سورة قريش

السورة السادسة بعد المائة (106) من القرآن الكريم، مكية وآياتها 4

سورة قريش هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 4، وترتيبها في المصحف 106، في الجزء الثلاثين، بدأت بحرف ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۝١، وقريش هي أشهر قبائل الجزيرة العربية والتي كان ينتمي إليها النبي محمد، لم يُذكر في السورة لفظ الجلالة، ونزلت بعد سورة التين.[1]

قُرَيْش
سورة قريش
سورة قريش
الترتيب في المصحف 106
إحصائيات السُّورة
عدد الآيات 4
عدد الكلمات 17
عدد الحروف 73
السجدات لا يوجد
عدد الآيات عن المواضيع الخاصة
  • نِعَم الله على قريش ودعوتهم لعبادته.
تَرتيب السُّورة في المُصحَف
سورة الفيل
سورة الماعون
نُزول السُّورة
النزول مكية
ترتيب نزولها 29
سورة التين
سورة القارعة
نص السورة
السُّورة بالرَّسمِ العُثمانيّ pdf
تلاوة لسورة قريش
تلاوة لسورة قريش
 بوابة القرآن

مناسبتها لما قبلها عدل

ومناسبتها لما قبلها، أن كلا منهما تضمن ذكر نعمة من نعم الله على أهل مكة فالأولى تضمنت إهلاك عدوهم الذي جاء ليهدم بيتهم وهو أساس مجدهم وعزهم والثانية ذكرت نعمة أخرى هي اجتماع أمرهم، والتئام شملهم، ليتمكنوا من الارتحال صيفا وشتاء في تجارتهم، وجلب الميرة لهم. ولوثيق الصلة بين السورتين كان أبي بن كعب يعتبرهما سورة واحدة، حتى روي عنه أنه لم يفصل بينهما ببسملة.[2] فهذه السورة تبدو امتداد لسورة الفيل قبلها من ناحية موضوعها وجوها. وإن كانت سورة مستقلة مبدوءة بالبسملة، والروايات تذكر أنه يفصل بين نزول سورة الفيل وسورة قريش تسع سور. ولكن ترتيبهما في المصحف متواليتين يتفق مع موضوعهما القريب.[3]


شرح المفردات عدل

  • أَلِفَ : تقول ألفت الشيء إلفا وإلافا، وآلفته إيلافا: إذا لزمته وعكفت عليه مع الأنس به وعدم النفور منه،
  • وقريش : اسم للقبائل العربية من ولد النضر بن كنانة،
  • والرحلة : ارتحال القوم أي شدهم الرحال للمسير،
  • وأطعمهم : أي وسع لهم الرزق، ومهّد لهم سبيله،
  • وآمنهم : أي جعلهم في أمن من التعدي عليهم، والتطاول إلى أموالهم وأنفسهم.

تفسير السورة عدل

إن منة إيلافهم رحلتي الشتاء والصيف، هي المنة التي يذكرهم الله بها ومنة الرزق الذي أفاضه عليهم بهاتين الرحلتين، وبلادهم قفرة جفرة وهم طاعمون هانئون من فضل الله، ومنة أمنهم الخوف، سواء في عقر دارهم بجوار بيت الله الحرام، أم في أسفارهم وترحالهم في رعاية حرمة البيت التي فرضها الله من كل اعتداء.[4]

فيذكرهم بهذه المنن ليستحوا مما هم فيه من عبادة غير الله، وهو رب هذا البيت الذي يعيشون في جواره آمنين طاعمين، ويسيرون باسمه مرعيين ويعودون سالمين. وهو تذكير يستجيش الحياء في النفوس، ويثير الخجل في القلوب. ولكن انحراف الجاهلية لا يقف عند منطق، ولا يثوب إلى حق، ولا يرجع إلى معقول.

﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۝١ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ۝٢ أي فلتعبد قريش ربها شكرا له على أن جعلهم قوما تجارا ذوي أسفار في بلاد غير ذات زرع ولا ضرع، لهم رحلتان رحلة إلى اليمن شتاء لجلب الأعطار والأفاويه التي تأتي من بلاد الهند والخليج العربي إلى تلك البلاد ورحلة في الصيف إلى بلاد الشام لجلب الحاصلات الزراعية إلى بلادهم المحرومة منها. وقد كان العرب يحترمونهم في أسفارهم، لأنهم جيران بيت الله وسكان حرمه، وولاة الكعبة، فيذهبون آمنين، ويعودون سالمين، لا يمسهم أحد بسوء على كثرة ما كان بين العرب من السلب والنهب والغارات التي لا تنقطع. فكان احترام البيت ضربا من القوة المعنوية التي تحتمي بها قريش في الأسفار، ولهذا ألفتها نفوسهم، وتعلقت بالرحيل، استدرارا للرزق. وهذا الإجلال الذي ملك نفوس العرب من البيت الحرام، إنما هو من تسخير رب البيت سبحانه، وقد حفظ حرمته، وزادها في نفوس العرب ردّ الحبشة عنه حين أرادوا هدمه، وإهلاكهم قبل أن ينقضوا منه حجرا، بل قبل أن يدنوا منه. ولو نزلت مكانة البيت من نفوس العرب، ونقصت حرمته عندهم، واستطالت الأيدي على سفّارهم لنفروا من تلك الرحلات، فقلّت وسائل الكسب بينهم، لأن أرضهم ليست بذات زرع ولا ضرع، وما هم بأهل صناعة مشهورة يحتاج إليها الناس فيأتوهم وهم في عقر ديارهم ليأخذوا منها، فكانت تضيق عليهم مسالك الأرزاق وتنقطع عنهم ينابيع الخيرات. ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ۝٣ [قريش:3] الذي حماه من الحبشة وغيرهم، ومكّن منزلته في النفوس، وكان من الحق أن يفردوه بالتعظيم والإجلال. ثم وصف رب هذا البيت بقوله: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) أي إنه هو الذي أوسع لهم الرزق، ومهد لهم سبله، ولولاه لكانوا في جوع وضنك عيش. (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) أي وآمن طريقهم، وأورثهم القبول عند الناس، ومنع عنهم التعدي والتطاول إلى أموالهم وأنفسهم، ولولاه لأخذهم الخوف من كل مكان فعاشوا في ضنك وجهد شديد.
وإذا كانوا يعرفون أن هذا كله بفضل رب هذا البيت، فلم يتوسلون إليه بتعظيم غيره، وتوسيط سواه عنده؟ مع أنه لا فضل لأحد ممن يوسطونه في شيء من النعمة التي هم فيها، نعمة الأمن ونعمة الرزق: وكفاية الحاجة. اللهم ألهم قلوبنا الشكر على نعمك التي تترى علينا، وزدنا بسطة في العلم والرزق.

المراجع عدل

وصلات خارجية عدل