جداريات محمد محمود

جداريات محمد محمود هي جداريات (جرافيتي) ظهرت عقب اندلاع أحداث محمد محمود (التي اندلعت في الفترة من 19 إلى 24 نوفمبر 2011) في أماكن متنوعة في المنطقة التي شهدت تلك الاحتجاجات ومنها أسوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجدران بعض العمارات وأسوار المدارس الملاصقة لها، كما ظهرت جداريات على الحاجز الخرساني الذي وضعته السلطات الأمنية المصرية في شارع محمد محمود لمنع تقدم الثوار إلى وزارة الداخلية.[1][2]

جدارية على سور الجامعة الأمريكية عند ناصية شارع محمد محمود في ميدان التحرير تصور شعار "طنطاوي هو مبارك"
جرافيتي لسامبو أحد أبطال أحداث مسرح البالون

مبادرة «مفيش جدران» عدل

كانت مبادرة بعنوان «مفيش جدران» قد أطلقت في منتصف مارس 2012، رسم خلالها الفنانون لوحات جدارية على كتل الخرسانة التي سدت بها السلطات شوارع رئيسية قريبة من وزارة الداخلية ومقر البرلمان[3]، وتحت هذا الشعار رُسمت على الكتل الخرسانية لوحة توحي للناظر إليها أن الشارع لا يزال مفتوحًا وفي وسطها مشهد لقوات الأمن تعتدي على المحتجين.[3]

نماذج من الجداريات عدل

 
جدارية من شارع محمد محمود تمثل بعض ضحايا أحداث استاد بورسعيد
 
إحدى جداريات محمد محمود التي تستلهم الطابع الفرعوني

تضمنت تلك الجداريات العديد من شعارات الثورة المصرية وأهم رموزها سواء كانوا من أبطالها مثل سامبو ومينا دانيال وأحمد حرارة والشيخ عماد عفت، أو ممن اعتبرهم الفنان من أعدائها مثل المشير طنطاوي والملازم محمود الشناوي الشهير بـقناص العيون، وقد أضيفت لاحقًا إلى صور شهداء الثورة ومصابيها وضحاياها في أحداثها المتوالية، صور لوجوه جديدة من شباب ألتراس النادي الأهلي الذين شكلوا معظم ضحايا أحداث استاد بورسعيد[2]، كما ضمت الجدران شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وإسقاط حكم العسكر.[1]

صورت بعض الجداريات المصادمات مع الأقباط أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو في أكتوبر 2011، ومصادمات شارع محمد محمود في نوفمبر 2011، والمواجهات التي دارت بالقرب من مجلس الوزراء في ديسمبر 2011.[3]

ومن تلك الجداريات أيضًا جدارية سجلها فنانو الجرافيتي على سور الجامعة الأمريكية، وتمثل صعود الشهداء إلى الجنة مستلهمين فيها أساليب الرسم المصري القديم والأوضاع التي تتخذها الشخوص في اللوحات المسجلة على جدران المعابد الجنائزية.[2]

وقد رُسم قرب مكتبة الجامعة الأمريكية القديمة يوم 27 فبراير 2012 جرافيتي كبير يمثل الشيخ الأزهري عماد عفت[4] ـ أحد شهداء الثورة في أحداث مجلس الوزراء ـ وإلى جواره آيتان قرآنيتان:

  وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا  

[5]

كما تحول الجدار الذي أقيم للفصل بين وزارة الداخلية والمتظاهرين في شارع منصور القريب إلى جدارية للخط العربي نقشت عليها الآية:

  لا يُقَـاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُـرى مُّحَصَّـنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُـدُرٍ بَأْسُـهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَـبُهُمْ جَمِيعـاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَـوْمٌ لا يَعْقِـلُونَ  

[6]

في إشارة من المتظاهرين إلى الشرطة.[2]

إزالة الجداريات عدل

حرص المترددون علي الشارع علي التقاط الصور التذكارية بجوار هذه الجداريات[1][4]، ورغم أن الجامعة الأمريكية أعلنت في مارس 2012 عن مبادرة لحفظ جداريات محمد محمود عن طريق نسخها بالحجم الطبيعي لعرضها في حرم الجامعة بميدان التحرير[7]، إلا أن محافظة القاهرة قامت بإزالة هذه الجداريات عدة مرات، كما حدث في 21 مايو و18 سبتمبر 2012 على سبيل المثال[8][9][10] (قيل إن عناصر من الأمن المركزي[10] وعمالًا تابعين لإدارة الجامعة الأمريكية[11] شاركوا في ذلك أيضًا) غير أن الفنانين كانوا يعيدون رسمها بعد طمسها أو تشويهها[10][12][13]، كما حرصوا على توثيق ما رسموه فوتوغرافيًا.[13][14]

توثيق الجداريات عدل

جدير بالذكر أن بعض المصورين الفوتوغرافيين اهتموا بتصوير الجداريات التي ظهرت منذ اندلاع ثورة يناير في مصر وبذلك تم توثيق بعضها وأصبحت مادة بحثية ونشر عنها مؤلفات، منها على سبيل المثال الكتاب التوثيقي «أرض أرض.. حكاية ثورة الجرافيتي» للقصاص والمصور الفوتوغرافي شريف عبد المجيد.[15][16]

انظر أيضا عدل

وصلات خارجية عدل

مراجع عدل

  1. ^ أ ب ت مصرس: جداريات محمد محمود تجذب المترددين علي الميدان لالتقاط الصور نسخة محفوظة 11 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب ت ث المصري اليوم: جداريات الشهداء تستقبل وجوهًا جديدة نسخة محفوظة 25 أغسطس 2012 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ أ ب ت ميدل إيست أونلاين: فنانون مصريون يرسمون الثورة على الجدران نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب Jadaliyya: An Emerging Memorial Space? In Praise of Mohammed Mahmud Street نسخة محفوظة 11 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ سورة الأحزاب، الآيتان 67 و68
  6. ^ سورة الحشر، الآية 14
  7. ^ News@AUC: Preserving Mohamed Mahmoud Murals; See Photo Gallery نسخة محفوظة 24 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  8. ^ طمس جدارية محمد محمود لثالث مرة وضياع مجهود فناني الثورة نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ مشاهد القاهرة: أحداث ما جرى في آخر معارك “ملك كاولون” والسيد الوزير المحافظ نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ أ ب ت الشروق: يسري سلامة: إزالة جرافيتي محمد محمود جريمة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ موجز: الجداريات وصورالشهداء تزين "محمد محمود" نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ "نظافة القاهرة" تزيل "جرافيتي محمد محمود" وشباب الثورة يعيدون رسمها نسخة محفوظة 28 يناير 2013 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ أ ب إيهاب حسن: حكاية كل رسمة في جرافيتي محمد محمود نسخة محفوظة 21 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  14. ^ اليوم السابع: الداخلية تزيل الجرافيتى من محمد محمود والرسامون يصلون للرسم من جديد نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ دار الخليج: الجرافيتي: فن الغضب والشوارع نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ عبد المجيد يوقع "أرض أرض.. حكاية ثورة الجرافيتى".. بـ"شبابيك" نسخة محفوظة 14 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]