في فلسفة العلوم يشير مصطلح نقص الإثبات

إلى المواقف التي لا يكون فيها الدليل المطروح كافيًا لتكوين الرأي الذي يجب اتباعه بشأن هذا الدليل.[1]

فعلى سبيل المثال: إذا كان المعلوم أنه قد تم إنفاق 10 دولارات بالضبط على شراء تفاح وبرتقال، وأن سعر التفاح دولار واحد والبرتقال دولاران، ومن ثم توفرت لدينا معلومات كافية لنستبعد بعض الاحتمالات (أنه مثلاً يستحيل شراء 9 تفاحات)، ولكننا لا نملك الدليل الكافي لنعرف ماعدد التفاحات والبرتقالات التي تم شراؤها على وجه التحديد، ويمكن أن نقول في هذا المثال أن الرأي حول المجموعة التي تم شراؤها ينقصه الإثبات نتيجة الدليل المتوفر.

معلومات تاريخية عن نقص الإثبات عدل

كان أصحاب المذهب الشكوكي من اليونانين القدماء ينادون بالتكافؤ، أي فكرة أن الأسباب المؤيدة والمعارضة للإدعاءات تكون متوازنة بالتساوي، وينطوي هذا على الأقل على الشعور بأن الادعاءات نفسها ينقصها الإثبات.

لقد ظهر مصطلح نقص الإثبات مرة أخرى تحت مسميات مختلفة في العصر الحديث في أعمال رينيه ديكارت، فمن بين الحجج الشكوكية الأخرى، قدم ديكارت حجتين تنطويان على نقص الإثبات، فتشير حجة النوم إلى أن التجارب التي ندركها أثناء الحلم (مثل السقوط) لا تشتمل بالضرورة على معلومات كافية لتنتقص من الموقف الحقيقي (كونك نائمًا في السرير)، واستنتج أنه نظرًا لأن المرء لا يمكنه دومًا التمييز بين الأحلام والحقيقة، فإنه لا يمكنه استبعاد احتمالية أنه يحلم حاليًا ولا يختبر تجارب حقيقية؛ ومن ثم ينقص الإثبات في نتيجة أن المرء يمر بتجربة حقيقية. وافترض ديكارت في حجة الشيطان الخادع أن جميع التجارب التي يمر بها المرء وجميع الأفكار يمكن أن يحركها «شيطان خادع قوي جدًا ومخادع»، ونؤكد مرة أخرى أنه طالما كانت الحقيقة المدركة تبدو متسقة داخليًا مع قدرة الشخص المحدودة على الحديث، فإنه يصعب التمييز مابين هذا الموقف وبين الحقيقة ولا يمكن للشخص أن يحدد منطقيًا أن هذا الشيطان غير موجود.

نقص الإثبات والدليل عدل

لبيان أن النتيجة ينقصها الإثبات، يجب أن يبين المرء أن هناك نتيجة منافسة تتساوى معها جيدًا من حيث الأدلة المدعمة حسب معايير الأدلة، ومن الأمثلة البسيطة على نقص الإثبات هي إضافة عبارة «عندما نبحث عن دليل» (أو بصورة أكثر عمومًا، أية عبارة لا يمكن إثبات خطأها. فعلى سبيل المثال يمكن أن تتعارض نتيجة «الأشياء القريبة من الأرض تسقط باتجاهها عندما نسقطها» مع نتيجة «الأشياء القريبة من الأرض تسقط باتجاهها عندما نسقطها ولكن هذا يحدث فقط عندما نفحص ذلك وهو يحدث». ونظرًا لأن المرء قد يلحق هذه العبارة بأية نتيجة، فإن جميع النتائج ينقصها الإثبات ولو بدرجة بسيطة على الأقل، وإذا كان المرء يعتبر أن تلك العبارات غير شرعية، مثل تطبيق موس أوكام، فإن «الخدع» لا تعتبر بيانًا لنقص الإثبات.

ينطبق هذا المفهوم أيضًا على النظريات العلمية مثلا، من التافه أيضًا أن تجد مواقف لم تتناولها النظرية. فعلى سبيل المثال: لا تميز الميكانيكا الكلاسيكية بين الإطارات المرجعية. ومن ثم فإن أية نتيجة حول الإطار المرجعي كانت تنقصها الإثبات؛ ويتسق هذا على نحو متساوٍ مع النظرية التي تقول إن النظام الشمسي في حالة استقرار، أي كأنها تقول إن النظام الشمسي يتحرك بسرعة ثابتة في اتجاه معين. ولقد ذكر نيوتن نفسه تلك الاحتمالات التي لا يمكن التمييز بينها. وعلى نحو عام، قد لا يكون الدليل دومًا كافيًا للتمييز ما بين النظريات المتعارضة (أو لتحديد نظرية مختلفة توحد الاثنين معًا) مثلما هو الحال مع النسبية العامة وميكانيكا الكم.

حجج حول نقص الإثبات عدل

تحاول الحجج حول نقص الإثبات أن تبين أنه ما من سبب في تصديق بعض النتائج طالما ينقصها إثبات الدليل، ومن ثم إذا توفر دليل في وقت معين بحيث يمكن تفسيره على نحو متساوي تمامًا لصالح إحدى الفرضيات على الأقل، فما من سبب يجعلنا نؤمن بتلك النتيجة مقابل النتيجة المنافسة المؤيدة على نفس المستوى (رغم أنه يمكن التخلص من الكثير من الفرضيات الأخرى).

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Mueller، Olaf L. (2016). "Prismatic Equivalence – A New Case of Underdetermination: Goethe vs. Newton on the Prism Experiments, 2016/2 (n° 24)". British Journal for the History of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)

وصلات خارجية عدل