عمر فخري

طبيب عراقي

د. عمر فخري الحاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، خاضع لامتحان الزمالة في الكلية الملكية لعلماء الأمراض، هو عالم طبي اشتهر ببحثه في العديد من المجالات: دور فيتامينK في علاج الأهبة النزفية عند الأطفال، والتعاون بين الأجسام المضادة والخلايا اللمفاوية ودورها في الاستجابة المناعية، واستخدام بلاعم الغشاء المصلي البطني في علاج الالتهابات المقاومة عند مرضى سرطان الدم، وتأثير العلاج بالصدمة الكهربائية على مرضى السكري واستخدام العلاج الكهربائي ذو الجهد المنخفض في علاج حروق الجلد المقاومة، والصدفية، وجحوظ العين، وفقر الدم اللاتنسجي، وغيرها من الأمراض.

عمر فخري
 

معلومات شخصية
الميلاد 18 أكتوبر 1934 (90 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة بغداد  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة طبيب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
موظف في جامعة بغداد  تعديل قيمة خاصية (P108) في ويكي بيانات

الخلفية والتعليم عدل

ولد الطبيب فخري في بغداد في العراق في 18 تشرين الأول عام 1934. بعد حصوله على البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء في جامعة بغداد في عام 1955، عمل كمساعد باحث في قسم الكيمياء الحيوية في كلية الطب في جامعة بغداد. في عام 1958، أسّس مختبراً لعلم الأمراض الكيميائية في مستشفى رعاية الأطفال، حيث أجرى أبحاثه بالإضافة إلى إجرائه للاختبارات المعملية الروتينية. في عام 1959، بدأ العمل في المستشفى الجمهوري حيث كان مسؤولاً عن الأبحاث وغيرها من الأعمال في قسم النظائر المشعة حديثاً.

في عام 1961، حصل على زمالة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة عام من التدريب الإضافي في مستشفى كلية جامعة لندن على التطبيق الطبي للنظائر. بعد ذلك واصل عمله في المستشفى الجمهوري في بغداد حتى عام 1966، عندما عاد إلى لندن لمواصلة دراساته العليا في جامعة لندن في مستشفى هامرسميث وكلية الطب العليا الملكية، وحصل على درجة الماجستير في البيولوجيا الإشعاعية والفيزياء الإشعاعية، ثم الدكتوراه في علم المناعة في عام 1971. بعد حصوله على الدكتوراه، عمل الدكتور فخري كمحاضر في مستشفى ويستمنستر، حيث بدأ تطوير أبحاثه. حصل على عضوية في الكلية الملكية لعلماء الأمراض في عام 1975. وبعد عودته إلى بغداد في عام 1978، تم تعيينه مديراً لمركز البحوث الطبية بجامعة بغداد، بالإضافة إلى ذلك، أسس مختبراً خاصاً بالمعاينة السريرية.

واصل الدكتور فخري العمل كمدير لمركز البحوث الطبية، حيث طوّر عمله في مجال العلاج الكهربائي، حتى عاد إلى لندن في عام 1988. خلال الفترة بين 1989 و1990 عمل في قسم الأمراض الجلدية في مستشفى ويستمنستر كمساعد سريري، حيث نجح في علاج العديد من المرضى الذين يعانون من الصدفية باستخدام العلاج الكهربائي.[1][2][3] خلال تلك الفترة، عمل أيضاً في معهد طب العيون، حيث نجح أيضاً في علاج عدد من حالات جحوظ العين باستخدام طرق العلاج الكهربائي التي طورها في بغداد. من عام 1992، عمل في عيادة هيل في لندن، وهي عيادة خاصة تروج للطب البديل، باستخدام العلاج الكهربائي لعلاج المرضى. منذ عام 1995 عمل الدكتور فخري في عيادة خاصة بلندن.

تم نشر أعمال الدكتور فخري في عدد من المجلات الطبية الدولية وعرضت في المؤتمرات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية والسويد والدنمارك ومصر وتركيا والمجر.

مساهماته في العلوم الطبية عدل

اكتشاف دور فيتامين K في علاج الأهبة النزفية عند الأطفال عدل

يعتبر الإسهال الصيفي حالة شائعة عند الأطفال في العراق نتيجة تلوث الطعام. يشتمل العلاج عادةً على نظام غذائي خال من الدهون، لكن النقص الناتج عن الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون –بما في ذلك فيتامين K- يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض نزفية كنزيف الأمعاء أو النزيف تحت الجلد. عادةً ما يتم علاج الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة بواسطة نقل الدم، ولكن التحسن الناتج عن هذه العملية طفيف. في عام 1959، اكتشف الدكتور فخري وتاج الدين ونوري في مستشفى رعاية الأطفال في بغداد أن هؤلاء المرضى يعانون من انخفاض في البروثرومبين، وهو أمر ضروري لتخثر الدم. يمكن علاج هذا ببساطة باستخدام فيتامين K، وهو سلف البروثرومبين. من خلال هذا العلاج، يمكن عكس الحالة بسرعة، مما قد ينقذ حياة مئات المرضى الذين يهددهم هذا المرض.[4]

اكتشاف التعاون بين الأجسام المضادة والخلايا اللمفاوية عدل

كان يُعتقد أن الخلايا الليمفاوية والأجسام المضادة تعمل بشكل منفصل ولديها وظائف مختلفة، حتى أواخر ستينيات القرن الماضي. أثناء العمل على العلاج المناعي للسرطان، وجد فخري أن الخلايا اللمفاوية أو الأجسام المضادة لم تكن فعالة ضد الخلايا السرطانية فقرر الطبيب فخري -حسب ما استوحاه من عمله فيما يخص عوامل التخثر- التحقيق في التعاون بين الأجسام المضادة والخلايا الليمفاوية لمعرفة ما إذا كان هناك أوجه تشابه مع الطريقة التي تعمل بها عوامل التخثر المختلفة. ووجد أنه عندما يتم خلط الخلايا اللمفاوية بالخلايا السرطانية مع وجود الأجسام المضادة، فإن الخلايا اللمفاوية تطوق الخلايا السرطانية وتدمّرها. وقد أطلق على هذه الخلايا اللمفاوية اسم «الخلايا اللمفاوية التعاونية المصطفاة». كما بدأ العلماء الآخرون في استكشاف هذه الظاهرة، وأصبحت هذه الخلايا اللمفاوية تسمى «الخلايا K» نسبةً إلى كلمة (Killer) والتي تعني «قاتل»، ووجد أنها تلعب دوراً رئيسياً في الاستجابة المناعية. ظهر اكتشاف الدكتور فخري في المجلة العلمية «نيتشر نيو بيولوجي».[5]

النقل الدموي لبلاعم الغشاء المصلي البطني لسرطان الدم عدل

خلال بحث الدكتوراه، أجرى الدكتور فخري سلسلة من التجارب لتحديد طريقة فعالة لعلاج السرطان عن طريق العلاج المناعي، ونشر العديد من الأبحاث حول النتائج التي توصل إليها، مما يدل على نجاح علاج السرطان في الحيوانات باستخدام البلاعم والأجسام المضادة. من أجل تطبيق النتائج التي توصل إليها على المجموعات البشرية، درس بلاعم الغشاء المصلي البطني البشرية وإمكانية نقلها بين الأفراد. لقد اختبر وجود مستضدات HLAD، المسؤولة عن رفض البلاعم الأجنبية. بشكل مفاجئ لم يجد شيئاً على أسطح البلاعم، مما يشير إلى أن نقل الدم قد يكون ممكناً.[6] قام بعد ذلك بنقل البلاعم التي تم جمعها من غسل الغشاء المصلي البطني للمرضى المصابين بالفشل الكلوي الذين يخضعون لغسيل الكلى المصلي البطني واستخدامها لأول مرة في علاج مرضى اللوكيميا من الالتهابات التي لا تستجيب للمضادات الحيوية.[7][8][9] كما استخدم بلاعم الغشاء المصلي البطني لعلاج مريض فقر دم لاتنسجي [10] باستخدام تأثير عامل تحفيز المستعمرة الذي تطلقه هذه البلاعم.

العلاج بالصدمات الكهربائية عدل

يشتهر الطبيب فخري باكتشافه التأثير المفيد للعلاج بالصدمات الكهربائية على مرضى السكري. قام أولاً بالإبلاغ عن هذه النتيجة في رسالة إلى مجلة لانسيت الطبية في عام [11] 1966. قام بعدها الطبيب فخري وفضلي والراوي بإجراء دراسة أكبر على مرضى السكري الذين يعانون من الاكتئاب وأبلغوا عن الفوائد المرتبطة بالعلاج بالصدمات الكهربائية في مجلة لانسيت في عام 1980. دعمت الدراسات اللاحقة التي أجراها علماء آخرون نتائج الطبيب فخري.

الجهد الكهربائي المنخفض عدل

في عام 1982، صمم الدكتور فخري منبهاً كهربائياً يمكن استعماله دون ألم أو إزعاج للمريض كبديل للعلاج بالصدمات الكهربائية. استعمله لأول مرة في علاج حروق الجلد المقاومة [12]، وجحوظ العيون [13]، والصدفية [14]، وفقر الدم اللاتنسجي.[15] على الرغم من أن تأثير العلاج الكهربائي ذو الجهد المنخفض على الجسم لايزال غير مفهوم تماماً، فقد ثبت جيداً أنه يحسن الدورة الدموية ويحفز نمو الأنسجة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن لها تأثيرات مفيدة فيما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية المختلفة وتساعد في تنظيم نظام المناعة غير المتوازن.

استخدم الدكتور فخري طرقه واختراعاته في علاج التهاب اللب في مركز المغرب لطب الأسنان في بغداد والتهاب النخاع والوذمة الدماغية في مستشفى المدينة الطبية في بغداد والتهاب الشبكية الصباغي والتهاب المفاصل الروماتيزمي [16] في عياداته الخاصة المختلفة في لندن. مازال عمله مستمراً في التطبيقات العلاجية للعلاج الكهربائي.

مراجع عدل

  1. ^ Electric current relieve psoriasis. The Sunday Times -23 May 1993. P.13
  2. ^ An End to Psoriasis (1990). On Stream, official publication of Riverside Health Authority. 28:11.
  3. ^ The healing Power of electricity. Best Magazine, Jan.1992, p. 19
  4. ^ Taj-Eldin S, Al-Nouri, L, and Fakhri, O (1967). Haemorrhagic diathesis in children associated with vitamin K deficiency. Journal of Clinical Pathology, 20(3).
  5. ^ Fakhri, O and Hobbs, JR (1972). Target cell death without added complement after cooperation of 7s antitumour antibodies with non immune lymphocytes. Nature New Biology 235:177.
  6. ^ Fakhri, O, Mawle, A, and Hobbs, JR,(1976). Transfusion of macrophages between LD-incompatible individuals? The Lancet, 307(7950):94.
  7. ^ Fakhri, O, Al-Mondhiry, H, Rifat, UN and Khalil, MA (1976). Therapeutic use of peritoneal cells. The Lancet 307(7971):1244-1245.
  8. ^ Fakhri, O, and Al-Mondhiry, H (1987). The therapeutic use of peritoneal macrophages in infected leukaemic patients. European Journal of Cancer & Clinical Immunology. 23(1):13-18.
  9. ^ Interview with the Iraqi researcher Dr. Omar Fakhri, 1989. Voice of America (Arabic Edition). 11:4.
  10. ^ Fakhri, O, and Al-Nouri, L (1978). The effect of macrophages on white cell production in aplastic anaemia. British Journal of Haematology 9:623.
  11. ^ Fakhri, O (1966). Blood sugar after electroplexy. The Lancet ii, 587.
  12. ^ Fakhri, O and Amin, MA (1987). The effect of low voltage electric therapy on the healing of resistant skin burns. The journal of burn care and rehabilitation 68:15-18.
  13. ^ Fakhri, O (1991). The use of low voltage electric current in the treatment of “Graves Ophthalmopathy.” International Ophthalmology, 15: 201-203.
  14. ^ Fakhri, O (1990). Use of low voltage electric current in the treatment of psoriasis. Archives of Dermatological Research 282(3):203-205.
  15. ^ Fakhri, O (2001). A case of aplastic anaemia treated with electrotherapy. The 7th International Symposium on Biologically Closed Electric Circuits (Helsingor, Denmark).
  16. ^ Readers tip, Daily Mail, July 25, 1994 p. 21.