معقل بن خويلد الهذلي

مَعقِل بْن خُويْلِد بْن وَائِلة اَلسهْمِي اَلهُذلي ( 537 - 630 ) صحابي جليل. [1] وشاعر وسيد هذيل في الجاهلية وأحد فُتاكها وأحد فرسان العرب في عام الفيل الذين أسروا ملوك حمير وكندة وقادهم الى اليمن ليفتدي أسرى العرب مقابلهم. ويعد من القادة الجرارين في الجاهلية الذين يقودون الف فارس في معاركهم.

معقل بن خويلد
تخطيط بأسم معقل بن خويلد

معلومات شخصية
الميلاد 531 م
مكة الحجاز الجزيرة العربية
الوفاة 630 م
مكة الحجاز  دولة الخِلافة الرَّاشدة
الإقامة مكة
الكنية أبا خويلد
اللقب معقل خندف
نشأ في وادي نخلة
الديانة الإسلام
الأولاد عبيد الله بن معقل
الأب خويلد بن واثلة
أخ عمرو بن خويلد
الحياة العملية
سبب الشهرة
القبيلة هذيل

نسبه عدل

  • معقل ابن خويلد بن وائلة (مطحل) بن عمرو بن عبد يا ليل بن مطحل بن مرمض ابن حرب بن جداعة بن سهم بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[2]

ووالده هو خويلد بن وائلة سيد هذيل في عصرة فهو من بيت سيادة وشرف. ولد في وادي نخلة شمال مكة وهو القائل. [3][4][5]

فَقُلت همَّ قَوْم بأعناء نَخلَةوأحْوالهَا فِيهم قَرارِي وَمولِدي

قصته مع الحبشة عدل

كان معقل بن خويلد مع من خرج من هذيل برفقه قريش لمقابله ابرهة الحبشي حين أراد هدم الكعبة وحينها كان والده خويلد مع عبدالمطلب بن هاشم وبعد ما حدث في عام الفيل ووقوع العذاب عليهم نجى بعض جيش أبرهة من ملوك كندة وحمير والحبشة وهربوا الى جبال هذيل في مكة فخرج معقل بن خويلد ومعه من جيش من هذيل فأسروا الجنود وقتل معقل دليل أبرهة أبو رغال وأسر ملوك الحبشة الهاربين الى جبال هذيل فلقى بقية جيش ابرهة من الناجين ان لا سبيل لهم في انقاذ بقيه الجيش الا باسر العرب ليفتدوا بهم اسرى الاحباش فأسر الناجون من جيش الاحباش أسرى من العرب من نجد وكنانة وقريش وسليم.[6] فخرج سادة كنانة الى معقل ابن خويلد وطلبوا منه ان يذهب الى اليمن ويفك اسرى كنانة والعرب.[7] فذهب معقل ابن خويلد من مكة الى اليمن برفقه سيد بني صاهله من هذيل غافل بن صخر. ومعهم الاسرى من جيش أبرهة فنجح معقل في تحرير أسرى العرب وعاد بهم فقال أبيات من الشعر.[8][9]

وَسُود جَعَّاد غِلَاظ الرِّقَاب
مِثْلِهم يُرْهِب الرَّاهب
أَشَاب الرُّؤوس تقديهم
فكلُّهم رَامِح نَاشِب
أتيْتُ بِأبْنائكم مِنْهم
وليْس مَعِي مِنْكم صَاحِب
تَرُوح عَشارِى على ضيْفكم
وللْجَارِّ إِذ أَفزَع العازب
فذلّكم كان سَعْي لَكُم
وَكُل أُنَاس لَهُم كَاسِب

ويذكر في ابياته عتبه على العرب حيث انهم لم يخرجوا معه الى اليمن والحبشة ليستردوا أبنائهم الذين تم أسرهم فكانت تلك المهمة على عاتق معقل بن خويلد وقومة هذيل. ويذكر انه وفد الى الملك النجاشي واعجب الملك بمعقل وبشجاعته فعرض عليه ان يزوجه بناته فرفض معقل وفَضل نساء قومة على نساء الملوك وقال ابيات من الشعر يتحدث فيها عن الحادثة فقال.

إِلَّا مِن حَوَّال الدَّهْر أَصبَحت جالسًا
أُسَام النِّكَاح فِي خِزانة مَرثَد
فَقُلت همَّ قَوْم بأعناء نَخلَة
وأحْوالهَا فِيهم قَرارِي وَمولِدي

نجدته عدل

وكان معقل بن خويلد سيدا فارسا شديد الوطأة والحزم وقد عقدت بنو سليم معه حلفا ان لا يتعرض لهم بالحرب او يغزوهم. فخرج بعض بنو سليم يريدون ان يغزو بنو لحيان من هذيل وحين هموا الى الوصول الى بلاد لحيان خرج معقل بن خويلد مع الف رجل من بني سهم من هذيل ليقاتلوا مع لحيان فقالوا بنو سليم لمعقل اتريد ان تنصر بني لحيان علينا وبيننا وبينكم عهد وما قد علمتم ؟ فأجابهم معقل متعجبا منهم «وهل يسلم القوم بني عمهم أن تقصروا عنهم فنحن على حالنا عليه وأن تقاتلوهم لا نخذلهم».[10] فانصرفت سليم وعرفوا ان معقل لن يخذل بني لحيان[10] وذكر ذلك في ابيات له

تَقُول سليم سالمونَا وحاربوا
هَذِيلَا ولم تَطمَع بِذَلك مَطْمَعا
فَإمَّا بَنُو لَحْيان فأعْلم بِأنَّهم
بَنُو عَمنَا مِن يرْمهم يرْمنَا معًا
بَنُو عَمنَا جَاءُوا فَحُلو جَنَابنَا
فمن ساء فسيِّئ أنَّ نَتَجمعَا
وان خذوليهم على أنَّ أَمدَهم
بِأَلف إِذَا مَا حاولوا النَّصْر أَقرَعا
أَخُونَا وَمِن يَترُك أَخَاه مُحارِبًا
يَذرُه لِمَر الحادثات بَأَجرعَا

حربة في الجاهلية عدل

وكان لمعقل في الجاهلية حروب كثيرة بينه وبين عدة قبائل منها خزاعة وذكر الراوية أبو عمرو ان معقل بن خويلد قد قتل من خزاعة عشرة رهطٍ أي انه قتل مائة رجل من خزاعة منهم المختطب الخزاعي وعامر بن أقرم الخزاعي وهم من وجهاء خزاعة آنذاك. وذكر أيضا بعد ذلك انه خرج في يوم بدالة بكتيبة من قومة الى ديار خزاعة فقتل من بني حبتر الخزاعيين أربعين وقيل خمسين رجلا. وكان في حرب دائمة ضدهم. ولم تذكر المصادر ما سبب تلك المعارك بينه وبين خزاعة. وقال عبد مناف بن ربع في يوم بدالة.[11]

أني اصادف مثل يوم بدالةٍ
ولقاء مثل غداة أمس بعيد
شهد الرجال ذوو الجدود فأفلحوا
إن المحاول بالعلاء عتيد

واستمرت بينهم الحروب حتى خرج معقل بن خويلد بقومة لغزو خزاعة للمرة الثالثة فوصل الى ديار خزاعة واسم ديارهم لفت فأصابها وسبى سبيا كثيرا فساقهم معقل الى ديار هذيل في الرجيع. فخرج بنو كعب من خزاعة بجمع عظيم يلحقون بمعقل وقومة وقد وضع معقل بن خويلد سلاحه. وذهب ليغتسل فهاجمتهم خزاعة وهم لا يعلمون فوجدوا معقلا فواثبهم معقل فقتل منهم ثلاثة رجال إخوة أبي صرد الخزاعي. فحاولوا قتل معقل ولم يستطيعوا فكان احدهم يمسك معقل ليثبته والأخر ليقتله فلم يقدروا على قتله فكانوا يقولون يا قوم أبتث السيوف معقلا!. فقتل معقل منهم ثلاث أبطال من خزاعة وهم انس الخزاعي وانيس الخزاعي وخذام الخزاعي وهم اخوة بن أبي صرد من خزاعة فقال في ذلك

الا هل اتى أبا صرد مكري
على أنس وصاحبة خذامِ
ولاء عند جنبهما انيس
ولم اجزع من الموت الزؤامِ
لعمرك ما خشيت وقد بلغنا
جبال الجوز من بلد تهامي
نزيعًا محلبا من أهل لفت
لحي بين أثلة والنجام
فجاءوا عارضا برداً وجئنا
كهيج الريح تقذف بالغمام
فما جنبوا ولكن واجهونا
بسجل من سجال الموت حامي
فما العمران من رجلي عديٍ
وما العمران من رجلي فئام
وإنهما لجوابا خروقٍ
وشرا بان بالنطف الطوام

[12] وكان الخزاعيين ينشدون ابياتا في تلك المعركة

لقد علمت إنني لمقتول
فلا صريخ اليوم إلا المصقول

[13] وقال معقل ابياتا في المعارك السابقة .

وإني وعمرا والخزاعي طارقا
كنعجة عادٍ حتفها تتحفر
أثارت برجليها من الأرض شفرةً
فظلت بها من اخر الليل تنحر
كأنك لم تسمع بيوم بُدالةٍ
ويوم الرجيع إذ تبجر حبتر
ورحنا بقومٍ من بدالة قرنوا
وظل لهم يوم من الشر أعسر

والتبجر هو القتل ويقصد انه قتل معظم بني حبتر من بني كعب من خزاعة.[14]

في الإسلام عدل

أسلم عام الوفود وشارك في غزوه حنين [15] وكان بينه وبين أبو سفيان بن حرب الأموي حلفا قديما فاختصموا يوم حنين بسبب سلبه لرجل من قريش فجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال له «يا معقل بن خويلد أتق معارضة قريش»[16]

أشعاره عدل

وكان معقلا شاعرا وذكر له شعر في عدة مناسبات. ومن شعره ما قاله في بني خناعة من هذيل بعد معركتهم ضد هوازن وأسرهم لربيعة السعدي سيد بنو سعد بن بكر بن هوازن وبيعهم له في سوق العبيد في مكة فقال معقل في ذلك.[17][18]

فدى لَبنِي خُنَاعَة يَوْم لَاقوْاذُؤيبَة مَا أَرَاح ومَا اسامَا
ثَأرُكم قوْمكم لِمَا رأيْتمعَدُوا وَاترِين لَهُم خذامَا
حَمدَت اَللَّه أنَّ أَمسَى ربيعبِدَار اَلهُون مِلْحِيا مُقَاما
فعالج مَا تُعَالِج ثُمَّ حرْبًاإِذَا فارقتْ غِلَّك أو سلامًا
فَإنَّك قد شريْتُ فَعُدت عبْدًابِمَكة حَيْث تَرتَم العظامَا

.[17]

وقال شعرا في رثاء اخية عمرو بن خويلد.[19]

جوادًا إِذَا مَا النَّاس قلَّ جوادهموسيْفًا إِذَا مَا صَارِخ القوْم أَفزَعا
فأظْلم يَومِي بعْدمَا كان مُبْصِراوفاضتْ دُموعي مَا ونيْن بَأَضرعَا
فَقُلت لِهَذا الدَّهْر أنَّ كُنْت تَارِكيلَخيْر فدع عُمْرًا وإخْوَته معًا

وقال مفتخرا بقومة

وفتيَان صِدْق مِن هُذَيل أَعزَّهمَساعِير حَرْب لَيْس يَخشَى فِرارهَا

[19][20]

المراجع عدل

  1. ^ أبي نعيم الأصبهاني. كتاب معرفة الصحابة. دار الوطن للنشر، الرياض. ج. 5. ص. 514. مؤرشف من الأصل في 2024-01-31.
  2. ^ ابن الكلبي. كتاب جمهرة النسب. مطبعة حكومة الكويت (سلسلة التراث العربي - وزارة الإعلام بالكويت - ٢١). ص. 505. مؤرشف من الأصل في 2024-01-31.
  3. ^ بشرى جعفر أحمد (١٤٣٧ هـ). قبيلة هذيل وأثرها في الحياة العربية قبل الإسلام (سلسلة الرسائل والدراسات الجامعية) (ط. 1). دار الكتب العلمية. ص. 33. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  4. ^ مجموعة من المؤلفين (1965)، ديوان الهذليين، تحقيق: محمد محمود الشنقيطي، القاهرة: الدار القومية للطباعة والنشر، ج. 3، ص. 71، QID:Q121256102 – عبر المكتبة الشاملة
  5. ^ شرح اشعار الهذليين (ط. 1). ج. 1. ص. 393.
  6. ^ أبن كثير الدمشقي. البداية والنهاية. ج. 2. ص. 160 - 161.
  7. ^ أبن منظور. لسان العرب. ج. 14. ص. 10.
  8. ^ البلاذري (1996)، جمل من كتاب أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار، رياض زركلي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 11، ص. 246، OCLC:122969004، QID:Q114665392 – عبر المكتبة الشاملة
  9. ^ ابو سعيد الحسن بن الحسين السكري. كتاب شرح أشعار الهذليين. مكتبة دار العروبة. ص. 389–393.
  10. ^ أ ب السكري. شرح أشعار الهذليين. السكري. ج. 1. ص. 375.
  11. ^ أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري. كتاب شرح أشعار الهذليين. مكتبة دار العروبة. ص. 381.
  12. ^ أبي سعيد الحسن السكري. شرح أشعار الهذليين. مكتبة دار العروبة. ص. 394.
  13. ^ أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري. كتاب شرح أشعار الهذليين. مكتبة دار العروبة. ص. 381.
  14. ^ أبو سعيد السكري. شرح أشعار الهذليين. ص. 382–383.
  15. ^ ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 5، ص. 221، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  16. ^ ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 5، ص. 221، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  17. ^ أ ب السكري. شرح اشعار الهذليين. ج. 21. ص. 394 - 395.
  18. ^ الاصفهاني. الأغاني. ج. 21. ص. 59.
  19. ^ أ ب السكري. شرح اشعار الهذليين. ج. 2. ص. 631.
  20. ^ القيسي (1979). دراسات في الشعر الجاهلي. جامعة بغداد. ص. 139.