الخدمات البشرية هي مجال متعدد التخصصات من الدراسة يهدف إلى تلبية الاحتياجات البشرية من خلال قاعدة معرفة مطبقة تركّز على الوقاية بالإضافة إلى علاج المشاكل والحفاظ على الالتزام بتحسين الجودة الشاملة لحياة المجتمع الخدمي. تتضمن هذه العملية دراسة التقنيات الاجتماعية (أساليب الممارسة والنماذج والنظريات) وتقنيات الخدمة (البرامج والمنظمات والنظم) والابتكارات العلمية التي صممت لتخفيف المشاكل وتحسين نوعية حياة الأفراد والأسر والمجتمعات من أجل تحسين تقديم الخدمة بتنسيق أفضل وإمكانية وصول ومساءلة.

تتمثل مهمة الخدمات البشرية في تعزيز الممارسة التي تنطوي على العمل في ذات الوقت على جميع مستويات المجتمع (مقاربة الشخص الكامل) من أجل تعزيز استقلالية الأفراد أو الجماعات وجعل أنظمة الخدمات البشرية غير الرسمية أو الرسمية أكثر كفاءة وفعالية، بالإضافة إلى الدعوة إلى التغيير الاجتماعي الإيجابي داخل المجتمع.

يسعى ممارسو الخدمات البشرية إلى ترقية استقلالية مستخدمي الخدمة من خلال المشاركة المدنية والتعليم وتحسين الصحة والتغيير الاجتماعي على جميع مستويات المجتمع. يشارك الممارسون أيضًا في الدفاع عن النظم البشرية بحيث تبقى متاحة ومتكاملة ونشطة وفعالة.

يمكن إيجاد البرامج الأكاديمية للخدمات البشرية بسهولة في الكليات والجامعات التي تمنح درجات علمية في مستويات المشاركين وطلاب درجة البكالوريا والتخرّج. توجد برامج الخدمات البشرية في جميع أنحاء العالم.

تاريخ عدل

الولايات المتحدة الأمريكية عدل

للخدمات البشرية جذور في النشاطات الخيرية للمنظمات الدينية والمدنية تعود بتاريخها إلى فترة الاستعمار، وبالرغم من ذلك لم يبدأ النظام الأكاديمي للخدمات البشرية حتى الستينيات. في ذلك الوقت، بدأت مجموعة من الأكاديميين الجامعيين حركة الخدمات البشرية الجديدة وبدأت في تشجيع اعتماد تصور جديد حول تقديم الخدمات البشرية بالإضافة إلى الاحترافية في مجالات المساعدة التقليدية. كان الهدف الرئيسي للحركة هو جعل تقديم الخدمات أكثر كفاءة وفعالية وإنسانية، بينما تناولت الأهداف الأخرى إعادة تعليم المهنيين المساعدين التقليديين (التعليم بين الفنيين) بهدف الوصول إلى تقدير أكبر للفرد ككل (علم النفس الإنساني) وأن يكونوا مسؤولين أمام المجتمعات التي يخدمونها (ما بعد الحداثة)، كما سيتعلم المهنيون تحمل المسؤولية على جميع مستويات الحكومة، واستخدام مقاربات النظم للنظر في المشاكل الإنسانية، والمشاركة في التغيير الاجتماعي التقدمي.

كانت البرامج الأكاديمية التقليدية مثل التعليم والتمريض والخدمة الاجتماعية والقانون والطب مقاومة للتصور الجديد لحركة الخدمات البشرية لأنها بدت وكأنها تتحدى حالتهم المهنية. انطوى تغيير المفهوم التقليدي للاحترافية على إعادة التفكير في مراقبة المستهلك وتوزيع السلطة، كما دعت الحركة الجديدة ممتهني الخدمة البشرية إلى العمل من أجل التغيير الاجتماعي، وقد اقتُرح أن الحد من السيطرة الاحتكارية على المهنيين يمكن أن يؤدي إلى دمقرطة المعرفة وقد يقود إلى تقوية المهنيين بالنيابة عن العملاء والمجتمعات ضد المؤسسات المهنية.

كما أملت الحركة أيضًا أن تصبح أنظمة تقديم الخدمات البشرية متكاملة وشاملة وأكثر إتاحة، ما يجعلها أكثر إنسانية لمستخدمي الخدمة. وبالنتيجة، كانت مقاومة المهن المساعدة التقليدية بمثابة قوة دافعة لمجموعة من المعلمين في التعليم العالي لبدء النظام الأكاديمي الجديد للخدمات الإنسانية.[1][2][3][4]

يرى البعض أن نظام الخدمات البشرية ذو هوية محددة كمهنة تصلح وتكمل المهن التقليدية الأخرى، بالرغم من ذلك لم يتفق المهنيون والعلماء الآخرون على تعريف موثوق للخدمات البشرية.[5][6]

البرامج الأكاديمية عدل

الولايات المتحدة الأمريكية عدل

التطوير عدل

جادل تشاينول وبارنفورد أن برامج الخدمات البشرية يجب أن تُثقّف وتُدرب الطلاب في مستوى التخرج أو الدراسات العليا في حال طمحت أن تُعتبر نظامًا احترافيًا أو مهنيًا. أسست أودري كوهين (مواليد عام 1932، وتوفيت عام 1996) التي اعتبرت معلّمة مبدعة في زمانها، برنامجًا تقدميًا للخدمات البشرية للخريجين، كما قدمت كلية أودري كوهين للخدمات البشرية، والتي تسمى حاليًا كلية متروبوليتان في نيويورك، واحدة من أوائل برامج التخرج في عام 1974. في نفس الفترة الزمنية، أصبحت كلية سبرينجفيلد في ولاية ماساتشوستس، قوة عظمى في الحفاظ على الخدمات البشرية كنظام أكاديمي. تعد كلية سبرينجفيلد حاليًا واحدة من أقدم وأكبر برامج الخدمات البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية.[7]

البرامج الحالية عدل

في الوقت الحالي، هناك برامج أكاديمية في الخدمات البشرية في مستويات المشاركين وطلاب درجة البكالوريا والتخرج، هناك ما يقارب 600 برنامج خدمات بشرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. يحصي دليل عبر الإنترنت لبرامج الخدمات البشرية العديد (ولكن ليس جميع) من البرامج في كل الولايات بالاقتران مع حالة اعتمادهم، عن طريق مجلس المعايير في تعليم الخدمات البشرية (CSHSE).[7]

يُقدّم مجلس المعايير في تعليم الخدمات البشرية (CSHSE) اعتمادًا في برامج الخدمات البشرية على مستوى التعليم العالي. تعد عملية الاعتماد طوعية وتطلّب عملًا كثيفًا، صُمّم لضمان جودة وترابط وملاءمة تعليم الخدمة البشرية من خلال المعايير القائمة على البحث وعملية مراجعة الأقران. وفقًا لموقع المجلس (CSHSE)، لا يوجد سوى 43 برنامجًا معتمدًا للخدمات البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية[8]

الشهادة واستمرار التعليم عدل

الولايات المتحدة الأمريكية عدل

وضع مركز الاعتماد والتعليم (CCE) شهادة اعتماد الممارس في مجال الخدمات البشرية (HS-BCP) بمساعدة المنظمة الوطنية للخدمات البشرية (NOHS) ومجلس المعايير في تعليم الخدمات البشرية (CSHSE). أُنشئت بيانات الاعتماد لممارسي الخدمات البشرية الذين يسعون إلى تحسين حياتهم المهنية من خلال الحصول على التحقق المستقل من معرفتهم العملية وخلفيتهم التعليمية.

يمكن لخريجي برامج الخدمات الإنسانية الحصول على شهادة اعتماد الممارس في مجال الخدمات البشرية (HS-BCP) المقدمة من مركز الاعتماد والتعليم (CCE). تضمن شهادة (HS-BCP) أن ممارسي الخدمات البشرية يقدمون خدمات جيدة كما أنهم مزودو خدمات مؤهلين ملتزمين بالمعايير العالمية ويحترمون المعايير الأخلاقية لمهنيّي الخدمات البشرية بالإضافة إلى المساعدة في توحيد الهوية المهنية لممارسي الخدمات البشرية.[9]

المنظمات المتخصصة عدل

أمريكا الشمالية عدل

توجد العديد من منظمات الخدمات البشرية المهنية المختلفة للمهنيين والمعلمين والطلاب المتاح الانضمام إليها في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.[10]

كندا عدل

يعد المعهد الكندي للخدمات الإنسانية منظمة للتحفيز والتعليم والبحث العلمي من أجل النهوض بالعدل الصحي والتعليم التقدمي والتجديد الاجتماعي. يتعاون المعهد مع الباحثين والممارسين الميدانيين والمنظمات المجتمعية والشركات التي تتصف بالوعي الاجتماعي، إلى جانب مستويات مختلفة من المؤسسات الحكومية والتعليمية، لضمان بقاء قطاع الخدمات الصحية والبشرية الكندي مسؤولاً أمام المصلحة الأكبر للمجتمع المدني الكندي فضلًا عن المكاسب المهنية أو التجارية أو الاقتصادية قصيرة الأمد.[11]

المراجع عدل

  1. ^ Baker، F (يونيو 1974). "From community mental health to human service ideology". American Journal of Public Health. ج. 64 ع. 6: 576–581. DOI:10.2105/ajph.64.6.576. PMC:1775477. PMID:4829069.
  2. ^ Agranoff، R. (1974). "Human services administration: Service delivery, service integration, and training". في Mikulecky، Thomas J. (المحرر). Human services integration: a report of a special project conducted by the American Society for Public Administration. Washington, DC: American Society for Public Administration. ص. 42–51. OCLC:918115.
  3. ^ Reiff، R. (1970). "Community psychology, community mental health and social needs: The need for a body of knowledge in community psychology". في Iscoe، Ira؛ Spielberger، Charles D. (المحررون). Community psychology: Perspectives in training and research. New York: Appleton. ص. 1-. ISBN:9780390477712. OCLC:92432.
  4. ^ Dumont، M (1970). "The changing face of professionalism". Social Policy. ج. 1: 26–31.
  5. ^ Kincaid، Susan O. (2009). "Defining human services: A discourse analysis" (PDF). Human Service Education. ج. 29 ع. 1: 14–23. ISSN:0890-5428. مؤرشف من الأصل في 2015-10-08.
  6. ^ Mehr، Joseph J.؛ Kanwischer، Ronald (2004). Human services: concepts and intervention strategies (ط. 9th). Boston: Pearson/Allyn and Bacon. ISBN:9780205381210. OCLC:51477841.
  7. ^ أ ب Grant، Gerald؛ Riesman، David (1978). The perpetual dream: reform and experiment in the American college. Chicago: University of Chicago Press. ISBN:9780226306056. OCLC:3203327.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  8. ^ "Directory of human services programs". مؤرشف من الأصل في 29 September 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  9. ^ "Human Services-Board Certified Practitioner". Center for Credentialing and Education. مؤرشف من الأصل في 2013-12-02.
  10. ^ "National Organization for Human Services". مؤرشف من الأصل في 2019-05-26. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-06.
  11. ^ "The Canadian Institute for Human Services". مؤرشف من الأصل في 2014-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-16.

{{المراجع