مستخدم:أبراهيم غيث/ملعب

اللواء خليل جاسم الدباغ (General Major Khaleel Jassim Al-Dabbagh):
والمعروف أيضا بلقب الزعيم خليل هو احد ضباط الجيش العراقي المتميزين من الرعيل الثاني في الجيش العراقي السابق اشتهر في حرب عام 1948 بين العراق وإسرائيل كما اشتهر بإحباطه محاولة عارف عبد الرزاق الانقلابية الثانية ضد الرئيس العراقي آنذاك عبد الرحمن عارف الجميلي وقيادته لحملة القوش ضد جيش الأنصار وحملات عديدة أخرئ ضد التمرد الكردي في شمال العراق بدأ من عمليات الجيش العراقي ضد حركات برزان وبالأخص ثورة بارزان الثانية والثالثة وقيادته للحملات العسكرية العراقية ضد قوات البيشمركة في العمادية وراوندوز ورانية وحاج عمران وغيرها بصفته امرا لموقع الموصل[1] وقائدا للأفواج الخفيفة منذ العام 1963 وقائد الفرقة الرابعة في الجيش العراقي وكالة. كما اشتهر بمشاركته في بناء وتدريب القوات الفلسطينية من ضمنها فوج الكرمل وسرية خطاف[2] وكذلك تدريب القوات اليمنية والليبية.
حياته:ولد عام 1916 في مدينة الموصل في شمال العراق من عائلة موصلية تعمل في الدباغة وكان والده جاسم صاحب احد اشهر المدابغ في مدينة الموصل فقد احدى ساقيه اثناء الحرب العالمية الأولى مما حدا به الاعتماد على ولده الوحيد . التحق خليل جاسم بالأكاديمية العسكرية و الكلية العسكرية في بغداد منتصف الثلاثينات وتخرج منها في عام 1941 , بعد اندلاع الحرب العراقية البريطانية عام 1941 حينها تم استدعاء جميع طلبة الكلية العسكرية العراقية لمواجهة القوات البريطانية في الحبانية بعد احداث مايس .شارك في الحرب المذكورة برتبة ملازم وفقد مع افراد وحدته في الصحراء بعد الغارات البريطانية العنيفة على مواقع القوات العراقية لكنه استطاع انقاذ افراد وحدته العسكرية من الموت عطشا عندما تركهم وهرول بعيدا لطلب النجدة من بعض العرب المتواجدين في المنطقة فجاءوا وانقذوا الوحدة بأكملها جالبين المياه على ظهور خيولهم وابلهم. وبعد عودة الوصي عبد الاله و نوري السعيد إلى الحكم بعد الإطاحة بالعقداء الأربعة انيطت بالقوات العراقية مهمة الدعم اللوجستي للحلفاء ضد المانيا النازية ودول المحور في الحرب العالمية الثانية فكان للضباط العراقيين ومنهم خليل جاسم دور أساسي في تسهيل المهمة وإعادة بناء الجيش العراقي ومن ثم اعلان الحرب على المانيا ودعم الحلفاء عسكريا أيضا في حربهم حتى النصر عام 1945.في الاربعينيات اندلعت حركة برزان الأولى والثانية في شمال العراق مما دفع الحكومة العراقية إلى ارسال قطعات عسكرية لإخماد التمرد فكان خليل جاسم من ابرز المشاركين في هذه الحرب وابدئ صبر وتحمل عاليين نال اعجاب قادته العسكريين وقد اكسبته هذه الحرب خبرة عسكرية في مجال حرب العصابات الجبلية فكان اعتماد القيادة العسكرية عليه كبيرا في هذا النوع من العمليات فيما بعد. في عام 1947 استقبلت المملكة العراقية بعثة عسكرية من اليمن تضم عدد من الضباط اليمنيين على رأسهم المقدم أحمد الثلايا لمساعدة وبناء القوات العسكرية اليمنية والاستفادة من الخبرات العسكرية العراقية فكان خليل جاسم احد الضباط المشرفين على تدريب هؤلاء الضباط على أسلوب حرب الجبل والعصابات التي اتقنها الضباط العراقيون من خلال مشاركتهم في التصدي لحركة برزان الأولى و الثانية في شمال العراق والتقى "بالمقدم أحمد الثلايا" قائد ثورة اليمن عام 1955 "أنظر الصورة المرفقة ".وفي عام 1948 اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية فكان النقيب خليل جاسم تحت امرة العسكري العراقي المعروف غازي الداغستاني [3]واوكل له الأخير مهمة الدفاع عن عارة Ara وعرعرة Ar'ara و كفر قرع Kafr Qara و وادي عارة Wadi Ara وأجزم Ijzim والقرى المحيطة بها من الهجمات الإسرائيلية وأتخذ من المدرسة المشتركة في عرعرة مقرا لقواته[4] . وفي احدى المرات طلبت منه القيادة العسكرية العراقية تعزيزات لا نجاد جبهة جنين فقام المذكور بأرسال جميع القوات العراقية المرابطة هناك وبقي هو مع ستة من جنوده فقط في بلدة يعبد [5]بعد ان البس الفلسطينيين اللذين طلب منهم الجيش العراقي التطوع ملابس القوات العراقية رغم كونهم يفتقدون للخبرة العسكرية آنذاك وللأيهام بأن عدد قواته أكبر بكثير من العدد الحقيقي. بعد ان تمت الهدنة الأولى أوكلت له القيادة العسكرية العراقية مهمة إدارة المفاوضات في عارة بينه والفلسطينيين من جهة وبين القوات الإسرائيلية المرابطة في كفر غليكسون من جهة اخرئ لاجادته للغة الإنكليزية وبعض العبرية التي تعلمها هناك. واشتهرت تلك المراسلات في الصحف والجرائد الإسرائيلية انظر المصادر.بعدها صدرت الأوامر من القيادة العراقية بتدريب الفلسطينيين المتواجدين في المناطق الفلسطينية وتسليحهم وتمويلهم فقام خليل جاسم بتأسيس احد اشهر أفواج المقاومة الفلسطينية وهو فوج الكرمل, وكذلك سرية خطاف[6], واللتان كانتا الأساس في تأسيس قوات منظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد, واستمر في قيادتها للدفاع عن الاراضي في القطاع الغربي لوادي عارة.كذلك قاد معركة خربة وادي عارة[7] ومعركة القصر في 20-09-1948 واستمر بادارة شوون هذا القطاع حتى انتهاء مهمة الجيش العراقي في فلسطين وتسليم مواقعه للقوات الأردنية.

بعد عودته من فلسطين في منتصف عام 1949 استمر في عمله كضابط لتدريب وبناء الجيش العراقي فكان اول من أسس قوات خاصة عراقية عرفت باسم قوات الملكة عالية في منتصف الخمسينيات ثم شارك في تدريب ضباط عرب ارسلتهم حكوماتهم إلى العراق فدرب العديد من الضباط من اليمن والسودان وليبيا والخليج والدول العربية الأخرى لنقل الخبرات العسكرية العراقية إلى الجيوش العربية المشكلة حديثا .لم يكن لخليل جاسم توجه او ميول سياسية فقد كان ولائه للوطن والمنظومة العسكرية فلم يكن له دور رئيس في انقلاب تموز عام 1958 رغم معرفته الوثيقة بالضباط المشاركين في الثورة من أمثال عبد السلام عارف وغيرهم . وبعد انتهاء شهر العسل بين الزعيم عبد الكريم قاسم والاكراد اندلعت المواجهات مرة أخرئ في شمال العراق مما حدا بالحكومة العراقية ارسال قوات مرة أخرئ إلى شمال العراق وكان من ابرز الضباط اللذين لديهم خبرة جيدة في مواجهة تمرد الاكراد وهم كل من خليل جاسم الذي نقل إلى كركوك , و عبدالجبار شنشل وهو احد المقربين من الأول واحد ابرز رجالات الجيش العراقي ورواده. لم يستقر العراق بعد ثورة 1963 والاطاحة بعبد الكريم قاسم فكانت الفوضى التي سببها التنافس بين البعثيين والقوميين من جهة والشيوعيين من جهة أخرئ اثره على الوضع العسكري والسياسي في العراق فقامت بعض العناصر الشيوعية والمعروفة بجيش الأنصار الموالية للبشمرجة بقيادة توما توماس بالسيطرة على محيط قرية القوش فأوكلت لخليل جاسم قيادة حملة عسكرية لإعادة الأمور إلى نصابها هناك وبالفعل استطاع من إعادة هيبة الدولة وسيطرتها على القوش ومحيطها بعد الاستعانة بقوات الجحوش [8] التي ساهم في بناءها وقيادتها كذلك. في اغلب فترة الستينات استمر في مقارعة التمرد في شمال العراق وتمت ترقيته إلى رتبه زعيم "عميد" وكان من اهم الضباط المشاركين في مقارعة التمرد في الشمال فدخل مدينة العمادية اكثر من مرة بعد تحريرها من ايدي البشمرجة وفك حصارا خانقا باستخدام قوات مظلية مجوقله على الحامية العراقية هناك بقيادة الفريق الأول الركن (فيما بعد ) سعيد حمو الذي استبشر خيرا بوصول قوات خليل جاسم بعد ان كان الحصار شديدا وكانوا على وشك الاستسلام. عين قبلها امرا لموقع الموصل وكان وكيل للفرقة الرابعة في معسكر الغزلاني "الجيش العراقي يحتوي على خمس فرق فقط آنذاك "وكان اعتماده على قوات الجحوش والتي كان هو قائدا لها وهيه قوات متمرسة علئ حرب الجبل مكونة من الاقليات العرقية في شمال العراق لما لها من دور كبير ومتميز لمساندة القوات العراقية في حرب الشمال بالأضافة لقابليتها على الحركة ومعرفتها بطبيعة الأرض وجغرافيتها فاستثمرت القيادة العراقية ذلك في مقارعة التمرد. دخل في مفاوضات كثيرة مع الجانب الكردي وكان الملا مصطفى برزاني احد المعجبين بعدوه ووصفه بالبطل في اكثر من مناسبة كذلك هوه الحال مع الفريق سعيد حمو وأرشد زيباري وزير الدولة السابق اللذي وصفه بأحد اشجع من عرفهم من ضباط الجيش العراقي. في احد الأيام اتصل الرئيس عبد الرحمن عارف بالزعيم خليل جاسم وهو في حالة معنوية سيئة طالبا إياه القبض على عارف عبد الرزاق لقيامه بمحاولة انقلابية ثانية بعد فشل محاولته الأولى فطمأنه ووعده بالقبض على عارف عبد الرزاق في مطار الموصل وبالفعل استطاع كل من العميد او الزعيم خليل جاسم والعقيد شندالة القبض على عارف عبد الرزاق واحباط محاولته الانقلابية ضد حكومة بغداد.وكانت تربطه علاقات صداقة وزمالة قوية مع اغلب قادة الموصل العسكريين او ما يعرف "بكتلة الموصل العسكرية"الذين تركوا اثرهم في الساحة العسكرية العراقية من أمثال الفريق الأول الركن عبد الجبار شنشل" وزير الدفاع السابق " نفس دفعة التخرج من الكلية العسكرية" ,وقائد الفرقة الرابعة يونس عطار باشي وغيرهم. تعرض لعدة محاولات اغتيال بآت جميعها بالفشل من ابرزها محاولة تفجير المدرسة المشتركة في عرعرة اثناء الحرب العربية الإسرائيلية عام [9]1949, محاولة اغتياله في عانة من قبل بعض العناصر الشيوعية عام 1959,محاولة اغتياله عدة مرات اثناء حرب الشمال من قبل المتمردين الاكراد او البيشمركة في فترة الستينيات والخمسينيات, وأخيرا محاولة اعتقاله الفاشلة بعد مجيء البعثيين إلى السلطة عام 1969. تقاعد اللواء خليل جاسم عام 1968 بعد مجيء البعثيين إلى السلطة وكانت هناك اتجاهات لتحجيم المؤسسة العسكرية العراقية واخلائها من الضباط المشهورين من أمثال حردان التكريتي و طاهر يحيى و عبد العزيز العقيلي ولم يمهل الوقت اللواء خليل جاسم كثيرا فلقد توفي بعد اقل من عام على تولي البعثيين للسلطة في الموصل مسقط رأسه في عام 1969 عن عمر 53 عاما فقط تاركا إنجازات سجلها له التاريخ العراقي العسكري . تم تكريمه بعد وفاته بمنحه وسام الرافدين من الدرجة الأولى ونوط الشجاعة على إنجازاته الماضية والتي حصل فيها على اكثر من 15 نوطا استحقها لإنجازاته العسكرية المختلفة.
أبنائه وأحفاده: لديه أربعة أبناء وبنتان من اشهر أبنائه العالم النووي العراقي والتدريسي السابق في جامعة بغداد د. المهندس ضرغام الدباغ وبطل الجيش في الرماية غسان خليل الدباغ وتسعة احفاد من أولاده الذكور أكبرهم سنا د.المهندس غيث الدباغ التدريسي في أحد الجامعات الأسترالية.

  1. ^ الكاتب حامد الحمداني, أحداث من ذاكرتي , ص 94
  2. ^ النشرة رقم 60, الصادرة في 12/7/1948 عن اللواء إلكسندروني -جيش الدفاع الأسرائيلي- أرشيف الجيش الأسرائيلي
  3. ^ عارف, نكبة فلسطين, ج2, 372
  4. ^ د. محمد عقل. فصل في كتاب عن دور الجيش العراقي في حرب 1948.عن نشرات أرشيف الجيش الأسرائيلي ومقابلات مع ضباط عرب وأجانب, 1997
  5. ^ 7- الدكتور محمد عقل, 1997 عن حرب فلسطين 1948
  6. ^ النشرة رقم 60, الصادرة في 12/7/1948 عن اللواء إلكسندوني -جيش الدفاع الأسرائيلي- أرشيف الجيش الأسرائيلي
  7. ^ النشرة رقم 61, الصادرة في 13/7/1948 عن قيادة اللواء إلكسندروني - جيش الدفاع الأسرائيلي- أرشيف الجيش الأسرائيلي
  8. ^ مذكرات المناضل متي توما
  9. ^ الدكتور محمد عقل, 1997 عن حرب فلسطين 1948