علم النفس التنموي

علم النفس التنموي (Developmental psychology) هو الدراسة العلمية لكيفية وسبب تغير البشر على مدى حياتهم. اهتم هذا المجال أصلًا بالرضع والأطفال، ثم توسع ليشمل المراهقة ونمو البالغين والشيخوخة وكامل العمر. يهدف علماء النفس التنموي إلى شرح كيفية تغير التفكير والشعور والسلوكيات طوال الحياة. يدرس هذا المجال التغيرات بواسطة ثلاثة أبعاد رئيسية: النمو الجسدي، والنمو المعرفي، والنمو العاطفي الاجتماعي.[1][2] توجد ضمن هذه الأبعاد الثلاثة مجموعة واسعة من الموضوعات تشمل المهارات الحركية، والوظائف التنفيذية، والفهم الأخلاقي، واكتساب اللغة، والتغير الاجتماعي، والشخصية، والنمو العاطفي، ومفهوم الذات وتشكيل الهوية.

علم النفس التنموي
معلومات عامة
صنف فرعي من
جزء من
يدرس
يمارسها
تستخدم طرق خاصة في الدراسة النفسية للرضع.
اختبار الحفاظ لبياجيه. إحدى التجارب العديدة المستخدمة على الأطفال.

يدرس علم النفس التنموي تأثيرات الطبيعة والتنشئة على عملية التنمية البشرية، وعمليات التغيير في السياق عبر الزمن. يهتم العديد من الباحثين بالتفاعلات بين الخصائص الشخصية والسلوك الفردي والعوامل البيئية، بما فيها السياق الاجتماعي والبيئة الحضرية. تشمل المناقشات الجارية المتعلقة بعلم النفس التنموي الماهوية البيولوجية مقابل اللدونة العصبية ومراحل النمو مقابل الأنظمة الديناميكية للنمو.

يتضمن علم النفس التنموي مجموعة من المجالات، مثل علم النفس التربوي، وعلم النفس المرضي عند الأطفال، وعلم النفس التنموي الشرعي، وتنشئة الطفل، وعلم النفس المعرفي، وعلم النفس الإيكولوجي وعلم النفس الثقافي. يعد يوري برونفينبرينر، وإريك إريكسون، وسيغموند فرويد، وجان بياجيه، وباربرا روجوف، وإستر ثيلين، وليف فيغوتسكي من العلماء النفس التنموي المؤثرين في القرن العشرين.

النظريات عدل

النمو النفسي الجنسي عدل

اعتقد سيغموند فرويد أن كل شخص لديه ثلاثة مستويات إدراك: واعٍ وما قبل الواعي واللاواعي. يدرك المرء عملياته العقلية في المستوى الواعي. ويتضمن المستوى ما قبل الواعي المعلومات التي يمكن إدخالها إلى الوعي، رغم أنها ليست ضمن أفكارنا حاليًا. أخيرًا، يتضمن المستوى اللاواعي العمليات العقلية التي لا يدركها الشخص.

اعتقد أن هناك تعارض بين الوعي واللاوعي، إذ يحاول الوعي كبح ما يحاول اللاوعي التعبير عنه. لشرح ذلك، طور ثلاثة بنى شخصية: الهو، والأنا، والأنا العليا. يعمل الهو، الأكثر بدائية بين الثلاثة، وفقًا لمبدأ اللذة: البحث عن المتعة وتجنب الألم.[3] وتلعب الأنا العليا الدور الانتقادي والأخلاقي؛ وتعد الأنا الجزء المنظم الواقعي الذي يتوسط بين رغبات الهو والأنا العليا.[4]

بناءً على ذلك، اقترح خمس مراحل عالمية للنمو، تتميز كل منها بمنطقة الرغبة الجنسية التي تعد مصدرًا للطاقة النفسية الجنسية للطفل. تعد المرحلة الفموية المرحلة الأولى، والتي تحدث منذ الولادة حتى سن 12 شهرًا. «تتمركز الرغبة الجنسية في فم الطفل» في أثناء المرحلة الفموية. ويكون الطفل قادر على الامتصاص. تعتبر المرحلة الشرجية المرحلة الثانية، من عمر السنة حتى ثلاث سنوات. يتبرز الطفل من فتحة الشرج، ويفتن غالبًا بالتبرز في أثناء المرحلة الشرجية. تعد المرحلة القضيبية المرحلة الثالثة، والتي تحدث منذ الثالثة حتى الخامسة من العمر (تتشكل معظم شخصية الشخص بحلول هذا العمر). في أثناء المرحلة القضيبية، يكون الطفل على دراية بأعضائه التناسلية. المرحلة الرابعة هي مرحلة الكمون، والتي تحدث منذ الخامسة حتى سن البلوغ. في أثناء مرحلة الكمون، تكبت اهتمامات الطفل الجنسية. وأخيرًا تعد المرحلة الخامسة هي المرحلة التناسلية، والتي تحدث منذ سن البلوغ حتى سن الرشد. يبدأ البلوغ بالحدوث في أثناء المرحلة التناسلية.[5]

الهدف من دراسته عدل

  • تعريف الدارس بنفسه وبطبيعة المرحلة التي يمر بها وإلى إنارة الطريق أمام الآباء والمربين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين وغيرهم لكي يتفاعلوا مع الأطفال والمراهقين والشباب على أساس الفهم السليم لطبيعة نموهم وخصائصه.
  • المعرفة الشاملة بطبيعة شخصية الفرد ومكوناتها وعلاقة كل من الوراثة والبيئة بتكوين رغباته ودوافعه وأنماط سلوكه، والعوامل التي تحكم تكوينها وتغييرها أو تعديلها والفهم الصحيح لطبيعة النمو ومظاهره.
  • فهم السلوك بأبعاده ومظاهره المختلفة والتعرف على العوامل المؤثرة فيه سلباً وإيجاباً وعلى أنسب أساليب التنشئة الاجتماعية والقدرة على الحكم على السلوك وتقويمه وضبطه أو توجيهه بما يحقق سعادة الفرد وسلامة المجتمع.
  • التعرف على قوانين النمو وهي التي تحكم اتجاه النمو وسرعته وعلاقة النمو من ناحية بالنمو في نواحي أخرى في صورة تؤدي إلى فهم الأطفال والتعامل معهم في مراحل أعمارهم المختلفة وأن نعدهم للنمو السوي لمرحلة نمو تالية بطريقة صحيحة.
  • معرفة الفروق الفردية والفروق بين الجنسين في مسار النمو النفسي.
  • وضع الأهداف التربوية المناسبة لبناء منهج يتفق مع مطالب النمو وتحديد المقررات الدراسية وتصميم طرق التدريس والخبرات التعليمية التي تمكن المربي من مقابلة وتحقيق مطالب النمو في كل مرحلة تعليمية فالمدرس الناجح هو الذي يكون على وعي وتفهم لخصائص تلاميذه وخصائص المادة التي يقوم بتدريسها.
  • العمل على تطوير المناهج لتلبي مطالب النمو باستمرار وملائمتها للتغيرات الحادثة للعصر الحاضر، وإنما يجب أن تزود الفرد بالدوافع التي تدفعه إلى التطلع للمستقبل عن طريق التربية المستمرة التي تجعله يعيش متناغماً مع إيقاع عصره ملبياً متطلباته ناقلاً هذا الاتجاه إلى أبنائه والأجيال اللاحقة له.

مراحل نمو الإنسان[6] عدل

للاستزادة عدل

مراجع عدل

  1. ^ "Developmental Psychology Studies Human Development Across the Lifespan". www.apa.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2014-07-09. Retrieved 2017-08-28.
  2. ^ Burman E (2017). Deconstructing Developmental Psychology. New York, NY: Routledge. ISBN:978-1-138-84695-1.
  3. ^ Cloninger SC (29 يونيو 2012). Theories of personality: understanding persons (ط. 6th). Boston: Pearson Education. ص. 19–101. ISBN:978-0-205-25624-2.
  4. ^ Snowden R (2006). Teach Yourself Freud. ماكجرو هيل التعليم. ص. 105–107. ISBN:978-0-07-147274-6.
  5. ^ McLeod S. "Psychosexual Stages". SimplyPsychology. مؤرشف من الأصل في 2014-12-19. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-10.
  6. ^ علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]

وصلات خارجية عدل