ديوان الغريب

الغريب هو أول ديوان شعري قام بنشره الشعراء الأتراك أورخان ولي قانيق، أوكتاي رفعت هوروزجو ومليح جودت أنضاي في إسطنبول عام 1941.[1] وإن هذا العمل الذي تم طباعته من جديد عام 1945 بأشعار وإمضاء أورخان ولي قانيق قد أصبح مصدراً لاسم تيار الغريب.[2] وكانت قد وَضَحت وجة النظر المشتركه للشعراء حول الشعر وذلك في المقدمة التي أعدها قانيق للطبعه الأولى، أما مقدمة الطبعه الثانيه فكانت عباره عن التغيير الذي طرأ على وجة نظر أورخان ولي.[3]

التوضيح عدل

لقد تضمن ديوان الغريب الذي نُشر لأولِ مرةٍ في شهر مايو عام 1941 على 16 شعراً للشاعر مليح جودت أنضاي و21 شعراً للشاعر أوكتاي رفعت و24 شعراً للشاعر أورخان ولي قانيق.[4] وبعدها قام أورخان ولي قانيق بكتابة مقدمة ديوان الغريب الذي أصبح اسماً لذلك التيار الذي أسسه هؤلاء الشعراء. وكانت هذه المقدمه عباره عن الكتابات التي جُمعت ونُشرت تدريجياً في مجلة الوجود تحت عنوان يدور حول الشعر[5] وتأهيلاً لإعلان تيار الغريب. وكان أورخان ولي قد كتب في تلك المقدمة أهدافهم وهي الوقوف ضد كل ما هو قديم وتعارضهم مع الشاعريه قبل كل شئ.[6]


وقد أضاف قانيق على هذه المقدمه في الطبعة الثانية توضيحاً تحت عنوان لأجل الغريب.[7] كما أن الشاعر قد قام بمراجعة المقدمة الأولى من عدة زوايا وفي عام 1945 كان قد سعى إلى تقريب الشعر إلى مفهومه . ولأجل هذه الغايه قام بتخفيف حدة بعض أحكامه.[8] ومثال ذلك أنه قد كتب كلمة "أيدولوجيات" التي في جملة "لا توجد أي خطوه جديده وحِرَفيه في الازدحام داخل القوالب المعروفه التي تنص عليها بعض الأيدولوجيات" تلك الجمله التي ورد ذكرها في الصفحه السابعه من الطبعه الأولى عام 1941 وقد أبدل تلك الكلمه بكلمة "نظريات" وهذا في الصفحه الثانية عشر من نسخة عام 1945.[9] وقد وُضع ذلك الكتاب الذي تكون من 64 صفحةٍ في النسخه الأولى و48 صفحةٍ في النسخة الثانية ضمن كتابٍ بعوان "جميع أشعاره" بعد وفاة أورخان ولي.[10] [11]

المحتوى عدل

لقد كُتبت معظم الأشعار التي نالت مكاناً في ذلك الديوان بين عامي 1937-1941. وكانت قد نُشرت من قبل في عدة مجلاتٍ مثل الوجود، الإنسان، الشباب، الصوت، الشباب الثوري.[12] وكانت قد إنقسمت الطبعه الأولى للديوان بين صفحتي 19-26 فاحتوت على أشعار مليح جودت، ومن تلك الأشعار التي نالت مكاناً في الديوان "العصفوره، أوراق الأشجار التي بالأعلى، مثل أيدينا، بدايةٍ جديده، الغربه، جمهور الحرب الثانيه، عزف الصافره، نوكتورن، من أشعار السعاده، الهارمونيكا، من أشعار الترحال، من أيامنا، عند الغروب، صورةِ الضيافه، رسالةٍ من صديق متوفي". وبينما لم تُنشر سبعةٍ من هذه الأشعار من قبل فقد طُبع سبعةٍ منها في مجلةِ الوجود وواحدٍ منها في مجلةِ الصوت.[13]

أما أشعار أوكتاي رفعت التي نالت مكاناً في الديوان من الصفحه 25 وحتى الصفحه 44 فهي "الشكر، الإعجاب، النجوم، الخبز والنجوم، حوار أخر اليوم، الشهاده الجزء 1، الشهاده الجزء2، الحَمَل، العروس، الصبيان، الغراب، كاراجا أحمد، حجرتان في فندق، الخطاف، صورة طفولة نانوتش، النافذه، صورة الطبيعه، الأرق، المزمار، إكليل الجبل وظهوره. وكانت قد نُشرت عشرةٍ من هذه الأشعار في مجلةِ الوجود واثنين في مجلةِ الشارع وواحدٍ في مجلةِ أولوش وواحدٍ في مجلةِ الصوت وواحدٍ في مجلةِ التجديد، كما أنه قد طُبع ثلاثةٍ من هذه الأعمال لأول مرةٍ في هذا الديوان.[14]

وبينما كانت أشعار أورخان ولي قانيق قد نالت مكاناً في الطبعةِ الأولى حيث أن ثمانيةٍ منها قد وُجدت في طبعاتٍ قديمه لمجلة الوجود وأربعةٍ منها في مجلة الإنسان وواحدٍ منها في مجلة الصوت إلا أنه قد كان منها إحدى عشر شعراً جديداً.[15] وكانت هذه الأشعار "هل إنجذبتُ إلى الحب، حتى الصباح، سُفُني، العيد، روبنسن، الناس، الهجره الجزء 1، الهجره الجزء 2، صداع الرأس، لا أستطيع الإيضاح، الطيور تكذب، كتاب سينج مزار، عيوني، ظلي، هاي كاي لأجل اسطنبول، الهواء الجميل، أحزاني، الوهم، الذاهب إلى الحرب، القصيده، ما أجمله، الوعد". وهذا بالإضافة إلى الأشعار التي كتبها كل من أورخان ولي وأوكتاي رفعت معاً في الطبعةِ الأولى وهى "الطائر، السحاب، الشجره".

أما الطبعة الثانية والتي نُشرت عام 1945 فكانت تتكون فقط من أشعار أورخان ولي. وقد أُزيلت منها الأشعار "الشجره، الطائر، السحاب" التي كتبها أورخان ولي وأوكتاي رفعت معاً وأضيف بدلاً منها إلى الكتاب أشعاراً بعنوان "يدي اليسرى، زوجة السائق، أعلى الجبل، الشائعه، كتاب سينج مزار الجزء 2، كتاب سينج مزار الجزء 3، همي مختلف، الفوضى، التوت البري، زوجتي السابقه، الإحتفال، نحو الترسانه". ويوجد أيضاً في الكتاب رسمه بالأبيض والأسود لإمرأه تقف على قدميها قد رسمها الفنان أغوب أراد.[16] وقد إستخدم أورخان ولي نظاماً جديداً في ترتيب الأشعار.

وكان شعر كتاب سينج مزار 1 في ديوان الغريب هو أكثر الأشعار التي نالت إهتاماً بخاصيته المدمره والمثيره للدهشه.[17] وبالإضافةِ إلى ذلك يوجد أيضاً في الكتاب أشعاراً أخرى وهى تماماً مثل هذا الشعر تتحدث عن موضوع الناس البسطاء وهذه الأشعار هى "الهجره، زوجة السائق، الهواء الجميل، الإحتفال، القصيده، الوعد" والخاصيه المشتركه بين هذه الأشعار هى كونها بارعه وقريبه إلى لغة الشعب. وفي تلك الأشعار التي كُتبت بلغة الحديث قد إهتمو كثيراً بالمصطلحات التي يستخدمها شعب المدينه وبالأمثال الشعبية والسجع المقفى. ويصادف أيضاً في هذا الكتاب أعمالاً كُتبت بوجهة نظرهم وهى أنها من أفواه الأطفال حيث تتناول موضوع الطفوله الذى رأه أورخان ولي جلياً في أشعار الفترة الأولى، وهذه الأشعار مثل "روبنسن، الحلم، العيد، عيوني، سُفُني، الذاهب إلى الحرب، الطفل السيئ".[18] وهناك أشعاراً مثل "الهواء الجميل، هل إنجذبتُ إلى الحب، لا أستطيع الإيضاح، ظلي، أحزاني، همي مختلف، صداع الرأس، حتى الصباح، ما أجمله" وهذه الأشعار قد نالت تفاصيلاً تتعلق بالحياة الشخصية لقانيق.[19]

اسمه عدل

لقد حكى الأديب جاويد يماتش عن سبب إختيار كلمة الغريب لتكن عنواناً للديوان وذلك في تقريراً صحفياً قدمه محمد كمال قائلاً:

ذات يوم كنت أجلس في نيسوفاز وأتى أورخان ولي وقال أنه قد ألف ديوناً شعرياً. وأنه لم يستطع بأية وسيله إيجاد اسماً لهذا الديوان. وكان الاسم الذي أراد وضعه على الكتاب هو "التحضر". أنت تعلم كان يوجد شعر يقول فيه أورخان ولي "جرح السكين الذي بجبهتي بسببك... صفحاتي هى بقايا أثرك... كيف أنساك أنا... وانت حبيبى الواثق" وكان اسم هذا الشعر التحضر فأراد وضعه اسماً للكتاب. وسألنى عن رأيي فقلتُ له أنه اسماً قديماً وأن عليه إيجاد اسماً جديداً وجاذباً للانتباه. فتسائل عن كيفية إيجاد الاسم الجديد. فأجبته قائلاً إن أشعارك تطرأ عليها الغرابه، فهى غريبة وعجيبة، وعليك إيجاد اسماً هكذا، فرد قائلاً على كل حال جد لي اسماً. وبينما أقول كلمات أجنبي، غريب، عجيب، استوقفتنا كلمة غريب فعزم أورخان ولي على وضع هذه الكلمه اسماً للكتاب. وإن كلمة غريب لا تعنى فقط أنه عجيباً ومدهشاً فهى أيضاً تقترب إلى معنى البقاء في غربه، وأساساً أورخان ولي وأصدقائه في هذه الفتره قد خرجو عن القاعده قليلاً وكأنهم أصبحو في غربه.[20]

رد الفعل عدل

إن التجديدات العديده التي قادها شعر كتاب سينج مزار في ديوان الغريب قد نالت مكاناً شعرياً هداماً ومثيراً للدهشه.[21] ولهذا السبب فإن الكتاب قد حظى على إهتماماً بالغاً عقب نشره كما أنه قد نال إنتقاداتٍ جيدةٍ وسيئة. ومثال ذلك أن يوسف ضيا أورطاطش وهو أحد رواد شعر الهجا قد كتب عن شعر كتاب سينج مزار قائلاً: "ذهب الوزن، ذهبت القافيه، ذهب المعنى وحتى رونق الشعر التركي أيضاً. "وا أسفاه على سليمان أفندي" لقد صفقو للفضيحه... لقد تخضب أقزام الفن الذين تشتعل جهنم في صدورهم، وعلقوا الأجراس، ورأينا ألاعيبهم بالأجراس.... أعطوا الفن يداً بيد لدار المسنين ومستشفى المجاذيب. وأنشئوا سلطنة الفن (إمارة الفن) في عدة صحف للمجانين.... يا أيها الشباب التركي، سأستمر بالبصق على محيا أولائك الذين فقدوا الحياء". أما نورالله أطاطش وهو أحد مدعمي تيار الغريب قال أنه بفضل شعره "وا أسفاه على سليمان أفندي" إستطاعت أشعاره أن تصل إلى المقاهي وعربات الترام وحتى العبارات.

وبسبب هذه الإنتقادات والمدائح المفرطه إكتسب أورخان ولي شهرةٍ واسعةٍ في مدةٍ قصيره.[22]

المصادر عدل

  • Bezirci, Asım (1991), Orhan Veli: Yaşamı, Kişiliği, Sanatı, Eserleri, Altın Kitaplar Yayınevi, 975 405 239 5
  • Ercilasun, Bilge (2004), Orhan Veli Kanık, Hayatı, Sanatı, Eserlerinden Seçmeler, Milli Eğitim Bakanlığı Yayınları, ISBN 975-11-0789-X
  • Kanık, Adnan Veli (1953), Orhan Veli İçin, Yeditepe Yayınları
  • Fuat, Memet (2000), Orhan Veli, Adam Yayınları, 9789754186420
  • Sağlam, Nuri (2002), Orhan Veli Kanık: Hayatı, Sanatı, Eserleri, Eserlerinden Seçmeler, Hikmet Yayınları, ISBN 975-6524-85-5

الملاحظات عدل

الأدب التركي في فترة الجمهورية إن شباب الأتراك الذين ذهبو إلى أوروبا وخاصةً إلى فرنسا بهدف التعلم في أخر فترات الدوله العثمانيه عند عودتهم إلى الدوله بدأو في تطبيق التجديدات التي رأوها في الأدب هناك على الأدب التركي. وبهذا الشكل بدأ أدباً جديداً والذى استمر إلى يومنا هذا كفتراتٍ معروفة. وإحدى هذه الفترات هي فترة الأدب في عهد الجمهوريه.

لقد انفصل أدب فترة الجمهوريه عن الأدب القومي بفواصل قاطعه، لأن أدباء فترة الأدب القومي قد ألفو أهم أعمالهم في السنوات الأولى من فتره الجمهوريه. فإن كل من يعقوب قدري قارا عثمان أوغلو، خالدة أديب، رشاد نوري جون تكين، رفيق خالد كاراى وكثيرين غيرهم قد وضعو بصماتهم خلال أول 50 عام من فترة الجمهوريه. وتعتبر التقنيه اللغويه والألفباء الجديده التي تعتمد على الأحرف اللاتينيه بعد ثورات الحرف واللغه التي بدأت عقب إعلان الجمهوريه هي بداية فترةٍ جديدةٍ للأدب والتي بدأت في عام 1920 ولازالت مستمره حتى الأن.

خصائص الأدب في فترة الجمهورية عدل

  • لقد كانت حرب الإستقلال وثورات أتاتورك موجوده في أساس الأدب. فكان كل من الشعر والروايه والحكايه مرتبطاً تماماً وبشكل صائب بهذين الموضوعين. وهذه المساعي التي كانت هدفت إلى تطوير الإنفعال والشعور بالقومية التركية قد ساهمت في استمرار الأدب القومي.
  • كانت محاولته التي بدأت بالأدب القومي إلى تعريف الأناضول وإخضاع الشعب واحده من المبادئ الأساسيه في أدب هذه الفتره، فانجذب الشعب التركي بجميع طبقاته إلى الأدب. وبالتالي تجاوزت حدود هذا الأدب اسطنبول تماماً. فكانت الروايه والقصه القصيره تحكي عن مشاكل الشعب بحقيقه تعتمد على المشاهده.
  • وقع على عاتق أدباء فترة الجمهوريه وظيفه إفهام وتعريف الشعب ببعض الثورات الجديده التي أقامتها وأسستها الدوله، فأصبح الأديب جسراً بين الشعب والسياسه.
  • تحدثو ووضحو ودافعو عن الثورات. ووضعت القوه السياسيه نهاية للنزاعات بين اللغه القديمه واللغه الجديده،واحتكرت الأحداث. وسلكو في اللغه طريقاً للتجديد بلا عوده حيث أسست مؤسسة اللغة التركية.
  • تناولو خطة تطوير الفن الشعبي والفلكلور الذي تعاطفو معه فقط فيما قبل فترة الجمهوريه، واتخذو أسلوب يونس إمره وكاراجا أوغلو اللذان احتقرهما السابقين مثالاً لهم. ومن ثم تعقبو الأدب الغربي الذي تأسس على التشابه الحرفي. وبدأ الأدب التركي تطبيق تيارات التجديد في الأدب الغربي.

الأعمال الأدبيه في فترة الجمهورية عدل

الروايه والقصه القصيره عدل

إن أدب فترة الجمهوريه قد مال في مقياس يتسع تدريجياً نحو حقائق تركيا. حيث تناول العمال الذين يرحلون إلى خارج الوطن وعلاقات الناس والحياه التي في القرى والعواصم في جميع أجزاء الوطن. وأحيا البطولات التي تنحدر من كل قسم ومن كل أشكال الحياه. فهم قد أعدو إقتراحات من أجل إزالة الإضطرابات المحيطه بهم. وأثرت ثورة اللغة في الأدب عن قرب. ودخل في الأدب أشكال التوضيح والكلمات التي ترد على ألسنة كل منطقه بجانب الكلمات المستمده أو التي تم إحيائها. وشوهدت في الأقوال الشعبيه على حد التوضيح إنطباعات من التجارب ومن الإتجهات المختلفه من الأدب العالمي. وأُلفت الأعمال التي تناولت تأسيس الجمهوريه. فقد كتب يعقوب قدري روايات التي تناولت التغيرات التي في المجتمع والتي تعتمد على الأحداث التي كان هو شاهداً عليها بنفسه وتقلبات الحياه السياسيه والنزاعات التي حدثت في التاريخ منذ وقت قريب. أما عن أكثر رواياته تأثيراً والتي وضحت الإضطرابات بين الفلاح والمفكر فهي رواية البري 1932.

لقد إنضم الشعب والمثقفين إلى حرب التحرير في أول عشر سنوات من الجمهوريه في محاوله للتكيف مع فتره جديده والبحث عن الذات والتعاون،[23] وأُضيفت تجارب الحلول الروحانيه[24] والمشاكل الفرديه إلى الموضوعات الإجتماعيه مثل مناقشة القيم المستقره والأخلاق التقليديه في مقابل الحضاره الغريبه،[25] وأيضاً التأثيرات الهادمه للفهم الخاطئ لحركة التغريب والتغيرات الإجتماعيه.[26] وكانت رواية أياشلي والمتأجرين 1934 للأديب شوكت أسندال تعمل على إحياه الحياه في أول عشرة أعوام للجمهوريه في العاصمه أنقره. وأيضاً كان سعيد فائق الذي كان من هواة البحرية يقوم بإحياء الصيادين الرومان على جزيرة بورغاز التي عاش بها بنفسه وأيضاً شباب المدينه بحب إنساني فياض. ومن جانبٍ أخر كانت الروايه القرويه التي بعنوان عند وضع الأحزمه 1931 للأديب صدري أرتم هي أول عمل يلفت الإنتباه إلى كيفية تأثر الحياه بالتغيرات في شكل النتائج إلى شكل نتائج أخر. وصنع كل من صباح الدين علي وكوجاقلي يوسف برواياتهم قيادةٍ روائيةٍ قرويةٍ مطوره بعد حوالي 20 عاماً. وتناولو القصص القصيره التي تعالج التناقضات بين طبقات المجتمع من حيث الفلاحين ونسائهم المولعين بهم.

نجد في رواية إينجا محمد [27] أنه بينما كان يشار كمال الذي عاش في جبال طوروس عام 1930 وتناول موضوع قطاع الطرق الذين دفعتهم الجريمه يعكس هذه المنطقه والجذور التاريخيه لمنطقة تشوكوروفا بمشاكلها اليوميه كان أيضاً قد لفت الإنتباه إلى حماس التعبير وتلون الأوصاف. وكان أورخان كمال قد تناول موضوعاً حول من يعيشون في المناطق الفقيره في اسطنبول، والمرتحلين من القريه إلى المدينه، ومغامرات الفتيات الشابات والأطفال المضطهدين. وكذلك روايات كمال طاهر التي اتخذت القريه موضوعاً وأعطت بانوراما واسعه للتطورات التي في القريه. وأيضاً بعض الأدباء مثل صميم كوجاجوز، نجاتي جومالي، فاكير بايكورت كانو بقصصهم القصيره ورواياتهم شهود عيان على الحياه في المدينه والقريه.[28] كما كان بكير يلديز الذي تناول موضوع نفس هذه المنطقه قد تناول أيضاً موضوعاً حول حياة العمال الرحل الذين يعملون خارج الوطن. وكما يوجد كاتبي القصص القصيره الذين ينظرون إلى الحقائق بسخريه على سبيل المثال خلدون طانر يُرى أيضاً أدباء مثل عزيز نسين ورفعت إلجاز أولئك الذين تناقشو أمام مجتماعات القراء الواسعه بقصصهم القصيره ورواياتهم الفكاهيه عن الإضطرابات الإجتماعيه. وكان يوجد أدباء مثل طارق بوغرا قد علقو على حرب الإستقلال وفترة الجمهورية بشكل معارض للأدباء الواقعيه والإشتراكيه.

 
الأديب التركي أورخان باموق صاحب جائزة نوبل للأدب عام 2006.

ومن الأدباء الذين يتجهون إلى التحليل النفسي وعرض اللاوعي مثل يوسف أطليجان، بيلجا كاراصو، عدنان أوزيالطشينر، أوغوز أطاي وغيرهم قد إستفادو من التجريدات والدعابه السوداء، ودخلو في التجارب التي تتحقق من إمكانيات اللغه وتتغذى على إعادة التحويلات والترابطات. أما عن النساء كاتبي الروايات والقصص القصيره بينما كن يتخذن من البيئة المحيطة والأحداث والأشخاص موضوعاً كن قد إنزلقن في تفاصيل كثيره. وبينما كن هؤلاء الأديبات مثل نزيهه مريتش، عدالت أغا أوغلو، بينار كور، فوروزان، سوجي صويصال، تومريس أويار يتجهن نحو موضوعاتٍ مثل علاقة الفرد بالمجتمع والعمل الإجتماعي والتغيرات الثقافيه والقضايا الجنسيه فقد ثُرن ضد الأحكام الموضوعه. وبينما كانت حالات التصنيع والتحضر السريع قد فتحت طريقاً يؤدي إلى إزلة أدب القريه فقد تطور أدبا جديداً تتخذ فيه الرايات والقصص موضوعات مثل التماسك الذي في المدينه، الناس في العشوائيات، الفقراء، المثقفين من حياة العمال، الفنانين، الحياه الروحانية والإجتماعية للمشاركين في العمل السياسي ووحدتهم التي يشهدونها، وذلك مثل قصص وروايات كلاً من أرهان بنر، دمير أوزلو، سليم إلري، أورخان باموق، لطيفه تكين، نديم جورسل.

الشعر عدل

كان الجيل الذي يتعامل بوزن الهجا من حيث الأدب القومي من أمثال كمال الدين كامو وعمر بدر الدين أوشاقلي وغيرهم يتناولون في الشعر موضوع جمال الوطن والطبيعه والمشاعر الصغيره. ونهل أحمد حمدي طابينار من علم النفس بجانب التاريخ كا نهل أحمد قدسي تجر من التراث الشعبي والأعمال التي تتجه إلى الشعر وإلى سيطرة الشكل. واتكأ جاهد صدقي طارانجي على الحساسيه والانطباعات الواسعه، وأيضاً أحمد محب ديراناس على الرموز أو مشاهد من الحياه اليوميه. وقد أضاف أحمد محب ديراناس وجاهد صدقي طارانجي قوالب جديده التي توصلو فيها إلى مهاره في إستخدام وزن الهجا وتطبيقات بدون وقفات. وأضاف نجيب فاضل للغه الأبحاث التي تتجه إلى الحياه الداخليه للإنسان والأفكار الصوفيه.

وقد تشكل الشعر الذي كسر القوالب التقليديه ووزن ناظم حكمت وأيضاً بقدر الخصائص الشكليه تشكلت تجديدات بالمحتوى المتعلق بوجه النظر الماركسيه. وبمرور الزمن تأثر هذا الشعر الجديد بالشعر الشعبي وبشعر الديوان وحتى بشعر الغريب المعاصر. واستفاد من الفرص المتاحه للقصه القصيره، وتغذى على القيم المحلية والعالمية. وقد ثار ممثلي تيار الغريب ضد الشاعريه والحساسيه المفرطه في الشعر ونشرو الشعر بدون وزن.[29]

وفي مقابل تيار الغريب ظهر مفهوم الشعر الإشتراكي الذي تأثر بالمفهوم الشعري لناظم حكمت. وممثلي هذا التقليد الشعري هم رفعت ايلجاز،أ. قادر، أحمد عارف، حسن حسين. وكان أتيلا إيلهان هو ممثل الإتجاه الذي يتناول الموضوعات الإجتماعيه معطياً إهتماماً واسعاً للحسية والتصويرية. وفي مقابل الشعر المثقف والواضح الذي يتناول موضوعات مثل الطبيعه، العشق ، الحياه، الحب، السلام، الحريه وبينما كان كل من بدري رحمي أيوب أوغلو، جاهد كولبي، نجاتي جومالي يتخذون من مكان الإنسان في الكون موضوعاً فهم أيضا تناولو الأعمال المستفاده من التجريدات ومن أبحاث اللاوعي. ويرى إسهام التراث الشعبي والتصوف والحضارات القديمه لشعر عساف خالد شلبي. وقد سعى فاضل حسني داغلرجه وهو أكثر شعراء العصر إنتاجيه إلى التلميح إلى القراء بصور قاحله عن رب البشر، الكون، التاريخ، مكانه في مواجهة الزمن مكاناً مكاناً.[30] وعلى الرغم من التعبير الواضح لشعر الغريب فإن ممثلي الشعر الذي عرف بالتجديد الثاني وهم أديب جانسفر، إيلهان برك، جمال ثريا، طورغوت أويار، سزائي كاراكوتش وأجا أيهان كانو يتحدثون عن قلق الإنسان المحاط بتعقيدات الدنيا المعاصره بلغة شعرية معقده. وقد أظهر كمال أوزر وأطاؤل بهرام أوغلو نفسيهما في الأعمال الإجتماعيه، ورفيق دورباش وهو من ممثلي الجماهير التي بقد خارج حدود الحياه في المدينه، كما أظهر حلمي يافوز نفسه في المنتجات الأدبيه التي تتجه إلى التاريخ والمصادر الثقافية. وفي مقابل الحسيه تكونت إحدى مصادر الشعر كالسخريه لدى الأديب صلاح بيرسل والإجتماعيه لدى الأديب متين ألأوغلو والسياسيه والهجائيه لدى الأديب جان يوجل.

البحث والتأليف عدل

إن الكاتب الذي تناول الأدب التركي كوحده واحده بداخل الجغرافيا الواسعه والتاريخ الطويل وحدد فتراته وأخرج الأعمال القديمه للنور هو محمد فؤاد كوبريلي. وقد أظهر محمد فؤاد كوبريلي التأثيرات التي في الأدب بسبب التغيرات التي في المؤسسات السياسيه والإجتماعيه. وقد تربى على يديه باحثين تناولو الأدب التركي الذي في الماضي بالبحث مرتبطين بالبيئه التي خطها. إبراهيم نجمي ديلمان، إسماعيل حبيب سفوك، أجاه سرى لفنت، مصطفى نهاد أوزون، نهاد سامي بنارلي، كنان أكيوز، عبدالباقي جولبينارلي، فاخر عز هم بعض الأدباء الذين حققو أعمالاً في هذا المجال. أما أحمد حمدي طابينار ومحمد قابلان فهم قد وضعو نصب أعينهم الحركات الفكريه في تقييماتهم وعلم نفس للكتاب وخصائص التعبير .

التيارات الأدبيه في فترة الجمهورية عدل

الهجائيين الخمسه عدل

المقال الرئيسي: الهجائيين الخمس

لقد إستخدم مقياس الهجا بمهاره وتأثر بالأدب القومي. وبدأو في الشعر في أعوام الحرب العالميه الأولى وحرب الإستقلال. ورجحو أن يكون الشعر بلغة بسيطة وغير مزين. وإن كان السابقون عليهم قد إستخدمو وزن العروض إلا إنهم إستخدمو وزن الهجا بعدها. وتناولو في أشعارهم موضوعات مثل حب الوطن، جمال الوطن،البطولة والشجاعة. وتكونت جماعة الهجائيين الخمس من فاروق نافظ تشامليبل، أنيس بهيج كوريورك، خالد فخري أوزانصوي وأورهان سيفي أورهون.

ذوي المشاعل السبع عدل

المقال الرئيسي: ذوي المشاعل السبع

هي الجماعة الوحيدة التي ظهرت في بداية فترة الجمهورية. وظهرو من أجل تأسيس أدب جديد، متابعة الأدب الغربي وتكوين شعراً أصلياً، إلا إنهم لم يستطيعو التخلص من كونهم تابعين للهجائيين الخمسه. وهؤلاء الفنانين هم صبري أسات سيافوشجيل، وصفي ماهر كوجاق تورك، يشار نابي ناير، جودت قدرت، كنعان خلوصي، معمر لطفي، ضيا عثمان صابا. وكان الأبرز قيمه من بينهم هو ضيا عثمان.

الغرباء (التجديد الأول) عدل

المقال الرئيسي: تيار الغريب

أسس أورخان ولي تيار الغريب الذي ترك أثراً عهاماً في الشعر التركي بعد عام 1940. وقد ساعده كلاً من أوكتاي رفعت ومليح جودت. وطبقاً لهذا التيار فإن البساطة في الشعر كانت في المقدمه. ويعد الشعر ناجحاً كلما إقترب إلى الحياه. فالوزن والقافيه وشكل النظم تلك هى العناصر الغير لازمه والتي لا ترتبط بيد الشاعر وذراعه. والشعر يجب أن يكون حراً فيعكس حيوية الحياة. فليست هذه القيود هي من توفر إنسجام الشعر وإنما الكلمات. ويجب الهروب من الأقوال المجازيه في الشعر. وقد أكسب الشعراء إلى وقتنا هذا للشعر شيئاً ما. فالشعر يجب أن يبتعد هن كونه خاصاًَ بالطبقه العاليه. والشعر الجديد الذي يعجبون به ليس هو شعر الطبقه المرفهه وإنما شعر أولئك الذين يكدحون من أجل لقمة العيش. فهم الذي سيخاطبهم.

لقد قال أصحاب تيار الغريب الذين إتجهو إلى اللاوعي من أجل إيجاد حالة حادة وجوهرية للشعر أنهم يجب أن يقتربو إلى تيار السرياليه. ومفهوم الشعر لدى أصحاب تيار الغريب أنه بمثابة القنبلة التي تقع على عالم الشعر، فيكون حال المدعمين له كحال الناقدين. ولكن ظهر في النهايه أن المؤيدين لعدم كون الشعر بسيطاً بهذا القدر كانو على حق. فإتجه أوكتاي رفعت أولاً ثم مليح جودت إلى الشعر المغلق التخيلي.

التجديد الثاني عدل

المقال الرئيسي: التجديد الثاني

قام أصحاب التجديد الأول أو باسمه الأخر تيار الغريب أولئك الذين اتجهو إلى الشعبية والبساطة في الشعر من خلال تتويج القواعد التقليدية والشعرية ومنعها. إلا أنه بعد 10 سنوات أصبحو يبحثون عن الشعرية والحسية والشعورية والزخرفة والتخيلية في الشعر. فذهبو للبحث عن تجديدات مثل الكتابة بمواصفاتٍ تشابه التجريدية والتخيلية المطورة لدى الغرب. فأعدت هذه أرضاً لنشأه التجديد الثاني. وقد وضح إيلهان برك الذي يعد واحداً من ممثلي هذا الشعر خصائص هذا الشعر قائلاً: إن حل العناصر والمبادئ الشعرية والتخلي عن جميع الوسائل الأخرى التي خارج مبادئه تلك والتفكير في الشعر باعتباره شعراً هذا هو أول مايفكر فيه شعر التجديد الثاني. وحتى الأن كان يُعرف إتجاهاً واحداً للمعنى: وهو الإتباط بالعقل. في حين أن أعظم عناصر الشعر هى أخذه وإيجاده وهدمه. أما الممثل الأخر لهذا الشعر وهو أديب جانسفر فقد وضح وجهة نظره قائلاً: يجب أن يكون الشعر مرتبطاً بقوة مفهوم القارئ. أما أجاأيهان فيلخص رغبته في عمل التجديد الثاني قائلاً: فتح الجبهة الثانية، الدفاع عن كون المعنى خارج العقل، التصرف هدام في موضوع القواعد الشعريه، الإتجاه نحو معنى اللامعنى. تطعيم اللغه بسبب عدم استطاعتنا تحديد هذه الحقائق بقواعد لغويه. تخليص الكلمات من المعنى، إظهار شكل جديد والذي يكون ناتج عن ذاتيه جديده، وإظهار ذاتيه جديده التي هى نتيجه لازمه للشكل الجديد. كان يجب جمع كل واحد من هؤلاء الشعراء الذين أدركو دعوتهم حيث أنهم لم يرو أن التجديد الأول الذي لم يظهر في البدايه باعتباره جماعه واحده ولم يوجد إعلاناً لها ولم تتحد على بعض المبادئ كافياً في الشعر. وحتى وإن لم تكن هذه الجماعه هى الغايه على المدى الطويل إلا أنها قد أكسبت الشعر التركي بعداً جديداً.

المحاصرون عدل

المقال الرئيسي: المحاصرون

المحاصرون هم جماعه من الأدباء والشعراء المرتبطين بمدرسة الشعر للأدب التركي في عصر الجمهوريه. ونشر المحاصرون أول أشعارهم في مجلة تشينارألتي حيث قامو بعرض وقفه ضد تيار الغريب. وبعدها تجمعو حول مجلة حصار التر بدأت في الإنتشار عام 1950 واستمرت حتى عام 1980 بشكل متقطع إلى أن صدر العدد 277. شعراء مثل محمد تشينارلي، إيلهان جتشر، مصطفى نجاتي كاراأر هم من الممثلين الأوائل لتيار المحاصرون حيث سعو لتأسيسه. وقد دافعو عن كون العديد من الفنانين مستقلين وعن اللغه التركيه الحيه. وثارو ضد تيار الغريب. ولم يجدو الحق في إعتبار جميع التقاليد غير موجوده من أجل التجديد. وقد أكسبو الأدب التركي أمثلة جديدة في مجال الشعر والقصص القصيره.

وقد أعرب محمد تشينارلي في العدد رقم 277 لمجلة حصار بتاريخ ديسمبر عام 1980 عن وداعه قائلاً: "إن حرب حصار كانت حرباً من أجل تطوير وحمايه الفن الذي لم يكن له طبعة أجنبية والذي لم يقطع أواصره عن التقاليد والذي لم ينحني للضغوطات السياسية والأيدولوجية، وحماية أيضاً ذلك الأدب الذي يتحدث فيه باللغة التي يتحدث بها الشعب".

المصادر عدل

  1. ^ Kanık 1953, s. 11
  2. ^ Kanık 1953, s. 11
  3. ^ Sağlam 2002, s. 43
  4. ^ İz Bırakanlar: Orhan Veli. Hürriyet Gazetesi. Sayfa 6
  5. ^ Bezirci 1991, s. 61
  6. ^ İz Bırakanlar: Orhan Veli. Hürriyet Gazetesi. Sayfa 6
  7. ^ Bezirci 1991, s. 62
  8. ^ Bezirci 1991, s. 62
  9. ^ Bezirci 1991, s. 62
  10. ^ Bezirci 1991, s. 61
  11. ^ Ercilasun 2004, s. 32
  12. ^ Bezirci 1991, s. 64
  13. ^ Fuat 2000, s. 21
  14. ^ Fuat 2000, s. 22
  15. ^ Fuat 2000, s. 22
  16. ^ Fuat 2000, s. 23
  17. ^ Bezirci 1991, s. 64
  18. ^ Bezirci 1991, s. 73
  19. ^ Bezirci 1991, s. 74
  20. ^ Mehmet Kemal, Ne Varsa Edebiyatta Var, Öyle Bilirim. Cumhuriyet, 2 Nisan 1978
  21. ^ Bezirci 1991, s. 64
  22. ^ Bezirci 1991, s. 64
  23. ^ H. E. Adıvar, Vurun Kahpeye, 1923; R. N. Güntekin, Yeşil Gece, 1928
  24. ^ Peyami Safa, Dokuzuncu Hariciye Koğuşu,1930
  25. ^ H. E. Adıvar, Sinekli Bakkal, 1926
  26. ^ R.N.Güntekin, Yaprak Dökümü,1930
  27. ^ 4 c.1955-1987
  28. ^ Bakınız: Köy Edebiyatı
  29. ^ Bakınız:Serbest Nazım
  30. ^ Fazıl Hüsnü Dağlarca, Çocuk ve Allah, 1940