قصور آل عبد الهادي (جنين)

(بالتحويل من قصور آل عبد الهادي)

قصور آل عبد الهادي تقع في بلدة عرابة الواقعة جنوب غربي مدينة جنين وتبعد عنها 13 كم، يبلغ عددها 13 قصراً، وهي عبارة عن مباني تاريخية قديمة بفلسطين، يتألف البناء من الطوابق والأقواس والسلالم المتعرجة والساحات المخفية والحدائق والشرفات، بنيت من الحجر الجيري في القرن التاسع عشر.[1] بنيت هذه قصور ال عبد الهادي في فلسطين، في القرن التاسع عشر سنة 1819م. يُشير هيكل القصور عن دورها، كمباني حكم وإدارة ووضع العائلة السّياسي في المنطقة. فمبنى هذه القصور مكوّن من اشكال القلاع الحصينة، وتم وتصميمها واعدادها بشكل متقن لزيادة الحماية ضد الهجمات.[2]

قصور آل عبد الهادي
قصور بلدة يعبد
تقديم
البلد  فلسطين
مدينة جنين
العمارة فلسطين
تاريخ البناء القرن 19
مادة بناء حجر جيري
المالك آل عبد الهادي
الموقع الرسمي يعبد
الموقع الجغرافي

التاريخ

عدل
  • شكلت هذه القصور أهمية عمرانية كبيرة في البلدة لارتباطها التاريخي بنفـوذ عائلـة عبد الهادي الإقطاعية في فلسطين في القرن التاسع عشر، وما واكب ذلك من مظاهر الرفاهيـة والزعامة التقليدية والوجاهة التي حظيت بها هذه العائلة.
  • تتبع قصور آل عبد الهادي التقسيمات الوظيفية العامة لقصور قرى الكراسي.[3]

أقسام الإستخدام الوظيفي للقصور

عدل
  • إدارية: كالديوان، وغرف الحراس، وغرف القهوة، والسجن في الطابق الأرضي؛ وعلية الشيخ في الطابق العلوي.
  • خدماتية: كالأروقة، والاسطبلات، وغرف التخزين، وبئر الماء أيضًا في الطابق الأرضي.
  • سكنية خاصة: كغرف النوم، وغرف المعيشة، والسكن للشيخ وعائلته في الطوابق العلوية. توزّع هذه الأقسام في القصور حسب تكوينها المعماري وتصميمها العامودي، وفي حالة قصور عبد الهادي، الطّابق الأرضيّ احتوى على الوظائف الإداريّة والخدماتيّة بينما الطّابق العلويّ مخصّص للسكن الخاص. وغالبا فان القصور تحتوي على ساحات داخلية تربط بين الطّوابق والتي يطلق عليها "بالحرملك" و "السلملك" الامر الذي لا ينطبق على قصور عبد الهادي حيث لم تحتو على "الحرملك ", لهذا السبب فان هذه القصور ميزت بتحديدها وتقييدها الرئيسي لوظائفها الإداريّة والخدماتيّة.[2]

الاختلاف العمراني

عدل
  • تقسم الوظائف في التكوين المعماري لقصور قرى الكراسي عموديًا. 
  • في حالة قصور عبد الهادي؛ فإن القصور تكونت من طابقين فقط.

الجوانب المعمارية للقصور

عدل

أهمها وجود مدخل الهو أو العقود المنحنية؛ ويمكن أن تحوي: ديوان الشيخ، وغرف الحرس، وغرفة قهوة، والبوابة المزخرفة، والساحة الداخلية أو الحوش.

موقع القصور

عدل

تمركزت في وسط الحارة الشرقية، وفي طرف البلدة الشرقي تقريبًا حول مسجد النبي إعرابيل،والذي بناه الشيخ حسين عبد الهادي سنة 1819م. ومع الوقت تجمعت بيوت أخرى حول قصور العائلات القريبة الموالية لآل عبد الهادي؛ أما قصر صالح عبد الهادي، يعتقد بأنه كان في الجزء الشمالي الشرقي من الحارة الشرقية.

تمركزت القصور في وسط الحارة الشرقيّة، حول مسجد النبيّ إعرابيل، ومع مرور الوقت، تجمّعت بيوت أخرى حول قصور العائلات القريبة الموالية لآل عبد الهادي.[2]

عدد القصور

عدل

بلغ عدد قصور آل عبد الهادي في بلدة عرابة 13 قصراً أهمها:[4]

  •   قصر صالح عبد الهادي: يعدّ الأول في عرابة، بناه صالح عبد الهادي في عام 1808، وكان قد تم تدمير القصر بالكامل على ايدي القوات العثمانية وآل الجرار وآل طوقان عام 1859م. وقد جاء وصف القصر في زيارة الباحثة الإنجليزية "ماري اليزا روجرز" في كتابها "الحياة المنزلية في فلسطين".
  • قصر عبد القادر اليوسف عبد الهادي يقع هذا القصر بالقرب من قصر الشيخ حسين، وهو أكثر اتساعا منه، ويحتوي القصر علـى بـوابتين، إحداهما الأكبر وعليها أبيات شعرية وتاريخ بنائه عام 1812.
  • قصر الشيخ حسين عبد الهادي، المكانة السياسية التي حظي بها الشيخ حسين عبد الهادي والدور السياسي البارز الذي لعبه، دفعه عام 1820 م إلى تشييد قصر الذي يقع مقابل مسجد النبي اعرابيل.
  • قصر سليمان وفخري عبد الهادي، يقع القصر سليمان عبد الهادي إلى الجنوب من قصر والده (الشيخ حسين عبد الهادي) ويفصله عنه سور، ويمتد على مساحة تقارب الدونمين.
  • قصر محمد عبد القادر عبد الهادي، يشار إليه بقصر "محمد سليم عبد الهادي".  ويطلق عليه أيضًا قصر السبع بوابات: يتميز بكثرة عدد غرفه وكبرها، وبمدخله المميز على شكل أقواس.
  • قصر داود محمد الحسين عبد الهادي، يقع شرق البلدة القديمة بين قصري رشدي عبد الهادي ومحمد الحسين عبد الهادي من الشرق،  وقصر سليمان من الغرب.  ويتألف من مجموعة من العقود يصل عددها إلى ستة.
  • قصر رشدي يوسف مصطفى عبدالله حسين عبد الهادي، قام رشدي عبد الهادي ببناء قصره هذا بعد أن رحل من بلدة الأشرفية قضاء بيسان في العشرينيات من القرن الماضي.
  • قصر محمد حسين عبد الهادي، هو عبارة عن مجموعة عقود وساحة سماوية واسعة في الطابق الأرضي، ومجموعة غرف في الطابق العلوي كانت تستخدم سكنًا لحافظ باشا عبد الهادي قبل انتقاله إلى مدينة جنين.
  • قصر سعيد حسين عبد الهادي، يقغ إلى الشرق من قصر محمد حسين عبد الهادي، وإلى الشمال من قصر رشدي عبد الهادي.  وقد هدم هذا القصر، ولم يتبق منه سوى عقدين يعتقد أن أحدهما كان يستخدم ديوانًا، والآخر لصناعة القهوة.

الخصائص المعمارية

عدل
  • الجدران: تم بناؤها بحجارة صلبة بوجهين متماثلين داخلي وخارجي؛ إذ يصل سمك الجدار إلى متر واحد أو يزيد، وارتفاعات المداميك فيه موحدة؛ وتعبئة ما بين الـواجهتين الداخليـة والخارجية للجدار من الحجارة الصغيرة والطين.
  • الأسطح: امتازت أسطح القصور بنظام القباب؛ كي تمنع مياه الأمطار من التجمع على سطحها.
  • الأدراج: وهي نوعان:

الخارجية المكشوفة: وهي في العادة تؤدي إلى الطابق العلوي وترتبط بالساحة العلوية المكشوفة ولا يزيد عرضها عن متر واحد.

الداخلية: توصل الى المنافع بالداخل.

  • تصريف المياه: اعتمد البناء على نظام داخلي غير مكشوف لتصريف مياه الأمطار والمياه الزائدة عن الحاجة؛ إضافة إلى مياه المجاري؛ حيث كان يتم التخلص منها جميعًا ضمن نظام صرف المياه إلى خارج القصور.
  • القصارة: تمت قصارة السقوف والجدران بواسطة طبقة رقيقة بسمك 3 إلى 5 سم من الطين المخلوط بالشيد "الكلس" والرماد، وخيوط الليف أو القنب أو الكتان المدقوق ناعمًا، والتي تعمل على تقوية القصارة ومقاومة الرطوبة.
  • تحتوي هذه القصور على خصائص معماريّة، كالجدران الصلبة والسّميكة، اسطح القباب، الادراج الخارجيّة والداخليةّ، تصريف المياه، القصارة والتصميم الزخرفي... يبلغ عدد قصور آل عبد الهادي 13، ومن أهمها: 1)قصر صالح عبد الهادي: بُني في عام 1808م في عرابة، يُعتبر الأول في المنطقة وكان يقع في الجزء الشماليّ الشرقيّ من البلدة في منطقة تُعرف بـ"منطقة القصر"، كمدخل رئيسي للبلدة القديمة. تم تدمير القصر بالكامل عام 1859م على يد القوات العثمانيّة وآل الجرار وآل طوقان. بعض الروايات الشفويّة تشير إلى أنه تم إحضار بنائين متخصصين لفك حجارته ونقلها إلى قصر آل جرار في صانور. يُصعب الآن التعرف على مكان القصر بعد إزالته، ولكن بعض كبار السن يذكرون رؤية بقاياه قبل إزالته. وصفت الباحثة الإنجليزية "ماري اليزا روجرز" القصر في كتابها "الحياة المنزلية في فلسطين". 2)قصر عبد القادر اليوسف عبد الهادي: يقع بالقرب من قصر الشيخ حسين، يحتوي على بوابتين تحت إحدى القناطر، تربط بين الجانبين الشرقي والغربي من البلدة المعروفة بـ "السيباط". يشمل القصر ساحة واسعة تضم حفرًا للمياه والغلال، وطابقين يتخللهما غرف ومداخل وإضافات. أمّا الطابق الثاني فيشمل غرفة كانت تستخدم كمطبخ، مع بلاط صيني أحمر وخزائن خشبية لتخزين الضروريات، بينما كانت غرفة الشيخ في الطابق العلويّ، وكان هناك مدخل سريّ في إحدى الخزائن يقود إلى درجات سرية تصل إلى السطح. يُلاحظ الفصل بين أجزاء القصر المعروفة باسم "الحرملك" و"السلملك”. 3) قصر الشيخ حسين عبد الهادي: قام احسين عبد الهادي ببناء قصره في عام 1820م بجوار مسجد النبي اعرابيل، وتمتاز بوابته بأنها في الجهة الشمالية وتطل على ساحة المسجد، وتمتلك بوابة كبيرة تُفتح إلى بهو مفتوح، وهذا يتنافى مع تصميم المداخل المنحنية التي تتيح الخصوصية. القصر كان مخصّصًا للحكم فقط ولم يحتو على غرف للسكن، حيث كانت هذه الغرف في القصر المجاور، ويُصعد إلى الطّابق العلوي عبر درج خارجي، حيث يمكن رؤية ساحتين سماويتين كبيرتين وقبة تحمل "عمامة الشيخ"، وفي الطابق العلوي توجد فتحات للبنادق أو الطّلاقات. يفصل القصر عن القصر المجاور بسور، لكنه تم استبداله بسور منخفض ودرابزين حديدي بعد الترميم، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال القصر غير مستخدم بالرغم من إجراء الترميمات 4) قصر سليمان وفخري عبد الهادي: يقع قصر سليمان عبد الهادي جنوب قصر والده  حسين عبد الهادي، مفصولًا عنه بسور، ويمتد على مساحة تقارب الدونمين، يتألف القصر من جزئين: المدخل في الجزء الشرقي وقصر السكن بطابقيه. المدخل يتضمن بوابة وإيوان، بينما يفصل بينه وبين قصر السكن ساحة سماوية، وقد تهدمت ثلاثة عقود علوية من واجهة القصر الغربية بسبب الأمطار عام 2013 وتم تدعيم العقود المتضرّرة والجزء الجنوبي الشرقي للحفاظ على القصر. يتميز زاويتي القصر الجنوبيتين بحجارتهما المستديرة، وتم فتح الشبابيك الثلاثية في الجدار الجنوبي للقصر في وقت لاحق، حيث أصبح الجدار جزءًا من سور البلدة القديمة. يفصل بين الجزئين الشرقيّ والغربيّ طريق يشبه، دون وجود الأسوار التي كانت تحيط بالساحة السماوية في الماضي. يتوزع في الجزء الغربيّ حوش واسع تضم الاسطبلات وغرف التخزين وغرف الحرس والسجن، بينما تحتوي الطابق العلوي على غرف النوم والمعيشة. 5)قصر محمد عبد القادر عبد الهادي: يُعرف القصر أيضًا بـ "قصر محمد سليم عبد الهادي"، ويُطلق عليه اسم "قصر السبع بوابات" بسبب كثرة غرفه وحجمه الكبير، ويتميز بمدخله المميز على شكل أقواس، وعند الدخول تواجه ساحة سماوية صغيرة تم انفصالها من قصر حسين عبد الهادي بواسطة سور، وتميزت الغرف بالاستخدام لضيوف القصر وطاقم الحرس. يحتوي القصر على درج يؤدي إلى "السلملك" في الطابق العلوي والساحة السماوية وعلية الشيخ والمرحاض وغرفة تحضير القهوة وغرفة الضيوف، وتتكون الدرج من عدة أدراج داخل الغرف ثم يتحول إلى درج محاط بالجدران. في الحوش الغربي، يوجد درج خارجي يؤدي إلى "الحرملك" والذي يعتبر الآن منفصلاً عن القصر، ويتضمن الحوش شامية وغرف كبيرة، ومنه يُمكن الوصول إلى "حديقة عبد القادر"، كما يشكل الحائط الجنوبي للقصر جزءًا من السور. في عام 2016/2017، تم ترميم القصر من قبل بلدية عرابة بتمويل من الدكتور عمر والدكتور سمير عبد الهادي، بإدارة "مؤسسة التعاون". 6)قصر داود محمد الحسين عبد الهادي : يقع شرق بلدة القديمة بين قصري رشدي عبد الهادي ومحمد الحسين عبد الهادي من الشرق، وقصر سليمان من الغرب. يتألف القصر من مجموعة من العقود تصل إلى ستة، حيث يعتقد أن واحدة منها مهدمة ويُعتقد أنها الديوان، بينما يُعتقد أن عقدًا آخر شمالي القصر كان للحرس. يتكون القصر من طابق واحد، يضم ثلاثة عقود في الجهة الغربية متصلة بإيوان واسع، بالإضافة إلى عقدين من الجهة الشمالية وتليها ساحة سماوية واسعة. 7)قصر رشدي يوسف مصطفى عبدالله حسين عبد الهادي : بعد مغادرته بلدة الأشرفية في قضاء بيسان في العشرينيات من القرن الماضي، بدأ رشدي عبد الهادي ببناء قصره، لكنه توفي قبل الانتهاء من البناء. القصر يتألف من طابقين؛ الأول يشمل عقودًا وساحة سماوية وسورًا مقابل قصر محمد حسين عبد الهادي، أما الطابق الثاني فهو مجموعة من الغرف التي تطل على الساحة السماوية في الطابق الأرضي، وله شبابيك غربية تطل على الشارع. تم ترميم القصر عام 2016/2017 بدعم من الحكومة السويدية من خلال اليونسكو، بالتعاون مع بلدية عرابة وتنفيذ مؤسسة التعاون، ليُستخدم كبيت للضيافة 8) قصر محمد حسين عبد الهادي " دار رؤوف": ويتكوّن من مجموعة من العقود وساحة سماويّة واسعة في الطابق الأرضيّ، ومجموعة من الغرف في الطابق العلويّ كانت تُستخدم كمسكن لحافظ باشا عبد الهادي قبل انتقاله إلى مدينة جنين. أما العقود في الدور الأول، فكانت تُسكنها إخوانه رؤوف وطاهر وراغب. 9)قصر سعيد حسين عبد الهادي: القصر يقع إلى الشرق من قصر محمد حسين عبد الهادي (دار رؤوف)، وإلى الشمال من قصر رشدي عبد الهادي. تم هدم القصر، ولم يتبقّ منه سوى عقدين، حيث يُعتقد أن أحدهما كان يستخدم كديوان، والآخر لصناعة القهوة[2]

الإضافات

عدل
  • الحق بالقصور إضافات معمارية جميلة، تمثلت بالأعمدة والتيجان، وقواعد الأعمدة المزخرفة والمقاعد الحجرية المخصصة لجلوس الحرس على المدخل.
  • فتحات الأبواب الداخلية، خاصة أبواب العلالي، بوجود أقواس حجرية منقوشة بشـكل جميـل.
  • زخارف هندسية جميلة كالنجمة الثمانية والسداسية.

أنظر أيضاً

عدل

العمارة في فلسطين

المراجع

عدل
  1. ^ "قصور عرابة - موقع الجسرة الثقافي". 0001-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-18. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  2. ^ ا ب ج د محمد هريدي عبدالرحمن، أسماء (1 يوليو 2020). "التنمية السياحية في محافظة أسيوط "دراسة تحليلية في الجغرافيا الاقتصادية" باستخدام نظم المعلومات الجغرافية". المجلة العلمیة لکلیة الآداب-جامعة أسیوط. ج. 23 ع. 75: 227–256. DOI:10.21608/aakj.2020.286229. ISSN:2537-0030.
  3. ^ "عرابة بلدة القصور التاريخية في فلسطين". عربي21. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-18.
  4. ^ https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=20170