جنسانية بشرية ذكرية

تشمل الجنسانية البشرية الذكرية مجموعة متنوعة من المشاعر والسلوكيات. قد يكون شعور الانجذاب لدى الرجال ناتجًا عن سمات بدنية واجتماعية مختلفة في شريكهم المحتمل. يمكن أن يتأثر السلوك الجنسي للرجال بعدة عوامل، تشمل: الاستعدادية التطورية، شخصية الفرد، التنشئة، والثقافة. في حين أن معظم الرجال مغايرو الجنس، توجد أقليات من مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي بدرجاتهم المتفاوتة.[1]

الانجذاب الجنسي عدل

تعتمد تفضيلات الرجل لشريكته الأنثى على عوامل جسدية وغير جسدية، والغلبة للعوامل الجسدية. يتشابه الرجال بقدر كبير في ثقافتهم لتفضيل النساء، ولكن يوجد أيضًا بعض الاختلافات الملحوظة.

عوامل جسدية عدل

تشير الأبحاث إلى أن الرجال عادة ما ينجذبون إلى الشابات[2] ذوات التناسق الجسدي.[3] يرتبط التناسق الوجهي، والأنوثة، والتوسط بالجاذبية أيضًا.[4] يجد الرجال عادةً الصدر الأنثوي جذابًا، وينطبق هذا الأمر على مجموعة ثقافات متنوعة.[5][6][7] وُثق تفضيل النساء ذوات البشرة الفاتحة في العديد من الثقافات.[8][9][10]

تعتبر النساء اللاتي لديهن نسبة الخصر إلى الورك منخفضة نسبيًا أكثر جاذبية. تختلف قيمة النسبة من ثقافة إلى أخرى حسب نسبة خصر إلى ورك المرأة المفضل في الثقافة المحلية. نسبة الخصر إلى الورك المُفضلة في الثقافات الغربية هي صفر فاصل سبعة. تشمل العوامل الفيزيائية الأخرى الممكنة للانجذاب انخفاض مؤشر كتلة الجسم، محيط الخصر المنخفض، ساقين أطول، وانحناء أعمق بمنطقة أسفل الظهر. يتغير تفضيل البنية النحيفة أو البدينة للجسم حسب الثقافة، ولكن من الممكن التنبؤ به. ترتبط البدانة بمكانة أرقى وهي أكثر جاذبية في الثقافات التي يشح فيها الطعام، والعكس صحيح في الثقافات الغنية.[4]

يفضل الرجال عمومًا أن تكون زوجاتهم أصغر منهم سنًا، ولكن مقدار الفرق العمري يختلف من ثقافة لأخرى. كلما زاد عمر الرجل زاد تفضيله لوجود فارق عمري أكبر، بينما يفضل الذكور المراهقون الإناث الأكبر بقليل من سن المراهقة.[4]

يختلف القدر الذي يحدد به الذكر المظهر الجسدي الهام في اختياره لرفيقة زواج طويل الأمد بين الثقافات.[4]

عوامل غير جسدية عدل

يرغب الرجال عند اختيار شريكات لعلاقة طويلة الأمد أن تكون من ذوات الذكاء، واللطف، والتفهم، والصحة الجيدة. يريد الرجال أيضًا من شريكاتهم أن يشاركنهم قيمهم، وأن تكن مماثلات لهم في المواقف والشخصية. تختلف أهمية العفة قبل الزواج اختلافًا كبيرًا وفقًا للثقافة، لكن الخيانة الزوجية عبر الثقافات أزعجت الرجل أكثر من أي ألم آخر قد تسببه زوجته.[4]

السلوك الجنسي عدل

تؤثر عوامل كثيرة في سلوك الرجال الجنسي. يشمل هذا النزعات التطورية، مثل الاهتمام الكبير بالجنس الفطري (العرضي)، وكذلك العوامل الفردية والاجتماعية المتعلقة بالتنشئة، والشخصية، وحالة العلاقة.

الاهتمام بالجنس العرضي عدل

يهتم الرجال أكثر بالجنس العرضي مقارنة بالنساء. يُظِهر الرجال في المتوسط رغبة أكبر في تنوع الشركاء الجنسيين، مع الرغبة بممارسة جنسية بشكل أكثر تواترًا، ويقللون من متطلباتهم بشكل ملحوظ عندما يسعون للتزاوج القصير الأجل، ولديهم خيال جنسي أعلى وتخيلات تتضمن مجموعة متنوعة من الشركاء الجنسيين، ويفيدون بوجود رغبة جنسية أعلى لديهم، ويجدون في تلميحات الاستغلال الجنسي جاذبية للتزاوج على المدى القصير، ويندمون أكثر على تفويت فرصة لممارسة الجنس، ولديهم عدد أكبر من العلاقات غير الشرعية خارج نطاق الزواج، وهم أكثر قابلية من النساء لأن يبحثوا عن علاقات جنسية عابرة وعن صداقات مع مزايا، وأكثر ميلاً للتردد على العاهرات مقارنة بالنساء.[11]

التنشئة والشخصية عدل

تتضمن إحدى الدراسات عدة عوامل تؤثر في السن الذي يمارس فيه الجنسان الجماع لأول مرة. من هذه العوامل: قلة مستويات النشاط الجنسي لدى جميع الفئات العمرية في المدارس من سن ثلاثة عشر عامًا إلى سن ثمانية عشر عامًا، وارتبط انخفاض مستويات النشاط الجنسي بوجود الأبوين، وقدوم الفرد من خلفية اجتماعية اقتصادية أكثر رقيًا، وإظهار أداء أفضل في التعليم المدرسي الذي يتعلمون فيه عن الدين، مع وجود توقعات عالية عن الأبوة أو الأمومة، واهتمام الوالدين بالفرد. على العكس من ذلك، فإن ذوي المستويات العالية من التفاخر بالجسم أظهروا مستويات أعلى من النشاط الجنسي.[12]

العلاقات الجنسية الاجتماعية عدل

أظهر الذكور الذين في علاقة التزامية توجهات اجتماعية جنسية محدودة، ويُتوقع أن يكون لهم استراتيجيات جنسية مختلفة بالمقارنة مع الذكور الذين لهم توجهات اجتماعية جنسية غير مقيدة. إن الذكور ذوي التوجهات الاجتماعية الجنسية المحدودة أقل استعدادًا لممارسة الجنس خارج إطار علاقاتهم الالتزامية، ويعدلون استراتيجياتهم وفقًا لرغبتهم في الالتزام والقرب العاطفي مع شريكاتهم. من غير المرجح أن يقترب الرجال ذوي التوجه الاجتماعي الجنسي المحدود من الإناث اللائي لديهن نسب الخصر إلى الورك أقل من صفر فاصل ثمانية وستين إلى صفر فاصل اثنين وسبعين، وهي النسبة التي تصنف الإناث تبعًا لها بأنهن أكثر جاذبية جسديًا.[13]

الاستثمار الأبوي المتوقع عدل

تقترح الباحثة إليزابيث كاشدان أن استراتيجيات الزواج تختلف بين الجنسين تبعًا لمقدار الاستثمار الأبوي المتوقع من الذكر، وقدمت الدعم البحثي لفرضياتها. وعندما يتوقع الرجال أن يقدموا مستوًى عاليًا من الاستثمار الأبوي، فإنهم سيحاولون اجتذاب النساء عن طريق تأكيدهم على قدرتهم على الاستثمار. وبالإضافة إلى ذلك، حينما يتوقع الرجال أن يقدموا استثمارًا أبويًا أعلى ستزيد احتمالية اهتمامهم بعفتهم وإخلاصهم أكثر من الرجال الذين يتوقعون عدم الاستثمار. فالرجال الذين يتوقعون استثمارًا أبويًا أقل سوف يتباهون بحياتهم الجنسانية أمام النساء. تزعم كاشدان أن الأبحاث تؤكد فكرة أن الرجال الذين يتوقعون تقديم استثمار أبوي يؤكدون على عفتهم وإخلاصهم، وهي إستراتيجية تكلفهم الكثير (لأنها تقلل من فرصهم في الإنجاب) مقترحةً أن هذا النوع من السلوك يجب أن يكون مفيدًا، وإلا لم يكن ليكون سلوكًا جنسيًا اصطفائيًا.[14]

تأكيد التربية عدل

يجب على الذكر أن يساوم على استراتيجياته الجنسية من أجل نجاح استراتيجيته الجنسية في تمرير جيناته إلى أنثى. تحظى النساء بمستويات أعلى من الاستثمار الأبوي لأنهن يحملن الطفل النامي، وثقة أكبر في أمومتهن منذ أن يشاهدن ولادة الطفل. ومن ثم، فإن لدى النساء من الأسباب ما يجعلهن يتقبلن تحمل قدر أكبر من المسؤولية عن تربية أطفالهن. وبالمقارنة، ليس للذكور أي طريقة موضوعية للتأكد من أن الطفل الذي يربونه هو طفلهم بيولوجيًا. بسبب هذا الفارق، يتعين على الذكور أن يكيفوا استراتيجياتهم الجنسية الخاصة بهم لتتناسب مع استراتيجيات الإناث من حولهم.[15]

يعني هذا من بين سلوكيات أخرى أن الرجال من المحتمل أن يهتموا لعفة المرأة، بهذه الطريقة يمكن للذكر أن يكون أكثر ثقة أن نسلها من صلبه. تُشاهد هذه الاستراتيجية في الذكور، ولا تشكك الأنثى قط فيها، ولذلك لا يحظى الذكر العفيف بتقدير ذي قيمة من جانب المرأة. رغم ذلك، تعزز العفة الأنثوية الأبوة بالنسبة للرجال، ما يجعل الرجل يساوم على خرق استراتيجياته الجنسية من أجل اختيار زوجة عفيفة.

العنف الجنسي عدل

يرتكب الرجال الاغتصاب بشكل أكثر بكثير من النساء.[16] وقد يكون الاغتصاب نتيجة ثانوية غير قابلة للتكيف لآليات متطورة أخرى، مثل: الرغبة في التنوع الجنسي، والجنس بدون استثمار أبوي، وعدم استقرار الفرص الجنسية، وإمكانية الاعتداء الجسدي عامةً.[17] يمكن للأدوار الجندرية الذكرية وللشعور بالاستحقاق عامةً والاستحقاق جنسيًا التنبؤ بالمواقف والسلوكيات المتعلقة بالاغتصاب لدى الرجال.[18] غير أن الاصطفاء الطبيعي في بيئة الأسلاف قد يكون في بعض الحالات محابيًا للذكور الذين ارتكبوا الاغتصاب، ما يؤدي إلى إمكانية أن يكون الاغتصاب نفسه تكيفًا.[19] انتقد علماء من عدة مجالات هذه الفكرة.[20] يقول ديفيد بوس أنه لا توجد أدلة واضحة لكلتا الحالتين.[17]

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Bailey، J. Michael؛ Vasey، Paul؛ Diamond، Lisa؛ Breedlove، S. Marc؛ Vilain، Eric؛ Epprecht، Marc (2016). "Sexual Orientation, Controversy, and Science". Psychological Science in the Public Interest. ج. 17 ع. 2: 45–101. DOI:10.1177/1529100616637616. PMID:27113562. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12. {{استشهاد بدورية محكمة}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  2. ^ Buss، David (2003) [1994]. The Evolution of Desire (ط. second). New York: Basic Books. ص. 51–4. ISBN:978-0-465-07750-2. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  3. ^ Tattersall، Ian (11 يونيو 2000). "Whatever Turns You On: A psychologist looks at sexual attraction and what it means for humankind. Geoffrey Miller". The New York Times: Book Review. مؤرشف من الأصل في 2017-11-24. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-15. it turns out that symmetry of bodily structure is a fitness indicator, and symmetry is more easily detectable among large breasts than small ones. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  4. ^ أ ب ت ث ج Buss، David (2019). "Men's Long-Term Mating Strategies". Evolutionary Psychology: The New Science of the Mind (ط. Sixth). Routledge. ISBN:9780429590061. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  5. ^ Jan Havlíček, Vít Třebický, Jaroslava Varella Valentova, Karel Kleisner, Robert Mbe Akoko, Jitka Fialová, Rosina Jash, Tomáš Kočnar, Kamila Janaina Pereira, Zuzana Štěrbová, Marco Antonio Correa Varella, Jana Vokurková, Ernest Vunan, S Craig Roberts (2017). "Men's preferences for women's breast size and shape in four cultures" (PDF). Evolution and Human Behavior. ج. 38 ع. 2: 217–226. DOI:10.1016/j.evolhumbehav.2016.10.002. hdl:1893/24421. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-12-14.
  6. ^ Barnaby J Dixson, Paul L Vasey, Katayo Sagata, Nokuthaba Sibanda, Wayne L Linklater, Alan F Dixson (2011). "Men's preferences for women's breast morphology in New Zealand, Samoa, and Papua New Guinea". Archives of Sexual Behavior. ج. 40 ع. 6: 1271–1279. DOI:10.1007/s10508-010-9680-6. PMID:20862533. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  7. ^ Frank W. Marlowe (2004). "Mate preferences among Hadza hunter-gatherers" (PDF). Human Nature. ج. 15 ع. 4: 365–376. DOI:10.1007/s12110-004-1014-8. PMID:26189412. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-12-14.
  8. ^ Cunningham، Michael R.؛ Roberts، Alan R.؛ Barbee، Anita P.؛ Druen، Perri B.؛ Wu، Cheng-Huan (1995). ""Their ideas of beauty are, on the whole, the same as ours": Consistency and variability in the cross-cultural perception of female physical attractiveness". Journal of Personality and Social Psychology. ج. 68 ع. 2: 261–279. DOI:10.1037/0022-3514.68.2.261. Van den Berge and Frost (1986) examined preferences for lighter versus darker skin color using 51 cultures from the Human Relations Area Files. Of those cultures, 92% preferred lighter rather than darker skin color, primarily for women.
  9. ^ Van Den Berghe، Pierre L.؛ Frost، Peter (13 سبتمبر 2010). "Skin color preference, sexual dimorphism and sexual selection: A case of gene culture co‐evolution?". Ethnic and Racial Studies. ج. 9: 87–113. DOI:10.1080/01419870.1986.9993516. an overwhelming cross-cultural preference for lighter skin
  10. ^ Dixson، Barnaby J.؛ Dixson، Alan F.؛ Bishop، Phil J.؛ Parish، Amy (يونيو 2010). "Human Physique and Sexual Attractiveness in Men and Women: A New Zealand–U.S. Comparative Study". Archives of Sexual Behavior. ج. 39 ع. 3: 798–806. DOI:10.1007/s10508-008-9441-y. men expressed preferences for lighter skinned female figures in New Zealand and California
  11. ^ Buss، David (2019). "Short-Term Sexual Strategies". Evolutionary Psychology: The New Science of the Mind. Routledge. ISBN:9780429590061. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  12. ^ Lammers، Cristina؛ Ireland، Marjorie؛ Resnick، Michael؛ Blum، Robert (1 يناير 2000). "Influences on adolescents' decision to postpone onset of sexual intercourse: a survival analysis of virginity among youths aged 13 to 18 years". Journal of Adolescent Health. ج. 26 ع. 1: 42–48. DOI:10.1016/S1054-139X(99)00041-5.
  13. ^ Brase، G.L.؛ Walker، G. (2004). "Male sexual strategies modify ratings of female models with specific waist-to-hip ratios". Human Nature. ج. 15 ع. 2: 209–224. DOI:10.1007/s12110-004-1020-x. PMID:26190413.
  14. ^ Cashdan، Elizabeth (1993). "Attracting mates: Effects of paternal investment on mate attraction strategies". Ethology and Sociobiology. ج. 14: 1–23. DOI:10.1016/0162-3095(93)90014-9.
  15. ^ Buss, D.M. (1995). Mate preference mechanisms: Consequences for partner choice and intrasexual competition. The adapted mind: Evolutionary psychology and the generation of culture. New York, NY: Oxford University Press.
  16. ^ Sex Offenses and Offenders. U.S. Department of Justice. "99 in 100 are male." نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ أ ب Buss، David (2019). "Conflict Between the Sexes". Evolutionary Psychology: The New Science of the Mind (ط. Sixth). Routledge. ISBN:9780429590061. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  18. ^ Hill، M. S.؛ Fischer، A. R. (2001). "Does entitlement mediate the link between masculinity and rape-related variables?". Journal of Counseling Psychology. ج. 48 ع. 1: 39. DOI:10.1037/0022-0167.48.1.39.
  19. ^ Thornhill، R؛ Palmer، C.T. (2001). A natural history of rape: Biological bases of sexual coercion. Cambridge, MA: Bradford Books. ISBN:9780262700832. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  20. ^ Travis، Cheryl Brown، المحرر (2003). Evolution, Gender, and Rape. Bradford Books. ISBN:9780262700900. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.