مستخدم:زهرة النرجس9/حفظ اللسان

حفظ اللسان هو: صيانته من قول السوء ومالا فائدة منه، ومجانبة وقوعه في الخطأ. وفي كلام العرب: "المرء بأصغريه قلبه ولسانه". ويشمل حفظ اللسان عن الغيبة وعن النميمة وعن قول الزور، وعن الكذب، وغير ذلك مما نهانا الله عنه. فالإنسان محاط بالملائكة تحفظة من أمر الله، وتكتب حسناته وسيئاته، عن يمينه وعن شماله. فما من كلمة يقولها إلا وتحصى وتكتب له أو عليه. قال الله تعالى:  إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ  مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  . سورة ق [1]

القلب واللسان

عدل

اللسان والقلب كلاهما أفضل ما في الإنسان، وفي نفس الوقت هاما أسوء ما في الإنسان. بلا ريب لأنهما إن صلحا كانا أفضل ما في الإنسان وإن فسدا كانا أسوء مافيه. فاللسان هو: الذي يعبر عما في ضمير الإنسان ويتحدث عما يريده. ومن كانت قيمة المرء بقلبه ولسانه معا. فالكلمة الطيبة صدقة وأجر لصاحبها، وتبقى لها في النفوس ذكراها العطرة. ورب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا. فقد تكون فتنة بين صديقين أو زوجين أو أخوين أو غير ذلك. فرب كلمة سيئة فرقت بين أمة. وقد نهانا الله عن قول الكذب والزور وعن غير ذلك مما لا يقود إلا إلى الإثم والعذاب. وفي الحديث: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال: "كف عليك هذا" فقال له معاذ بن جبل: إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". ميز الله الإنسان عن الحيوانات والجمادات بالمنطق فهو يفكر ويترجم أفكاره بالنطق. وهذا النطق يعبر عن فهمه ووعيه وإدراكه. واللسان أمانة منحها الله للإنسان ليحافظ عليها ويستعملها فيما خلقت لأجله. قال الله تعالى: ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين.

حفظ اللسان

عدل

ليس معنى حفظ اللسان عدم الكلام، فقد يلزم الكلام للعبادة أو لأداء الشهادة أو غير ذلك. والكلمة الطيبة صدقة. قال الله تعالى: "وقولوا للناس حسنا". ولا يكون حفظ اللسان إلا عن السوء فلا يحب الله الجهر بالسوء وفي الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

حفظ اللسان عند التخاصم

عدل

قد يواجه الشخص خصومة أو سبابا ويجد في نفسة رغبة للإنتصار لنفسه ولكنه إذا رد على من شتمه وتبادل معه السباب والخصام؛ فهو بذلك يعطي خصمة فرصة للإنتصار عليه. وإذا ما سكت فهو بذلك يتغلب على خصمه. قال الله تعالى:   وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ     [2]

علاقة اللسان بالعبادة

عدل

اللسان أحد ثلاثة أشياء يكتمل بها الإنسان، ويتمكن بواسطتها من عبادة الله وشكره. وهي: اللسان والقلب والجوارح. ومهمة اللسان في العبادة هي: أن يذكر خالقه بالدعاء والتسبيح وغير ذلك، ولا يتحقق معنى العبادة بالقول إلا بالقلب واللسان معا. واستخدام اللسان جزء من العبادة. فهو يقرأ في الصلاة، ويدعو ويسبح، وهناك مواضع يسكت فيها ويكون هذا السكوت عبادة. فتبطل الصلاة بالكلام الذي ليس منها، وعلى الصائم حال الصيام أن يجتنب اللغو وقول الزور. وفي الحديث: "من لم يدع قول الزو والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".

مصادر

عدل