هي قدّيسة مصرية ولدت في مدينة الإسكندرية، وفي القرن الثالث كان مولدها. كانت مسيحية لكنّها كانت يتيمة الأب، ولم تكن والدتها تسير باستقامة قلب أمام الله، فأهملت تربيتها وتركتها دون أن تزرع بقلبها حُب الكنيسة وسيّر الآباء.

تاييس
معلومات شخصية

فتأثّرت بمحيط مجتمعها السيء، وقد تأثرت بخلاعة والدتها وهكذا أصبحت تاييس ضحية تصرفات السوء من جانب والدتها، ولما رأت أم تاييس أنَّ ابنتها جميلة المنظر ولم يكن لديها الغيرة على حياة ابنتها وطهارتها فقد ساعدتها أن تلتحق بعمل في أحد الأسواق وكنت الفتاة لها مزايا عديده في هذا المجال فكانت لبقة الحديث فضلاً عن جمالها وطول قامتها.

سقطت تاييس السقطة العظيمة واستمرت في حياة اللهو والدنس. وكانت تسوق كثيرين من الأغنياء إلى الهلاك هؤلاء الذين بلغوا في شهواتهم الجنونية حداً كبيراً حتى انهم كانوا يضعون ثرواتهم تحت اقدامها وهكذا فقدت عفافها واشتهرت في مدينة الإسكندرية بالدعارة وعُدّت من الساقطات، وبعد فترة توفت أمها وهي غير تائبه.[1]

توبتها عدل

بلغ خبر تاييس إلى القديس بيصارون الكبير أحد شيوخ البرية. الذي حزن حزناً شديداً وبخاصة إنها تسقط كثيرين معها في الخطية، فامتلئ غيرة ليخلص النفوس الميتة التي اشتراها المسيح بدمه وتزيّا بِزَي أحد الناس وحمل معه ديناراً وتوجه إليها فلما قابلها أخرج ديناراً وسلمه إليها، أما الشقية فدعته للدخول غير عالمه أنه القديس آتى لخلاص نفسها. فلما دخل غرفها سألها قائلاً (ألا توجد غرفة آخرى في الداخل ؟) فسخرت منه وقالت له (إن كنت تخشى أن يرانا الناس فأطمئن أنه لن يرانا أحد أما إذا كنت تخشى أن يرانا الله فالله موجود في كل مكان فلما سمع القديس ببصارون اكتشف المدخل إلى قلبها فبادرها بصوت إلهي حزين كشف فيه عن شخصيته وقال لها ياأبنتى أتؤمنين حقاً أن الله موجود ؟ فأجابته وهي مرتعبة نعم أؤمن بأن الله موجود وأؤمن بملكوته والدينونة. فقال لها إن كنت تؤمنين بملكوت الله وبالدينونة فما بالك تدفعين بالناس إلى الهلاك بهذه الخطية. ولما سمعت ذلك لم تمالك تاييس نفسها قائلة له أنا أعلم أيضاً أنه توجد توبة لمن يخطئ، فأتوسل إليك ياأبى أن تجلس هنا وقت ليس بكثير وحينئذ سوف أسلم نفسى إليك فتعمل كل ما تراه نافع لى. فعين لها القديس المكان الذي يمكنها أن تجده فيه ومضى.

أما القديسة فنهضت بسرعة وأخذت كل ما اقتنته من الخطيئة وذهبت إلى سوق المدينة وأحرقت ما جمعته بالنار قائلة : تعالوا ياكل من تاجر معى بالأثم، وانظروا انى احرق بيدى كل ما اقتنيته من الخطيئة، وبعد ما أحرقت ما جمعته من هذه الخطيئة انطلقت حيث المكان الذي حدده القديس بيصارون فوجدت القديس في انتظارها أما القديس فأخذها إلى أحد بيوت العذارى وأسكنها أحد القلالى تاركاً لها نافذة صغيرة ومنها يقدم لها الراهبات احتياجاتها حسب تعليمات الأم الرئيسة.. حينئذ سألته القديسة ماذا أصلى فقال لها أنك غير مستحقه ذكر اسم الله بل عليك ترديد هذه العبارة (يامن خلقتنى أرحمنى)، وقد مكثت القديسة تاييس في هذه القلايه ثلاث سنوات في نسك وتقشف كبير.

القديس بيصارون والانبا أنطونيوس عدل

بعد هذه الفترة أنطلق القديس إلى الانبا انطونيوس لأنه كان يشعر بمسئوليته أمام الله في تاييس وليعرف هل فرح الله بتوبتها، وعلى أثر ذلك جمع الأنبا انطونيوس رهبانه ليصلوا ليشكف الله الأمر وقد تحقق ذلك الأمر في رؤيا للقديس بولس البسيط تلميذ آبـا انطونيوس فرأى كرسياً فخماً وملائكه تحمل مصابيح فظن القديس بولس ان هذا الكرسى لأبيه انطونيوس فقيل له أنه لتاييس ولما علم الجميع بالأمر ذهب القديس بيصارون إلى بيت العذارى ليستطلع امر التائبه تاييس فلما ذهب طلب التائبه لتخرج من قلايتها التي كانت حبيسة فيها، لكن القديسة ترجته في حزن وتواضع شديد أن يتركها إلى آخر ساعة في حياته، فقال لها أن الرب صنع معها رحمة وقبل توبتها، ولكن من أجل الطاعة خرجت.

وفاتها عدل

وقد خرجت القديسة من قلايتها لتمض خمسة عشر يوماً ومن ثم أصابها المرض إلى أن توفيت بسلام.

انظر أيضاً عدل

المراجع عدل

  1. ^ "القديسة تاييس | St-Takla.org". st-takla.org. مؤرشف من الأصل في 2020-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-23.