ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/445

رجلٌ طارقيّ من مالي
رجلٌ طارقيّ من مالي

الطوارق (يسمون أنفسهم: كل تماشق، كل تماجق، تيفيناغ: ⴾⵏⵏⵜⵎⴰⵛⵈ) هم شعب أمازيغي يستوطن وسط الصحراء الكبرى، في جنوب الجزائر وأزواد شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غرب ليبيا وشمال بوركينا فاسو. الطوارق مسلمون سنيون مالكيون، ويتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث: تماجق، وتماشق، وتماهق. عرقيا يمكن وصف الطوارق بأنهم جنس أبيض مع ميل إلى السمرة. عاش الطوارق حياة بداوة عريقة في الصحراء الكبرى منذ آلاف السنين ولا يزال بعضهم إلى اليوم متمسكًا بنمط العيش هذا بسبب التهميش الذي عانوه من الدول التي تقاسمت أراضيهم. عرف الطوارق بتسميات عديدة في مراحل تاريخية متلاحقة، ففي عصور ما قبل التاريخ عرفوا بالجرمنتيين، وفي أوائل العصر الإسلامي عرفوا بالملثمين، ثم المرابطين، وأخيرا في العصر الحديث عرفوا بالطوارق. اختلف المؤرخون في تسمية الطوارق بهذا الاسم فمن قائل أن سبب تسميتهم بالطوارق نسبة إلى طروقهم الصحراء وتوغلهم فيها، ومن قائل أن سبب التسمية هو انتسابهم إلى طارق بن زياد. والراجح أن اسم «طوارق» ومفرده طارقي، أو تارقي، أو طارجي، نسبة إلى تارجا، والتي تعني الأرض الغنية بمنابع المياه، وهي منطقة واحات فزان التي كانت تحوي أكبر مخزون للمياه الجوفية في الصحراء الكبرى منذ أقدم الأزمان ولا تزال كذلك حتى اليوم. لا يسمي الطوارق أنفسهم بهذا الاسم، بل يطلقون على أنفسهم اسما مستعارا من تراثهم وتاريخهم وتجربتهم ولغتهم هو إيموهاغ (كما ينطقه طوارق ليبيا والجزائر)، أو إيموشاغ ( كما ينطقه طوارق مالي)، أو إماجغن (كما ينطقه طوارق النيجر)، ومفردها «أماهغ»، أو «أماشغ»، أو «أماجغ» على الترتيب وتعني كلها الغريب، أو النبيل، أو الضائع، المغلوب على أمره. عرف الطوارق بالشعب الأزرق أو الرجال الزرق لدى الرحالة والمؤرخين الأوربيين، مثل، كارل. ج. براس؛ بسبب الصبغة النيلية في قماش ثيابهم ولثامهم التي تترك بقعا زرقاء على بشرتهم. في غياب إحصاءات دقيقة وموثقة لا يمكن إعطاء رقم صحيح عن عدد الطوارق في منطقة الساحل الأفريقي أو في دول شمال أفريقيا. وثمة تقديرات غير رسمية تذهب إلى أن عددهم الإجمالي يناهز 3.5 مليون.

تابع القراءة