المناعة الذاتية أو الآنْضِدَادِيّة أو المناعة ضد الذات (بالإنجليزية: Autoimmunity)‏ هي نظام استجابة مناعية في الكائن الحي ضد الخلايا والأنسجة السليمة الخاصة به. يطلق على أي مرض ينجم عن مثل هذه الاستجابة المناعية الشاذة «مرض مناعة ذاتية». تشمل أهم الأمثلة على أمراض المناعة الذاتية الداء البطني، وداء السكري النوع الأول، والساركويد، والذئبة الحمامية الجهازية (SLE)، ومتلازمة شوغرن، ومتلازمة شيرغ ستراوس، والتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، ومرض جريفز، والفرفرية قليلة الصفيحات مجهولة السبب، ومرض أديسون، والتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، والتهاب الفقار اللاصق، والتهاب العضلات (PM)، والتهاب الجلد والعضلات (DM)، والتصلب المتعدد (MS). غالبًا ما يتم علاج أمراض المناعة الذاتية باستخدام الستيرويدات.[1]

مناعة ذاتية
أماكن مختلفة من الجسم تتأثر بأمراض المناعة الذاتية.
أماكن مختلفة من الجسم تتأثر بأمراض المناعة الذاتية.
أماكن مختلفة من الجسم تتأثر بأمراض المناعة الذاتية.

معلومات عامة
من أنواع استجابة مناعة،  وخطأ  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات

تاريخ عدل

في أواخر القرن التاسع عشر كان يُعتقد أن الجهاز المناعي لم يتمكن من التفاعل ضد أنسجة الجسم. اقترح بول إيرليخ، في مطلع القرن العشرين، مفهوم التحمل الذاتي. قام إرليخ في وقت لاحق بتعديل نظريته للتعرف على احتمال حدوث هجمات ذاتية للأنسجة، لكنه يعتقد أن بعض آليات الحماية السليقية (الفطرية) من شأنها أن تحول دون أن تصبح الاستجابة المناعية الذاتية مرضية.

في عام 1904 تم تحدي هذه النظرية من خلال اكتشاف مادة في مصل المرضى الذين يعانون من البيلة الهيموغلوبينية البردية الانتيابية التي تفاعل مع خلايا الدم الحمراء. خلال العقود التالية، تم ربط عدد من الحالات باستجابات المناعة الذاتية. ومع ذلك، فإن الوضع الرسمي لمبدأ إرليخ أعاق فهم هذه النتائج. أصبح علم المناعة بيوكيميائيًا أكثر من كونه تخصصًا سريريًا.[2] بحلول عام 1950 بدأ الفهم الحديث للأجسام المضادة الذاتية وأمراض المناعة الذاتية بالانتشار.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح من المقبول أن تكون استجابات المناعة الذاتية جزءًا لا يتجزأ من أجهزة المناعة في الفقاريات (التي يطلق عليها أحيانًا «المناعة الذاتية الطبيعية»)،[3] وعادةً ما يتم منعها من التسبب في مرض بسبب ظاهرة التحمل المناعي للمستضدات الذاتية.[4] لا ينبغي الخلط بين المناعة الذاتية وبين المناعة المتباينة.

الجنس عدل

تشير بعض الأدلة إلى أن جنس الشخص قد يلعب أيضًا دورًا في ظهور المناعة الذاتية؛ بمعنى آخر، معظم اضطرابات المناعة الذاتية مرتبطة بالجنس. الرجال معرضون تمامًا مثل النساء للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية أن لم يكن بنسبة أكثر مثل: التهاب الفقار القسطي، ومرض السكري من النوع الأول، ورام حبيبي ويغنري، داء كرون ، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي، والصدفية. يبدو أن خطر المناعة الذاتية أعلى لدى النساء منه عند الذكور عندما يتم تنشيط جهاز المناعة لديهم مع زيادة الاستجابات الالتهابية لدى النساء بشكل عام.

لدور الجنس في المناعة الذاتية أسباب عديدة. تصاب النساء عمومًا باستجابات التهابية أكثر من الرجال عندما يتم تنشيط أجهزتهن المناعية، مما يزيد من خطر الإصابة بالمناعة الذاتية. تميل العديد من أمراض المناعة الذاتية إلى التقلب وفقًا للتغيرات الهرمونية مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو الدورة الشهرية أو عند استخدام موانع الحمل الفموية، مما يدل على أنها تتأثر بالهرمونات التناسلية. ويبدو أن تاريخ الحمل يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بمرور الوقت. يُفترض أن التبادل الصغير المباشر للخلايا الذي يحدث بين الأمهات وأطفالهن أثناء الحمل قد يتسبب في المناعة الذاتية، مما يؤدي إلى قلب التوازن بين الجنسين لصالح الأنثى.[5]

تقترح نظرية أخرى أن التعطيل الصبغي X غير المتوازن هو المسؤول عن زيادة انتشار المناعة الذاتية في الإناث.[6] طور جيف ستيوارت من جامعة برينستون لأول مرة نظرية انحراف تعطيل X والتي تم دعمها تجريبياً في تصلب الجلد والتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي. هناك العديد من آليات الحساسية الجينية المعقدة الإضافية التي تم افتراضها ولا زالت قيد البحث.[7]

انظر أيضا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Patt H، Bandgar T، Lila A، Shah N (2013). "Management issues with exogenous steroid therapy". Indian J Endocrinol Metab. ج. 17 ع. Suppl 3: s612–s617. DOI:10.4103/2230-8210.123548. PMC:4046616. PMID:24910822.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  2. ^ Arthur M. Silverstein: Autoimmunity: A History of the Early Struggle for Recognition, in: Ian R. Mackay, Noel R Rose: The Autoimmune Diseases (chapter 2), Academic Press, 2013 نسخة محفوظة 3 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Poletaev AB، Churilov LP، Stroev YI، Agapov MM (2012). "Immunophysiology versus immunopathology: Natural autoimmunity in human health and disease". Pathophysiology. ج. 19 ع. 3: 221–31. DOI:10.1016/j.pathophys.2012.07.003. PMID:22884694.
  4. ^ Claudia Berek, in Encyclopedia of Immunology (Second Edition), 1998
  5. ^ Ainsworth, Claire (Nov. 15, 2003). The Stranger Within نسخة محفوظة 2008-10-22 على موقع واي باك مشين.. نيو ساينتست (subscription). (reprinted here [1])
  6. ^ Kruszelnicki, Karl S. (12 Feb 2004). "Hybrid Auto-Immune Women 3". www.abc.net.au (بالإنجليزية الأسترالية). Archived from the original on 2023-02-19. Retrieved 2023-01-03.
  7. ^ Uz E، Loubiere LS، Gadi VK، وآخرون (يونيو 2008). "Skewed X-chromosome Inactivation in Scleroderma". Clinical Reviews in Allergy & Immunology. ج. 34 ع. 3: 352–5. DOI:10.1007/s12016-007-8044-z. PMC:2716291. PMID:18157513.

وصلات خارجية عدل

  إخلاء مسؤولية طبية