محمد محمود ولد الشيخ زيدان

محمد محمود بن زيدان (1336 هـ/1918م-1414 هـ/1993م) عالم موريتاني عاش في موريتانيا ثم هاجر إلى المدينة المنورة ودفن في البقيع.

محمد محمود ولد الشيخ زيدان
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1918   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
تاريخ الوفاة 1993
مكان الدفن البقيع  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة كاتب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

نسبه عدل

محمد محمود بن زيدان بن غالي ولد مختار فال: بن أحمد تلمود البُسَاتي (البُصادي) الساعدي الأنصاري نسبا، الشنقيطي إقليما، الأشعري معتقدا. وهو من قبيلة من الشناقطة تُرجع نسبها إلى بني ساعدة، ويُعرف عنها اشتهارها بالصدق في الخبر وقيافة الأثر.

ميلاده ونشأته عدل

ولد بتكانت عام 1336 هـ 1918م بموريتانيا المسماة بإقليم شنڤيط قديما.

أخذ العلم ببلده عن أسلافه فبيته من البيوتات العلمية بشنڤيط. أخذ القرآن عن والده الشيخ بن زيدان وعن ابن عمه محمد محمود بن الدها بن زيدان، ثم انتقل إلى محضرة المصطفى بن ديه الأبْييري ثم محضرة أحمد بن مود الجكني وكانتا أشهر محضرتين في جهة تكانت بشنقيط، فتلقى فيهما مختلف العلوم العقلية والنقلية وأجاز له كلا الشيخين، وأخذ علم أصول الفقه عن العلامة محمد يحيى بن الشيخ الحسين الجكني.

مؤلفاته وآثاره عدل

كان متبحرا في علوم التوحيد والفقه وأصوله وله 17 رسالة في مواضيع مختلفة.

ألف كتابا أسماه : إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة وإلزام المعاندين بإقامة الحجة وهو كتاب تناول فيه الدساتير الوضعية محاولا تبيين ما يعتريها من خلل بل وما قد تحويه من تناقض مع الشريعة الإسلامية. له العديد من الفتاوي حول مسائل فقهية لم تنشر بعد وهي مجموعة ـ غير مالم يندثر منها ـ عند ذريته. درس في المسجد النبوي مدة تصل لعشرين سنة علمي الأصول والفقه فقد كان لايشق له فيهما غبار, وكان هو مفتي المالكية في المدينة المنورة بلا منازع وقد عرف بأنه لا تأخذه في الله لومة لائم, فكان يصول بقوة الحق حين تلتبس المواقف ودرس في بيته أيضا وقد كان بيته قبلة للطلبة للمتقاضين والمستفتين فما كان يحتجب عن سائل أبدا.

هجرته إلى المدينة النبوية عدل

طالما حلم بالهجرة للمدينة المنورة، فقد باع في فترة شبابه جميع أملاكه بنيّة الهجرة، إلا أن الشروط الصارمة التي تمنع هجرة الأطفال في تلك الفترة حالت بينه وبين ذلك، وفور إشرافه على الستين عزم على أداء فريضة الحج فخرج قاصدا البلد الحرام في حدود عام 1394هـ/1974م إلى المدينة المنورة حاجا ومستقرا موطن أسلافه بني ساعدة الخزرجيين الأنصار. فأدى فريضة الحج ولم تطاوعته نفسه بمفارقة الحرمين الشريفين والعودة إلى بلاده, فاستقر بالمدينة المنورة ، وعمل بدون كلل على أن تلتحق به أسرته, رغم أن الشروط القاسية المفروضة التي تنظم الهجرة ظلت على حالها سنين طويلة غير أن ذلك لم يثن الشيخ عن البقاء في جوار مكان طالما حلم به, وتمناه, مع أنه ترك خلفه في بلاده أبناءه الصغار والذين لم يستطع اصطحابهم معه، فبقي بالمدينة النبوية دون رفقة من أهله عدة سنين ثم لحقت به زوجه وبعض بنيه في حدود عام 1399هـ/1978م.

بقي صغار بنيه في البلاد حتى لحقوا به في سنة 1980م، مما حدثني به أنه في رحلته وهجرته هذه كان يتحرى منذ خرج من شنقيط أن لا يركب طائرة يخرج بركوبه بها وقت صلاة الاختياري جريا على مقتضى مذهب المالكية على ما في مختصر خليل وشروحه من أن شرط صحة الصلاة كونها على الأرض أو على محل متصل بالأرض والطائرة لا تتصل بالأرض بل صاحبها معلق في الجو بلا اتصال فيزيائي بالأرض بخلاف الباخرة والمراكب الأرضية لإن لها اتصال مباشر أو بسبب بالأرض.

فكان يسير في هذه الرحلة الشاقة والبعيدة على المراكب الأرضية حتى وصل إلى المدينة المنورة وما ذلك إلا لشدة ورعه وتقواها وتدينه وخوفه من الله من أن يضيع فرضا من فرائض الدين كالصلاة التي هي عماد الدين وقوامه. اشتغل يدرس في المسجد النبوي الشريف بلا أجرة إلا ما تجود به عليه يد العناية الربانية مدة تصل لعشرين سنة علمي الأصول والفقه فقد كان لايشق له فيهما غبار, وكان هو مفتي المالكية في المدينة المنورة بلا منازع وقد عرف بأنه لا تأخذه في الله لومة لائم, فكان يصول بقوة الحق حين تلتبس المواقف ودرس في بيته أيضا وقد كان بيته قبلة للطلبة للمتقاضين والمستفتين فما كان يحتجب عن سائل أبدا.

وقد كنت في بداية تتلمذي على يديه، أزوره عصرا في بيته بالعمارة التي كانت شمال المسجد النبوي والتي هدمت فيما بعد وضمتها توسعة الحرم الجديدة وكنت أجد عنده الشيخ الدكتور مدرس مادة أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الشيخ مصطفى قاري السعودي الجنسية البخاري الأصل يدرس عنده متن نظم مراقي السعود في أصول الفقه.

فأفاد الشيخ بالمدينة النبوية الناس بعلمه حيث كان يدرّس ببيته وبالحرم النبوي الشريف، إلا أنه لم تكن له حلقة علم عامة بل كل من أراد سؤاله أو قرائة كتاب عليه من كتب الفقه أو الأصول أو نحو ذلك جاءه لمحله المألوف بالحرم النبوي عند المحراب الحنفي الذي يلي مباشرة المحراب النبوي من الجهة الغربية بينهما المنبر النبوي

من تلامذته عدل

  • د. عمر فاروق عبد الله، أكاديمي أمريكي.[1]
  • الأستاذ عبد الله حمَّادي الإدريسي البشاري الجزائري, متحصل على شهادة الإجازة العالية(لسانس) من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وباحث في تاريخ ولاية بشار له كتب مطبوعة وأخرى تعد للطبع.
  • الشيخ الدكتور أبو عبد البر محمد السنيني المنيعي الجزائري المدرس بجامعة مدينة بشار بالجزائر اليوم والداعية المشارك في عدة ملتقيات محلية ودولية وعمدة بلدة بشار في المذهب المالكي.
  • الشيخ أبو معاد العربي علالي بن علي الجريري الجزائري: الأستاذ الجامعي والذي هو اليوم عضو برلماني يمثل حزب حركة حمس الجزائرية بالجزائر وهو أيضا من مدينة بشار.
  • الأخوان عبد الوهاب بن محمد بن علي وهابي الجريري الجزائري وشقيقه المجاهد بأفغانستان نصر الدين بن محمد بن علي وهابي الجريري الجزائري صاحب الشيخ عبد الله عزّام.
  • الشيخ أبو بكر بن عبد الله سعداوي الجزائري داعية يقطن بالإمارات العربية المتحدة مدير مركز المنتدى بها وإمام مسجد بها الذي يعد دكتوراه اليوم بالأزهر.
  • عبد الله بن عمر بن مرعي بن بريك
  • أ.د. زين العابدين العبد محمد النور من السودان، عضو في المجلس الاستشاري لمشروع الفقه المالكي بالدليل بدبي.
  • د بشير محمد البشير يوسف السوداني
  • الشيخ محمد عوض السوري الداعية السوري المعروف الذي درس على الشيخ جمع الجوامع لتاج الدين السبكي في أصول الفقه وغيره من المتون ,الذي وافته المنية فجر يوم الثلاثاء 2/6/1430 هـ الموافق 26/5/2009م في المدينة المنورة،.
  • الشيخ صفوان بن عدنان الداودي الشامي
  • أبو قتيبة محمد بن عبد العزيز المقدسي الفلسطيني
  • العيد بن سعد الجزائري أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي الجزائري

المتخرج من جامعة المدينة النبوية، والأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.

  • الشيخ مصطفى قاري السعودي الجنسية البخاري الأصل درس عنده متن نظم مراقي السعود في أصول الفقه.
  • الأستاذ مصطفى بن كـرامة الله مخـدوم : عضو هيئة تدريس بالمعهد العالي للأئمة والخطباء، عضو هيئة تدريس بمعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، أمين مجلس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية.
  • الشريف سعد بن عبد الله
  • الشيخ : إسلام بن محمود دربالة
  • الشيخ سالم الشيخي :الداعية والقاضي الشرعي الليبي وخطيب مسجد ديزبري بمدينة مانشستر البريطانية وعضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وعضو مجلس فقهاء الشريعة بأمريكا.
  • الشيخ مهنا بن عبد العزيز الحبيل: من السعودية، وهو الأمين العام للقاء الإسلامي الوطني في محافظة الأحساء بالسعودية. له مشاركات ودراسات في الثقافة الإسلامية المعاصرة والفكر السياسي الدولي والعربي. وهو من ضمن الموقعين على خطاب الرؤية وخطاب الإصلاح الدستوري.

تحلية معاصرين له عدل

يقول عنه أحد تلامذته وهو الدكتور زين العابدين العبد محمد النور من السودان: شيخنا الجليل فقيه دار الهجرة وعالمها بالنوازل والوقائع فريد العصر مجتهد القرن الكاشف عن غوامض المسائل ذي الأخلاق العالية مربينا ومفيدنا فقيدنا فقيد الإسلام والمسلمين عالم المدينة ومفتيها وورعها فريد العصر. من رسالة أرسلها تعزية لأبنائه.

وقال عنه د بشير محمد البشير يوسف وهو أحد تلامذته السودانيين وهم كثر: فقيد العلم والعلماء بقية السلف العالم العامل الورع الزاهد قبلة الفتوى ومأوي الطلاب سليل العلم والعلماء.

وفاته عدل

توفي ضحى يوم الأربعاء في المسجد النبوي سنة 1414 هـ في شهر صفر قرب المحراب النبوي بعد أدائه فريضة الصبح وكان حين وفاته يدرس أحد تلامذته .

رثاؤه عدل

رثاه نجله محمد عبد الله ولد محمد محمود بقصيدة تزيد على مائة بيت ذكر فيها بعض محامده وسيرة حياته منها:

هو القدر المقدور لا يتأخرفصبرا جميلا فالمصاب مقدر
تصبر فإن الصبر يحمد غبهوإن كان ما بي فوق ما يتصور
عسى الله يقضي بالثبات لعبـدهوينزله جنات عدن ويغفر
هو الواسع الرحمن ذو اللطف بالورىوفي عبده فقر لرحماه مشعر
مددت يدي بالفقر أدعوك صاغرالتجعله بين الصحابة يحبر
قضاؤك عدل كله غير أنناإلى عفوك المأمون أرجي وأفقر
وكم من حديث صح أنك غافروما جاء في القرءان من ذاك أشهر
فذاك الذي نرجو له ولنا غداإذا حشرجت نفسي وصرت أغرغر
فكل أمري لله لابد راجعوإن عاش حينا فالمنية تبدر
لها منهل كل الخلائق واردإليه فمنهم سابق ومؤخر
فإن كنت في شك فسل أين حميروأقيالها أم أين كسرى وقيصر
وعاد وشداد وفرعون أين هوومن قبله لم يبق منهم مخبر
فلو أن نيل الخلد يرجى لنا لهرسول الإله أحمد المتخير
وأصحابه والتابعون ومالكوأحمد والنعمان من لم يقصـروا
إذا كان قد عز المصاب وقد غـلافاجر جزيل الصبر أغلا وأفخر
إذا ما تجرعت المصائب كلهاوجدت مصاب الدين أدهى وأنكـر
رزئت برزء يعلم الله قدرهفما مثله رزء مدى الدهر يذكر
بلى إن رزء المصطفى منه أكبرهو الرزء حقا حينما تتفكر
ولكنه قد خلف الخلفاء فيشريعته والدين إذ ذاك مزهر
فما زال في كل العصور خليقةيجد أعلام العلوم وينشر
ويرفع من بنيانه كل ساقطويحميه من تزوير قوم يــزوروا
وءاخرهم من قد دفنتم فإنكمدفنتم به دين الهدى حين تشعروا
قضى نحبه في نشر كل فضيلةوطي رذيل ظل منه يحذر
فكم رد من زيغ وقد راج سوقهعلى أمة لولاه كادوا يدمروا
وكم ضحوة أضحى لفك عويصةتأبت على قوم وكم بات يسهر
وكم من خصام قد أنار سبيهوقد كان من ظلمائه ليس يبصر
وفي الله لم تأخذه لومة لائموكان له يرضى وقد يتمعر
وقد كان مصحوبا بفهم موقفيغوص بأعماق العلوم ويبحر
فقل للذي أضحى يسر بموتهسررت بموت الدين يا متهور
لقد هد ركن الدين يوم نعيهوأضحى قناه بعده يتكسر
ومزق من أعلامه كل شامخوولى على أعقابه يتقهقر
فحق على كل الأنام البكا أساعلى دينهم حتى يموتوا ويقبروا
فلم يبق إلا جاهل متجاهلجهالته يفتي ولا يتبصر
يرى جهله علما إذا ما نصحتهتعاظم جهلا ثم قام يكفر
فهذا الذي أدمى فوادي وفتهعسى الله يحمي الدين يوما ويجبـر
وإلا فإن الموت خير لمؤمنمن العيش في قوم مع الجهل يمكروا
ألا قل لمن راموا التصدر خلسةعلى أهله ها حينكم فتصدروا
إذا ما خلا جو السما من نسورهرأيت البغاة طائرا يتنسر
فيا نفس صبرا كل حي سيندرويسأله يوما نكير ومنكر
فعما قليل يذهب الخلق كلهمويبقى الجليل الواحد المتكبر
فما سابق إلا الذي بعده بهغدا لاحقا دأبا يخب ويحضر
كأن الذي قد عاش إن مات لم يعــشولم يك في يوم من الدهر يخطر
رضينا قضاء الله جل جلالهوحق له يثني عليه ويشكر
فشكرا له حقا على كل أمرهولسنا نؤدي شكره حين نشكر
وأزكى صلاة والسلام مشفعـاعلى الخاتم الهادي على حين يذكر
مع الآل والأزواج والصحب كلهمصلاة وتسليما من المسك أعطر

المراجع عدل

  • سيرة صاحب الترجمة المكتوبة في مقدمة كتابه: إرشاد المسترشدين بإيضاح المحجة وإلزام المعاندين بإقامة الحجة. طبع بلبنان.
  • فتح الباري في مناقب العلامة الشنقيطي: محمد محمود الأنصاري بقلم تلميذه البشاري الجزائري:عبد الله حمَّادي الإدريسي.
  • مقابلة مع الداعية الشيخ : سالم الشيخي. إلى المقابلة [1]