تلين النخاع[1]، هو مصطلح باثولوجي يقصد به تلين النخاع الشوكي.[2] تتضمن الأسباب المحتملة لتلين النخاع اعتلال النخاع الرقبي والاحتشاء النزفي والأذيات الحادة -كتلك الناجمة عن انفتاق القرص بين الفقرات.[3]

تلين النخاع
صورة رنين مغناطيسي تظهر نزف ضمن النخاع الشوكي (تلين نخاع).
صورة رنين مغناطيسي تظهر نزف ضمن النخاع الشوكي (تلين نخاع).
صورة رنين مغناطيسي تظهر نزف ضمن النخاع الشوكي (تلين نخاع).

معلومات عامة
من أنواع إصابة النخاع الشوكي  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات

يؤدي هذا الاضطراب في المراحل المتقدمة منه إلى حدوث شلل سفلي رخو (ضعف الوظيفة الحركية في الأطراف السفلية) وضعف منعكسات إجمالي في الأطراف والحوض والشرج (حيث تكون المنعكسات غائبة أو ضعيفة) وغياب الإحساس بالألم العميق بدءًا من موقع الأذية في النخاع الشوكي والضمور العضلي وخمول الحالة الذهنية وصعوبة في التنفس بسبب شلل الحجاب الحاجز والعضلات الوربية.[4] يعرف الانتقال التدريجي للاضطرابات العصبية نحو الأعلى بالتناذر الصاعد، ويعتقد أنه أحد السمات النموذجية لتلين النخاع المنتشر. تلاحظ العلامات السريرية لتلين النخاع لحظة بدء الشلل السفلي، ولكنها قد تلاحظ في الفترة التالية للجراحة أو بعد أيام من ظهور الشلل السفلي. قد يسبب تلين النخاع الوفاة نتيجة شلل العضلات التنفسية والحجاب الحاجز، وذلك عندما تصل الآفة الصاعدة إلى النوى الحركية للأعصاب الحجابية في العنق (الأعصاب الواقعة بين منطقة C3-C5 من العمود الرقبي).[5]

التصنيف

عدل

يؤثر تلين النخاع الشوكي على وظائفه العصبية، إذ يؤثر انتشار الأذية على الوظائف الحركية للجسم مباشرةً. تصنف الحالة ضمن أمراض الجهاز العصبي بسبب تأثيرها على وظائف الجهاز العصبي المركزي.

أذية النخاع الشوكي

عدل
 
صورة تظهر العمود الفقري مع النخاع الشوكي.

يتراوح مقدار الضرر الذي يلحق بالنخاع الشوكي ويسبب تلين النخاع من البسيط المحدد إلى الواسع الممتد. يتعاضد النخاع الشوكي والدماغ معًا ليشكلان المكونات الرئيسية للجهاز العصبي المركزي.[6] يؤثر الضرر الذي يلحق بأي جزء من هذا الجهاز على وظائف معينة في الجسم، وبشكل خاص الوظائف العضلية. تعتبر أذيات العمود الرقبي (C1-C7) والعمود القطني (L1-L5) أشيع الأذيات المشاهدة في هذا السياق.[7]

الأعراض

عدل

قد تكون بداية التهاب النخاع الشوكي مواربة للغاية، ولهذا قد يتجاهلها البعض. وبشكل عام، تختلف الأعراض اعتمادًا على مدى إصابة النخاع الشوكي.[8] يترافق المرض في بعض الأحيان بأعراض وعلامات شائعة كالمعاناة من ارتفاع التوتر الشرياني مثلًا. تختلف الأعراض بين حالة وأخرى، وتعتبر الأعراض والعلامات التالية من الأمور المشاهدة في العديد من الحالات: فقدان الوظائف الحركية في الأطراف أو ضعف في المنعكسات أو حدوث نفضات مفاجئة في الأطراف أو فقدان الإحساس بالألم أو الشلل.[8] تؤدي الحالات الشديدة إلى شلل العضلات التنفسية والوفاة.

التشخيص

عدل

يمكن تشخيص تلين النخاع بشكل واضح اعتمادًا على نوعين من الدراسات التصويرية هما: التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير النخاع.[9] تشير المناطق المنتشرة عالية الكثافة المشاهدة في الزمن الثاني والمناطق ناقصة الكثافة المشاهدة في الزمن الأول على بداية التلين النخاعي أو تفاقمه.

العلاج

عدل

لا يوجد علاج معروف يعاكس التلف العصبي الناجم عن تلين النخاع. قد تخفف الجراحة في بعض الحالات من مقدار الإصابة في المنطقة عن طريق إبطاء سير المرض أو إيقافه. قد يتطور لدى المرضى تشنج وضمور عضلي مع استمرار تدهور الوظيفة الحركية. يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية المسكنة كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومركبات الغابابينتينويد لتقليل تورم النخاع الشوكي وتخفيف الألم والتشنج.[10]

تدرس بعض الأبحاث حاليًا دور الخلايا الجذعية في علاج الأمراض التنكسية العصبية. ومع ذلك، لا يوجد علاج معتمد لتلين النخاع باستخدام الخلايا الجذعية.[11]

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ محمد مرعشي (2003). معجم مرعشي الطبي الكبير (بالعربية والإنجليزية). بيروت: مكتبة لبنان ناشرون. ص. 296. ISBN:978-9953-33-054-9. OCLC:4771449526. QID:Q98547939.
  2. ^ Platt SR، McConnell JF، Bestbier M (2006). "Magnetic resonance imaging characteristics of ascending hemorrhagic myelomalacia in a dog". Veterinary Radiology & Ultrasound. ج. 47 ع. 1: 78–82. DOI:10.1111/j.1740-8261.2005.00109.x. PMID:16429989.
  3. ^ Quencer RM، Sheldon JJ، Post MJ، Diaz RD، Montalvo BM، Green BA، Eismont FJ (يوليو 1986). "MRI of the chronically injured cervical spinal cord". AJR. American Journal of Roentgenology. ج. 147 ع. 1: 125–32. DOI:10.2214/ajr.147.1.125. PMID:3487204.
  4. ^ McMinn P، Stratov I، Nagarajan L، Davis S (يناير 2001). "Neurological manifestations of enterovirus 71 infection in children during an outbreak of hand, foot, and mouth disease in Western Australia". Clinical Infectious Diseases. ج. 32 ع. 2: 236–42. DOI:10.1086/318454. JSTOR:4482452. PMID:11170913.
  5. ^ Langdon FW (1994). "Myelomalacia, With Especial Reference To Diagnosis and Treatment". The Journal of Nervous and Mental Disease. ج. 32 ع. 5: 233–44. DOI:10.1097/00005053-190504000-00002. مؤرشف من الأصل في 2016-03-25.
  6. ^ Dubreuil CI، Winton MJ، McKerracher L (يوليو 2003). "Rho activation patterns after spinal cord injury and the role of activated Rho in apoptosis in the central nervous system". The Journal of Cell Biology. ج. 162 ع. 2: 233–43. DOI:10.1083/jcb.200301080. JSTOR:1621683. PMC:2172802. PMID:12860969.
  7. ^ Anderson MJ (فبراير 1993). "Differences in growth of neurons from normal and regenerated teleost spinal cord in vitro". In Vitro Cellular & Developmental Biology. ج. 29A ع. 2: 145–52. DOI:10.1007/BF02630946. JSTOR:4296977. PMID:8473272.
  8. ^ ا ب Potter K، Saifuddin A (مايو 2003). "Pictorial review: MRI of chronic spinal cord injury". The British Journal of Radiology. ج. 76 ع. 905: 347–52. DOI:10.1259/bjr/11881183. PMID:12763953.
  9. ^ Jackson RP، Becker GJ، Jacobs RR، Montesano PX، Cooper BR، McManus GE (ديسمبر 1989). "The neuroradiographic diagnosis of lumbar herniated nucleus pulposus: I. A comparison of computed tomography (CT), myelography, CT-myelography, discography, and CT-discography". Spine. ج. 14 ع. 12: 1356–61. DOI:10.1097/00007632-198912000-00012. PMID:2694388.
  10. ^ Hirpara KM، Butler JS، Dolan RT، O'Byrne JM، Poynton AR (2012). "Nonoperative modalities to treat symptomatic cervical spondylosis". Advances in Orthopedics. ج. 2012: 294857. DOI:10.1155/2012/294857. PMC:3168941. PMID:21991426.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  11. ^ "Stem Cell Basics". National Institutes of Health. مؤرشف من الأصل في 2019-04-28.
  إخلاء مسؤولية طبية