراطورة، المكافئ الأنثوي، إلى زوجة الإمبراطور (عقيلة الملك)، أو إلى الأم (الإمبراطورة الأم)، أو إلى المرأة التي تحكم في حد ذاتها (الإمبراطورة الحاكمة). يُعرف الأباطرة عمومًا بأنهم من أعلى درجات الشرف والمرتبة الملكية، متجاوزين الملوك. في أوروبا استُخدم لقب الإمبراطور منذ العصور الوسطى، وكان يعتبر في تلك الأوقات مقاربًا أو متساويًا تقريبًا في الكرامة مع لقب البابا بسبب موقع الأخير كرئيس للكنيسة وزعيم روحي للجزء الكاثوليكي من أوروبا الغربية. إمبراطور اليابان هو الملك الوحيد الحالي الذي يُترجم لقبه إلى اللغة الإنجليزية باسم «الإمبراطور»، على الرغم من أنه لا يمتلك سلطة سياسية فعلية، واليابان ليست إمبراطورية.[1][2]

كل من الأباطرة والملوك هم ملوك، لكن الإمبراطور والإمبراطورة يعتبران ألقابًا ملكية أعلى. بقدر ما يوجد تعريف صارم للإمبراطور، لكن لا يمتلك الإمبراطور علاقات تشير إلى تفوق أي حاكم آخر عليه وعادة ما يحكم أكثر من أمة واحدة. لذلك، قد يُجبر الملك على دفع الجزية إلى حاكم آخر، أو يكون مقيَّدًا في أفعاله بطريقة ما، أما الإمبراطور فيجب أن يكون خاليًا تمامًا من هذه القيود. ومع ذلك، لم يستخدم الملوك الذين يترأسون إمبراطوريات هذا اللقب دائمًا في جميع السياقات، فلم تأخذ السيادة البريطانية لقب إمبراطورة الإمبراطورية البريطانية حتى أثناء دمج الهند، على الرغم من إعلانها إمبراطورة الهند.[3]

في أوروبا الغربية، استُخدم لقب الإمبراطور حصريًا من قبل الإمبراطور الروماني المقدس، الذي استمدت سلطته الإمبراطورية من المفهوم اللاتيني لانتقال السلطة (translatio imperii)، فقد ادعوا توليهم خلافة سلطة الأباطرة الرومان الغربيين، وبالتالي ربطوا أنفسهم بالمؤسسات والتقاليد الرومانية كجزء من أيديولوجية الدولة. على الرغم من حكم الإمبراطور لجزء كبير من أوروبا الوسطى وشمال إيطاليا في البداية، لكن بحلول القرن التاسع عشر، مارس الإمبراطور القليل من القوة خارج الدول الناطقة بالألمانية.

على الرغم من كونه لقبًا اختياريًا من الناحية الفنية، لكنه وبحلول أواخر القرن السادس عشر، أصبح اللقب الإمبراطوري موروثًا من قبل أرشيدوق هابسبورغ في النمسا وبعد حرب الثلاثين عامًا كانت سيطرتهم على الولايات خارج مملكة هابسبورغ، أي النمسا، وبوهيميا ومناطق مختلفة خارج الإمبراطورية شبه معدومة. ومع ذلك، توج نابليون بونابرت إمبراطورًا للفرنسيين في عام 1804 وتبعه بفترة وجيزة فرانسيس الثاني، الإمبراطور الروماني المقدس، الذي أعلن نفسه إمبراطورًا للنمسا في نفس العام. مع ذلك، استمر وضع الإمبراطور الروماني المقدس حتى تنازل فرانسيس الثاني عن هذا المنصب في عام 1806. وفي أوروبا الشرقية، استخدم ملوك روسيا أيضًا مفهوم الإمبراطور لممارسة السلطة الإمبريالية خلفًا للإمبراطورية الرومانية الشرقية. اعتُرف بهم رسميًا من قبل الإمبراطور الروماني المقدس في عام 1514، على الرغم من عدم استخدامه رسميًا من قبل الملوك الروس حتى عام 1547. ومع ذلك، فإن الأباطرة الروس معروفون بشكل أفضل بلقب القيصر باللغة الروسية حتى بعد أن تبنى بطرس الأكبر لقب الإمبراطور لعموم روسيا عام 1721.

استخدم المؤرخون الإمبراطور والإمبراطورية بشكل متحرّر بطريقة قديمة وخارج سياقها الروماني والأوروبي لوصف أي دولة كبيرة من الماضي أو الحاضر. غالبًا ما تُعتبر الألقاب التي استُخدمت قبل فترة سيطرة الرومان مثل الملك العظيم أو ملك الملوك، التي استخدمها ملوك بلاد فارس وغيرهم، مكافئة لها. في بعض الأحيان امتدت هذه الإشارة إلى الدول غير الخاضعة للحكم الملكي ومناطق نفوذها مثل الإمبراطورية الأثينية في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، وإمبراطورية أنجفين في بلانتاجنتس و«الإمبراطوريات» السوفيتية والأمريكية في حقبة الحرب الباردة. ومع ذلك، لم تكن هذه «الإمبراطوريات» بحاجة إلى أن يرأسها «إمبراطور». حُدّدت الإمبراطورية بوجود ممتلكات إقليمية شاسعة بدلًا من لقب حاكمها بحلول منتصف القرن الثامن عشر.

لأغراض البروتوكول، أٌعطي الأباطرة الأسبقية على الملوك في العلاقات الدبلوماسية الدولية، ولكن تعتمد الأسبقية حاليًا بين رؤساء الدول الذين يتمتعون بالسيادة، سواء كانوا ملوكًا أو ملكات أو أباطرة أو إمبراطورات أو أمراء أو أميرات أو رؤساء ذوي درجة أقل على المدة الزمنية لكل فرد في منصبه بشكل مستمر. خارج السياق الأوروبي، كان الإمبراطور هو الترجمة التي تُمنح لحاملي الألقاب الذين مُنحوا نفس الأسبقية مثل الأباطرة الأوروبيين من الناحية الدبلوماسية. وبالمثل، قد يعتمد هؤلاء الحكام ألقابًا متساوية بلغاتهم الأصلية لأقرانهم الأوروبيين. خلال قرون من الاتفاقيات الدولية، أصبح ذلك هو القاعدة المهيمنة لتحديد الإمبراطور في العصر الحديث.

أباطرة روما وبيزنطة

عدل

الكلاسيكية القديمة

عدل

بعد تحوّل الجمهورية الرومانية إلى النظام الملكي بحكم الأمر الواقع في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، لم يكن هناك ثمة اسمٌ كي يُطلق على النوع الجديد من الحاكم. كرِه الرومان لقب ريكس («الملك») كُرهًا شديدًا، وكان من الأهمية بمكانٍ بالنسبة للنظام السياسي الجديد الإبقاء على هيئة ومظاهر الحكم الجمهوري. كان يوليوس قيصر ديكتاتورًا رومانيًا، وهو منصبٌ تقليدي معترفٌ به في الجمهورية الرومانية. لم يكن قيصر أول من تبوّأ ذلك المنصب، ولكن بعد اغتياله، لقيَ المصطلحُ بُغضًا في روما.

بسطَ أغسطس قيصر، الذي يُعتبر أول إمبراطور روماني، سيطرته عبر استحواذه على مناصب، وألقاب، وتكريمات جمهورية رومانية كانت تُوزّع على عدة مسؤولين، مع تركيز السلطة الموزعة قبلًا في رجل واحد. وكان أحد تلك المناصب برينسيبيس سيناتوس، (الذي يعني «عضو مجلس الشيوخ الأول»)، وتحول اسم المنصب إلى لقب الشرف الرئيسي لأغسطس، برينسيبيس سيفيتاتيس، («المواطن الأول»)، ومنها تنحدر كلمة «برينس» («أمير») الإنجليزية المعاصرة واللقب. ولهذا السبب أُطلق على الفترة الأولى للإمبراطورية الرومانية، الممتدة بين الأعوام 27 قبل الميلاد – 284 ميلادية، اسم عصر الزعامة. بالرغم من ذلك، فقد أصبح المسمّى غير الرسمي إمبراطور («القائد») هو اللقب الذي راح يفضّله خلفاء أغسطس قيصر. قبل أغسطس قيصر، كان اللقب يُمنح لكبار المسؤولين والقادة العسكريين الذين كان لديهم سلطة إمبريوم (أي سلطة القيادة)، أما أغسطس قيصر فقد خصّ نفسه حصريًا بذلك اللقب باعتباره صاحب السلطة الأعلى لكل الإمبريوم. (في اللاتينية، تعني إمبريوم سلطة القيادة، وهي نوعٌ من أنواع السلطة المحددة في الفكر السياسي الروماني).

ابتداءً من أغسطس قيصر، ظهر لقب الإمبراطور ضمن جميع ألقاب الملوك الرومان حتى سقوط الإمبراطورية في العام 1453. بعد عهد الخليفة الأول لأغسطس، تيبيريوس، أصبح لقب إمبراطور يرمز إلى فعل التتويج كرأسِ الدولة. كما أصبحت الألقاب الشرفية الأخرى التي استخدمها الأباطرة الرومان بنفس معنى الإمبراطور:

  • قيصر (كما يُلاحظ على سبيل المثال في كتاب المؤرخ سويتونيوس اثنا عشر قيصرًا). استمر هذا التقليد في العديد من اللغات: في الألمانية «كايزر»، وفي بعض اللغات السلافية «تزار»، وفي المجرية «ساشر»، مع وجود العديد من التنويعات على الاسم. أما الاسم المشتق من لقب يوليوس قيصر «قيصر»: فقد اتخذ جميع الأباطرة الرومان هذا الاسم، حصريًا لدى الحكام بعد انتهاء السلالة اليوليوكلاودية. وفقًا لهذا التقليد، يوصف يوليوس قيصر أحيانًا بأنه أول قيصر/إمبراطور (على غرار تسمية سويتونيوس). كان هذا واحدًا من أكثر الألقاب استدامةً: إذ ظهر اسم قيصر بكتابات هجائية متنوّعة في كل سنة منذ زمن أغسطس قيصر حتى العصر الحديث.
  • كان أغسطس هو أول لقب تشريفي مُنح للإمبراطور أغسطس: وبعد وفاته أصبح لقبًا رسميًا لخليفته، وأضافه جميع الأباطرة الرومان إلى أسمائهم. على الرغم من قيمته الرمزية العالية، بمعنى «مرتفع» أو «متسامٍ»، فإنه لم يستخدم عادةً للإشارة إلى منصب الإمبراطور نفسه. من بعض الاستثناءات يُذكر عنوان الكتاب هستوريا أوغوستا، وهو كتاب تجميعي شِبه تاريخي لسِيَر أباطرة الرومان في القرنين الثاني والثالث. وأثبت هذا اللقب صلاحيته الدائمة كذلك: فبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، دُمج اللقب في صياغة الإمبراطور الروماني المقدس، وهي سابقة سنّها شارلمان، واستمر استخدام الترجمة اليونانية للقب سيباستوس في الإمبراطورية البيزنطية حتى سقوط القسطنطينية في العام 1453، على الرغم من أن اللقب فقدَ مع الزمن حصرية إشارته للإمبراطور. منح أغسطسُ زوجته (في وصيته الأخيرة) الصيغة الأنثوية لهذا اللقب التشريفي (أوغستا). ونظرًا لعدم وجود «لقب» الإمبراطورة، سعت نساء السلالة الحاكمة للحصول على هذا اللقب التشريفي، باعتباره أسمى هدف يمكن تحقيقه. بالرغم من ذلك، فلم يُمنح اللقب سوى لعدد قليل من النساء، ومن الثابت أن العُرف لم يكن يقضي بمنح اللقب لجميع زوجات الأباطرة الحاكمين.
  • إمبراتور (كما ورد على سبيل المثال في كتاب بلينيوس الأكبر، التاريخ الطبيعي). في الجمهورية الرومانية، كان لقب إمبراتور يعني «القائد (العسكري)». في أواخر عهد الجمهورية، وفي السنوات الأولى للنظام الملكي الجديد، كان إمبراتور هو اللقب الذي استخدمه الجنود ومجلس الشيوخ الروماني للإشارة إلى جنرالات الجيش الروماني بعد تحقيقهم نصرًا عظيمًا، ويمكن قياسه بشكل تقريبي على رتبة المشير (رئيس أو قائد الجيش بأكمله). على سبيل المثال، في العام 15 ميلادية أعلِن عن جرمانيكوس إمبراتورًا في عهد والده بالتبني، الإمبراطور تيبيريوس. إنما بعد ذلك بوقت قصير أصبح لقب «إمبراطور» مخصصًا بشكل حصري للحاكم. أدى ذلك إلى ظهور كلمة «الإمبراطور» باللغة الإنجليزية، ومن بين غيرها من الأمثلة، تُذكر كلمة «إمبيرور» بالفرنسية و«مبريتي» بالألبانية. أما الصيغة اللاتينية المؤنثة للقب فقد تطورت بعد أن اتخذ لقب «إمبراتور» معنى «الإمبراطور» الحاكم.
  • بغاطر أو باسيليوس: مع أن الإغريق استخدموا ألقاب مكافئة لـ«قيصر» (كايزر) و«أغسطس» (في صيغتين: أوغوستوس أو سيباستوس)، فقد استُخدمت هاتين الصيغتين كجزء من اسم الإمبراطور وليستا للإشارة إلى المنصب. وبدلًا من تطوير اسم جديد للنوع الجديد من الملكية، استخدم الإغريق كلمة بغاطر (والتي تتداخل بشكل بسيط مع الفهم الحديث لكلمة «أوتوقراط») أو (باسيليوس وهي الكلمة التي كانت تُطلق حتى ذلك الزمن على «صاحب السيادة»). جاء استخدام بغاطر أساسًا نتيجةً للترجمة من اللغة اللاتينية لكلمة إمبراتور في الجزء الناطق باللغة الإغريقية من الإمبراطورية الرومانية، ولكن هنا ثمة تداخل جزئي فحسب بين معاني المفاهيم الأصلية اليونانية واللاتينية. بالنسبة للإغريق، لم يكن بغاطر لقبًا عسكريًا، إنما كان أقرب لمفهوم الديكتاتور في اللاتينية (أي، «صاحب السلطة المطلقة»)، قبل أن تخصص للإشارة إلى الإمبراطور. ويبدو أن كلمة باسيليوس لم تُستخدم حصريًا بمعنى «إمبراطور» (وبصورة أكثر تحديدًا، الإمبراطور الروماني/البيزنطي) قبل القرن السابع، بالرغم من كونها تسمية غير رسمية متداولة للإمبراطور في الشرق الناطق بالإغريقية. وفيما بعد، عمِد حكام عدة بلدان أرثوذكسية شرقية إلى استخدام اللقب للزعم بأنهم خلفاء روما/بيزنطة، كما في جورجيا، وبلغاريا، وصربيا، وروسيا.[4]

بعد اضطرابات عام الأباطرة الأربعة في العام 69 ميلادية، حكمت السلالة الفلافية على مدار ثلاثة عقود. أما السلالة النيرفية الأنطونية التي خلفتها، والتي حكمت معظم القرن الثاني، فقد حققت الاستقرار في الإمبراطورية. عُرفت هذه الحقبة باسم عصر الأباطرة الخمسة الصالحين، وتلتها سلالة سيفيران قصيرة الأجل.

وخلال أزمة القرن الثالث، خلف أباطرة الجنود بعضهم بعضًا بفترات قصيرة. وكان لثلاث محاولات انفصالية قصيرة الأمد أباطرتها الخاصة: إمبراطورية الغال، والإمبراطورية البريطانية، ومملكة تدمر بالرغم من أن الأخيرة استخدم لقب ريكس على نحوٍ أكثر انتظامًا.

الإمبراطورية الرومانية المقدسة

عدل

كان لقب إمبراطور الرومان انعكاسًا لمبدأ انتقال السيطرة (translatio imperii) الذي اعتبر أن لقب الإمبراطور من حق الأباطرة الرومان المقدسين الذين يرثون عرش الإمبراطورية الرومانية الغربية، على الرغم من استمرار وجود الإمبراطورية الرومانية في الشرق، ومن هنا جاءت مشكلة وجود إمبراطورَين اثنين.

منذ عهد أوتو الكبير فصاعدًا، أصبح جزء كبير من المملكة الكارولنجية السابقة في شرق فرنسا تابعًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة. انتخَب الأمراء المنتخبون أحد أقرانهم ملكًا للرومان وملكًا لإيطاليا قبل أن يتوّجه البابا. يمكن للإمبراطور أيضًا انتخاب وريثه (عادةً ابنه) كملك لخلافته بعد وفاته. ثم يحمل هذا الملك الصغير لقب الملك الروماني (ملك الرومان). على الرغم من أنه حكم بالفعل من الناحية الفنية، لكنه سيُتوّج بعد الانتخابات إمبراطورًا من قبل البابا. كان تشارلز الخامس آخر إمبراطور توّجه البابا. كان جميع الأباطرة الذين جاؤوا بعده من الناحية الفنية أباطرة منتخبين، لكن يشار إليهم عالميًا باسم الإمبراطور.

كان الإمبراطور الروماني المقدس يعتبر الشخص الأول في السلطة. وكان أول مدافع عن المسيحية. منذ عام 1452 حتى نهاية الإمبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1806 (باستثناء الأعوام من 1742 إلى 1745) كان أعضاء آل هابسبورغ هم أباطرة رومان مقدسون فقط. يشغل كارل فون هابسبورغ حاليًا منصب رئيس مجلس النواب في هابسبورغ.[4]

اقرأ أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Uyama, Takuei (23 Oct 2019). "天皇はなぜ「王(キング)」ではなく「皇帝(エンペラー)」なのか" [The Title of the Monarch of Japan: not the "King" but the "Emperor"] (باليابانية). Archived from the original on 2021-10-07. Retrieved 2019-10-23.
  2. ^ Harper, Douglas. "emperor". قاموس علم اشتقاق الألفاظ.
  3. ^ Peng، Dr. Ying-chen. "The Forbidden City". Khan Academy. مؤرشف من الأصل في 2021-10-21.
  4. ^ ا ب George Ostrogorsky  [لغات أخرى]‏, "Avtokrator i samodržac", Glas Srpske kraljevske akadamije CLXIV, Drugi razdred 84 (1935), 95–187