جماعة التوحيد والجهاد

جماعة جهادية مُتشدّدة تأسست في الأردن عام 1999 بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي

جماعة التوحيد والجِهاد هو تنظيم سلفي جهادي -صغير الحجم-، تأسس في العراق عام 1999 بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي. أصبحت الجماعة شبكة لا مركزيّة خاصّة بعدما انضمّ لها عددٌ منَ المقاتلين الأجانب والمقاتلين العراقيين المحليين. في 17 أكتوبر 2004؛ تعهدَ الزرقاوي بالولاء لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ثم حوّل اسمَ جماعته إلى ما عُرف لاحقًا باسم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين (تنظيم القاعدة في العراق). بعد عدة عمليات؛ اندمجَ التنظيم مع مجموعات أخرى كما غيّر اسمهُ عدّة مرات إلى أن بات عام 2006 تحتَ اسم دولة العراق الإسلامية.[1][2][3]

جماعة التوحيد والجهاد
مشارك في حرب العراق
علم استخدمته جماعة التوحيد والجهاد أواخر عام 2004
سنوات النشاط 1999–17 أكتوبر 2004
قادة أبو مصعب الزرقاوي  (زعيم الجماعة)
أبو أنس الشامي  (نائب زعيم الجماعة)
مقرات الفلوجة، العراق
منطقة 
العمليات
العراق العراق
 الأردن بشكل محدود
أصبح تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
حلفاء
خصوم القوات متعددة الجنسيات في العراق
 العراق (قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة والقوات الشيعية)
 الأردن
 الأمم المتحدة
معارك/حروب التمرد العراقي

اختيار الاسم عدل

قال الزرقاوي في رسالة بعنوان «بيان وتوضيح لما أثاره الشيخ المقدسي في لقائه مع قناة الجزيرة» نُشرت يوم 12 يوليو 2005 ما نصه: «إن كَلِمَتَي: (التوحيد) و(الجهاد) مصطلحان شرعيان، كنا نرددهما ونتغنى بهما دائمًا في سجننا.»[4]

وجاء ذلك ردًّا على المقدسي الذي قال في لقاءه مع قناة الجزيرة أنه تمَّ اختيار الاسم تقليدًا للاسم المُعتمد في موقعه «منبر التوحيد والجهاد».[5][6]

  ثم أيضا من الدواعي أن الأخ أبو مصعب كان متخذ في ذلك الوقت اسم موقعي كما ذكرت أنت في مقدمة اللقاء، اتخذ اسم موقعي اسما لتنظيمه ولجماعته، فأظن والله أعلم أن كل من يعني يطلع على هذه يرى أن لي الحق ما دام الاسم اسم موقعي قد أُخذ اسما لهذا التنظيم يكون لي الحق أن أتحفظ أو أذكر تحفظات على بعض الاختيارات والاجتهادات التي كان يقوم فيها الأخ أبو مصعب والتي أنا لي اجتهادات مغايرة فيها، لي الحق أن أتحفظ عليها.  

الخلفية عدل

سافر أبو مصعب الزرقاوي إلى أفغانستان للقتال في الحرب السوفياتية–الأفغانية حيث تدرب وأنشأ معسكر "هيرات"[7] ثم سُرعان ما عاد لوطنهِ بعد رحيل القوات السوفياتية. عادَ في نهاية المطاف إلى أفغانستان وهناك انضم لمُعسكر إسلامي متشدد قُرب هراة. صدرَ تقرير عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في منتصف عام 2014 يصف الزرقاوي في الأردن وغيرهِ من الجهاديين السنيين بالمسلحين الذين تلقوا تدريبًا في إحدى المعسكرات بمدينة هراة غرب أفغانستان عام 1999.

الفكر والدافع عدل

لطالما كانت شخصية الزرقاوي شخصية مُثيرة للجدل كما لا يُعرف الكثير عن أفكاره ودوافعه بالضبط لكنّه يُحسب على الإسلاميين الأصوليين الذين يُكفرون من يُعارضهم وبالتالي يُبررون سبب القتل والهجمات الدامية وغير ذلك. كان مصعب يُعارض البِدع وهو ما مكّنه من الاحتكاك مع بن لادن والاتفاق معهُ في مجموعة منَ القضايا. في أول لقاء له معَ أسامة عام 1999؛ قالَ الزرقاوي: «يجبُ محاربة المد الشيعي.[8]» لدى الزرقاوي كذلك مجموعة من الدوافع السياسية بمَا في ذلك قضيّة الانتداب البريطاني على فلسطين والتي يراها مصعب «هدية لليهود حتى يتمكنوا من اغتصاب الأرض وإذلال شعبنا» كما انتقدَ الزرقاوي منظمة الأمم المتحدة التي اتهمها بدعم الولايات المتحدة في حربها على المساكين في العراق وإذلال المُسلمين هناك.

القادة عدل

التاريخ عدل

الأردن (1999-2001) عدل

حاولَ الزرقاوي في مُختلف فترات حياته في الأردن محاربة المرتدين هناك كما حاربَ غير المسلمين هذا ناهيك عن عمله على الإطاحة بالنظام الملكي في الأردن ومن ثم في باقي بلاد الشام. لهذه الأغراض قام بتطوير العديد من الاتصالات والشركات التابعة له في العديد من البلدان. ازدهرت هذه الشبكة في أواخر عام 1999 حينَما بدأت في تنفيذ هجماتها المصغرة ضدّ الوجود الأمريكي في الأردن.[11]

الأردن والعراق (2001-2002) عدل

 
مُسلّحان عراقيان مناهضان في عام 2006

بعدَ غزو أفغانستان من قِبل الولايات المتحدة عام 2001؛ انتقلَ الزرقاوي إلى العراق ثم تلقى العلاج الطبي في العاصِمة بغداد بعدما تعرّض لإصابة بليغة نوعًا ما في ساقه. مكثَ الزرقاوي في بغداد في الفترة من مايو حتى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2002 قبلَ أن يُسافرَ إلى إيران وشمال شرق العراق. في تقرير المخابرات الأمريكية لعام 2006 فيما يتعلقُ بالحرب على العراق؛ جاء التالي: «تُشير المعلومات التي حصلَت عليها أجهزة المخابرات في ما بعد الحرب إلى أن صدام حسين حاول دون جدوى تحديد مكان الزرقاوي ... لم يكن للنظام العِراقي علاقة مع مصعب كما لم يغض الطرف عنه.[12]»

تتهمُ الولايات المتحدة الزرقاوي وزملائه باغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في الأردن في تشرين الأول/أكتوبر 2002.[13]

المشاركة في حرب العراق (2003-2004) عدل

في أعقاب غزو العراق وما أعقب ذلك من تمرد؛ أصبحت الجماعة لا مركزية كما طوّرت من أساليب قتالها ضد العدوان فيما عقدت علاقات شراكة معَ تنظيمات أخرى وضمّت لصفوفها عددًا منَ المقاتلين الأجانب[14] والمُقاتِلين المحليين بما في ذلك أعضاء أنصار الإسلام.[15][16]

اعتمدت الجماعة على تكتيكات عديدة وشملت التفجيرات الانتحارية باستخدام السيارات المفخخة والخطف وزرع العبوات الناسفة والهجمات باستخدام صواريخ الآر بي جي وكذا الأسلحة الصغيرة وقذائف الهاون هذا فضلا عن ذبح الرهائن العراقيين والأجانب وتوزيع تسجيلات الفيديو على شبكة الإنترنت. استهدفت المجموعة قوات الأمن العراقية التي ترى أنها ساعدت الولايات المتحدة في احتلال أرض المسلمين.

الولاء لتنظيم القاعدة عدل

بحلول 17 تشرين الأول/أكتوبر 2004؛ بايعَ الزرقاوي أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وغيّر اسمَ الجماعة إلى القاعدة في العراق.[17][18][19] قُتل الزرقاوي خلال غارة جويّة نفذتها الولايات المتحدة خلال أحد أيام حزيران/يونيو 2006.

الأنشطة عدل

القِتال ضدّ الولايات المتحدة عدل

في أيلول/سبتمبر 2004 شنّت الولايات المتحدة العديد من الغارات الجوية التي استهدفت الزرقاوي بوصفهِ أولوية قصوى لها.[20]

التأثير عدل

 
الدبابات الأمريكية في الفلوجة خلالَ تشرين الثاني/نوفمبر 2004 والتي قاتلتها جماعة التوحيد والجهاد.

بايعت الجماعة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة من خلال رسالة في تشرين الأول/أكتوبر 2004 وغيرت اسمها إلى القاعدة في العراق.[21] في نفس الشهر؛ اختطفَ التنظيم مواطنًا يابانيًا يُدعى شوسي كودا ثمّ قتلته. في تشرين الثاني/نوفمبر؛ كانت جماعة الزرقاوي هدفًا رئيسيًا لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال معركة الفلوجة الثانية التي دارت رحاها في مدينة الفلوجة العِراقية.

ارتبطت الجماعة اللبنانية-الفلسطينية مجموعة فتح الإسلام والتي هُزمت من قبل قوات الحكومة اللبنانية خلال الصراع في شمال لبنان بتنظيم القاعدة في العراق بقيادة الزرقاوي فقاتلَ الثنائي جنبًا إلى جنب في باقي المعارك في الدولة العراقية.[22] شكلت الجماعة كذلك منظمة عُرفت باسمِ التوحيد والجهاد في سوريا،[23] وقد أثرت على بعض جماعات المقاومة الفلسطينية في غزة مثلَ ألوية التوحيد والجهاد.[24]

المراجع عدل

  1. ^ Aloul، Sahar (19 ديسمبر 2005). "Zarqawi handed second death penalty in Jordan". The Inquirer. Agence France-Presse. مؤرشف من الأصل في 2007-10-29. {{استشهاد بخبر}}: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر= (مساعدة)
  2. ^ "Islamic State Senior Leadership: Who's Who" (PDF). Brookings. 2014. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-11.
  3. ^ "SITE: Qaeda in Iraq names new 'war minister1"MiddleEastOnline, 14 May 2010. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أبو مصعب الزرقاوي (2005). بيان وتوضيح لما أثاره الشيخ المقدسي في لقائه مع قناة الجزيرة. العراق: تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين.
  5. ^ "أبو محمد المقدسي.. السلفية الجهادية". www.aljazeera.net. قناة الجزيرة. 10 يوليو 2005. مؤرشف من الأصل في 2023-08-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-20.
  6. ^ لقاء الجزيره مع الشيخ أبو محمد المقدسي 2005، اطلع عليه بتاريخ 2023-08-20
  7. ^ أبو هنية، حسن (22 فبراير 2023). "هل يعيد سيف العدل إحياء تنظيم". مجلة الأمان. مؤرشف من الأصل في 2023-08-19. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-19.
  8. ^ Mary Anne Weaver: "The Short, Violent Life of Abu Musab al-Zarqawi". The Atlantic. 1 July 2006. retrieved 2 January 2015. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ أبو مصعب الزرقاوي arabic.cnn نسخة محفوظة 31 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ مقتل أبو أنس الشامي ضربة قوية لجماعة الزرقاوي نسخة محفوظة 3 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Whitlock، Craig (8 يونيو 2006). "Al-Zarqawi's Biography". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2018-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-27.
  12. ^ "Senate Select Committee on Intelligence on Postwar Findings About Iraq's WMD Programs and Links to Terrorism and How They Compare with Prewar Assessments. 109th Congress, 2nd Session" (PDF). تقرير مجلس الشيوخ حول استخبارات أسلحة الدمار الشامل العراقية. تقرير مجلس الشيوخ حول استخبارات أسلحة الدمار الشامل العراقية. 8 سبتمبر 2006. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2015-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-08.
  13. ^ ريتشارد باوتشر (15 أكتوبر 2004). "Foreign Terrorist Organization: Designation of Jama'at al-Tawhid wa'al-Jihad and Aliases". وزارة الخارجية (الولايات المتحدة). مؤرشف من الأصل في 2007-07-11. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-26.
  14. ^ Peter Grier، Faye Bowers (14 مايو 2004). "Iraq's bin Laden? Zarqawi's rise". كريسشان ساينس مونيتور. كريسشان ساينس مونيتور. مؤرشف من الأصل في 2019-03-29. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13.
  15. ^ "Guide: Armed groups in Iraq". BBC. BBC. 15 أغسطس 2006. مؤرشف من الأصل في 2019-09-15. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13.
  16. ^ Gambill، Gary (16 ديسمبر 2004). "Abu Musab Al-Zarqawi: A Biographical Sketch". Terrorism Monitor. ج. 2 ع. 24: The Jamestown Foundation. مؤرشف من الأصل في 2007-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-30.
  17. ^ أبو مصعب الزرقاوي, translated by Jeffrey Pool (18 أكتوبر 2004). "Zarqawi's pledge of allegiance to al-Qaeda: From Mu'Asker Al-Battar, Issue 21". Jamestown Foundation. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2014-09-16.
  18. ^ "Al-Zarqawi group vows allegiance to bin Laden". NBC News. NBC News. Associated Press. 18 أكتوبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2019-05-04. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13.
  19. ^ Gordon Corern (16 ديسمبر 2004). "Unraveling Zarqawi's al-Qaeda connection". Jamestown Foundation. مؤرشف من الأصل في 2016-04-12. اطلع عليه بتاريخ 2014-09-16.
  20. ^ Brian Ross (24 سبتمبر 2004). "Tracking Abu Musab Al-Zarqawi". ABC News. مؤرشف من الأصل في 2018-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-27.
  21. ^ "Zarqawi pledges allegiance to Osama". Dawn. وكالة فرانس برس. 18 أكتوبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2007-12-29. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-13.
  22. ^ "Fatah Islam: Obscure group emerges as Lebanon's newest security threat". International Herald Tribune. Associated Press. 20 مايو 2007. مؤرشف من الأصل في 2007-05-25.
  23. ^ "Al-Qaida inspired militant group calls on Syrians to kill country's president". International Herald Tribune. Associated Press. 28 مايو 2007. مؤرشف من الأصل في 2007-06-01. اطلع عليه بتاريخ 2007-08-06.
  24. ^ "Palestine: Reporter is dead, claims terror group". ستريتس تايمز. 17 أبريل 2007. مؤرشف من الأصل في 2010-07-15. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-06.