النهر الكبير ذو القلبين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح تحويلات القوالب
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح رابط (1)
(10 مراجعات متوسطة بواسطة 5 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1:
{{صندوق معلومات قصة قصيرة
[[ملف:Ernest Hemingway 1923 passport photo.jpg|200px|تصغير|[[إرنست همينغوي|ارنست هيمنجواي]] عام 1923، قبل عامين من نشر "النهر الكبير ذو القلبين"]]
| الاسم = النهر الكبير ذو القلبين
'''النهر الكبير ذو القلبين''' {{إنج|'''Big Two-Hearted River'''}} هي قصة قصيرة من جزأين للكاتب الأمريكي [[إرنست همينغوي|إرنست هيمنجواي]] نشرت عام 1925 ضمن طبعة بوني وليفرايت لقصة "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]"، وهي أول مجلد أمريكي لروايات هيمنجواي، وتتميز القصة ببطل واحد هو [[نيك آدامز (شخصية خيالية)|"نيك آدامز"]] والذي يعكس [[سيرة ذاتية|السيرة الذاتية]] لهيمنجواي في تلك الفترة، ويسمع صوته مرتين فقط في القصة.
|صورة = Ernest Hemingway 1923 passport photo.jpg
| العنوان الأصلي = {{إنج|Big Two-Hearted River}}
[[ملف:Ernest|تعليق Hemingway 1923 passport photo.jpg|200px|تصغير| = [[إرنست همينغوي|ارنست هيمنجواي]] عام 1923، قبل عامين من نشر "النهر الكبير ذو القلبين"]]
| الكاتب = [[إرنست همينغوي]]
| اللغة = [[إنجليزية أمريكية|الإنجليزية الأمريكية]]
| النوع الفني = [[قصة قصيرة]]
| نشرت في = [[فى وقتنا (مجموعة قصصية)|فى وقتنا]]
| تاریخ النشر = 1924
}}
'''النهر الكبير ذو القلبين''' {{إنج|'''Big Two-Hearted River'''}} هي قصة قصيرة من جزأين للكاتب الأمريكي [[إرنست همينغوي|إرنست هيمنجواي]] نشرت عام 1925 ضمن طبعة بوني وليفرايت لقصة "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]"، وهي أول مجلد أمريكي لروايات هيمنجواي، وتتميز القصة ببطل واحد هو [[نيك آدامز (شخصية خيالية)|"نيك آدامز"]] والذي يعكس [[سيرة ذاتية|السيرة الذاتية]] لهيمنجواي في تلك الفترة، ويسمع صوته مرتين فقط في القصة.
 
وتكشف القصة عن الطابع المدمر للحرب وكيف تقاومه طاقات الطبيعة الشافية والمُصلحة، ولقد أشاد [[نقد أدبي|النقاد]] بالقصة عندما نُشرت بأسلوب [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]]، وأصبحت عملاً مهماً من أعماله، وتعد هذه [[قصة (أدب)|القصة]] واحدة من باكورة أعمال هيمنجواي التي وظف فيها "[[نظرية الجبل الجليدي]]" الخاصة به في الكتابة، وهي منهج معاصر للكتابة [[نثر|النثرية]] يعتمد على التلميح لا التصريح للمغزى الأساسي، كما تقتصر القصة على الوصف وتخلو عمداً من [[حبكة|الحبكة]].
السطر 8 ⟵ 18:
== الخلفية والنشر ==
 
انتقل هيمنجواي مع زوجته [[هادلي ريتشاردسون|هادلي]] إلى [[باريس]] عام 1922، حيث عمل كمراسل أجنبي لصحيفة [[تورونتو ستار]]، وأصبح صديقاً لكتاب أتبعوااتبعوا مذهب الحداثة وتأثر بهم مثل [[فرنسيس سكوت فيتسجيرالد|فرنسيس سكوت فيتزجيرالد]] و[[فورد مادوكس فورد]] و[[جيمس جويس]] و[[عزرا باوند]] و[[جيرترود شتاين]]<ref>ميجان فلويد ديسنويرز، [httphttps://www.jfklibrary.org/Research/The-Ernest-Hemingway-Collection/Online-Resources/Storytellers-Legacy.aspx?p=1 "Ernest Hemingway: A Storyteller's Legacy"]. مكتبة جون كينيدي، اطلع عليه بتاريخ 30 سبتمبر 2011 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170728070807/https://www.jfklibrary.org/Research/The-Ernest-Hemingway-Collection/Online-Resources/Storytellers-Legacy.aspx?p=1 |date=28 يوليو 2017}}</ref>، ولقد شهد عام 1923 نشر أول أعمال هيمنجواي، وهو مجلد صغير تحت عنوان "[[ثلاث قصص وعشر قصائد]]"، أتبعه بنشر مقالات أخرى قصيرة في العام التالي، وهي "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]،"<ref name="Baker15ff">Baker (1972), 15–18</ref><ref>Oliver (1999), 168–169</ref> وفي عام 1924، بدأ يكتب قصص ليضيفها إلى المجلد مع "النهر الكبير ذو القلبيين" كما كان مقررًا أن تكون النموذج الأخير، على أمل أن يتمكن من نشرها في [[نيويورك]]، فبدأ يكتب [[قصة (أدب)|القصة]] في شهر [[مايو]] من هذه السنة ولكنه لم ينهها حتى سبتمبر حيث قضى الصيف وهو يساعد عزرا باوند وفورد مادوكس فورد في إطلاق مجلة "المراجعة العابرة للأطلنطي".<ref name = "Mellow271ff">Mellow (1992), 271</ref>
 
[[ملف:GertrudeStein JackHemingway Paris.jpg|تصغير|صورة [[جيرترود شتاين|لجيرترود شتاين]] مع جاك ابن [[إرنست همينغوي|ارنست هيمنجواي]] عام 1924، وقد نصحت شتاين هيمنجواي بتقصير نهاية النهر الكبير ذو القلبين.]]
 
وتتميز قصة "النهر الكبير ذو القلبين" بتوافر عناصر السيرة الذاتية القوية،<ref name="بينسون 1989، 350">بينسون (1989)، 350</ref> ففي خلال [[الحرب العالمية الأولى]] أصبح هيمنجواي عضوًا في {{المقصود|الصليب الأحمر|الصليب الأحمر}} وعمره 19 عاماً، وتم إرساله إلى الجبهة الإيطالية في فوسولوتا كسائق سيارة إسعاف،<ref>ميلاو (1992)، 48-49</ref> وفي أول يوم له هناك ساعد على استعادة رفات عاملات قُتلوا في انفجار مصنع ذخيرة، وقد كتب عنهم بعد ذلك في كتابه "موت في الظهيرة": "أذكر أننا بعد أن بحثنا بدقة للحصول على الجثث كاملة، وجدنا فقط أشلاء"<ref>ميلاو (1992)، 57</ref>، وبعد أيام قليلة، في يوليو 1918، أصيب هيمنجواي بجروح بالغة عندما انفجرت قنبلة هاون بين ساقيه،<ref>ميلاو (1992)، 57-60</ref> فأرسل إلى مشفي في [[ميلانو]] حيث ظل يتعافى بها لمدة ستة أشهر، وبعد عودته للمنزل، ذهب هيمنجواي في [[سبتمبر]] 1919 مع صديقيين من أصدقاء [[مدرسة ثانوية|المدرسة الثانوية]] في رحلة [[صيد]] و[[تخييم]] في الريف قرب [[سيناي|سيني]] في شبه جزيرة [[ميشيغان]] استمرت أسبوعاً، وكانت هذه الرحلة مصدر إلهامه في قصة "النهر الكبير ذو القلبين".<ref>توماس بوتنام، [httphttps://www.archives.gov/publications/prologue/2006/spring/hemingway.html "هيمنجواي في الحرب وتداعياتها"]. الأرشيف القومي. استرجاع 30 نوفمبر 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121018094656/http://www.archives.gov/publications/prologue/2006/spring/hemingway.html |date=18 أكتوبر 2012}}</ref><ref>ميلاو (1992)، 101</ref>
 
وتُظهر المخطوطة استخدام ضمائر الجمع، مما يشير إلى أنه في نسخة مبكرة كانت هناك شخصيات أكثر في القصة، لكن عند النشر حُذفت أي إشارة لأصدقائه أو لسكان البلدة وتُرك "نيك" وحيداً في [[الغابة (فيلم)|الغابة]]،<ref>جونستون (1984)، 35</ref> وعندما سأل هيمنجواي شتاين عن رأيها في المسودة في أكتوبر عام 1925، نصحته بأن يحذف 11 صفحة من تيار الذكريات الواعية التي كتبها من وجهة نظر '''"نيك"'''، ولقد أخذ هيمنجواي بنصيحتها وأعاد صياغة النهاية، وكتب إلى [[محرر|محرره]]: "لقد اكتشفت أن آخر 11 صفحة من القصة الأخيرة ما هي إلا حماقة".<ref name="ميلاو 1992، 273-277">ميلاو (1992)، 273-277</ref>
 
ولقد كتب كاتب [[السيرة النبوية|السيرة]] "جيمس ميلاو" أن في هذه المرحلة المبكرة من حياة [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] المهنية، فإنه لم يكن قد طور [[موهبة|موهبته]] بالقدر الكافي الذي يمكنه من دمج [[تأمل|التأملات]] {{المقصود|الذاتية|ذاتية}} بشكل كامل و[[محترف|احترافي]] كما يعتقد، كما أن {{المقصود|الحلقة المفقودة|حلقة مفقودة}} ربما كانت "رحلة قوة"، وربما كانت قد كُتبت في فترة أكثر نضجًا من تطور [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]]<ref name="ميلاو 1992، 273-277"/>، وفي [[يناير (شهر)|يناير]] عام 1925، وبينما يحل [[شتاء|الشتاء]] في شرونس في [[النمسا]]، وفي انتظار رد من {{خطابات|خطاب}} الاستعلام المكتوبة للأصدقاء و{{الناشرين|ناشر}} في [[الولايات المتحدة|أميركا]]، قدم [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] القصة للنشر في [[مجلة]] صديقه "إرنست والش" الأدبية التي اُنشأت حديثًا "هذا الربع"، حيث اشتراها "والش" بمبلغ 1000 [[فريدون|فرانك]] [[فرنسا|فرنسي]]، وهو أعلى مبلغ تلقاه [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] مقابل عمل أدبي.<ref>ريونالدو (1989)، 263، 271</ref>
 
وفي الخامس من [[أكتوبر]] 1925، نشرت الطبعة المُوسعة من "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]" من قبل "بوني وليفيرايت" في [[نيويورك]]،<ref>بيكر (1972)، 410; أوليفر (1999)، 169</ref> وكانت آخر قصة في [[المجلد]] هي "النهر الكبير ذو القلبيين"،<ref name="فلورا 2004، 41">فلورا (2004)، 41</ref> والتي في وقت لاحق لمجموعة هيمنجواي "العامود الخامس والقصص التسع والأربعون الأولى" التي نشرت في أكتوبر عام 1938، وإلى مجموعتي [[قصة قصيرة|قصص قصيرة]] نشرت بعد [[موت|موته]] هما: "{{المقصود|قصص|قصص}} [[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك آدامز]]" عام 1972، و"القصص القصيرة الكاملة [[إرنست همينغوي|لإرنست هيمنجواي]]: طبعة فينكا فيجيا" عام 1987.<ref>بيكر (1972)، 412؛ أوليفر (1999)، 394</ref>
 
== الحبكة ==
السطر 53 ⟵ 63:
يلمح الباحث "ويليم أدير" إلى أن تجربة نيك آدامز في الحرب كانت مختلفة، بل أنها ربما كانت صادمةً أكثر من تجربة هيمنجواي نفسه، كما كتب أنه لا يجب الخلط بين إصابة "نيك" الغير محددة وإصابة هيمنجواي أو تحديدها تلقائيًا.<ref>أدير (1991)، 586</ref> وبالرغم من أن روائع هيمنجواي من أمثال "النهر الكبير ذو القلبين" ربما ترتكز أساسًا على "الأفكار [[أسود (لون)|السوداء]]" عن الإصابة في الحرب،<ref>بينسون (1989)، 352</ref> ويعتقد "جاكسون بنسون" أن تفاصيل [[سيرة ذاتية|السيرة الذاتية]] قد تم توظيفها كتقنيات تأطير لإبداء الملاحظات عن الحياة على نحوٍ عام وليس فقط عن تجربة "نيك" فحسب.<ref name="بينسون 1989، 350"/>
 
وكتب بنسون كذلك أن هيمنجواي قد أبدع [[سيناريو (فن)|سيناريوهات]] "ماذا لو" من مواقف حقيقية في أوائل قصصه، والتي صورها في شخصية خيالي، وتسأل الشخصية نفسها: "ماذا لو إنني قد أصِبتُ وفقدتُ عقلي؟"، كما كتب ايضًا أن "الكثير من قصص [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] تبدو [[حلم|كالحلم]]، فباكورة أعماله وأفضلها دائمًا ما تُقارن [[كابوس|بكابوس]] قهري، كما في الصور المتواترة في "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]"،"<ref>بينسون (1989)، 351</ref> ويرى أدير موقع [[نهر|النهر]] بمثابة تصوير خيالي [[نهر بيافي|لنهر بيافي]] القريب من فوسالاتا، حيث اصيب هيمنجواي [[قذيفة|بقذيفة]] {{المقصود|[[هاون (سلاح)|هاون}}]]، وربما يكون هيمنجواي قد أخذ فكرة [[مستنقع|المستنقع]] من [[تضاريس]] [[معركة]] '''بورتوجراندا'''، والتي كتب عنها هيمنحواي في قصة نشرها في [[صحيفة|جريدة]] عام 1922، قائلا عنها: "لقد هاجم [[النمسا|النمساويون]] و<nowiki/>[[إيطاليا|الايطاليون]] ودافعوا في موقع عميق من مياه [[مستنقع|المستنقع]]."<ref>اقتباس، أدير (1991)، 585</ref> كما يرى أدير كذلك أن اصابة هيمنجواي قد انعكست في {{المقصود|مشهد|مشهد}} فقدان "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" [[سلمون مرقط|سمكته]] التي قال عنها "أنها أكبر [[سمك|سمكة]] اصطدتها في حياتي"، بالإضافة إلى الصور الوصفية [[حذاء|كالحذاء]] الذي "تلطخ بالوحل" بسبب الماء، إشارة إلى تذكر هيمنجواي "[[شعور]] وكأن [[جزمة|حذائه]] قد امتلأ بالماء الدافئ ([[دم|الدم]]) بعد إصابته".<ref>أدير (1991)، 586-587</ref>
 
وبينما كان يكتب "وليمة متنقلة" تذكر هيمنجواي "النهر الكبير ذو القلبين"، وتذكر حين كان {{اقتباس مضمن|جالسًا في ركن وضوء ما بعد الظهيرة يسقط على كتفي أكتب في دفتر مذكراتي... فعندما توقفت عن الكتابة لم أكن أريد أن اترك النهر حيث يمكنني أن أرى [[سلمون مرقط|اسماك السلمون المرقطة]] في البحيرة، ومياه سطحه تتدفق بسلاسة تجاه أخشاب الجسر. كانت القصة عن العائد من الحرب، ولكن لم تُذكر الحرب فيها.}}<ref>اقتباس، فلورا (2004)، 43</ref>
السطر 59 ⟵ 69:
=== الطبيعة ===
 
تصور قصص [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] [[طبيعة|الطبيعة]] عادة كمصدر للجوء و[[إحياء (فقه)|الإحياء]]، فهو يظهر شخوصه دائمًا تنسحب إلى [[ريف|الريف]] باحثة عن {{المقصود|بعث|بعث}} جديد، وتتشكل الطبيعة كمكان تتجلي فيه لحظة [[فخر|الفخر]] الوجودية للصيادين، وخاصة حين تسقط [[فرسية (طراح)|الفريسة]] بين أيديهم<ref>ستولتزفيوس(2005), 215–218</ref><ref>بيرمان (2011)، 66</ref>، وفي قصة "النهر الكبير ذو القلبين" يبتعد [[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك آدامز]] عن [[بلدة|البلدة]] التي لحقها الخراب ويذهب إلى [[غابة|الغابة]] ويسير إلى [[نهر|النهر]] دون أن يتأذى من الحريق، وقد كان الدافع وراء رحلته هو [[مغفرة|الغفران]]، وقد وصفه [[نهر|النهر]] بـ "ذو القلبيين" لأنه يعطي الحياة في شكل [[طعام]] ([[سمك|الأسماك]]) ولأنه يتيح الخلاص<ref>فلورا (2004)، 44</ref>.
 
{{صندوق اقتباس
السطر 65 ⟵ 75:
| width = 225
| اقتباس =
"كان {{المقصود|المرج|المرج}} مبللا [[ندى|بقطرات الندي]]، وكان "نيك" يريد الامساك بالجنادب لاستخدامها كطعم قبل أن تجفف الشمس [[عشب|العشب]]، ووجد بالفعل الكثير من الجنادب الجيدة... كانت باردة ومبللة بالندي ولم يكن باستطاعتها [[جندب|القفز]] الا إذا جففتها الشمس، فالتقطها "نيك" وأخذ منها فقط [[بني (لون)|البنية]] اللون ذات الحجم المتوسط ووضعها في [[قنينة|زجاجة]]<ref name="هيمنجواي، طبعة 1973، 169"/>"
| المصدر = النهر الكبير ذو القلبيين - ارنست هيمنجواي
}}
 
ويتوقف "نيك" في الغابة عند بستان [[شجرة|أشجار]] وُصف بأنه يشبه [[معبد|المعبد]]، وهو وصف يحاكي [[رواية (أدب)|رواية]] "[[شارة الشجاعة الحمراء]]" [[ستيفن كرين|لستيفن كرين]]،والتي فيها يهرب هنري فليمينج إلى [[بستان]] أشجار يشبه المعبد، وفي البستان ينام "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" [[نوم|نومًا]] جيدًا لأول مرة منذ اندلاع [[الحرب العالمية الأولى|الحرب]]، فهو في ذلك الوقت قد بدأ عملية الاستشفاء، وفي الصباح الباكر يذهب إلى النهر ويخوض في {{المقصود|المياه|المياه}} كي يصطاد، فتخيفه قوة {{المقصود|التيار|التيار}} في البداية ويجد صعوبة في بعض الأحيان في التحكم في نفسه<ref>فلورا (2004)، 51</ref>.
 
يصف [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] [[طبيعة]] ميشيغان - التي ربما كانت مألوفة له في [[شباب|شبابه]] حيث كان يقضي [[صيف|الصيف]] في [[كوخ]] العائلة في بحيرة والون [[جنوب]] [[ميشيغان]]- يصفها
بطريقة غامضة [[حلم|كالحلم]]،<ref name="بينسون 1989، 350"/> ويرى رونالدو بيرمان أن تناول هيمنجواي [[مشهد حضري (بصري)|للمناظر الطبيعية]] يشبه [[رسم زيتي|لوحة زيتية]] يعرض من خلالها حالة "نيك" العقلية.<ref name="بيرمان 2011، 61">بيرمان (2011)، 61</ref> ويُقارن وصف [[نهر|مياه النهر]] بوصف الكاتب الأميركي [[فلسفة متعالية|المتعالي]] "[[هنري ديفد ثورو|هنري ديفيد ثورو]]" لبركة [[والدن]]، ويرى كاتب السيرة "مايرز" القصة مزيجًا من [[البدائية]] و{{المقصود|الرقي|الرقي}}والرقي الأمريكيين، فـ "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" يبرهن على شعورًا بالخسارة "ليس ببساطة رحمة تحت الضغط وإنما تحت [[حصار|الحصار]]"<ref>مايرز (1985)، 145</ref>.
 
النظر للطبيعة على أنها الخير و[[حضارة|للحضارة]] على أنها الشر هو موضوع منتشر في [[أدب أمريكي|الأدب الأمريكي]]، وموجود في أعمال [[كلاسيكية|الكلاسيكيين]] الأمريكين مثل شخصية "هاكيلبري فن" للكاتب الأمريكي "[[مارك توين]]" التي ظهرت في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، وفي [[رواية (أدب)|رواية]] "اهبط يا موسي" [[رواية (أدب)|للروائي]] [[ويليام فوكنر]]، التي ظهرت في [[القرن 20|القرن العشرين]]،<ref>فلورا (2004)، 46</ref> ووفقًا للباحثة سوزان بيجيل، هيمنجواي هو [[كاتب (توضيح)|كاتب]] طبيعة أمريكي في الأساس، حيث تعزو ذلك إلى تربيته، فقد كانت أمه تؤمن بشدة بحركة "العودة إلى الطبيعة" في مطلع [[القرن 20|القرن العشرين]]، وكان والده [[طبيب|طبيبًا]] يدرس لابنه [[علم|العلوم]] ويأخذه إلى اجتماعات حركة [[لويس أغاسيز|أغاسيز]] وهو صغير. وينعكس التقارب بين [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] [[طبيعة|والطبيعة]] بشدة في "النهر الكبير ذو القلبين" في الايقاعات العريضة حين جعل "نيك" يسافر إلى أعماق [[ريف|الريف]] الأمريكي عله يجد ما يخفف عنه، وفي التفاصيل الصغيرة كوصفه [[لويس أغاسيز|الأغسيزي]] "كائني التوجه" للجنادب<ref>بيجيل (2000), 63–71</ref>.
السطر 80 ⟵ 90:
=== نظرية الجبل الجليدي ===
 
تأثر هيمنجواي بكتابات [[عزرا باوند]] وطبق مبادئ الحركة [[تصويرية|التصويرية]] على عمله، حيث يتضح تأثره بباوند في الأسلوب [[تجريد|التجريدي]] الذي يعد {{المقصود|الطابع|طابع}} الأبسط في باكورة [[رواية (أدب)|روايات]] هيمنجواي الخيالية، ولقد أعلن هيمنجواي إعجابه بالكاتب "[[عزرا باوند|باوند]]" الأكبر منه سنًا، واعترف بأنه -باوند- قد علمه الكثير عن كيفية [[كتابة|الكتابة]]، كما تعلم ايضًا من [[جيمس جويس]]، والذي غرس كذلك فكرة [[نثر|النثر]] الاقتصادي المجرد.<ref>مايرز (1985)، 74، 126</ref>
 
وفي العشرينات اندرجت قصص [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] القصيرة تحت تعريف [[عزرا باوند|باوند]] الضيق [[تصويرية|للتصويرية]]،<ref name="بينسون 1975، 285-287">بينسون (1975)، 285-287</ref> وقد كتب كاتب [[سيرة ذاتية|السيرة]] كارلوس بيتر ان [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] قد حاول في قصصه القصيرة أن يتعلم كيف "يحصد الأكثر من الأقل، وكيف [[تقليم|يقلم]] [[لغة|اللغة]] ليضاعف حدتها، كيف لا يقول الا الحقيقة بطريقة تسمح بقول ما هو أكثر من [[حقيقة|الحقيقة]]."،<ref name="بيكر 1972، 117">بيكر (1972)، 117</ref> حيث تبني [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] هذا الأسلوب من خلال [[تكنولوجيا|تقنية]] اسماها "[[نظرية الجبل الجليدي]]" كما وصفها بيكر، فالحقائق الثقيلة [[طفو|تطفو]] على الماء بينما [[هيكل|البنية]] الداعمة بما فيها [[ترميز|الترميز]] تعمل بعيدًا عن الأنظار،<ref name="بيكر 1972، 117"/> وقد وُصفت [[نظرية الجبل الجليدي]] بـ "نظرية الاسقاط"، ويؤمن [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] بان [[كاتب (مؤلف)|الكاتب]] بإمكانه أن ينقل موضوع أو [[مفهوم]] في حين ان [[كتابة|الكتابة]] عن شيء مختلفة تمامًا، وفي "النهر الكبير ذو القلبين" نجده يتناول بالتفصيل الانشطة المعتادة التي يقوم بها "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]".
السطر 92 ⟵ 102:
}}
 
تمتلأ [[قصة (أدب)|القصة]] بتفاصيل قد تبدو ظاهريًا تافهة، كأن يجمع "نيك" [[جندب|الجنادب]]، ويعد [[بن|القهوة]]، ويصيد سمكة [[سلمون مرقط|سلمون]] كبيرة ثم يفقدها، ومع ذلك، وفي هذا [[مناخ|المناخ]] من الأحداث، يصبح {{المقصود|التوتر|التوتر}} والاثارة قويين جدًا حتى يفصح "نيك" عن [[أفكار (توضيح)|أفكاره]] الداخلية ويأخذ {{المقصود|استراحة|استراحة}}<ref name="ميلاو 1992، 273-277"/>، فبينما يصف [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] بعناية تفاصيل قد تبدو غير [[المحايثة|جوهرية]] في [[صيد|رحلة الصيد]] التي يذهب فيها "نيك"، نراه يتجنب أو بالكاد يلمح للقوة الدافعة في عمله، وقد صيغ الاضطراب العاطفي لـ "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" من خلال عودته لوطنه من [[حرب]] كارثية.<ref>أوليفر (1999)، 321-322</ref> ولقد أفصح [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] عن اعتقاده بان هذا الاغفال يجعل {{المقصود|[[جوهر (فلسفة)|جوهر}}]] القصة وفحواها أكثر حدة، ويرى فلورا أن [[مفهوم]] [[نظرية الجبل الجليدي]] في "النهر الكبير ذو القلبين" أكثر وضوحًا من اى عمل [[أدب|ادبي]] آخر كتبه [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]].<ref name="فلورا 2004، 43"/> ويعتقد بول سميث أن [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] كان فقط لا يزال يختبر هذا الأسلوب خلال مجموعته القصصية "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]"، مؤكدًا على امكانية ملاحظة أسلوب هيمنجواي المبسط في هذه المجموعة، لكن ليس بقدر كبير من التحرير المحكم كما كان في منهجه الأول، والذي كان يرغب في محاكاة آثاره.
 
جاءت جمل [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] إلى الحياة "كأشياء صغيرة هزيلة، ثم أخذت تنمو حتى وصلت إلى حجمها المناسب من خلال عملية تراكم".<ref>سميث (1996)، 45</ref> فلقد تجنب [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] استخدام التراكيب المعقدة كي يعكس رغبة "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" في أن تكون رحلة الصيد بسيطة وغير معقدة، ويبين تحليل للنص أن حوالي 70% من الجمل هي [[جملة|جمل]] سهلة ذات [[تركيب (نحو)|تركيب]] بسيط خالي من التبعية، وأن التكرار غالبًا ما يحل محل الأفكار [[ثقافة فرعية|الفرعية]]، حيث يُبدع التكرار نثرًا ذو "تأثير ايقاعي وشعائري" يركز على النقاط المهمة، كما أن طول الفقرات يتفاوت في الفقرات القصيرة مكثفًا الحدث.<ref>ويلز (1975)، 130-133</ref>
السطر 102 ⟵ 112:
[[ملف:Sous-bois à Fontainebleau, par Paul Cézanne.jpg|تصغير|يسار| قال [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] عن لوحة "في غابة فونتينبلو" للفنان [[بول سيزان]]: "هذا ما نحاول أن نفعله في الكتابة، هكذا وهكذا، وعلينا أن نتسلق على [[غابة|الغابات]] و[[صخر|الصخور]]"]]
 
أٌعجب [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] كثيرًا بالفنان الفرنسي "[[بول سيزان]]"، واتخذ في بداية حياته المهنية لكتاباته [[نثر|النثرية]] أسلوبًا يتماشى مع عمل هذا [[فنان|الفنان]]، وقد ذكر في لقاء معه عام 1949 أن [[بول سيزان|سيزان]] هو فنانه المفضل، وأنه -هيمنجواي- يستطيع عمل [[مشهد حضري (بصري)|منظر طبيعي]] كسيزان، حيث أنه قد تعلم كيف يفعل ذلك عن طريق السير في [[متحف]] [[لوكسمبورغ]] ألف مرة،<ref>مقتبس من بيرمان (2007)، 39</ref> ولقد أراد هيمنجواي أن يشبه [[هيكل]] قصته "النهر الكبير ذو القلبين" أحد لوحات [[بول سيزان|سيزان]]، من خلال {{المقصود|واجهة|واجهة}} جلية التفاصيل ترتكز على خلفية غامضة الملامح<ref>جونستون (1984)، 31</ref>.
 
أرسل هيمنجواي رسالة إلى {{المقصود|شتاين|شتاين}} في [[أغسطس]] عام 1924 يقول فيها: لقد انتهيت لتوي من كتابة قصتين طويلتين... وأنهيت تلك التي كنت أمكث عليها قبل انتقالي إلى إسبانيا حيث أقيم في الريف مثل سيزان مستمتعًا طوال الوقت أو معظمه. قصتي تلك تتكون من حوالي مائة صفحة كاملة لا يحدث خلالها شيئًا جديدًا، غير أن الريف مذهل، ولقد أنهيت حبكتها كاملة".<ref>بيكر(1981)، 122</ref>
 
ولقد كشف وصف [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] للنهر والريف تأثره بأسلوب مرحلة [[ما بعد الانطباعية]]، والذي كان شديد التأثر بالمعاصرين، وكان كثيرًا ما يزور [[متحف]] [[لوكسمبورغ]] حيث رأى لوحات [[بول سيزان|سيزان]] الثلاثة: ليستاك (L'Estaque) وساحة المزرعة (Cour d'une ferme) وأشجار الحور (Les Peupliers)، ولقد تم عرض مجموعة من {{المقصود|لوحات|لوحة (توضيح)}} [[بول سيزان|سيزان]] [[ألوان مائية|المائية]] في [[معرض]] برهايم-جون قبل أن يبدأ -هيمنجواي- في كتابة [[قصة قصيرة|القصة]]، وكتب هيمنجواي في "وليمة متنقلة" أنه كان "يتعلم شيئًا ما من لوحات [[بول سيزان|سيزان]] جعل كتابة [[جملة|جمل]] بسيطة وصادقة أكثر من كافٍ لجعل القصص ذات أبعاد كنت أحاول وضعها فيها".<ref>اقتباس من جونسون (1984)، 28-30</ref>
 
[[ملف:L'Estaque, neige fondante, par Paul Cézanne.jpg|تصغير|لوحة L'Estaque ليستاك -الجليد الذائب للفنان [[بول سيزان|سيزان]]، 1871 (28.75 سم × 36.25 سم)]]
 
لاحظ بيرمان عند مقارنته قصة "النهر الكبير ذو القلبين" بلوحات [[بول سيزان|سيزان]] أن [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] قد أسس "تمثيلا للتكوين والفضاء والضوء"، وأن {{المقصود|الفقرات|الفقرة}} الوصفية المعقدة قد أعطت "الضوء والتكوين... رؤية غالبة معنية كثيرًا بالثبات"، بينما في الخلفية الوسطى "نشعر [[شجرة|بالأشجار]] من خلال التكوينات العامودية والألوان الداكنة فقط".<ref name="بيرمان 2011، 61"/> ومثل [[رسم|لوحات]] سيزان، فمناظر [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] الطبيعية غامضة ولا تمثل أي مكان معين: فلقد احترقت [[سيناي|سيني]] عام 1891 وليس عام 1919، كما أن [[تل|التل]] الذي تسلقه [[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]] غير موجود ابدًا، والفرع الشرقي من [[نهر]] "فوكس" حيث كان يخيم ليس كنزهة طويلة من المدينة.<ref>بيرمان (2007)، 40</ref>
 
ويعتقد جونستون كينيث أن استخدام [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] للترميز يُعد بديلا للدهانات وفرش الطلاء، فهو يرى وصف المدينة بعد الحريق و[[نقل بالسكك الحديدية|خطوط السكك الحديدية]] كأنها كلمات "قد شقت طريقها وسط [[مشهد حضري (بصري)|المناظر الطبيعية]]" مع تشابه طبيعي بيها وبين المناظر الطبيعية في لوحات [[بول سيزان|سيزان]]،<ref name="جونستون 1984، 32-36">جونستون (1984)، 32-36</ref> فالفقرات دقيقة التفاصيل عن مكان [[تخييم|التخييم]] وأنشطة "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" الروتينية تثري واجهة القصة، بينما [[الغابة (فيلم)|الغابة]] و[[مستنقع|المستنقع]] المتوعد الذين أُُبعدا إلى الخلفية يوصفان بطريقة غامضة وبشكل عابر، كما يعمل [[نهر|النهر]] كفاصل بين [[الواجهة (مسلسل)|الواجهة]] والخلفية، ويظهر عميقًا في بعض الأماكن وضحلًا في أخرى، ويتدفق ما بين بطئ وسريع. ويرى بيرمان أن "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" قد أُُظهر كشخصية في [[لوحة]]، فهو يُرى في الواجهة عند [[مخيم|المخيم]] وعلى مسافة من خلفية [[مستنقع|المستنقع]] المظلمة.<ref>جونستون (1984)، 31-32</ref>
السطر 116 ⟵ 126:
=== استخدام الرمز ===
 
يوضح "هيمنجواي"أن "[[نيك آدامز (شخصية خيالية)|نيك]]" غير قادر على التأمل الذاتي ولا على التعامل مع الألم من خلال استخدام [[رمز|الرموز]] ومجموعة من الأشياء الملموسة، مما سمح للقارئ أن يكتشف [[دافع|دوافع]] الشخصية،<ref>زاف (2005), 161</ref> فعلى سبيل المثال، نجده يقع -حرفيًا- من القطار عند وصوله إلى سيني حيث صدمه منظر القرية المحترقة وقد زادت تجربته في الحرب من عمق الصدمة، فنراه يترك خلفه [[قرية|القرية]] {{المقصود|حريقًا|حريق}} ويتسلق تلًا في [[طقس|الجو]] الحار ويتطلع على الدمار الذي حل بالقرية، حيث يرمز الجو الحارق و{{المقصود|الحريق|الحريق}}والحريق إلى ذكريات [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] عن [[إيطاليا]] التي مزقتها [[حرب|الحرب]]، والتي يأمل في إعادة إحياءها مرة أخرى قائلا " لا يمكن أن تكون قد احترقت بالكامل، فهو يعرف ذلك"<ref name="فلورا 2004، 42"/>.
{{صندوق اقتباس
| align = left
السطر 123 ⟵ 133:
| المصدر = [[إرنست همينغوي|ارنست هيمنجواي]] - "النهر الكبير ذو القلبيين"<ref name="هيمنجواي، طبعة 1973، 179"/>
}}
وعلى قمة {{المقصود|التل|التل}} يأخذ "نيك" استراحة ويدخن سيجارة ويتحدث للمرة الأولي، وترى فلورا أن هذا الحديث يرمز إلى [[إنسانية|انسانيتهإنسانيته]] التي فقدها في [[حرب|الحرب]] والتي بدأ يستعيدها من جديد،<ref name="فلورا 2004، 44-45">فلورا (2004)، 44-45</ref> ومن خلف [[قرية|القرية]] نرينرى {{المقصود|الجسر|الجسر}} فوق [[نهر|النهر]] لا يزال موجودًا، حيث يرمز النهر إلى الزمن و[[خلود|الخلود]] وإلى الاستشفاء ودورة [[حياة|الحياة]] و[[موت|الموت]] في [[طبيعة|الطبيعة]]، وربما كان "نيك" يرى الرحلة التي هو فيها كسعي ديني، نظرًا للرمز [[مسيحية|المسيحي]] المتمثل في [[سمك|السمكة]].<ref name="فلورا 2004، 44-45"/>
 
ومن المدينة يمتد طريقًا يؤدي إلى قرية خلفية قديمة يعبر بموجبها جسر تبقي تحته أسماك السلمون المرقط ثابتة ضد التيار، ثباتًا كذلك الذي يحتاج إليه "نيك" بشدة، ومن فوق الجسر يلمح "نيك" جناح [[قرلى|طائر الرفراف]] الجذاب، ذلك الطائر الذي أشار "جونستون" إلى أنه يرمز إلى "الأيام الذهبية والسلام والهدوء"، كما ترمز {{المقصود|الشجرة|الشجرة}} الكبيرة المُقتلعة إلى بطل القصة نفسه الذي اقتلعته [[حرب|الحرب]] من جذوره واضطرته إلى [[نزوح|النزوح]]، وتتمثل [[هشاشة|هشاشته]] في [[سلمون مرقط|أسماك السلمون المرقطة]] التي حررها بحذر حتى لا يضر بالطبقة اللزجة التي تحميها.
 
ويرمز [[مخيم|المخيم]] إلى الأمان، فهو يقع في عمق بستان [[صنوبر|الصنوبر]] وسط اللون [[أخضر|الأخضر]] المريح وراء ثلاثة أشجار ميتة، ويظهر في الخلفية [[مستنقع|المستنقع]] حيث لن يغامر "نيك"،<ref name="جونستون 1984، 32-36"/> كما تُصور [[خيمة|الخيمة]] كملاذ ومكان آمن أقل ظلامًا من المحيط خارجها، وعلى الجانب الآخر، يصف هيمنجواي [[مستنقع|المستنقع]] بشكل يظهره محاطًا [[ضباب|بالضباب]] في [[ليل|الليل]]، وكمكان يحاول "نيك" عمدًا أن يتجنب التفكير فيه، فعندما يستيقظ في {{المقصود|الصباح|الصباح}} وقد استعاد نشاطه نجده يشعر بالقوة وبأن [[مستنقع|المستنقع]] قد أصبح لا يشكل تهديدًا له.<ref>فلورا (2004)، 55-58</ref>
 
== الاستقبال النقدي ==
 
نشرت صحيفة "ثري ماونتنس - [[جبل|الجبال]] الثلاثة" المجموعة القصصية "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]" كجزء من سلسة باوند الأكثر حداثة في [[باريس]] عام 1924، حيث استقبل [[نقد أدبي|النقاد]] العمل بشكل جيد الذي وصفه "إدموند ويلسون" بأنه "التميز الأول"،<ref>مقتبس من فاغنر-مارتن (2002)، 4</ref> ثم كتب في الأربعينات عن "النهر الكبير ذو القلبين": "جنبًا إلى جنب مع [[سلمون مرقط|سمك السلمون المرقط]]... ينتج الفتي القادم من وسط [[غرب]] {{المقصود|أمريكا|أمريكا}} قطعة فنية صغيرة ومميزة ولطيفة"،<ref>ويلسون (طبعة 2005)، 9</ref> وعندما نشرت القصة في [[الولايات المتحدة]]، أكد النقاد على أن [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] قد نشطها بأسلوبه الهش وباستخدامه [[جملة خبرية|الجمل التقريرية]].<ref>ميلاو (1992)، 314</ref> وفي عام 1952 علقت صحيفة "[[نيويورك تايمز]]" على قصة "النهر الكبير ذو القلبين" قائلة إنها واحدة من "أفضل قصص [[إرنست همينغوي|هيمنجواي]] الأولي وأكثرها سعادة"،<ref>روبرت جورهام ديفيس (7 [[سبتمبر]] 1952). [https://web.archive.org/web/20010215224803/http://www.nytimes.com/books/99/07/04/specials/hemingway-sea.html "صياد هيمنجواي التراجيدي"]. نيويورك تايمز. مؤرشفة من [http://www.nytimes.com/books/99/07/04/specials/hemingway-sea.html الأصل] في 15 [[فبراير]] 2001. تم الاسترجاع في 26 [[يونيو|يونيه]] 2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170421223748/http://www.nytimes.com/books/99/07/04/specials/hemingway-sea.html |date=21 أبريل 2017}}</ref> وذلك في تعقيبها على رواية "[[الشيخ والبحر|العجوز والبحر]]" التي كان هيمنجواي سيربح عنها [[جائزة بوليتزر]] و[[جائزة نوبل]] في [[أدب|الأدب]].
 
ويرى كارلوس بيكر أن القصص المنشورة ضمن المجموعة القصصية "[[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]" هي انجاز ملحوظ لأي [[كاتب (توضيح)|كاتب]] شاب،<ref>بيكر (1972)، 21</ref> كما يصف جوزيف فلورا قصة '''"النهر الكبير ذو القلبين"''' بأنها "بلا شك القصة الأكثر تألقًا في المجموعة القصصية [[في وقتنا (مجموعة قصصية)|في وقتنا]]".<ref name="فلورا 2004، 41"/> ولقد أصبحت القصة واحدة من أكثر قصص هيمنجواي تضمينًا في مجموعات أدبية، وواحدة من موضوعات قليلة تصلح [[نقد أدبي|للنقد الأدبي]] الجاد منذ نشرها، كما أنها تنتمي إلى شريعة [[أدب أمريكي|الأدب الأمريكي]] في القرن العشرين، وقد كتب عنها بيجيل أنها "واحدة من أفضل" [[قصة قصيرة|القصص القصيرة]] الأمريكية مثلها في ذلك مثل "[[القارب المكسور]]" [[ستيفن كرين|لستيفن كرين]]، و"يونج جودمان بروان" [[ناثانيال هاوثورن|لناثانيال هاوثورن]] و"[[انهيار منزل أشر (قصة قصيرة)|سقوط بيت أشر]]" [[إدغار آلان بو|لإدغار آلان بو]].<ref>بيجيل (1992)، 3</ref>
السطر 174 ⟵ 184:
{{إرنست هيمنغواي}}
{{شريط بوابات|أدب|أدب أمريكي|الحرب العالمية الأولى|الولايات المتحدة|عقد 1920}}
{{مختارة|تاريخ=10 فبراير 2016|نسخة=18069764 }}
[[تصنيف:روايات الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:روايات إرنست همنغواي]]