تاريخ التشخيص الطبي

بدأ تاريخ التشخيص الطبي بشكل حقيقي من عصر إمحوتب في مصر القديمة وإبقراط في اليونان القديمة، لكن بعيدا عن المثالية وبالرغم من كمية المعلومات الهائلة التي تقدمها البحوث الطبية بما في ذلك تسلسل الجينوم البشري تستمر ممارسة التشخيص تحت حكم النظريات في أوائل القرن العشرين.

المحتويات:

1-    مصر القديمة.

2-    البابلية القديمة.

3-    الصين القديمة.

4-    اليونان القديمة.

5-    العالم الإسلامي.

6-    العصور الوسطى.

7-    القرن التاسع عشر.

8-    مفهوم أوسلو.

9-    رأي غارود.

10- ممارسة أوسلو في الوقت الحالي.

11- تأثير تكنولوجيا الحمض النووي.

12- المراجع.

13- المصادر.

مصر القديمة:

كان بالبداية الكتاب المصري الطبي بردية إدوين سميث عن طريق إمحوتب (2630-2611 قبل الميلاد) أول تطبيق لنظام التشخيص لعلاج الأمراض.

البابلية القديمة:

كتب الكتاب البابلي الطبي دليل التشخيص عن طريق إساجيل كين أبلي (1069-1046قبل الميلاد) استخدمت لتقديم التطبيب التجريبي والمنطقي والعقلاني في تشخيص التعب والمرض، استخدم في الكتاب القواعد المنطقية في الجمع بين الأعراض الملحوظة على جسم المريض مع التشخيص والتخمين. وصفت الأعراض لعدة أصناف الصرع والأمراض ذات صلة بالتشخيص والتخمين وجميعها لعبت أدوارا كبيرة في ممارسة الطب البابلي.

الصين القديمة:

لقد سبقها الطب البابلي والمصري. وصف الطب الصيني التقليدي في النص الصيني القديم التكهن الداخلي للإمبراطور الأصفر أو غاندي نينجا والذي يرجع للقرن الأول والثاني قبل الميلاد. الطرق التشخيصية الأربعة للطب الصيني التقليدي التي ما زالت تمارس اليوم وهي الملاحظة والاستماع والشم والاستعلام واللمس.

اليونان القديمة:

سجل أبقراط الترابط بين المرض والوراثة منذ أكثر من ألفي عام، وبشكل مشابهة لاحظ فيثاغورس العلاقة بين عملية الأيض والوراثة (حساسية من حبوب فافا). بالإضافة لذلك أقر المجتمع الطبي مؤخرا بأهمية علم الوراثة وصلته بالطب السائد فقط.

العالم الإسلامي:

كتب الطبيب العربي أبو القاسم الزهراوي عن علم الدم في كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف (1000) إذ قدم الوصف الأول عن الهموفيليا (اضطراب الجينات الوراثي) الذي كتب فيه عن موت الذكور في الأسر الأندلسية من نزيف بعد إصابات طفيفة.

الطبيب الفارسي ابن سينا (980-1037) في كتاب القانون في الطب (1025) رائد فكرة المتلازمة في تشخيص مرض محدد.

العصور الوسطى:

يستخدم الأطباء العديد من التقنيات المختلفة لتحليل اختلال التوازن في أربع أمزجة في الجسم وكان يستخدم فحص البول بشكل أكبر لتشخيص المرض، حيث كان الأطباء يجمعون بول المرضى في قارورة تسمى «التفسرة», القارورة محددة بشكل معين ولها أربع حقول: الدائري والمسطح والمادي والمجوف التي تتطابق مع مناطق في الجسم، الشكل الدائري يتوافق مع الرأس والمسطح يتوافق مع الصدر والمادي يتوافق مع البطن والمجوف يتوافق مع الأعضاء التناسلية والبولية. يفحص البول بناء على أربعة معايير وهي: اللون والتماسك والرائحة ووجود الرواسب، حيث قام الأطباء بتحليل البول للمعايير الأربعة واستخدموا ذلك للإشارة إلى وجود خلل توازني في الأمزجة الأربعة بناء على مركز الماتولا. فحص الأطباء أيضا الدم عبر الفصد وراقبوا لزوجة ولون الدم كما كان ينزف من المريض و\أو التي تحتويها القارورة، ويشير اللون واللزوجة ما إذا كان المريض مصابا بمرض حاد أو بالغ أو مزمن والتي أيضا تساعد الطبيب في مسار العمل القادم. كما يراقب الأطباء نبض المريض بالجس ونفذت هذه التقنية بعناية بملاحظة معدل وقوة ونبض الشريان النابض من خلال تفسير نبض الطبيب حيث يمكن تشخيص نوع الحمى لدى المريض. كان التشخيص الفلكي من أقل التقنيات المستخدمة لتشخيص المرض واعتمد التشخيص على موقع القمر بالنسبة إلى الأبراج التي ترتبط بمناطق مختلفة من الجسم (الرأس والذراعين والصدر والخ), سيقوم الأطباء بتشخيص المرض مع المعرفة المشتركة لعلامات الأبراج والطب الخلقي.

القرن التاسع عشر:

في النصف الأول من القرن التاسع عشر أكد عالم الفسيولوجيا البريطاني المعروف مارشال هول على ضرورة المحافظة على العلاقة الوثيقة بين النظرية والممارسة في الطب حيث كتب في التشخيص (1817) ومبادئ التشخيص (1834).

مفهوم أوسلو:

كانت مفاهيم ويليام أوسلر التي حولت ممارسة الطب في أوائل عام 1990م مبنية على مبادئ التشخيص وعلاج المرض. بالنسبة لأوسلر من مهام الطبيب أن يكون متمكنا من تحديد المرض ومظاهره ولفهم آلياته وكيف يمكن الوقاية أو الشفاء منه، أما بالنسبة لطلاب الطب يعتقد بأن أفضل كتاب مدرسي هو المريض نفسه وأن مفاتيح ذلك تحليل التشريح وعلم الأمراض. تستمر مفاهيم أوسلر حتى اليوم كأساس لإستراتيجية الطبيب «ما المرض الذي يعاني منه هذا المريض وما هي أفضل طريقة للعلاج؟» وينصب التركيز على تصنيف المرض من أجل استخدام الأدوية المتوفرة لتنعكس على الآثار أو تتحسن. تمثل مسألة الكائن البشري طبقة من الناس الذين يعانون من هذا النوع من المرض ولا تعطي البيولوجية الفردية الشخص أي اهتمام كبير.

رأي غارود:

أرشيبالد غارود كان خلفا لوليام أوسلر كأستاذ جامعي يشغل أحد الكراسي الملكية في أكسفورد وكرر غارود ملاحظات نظرائه اليونانيين منذ ألفي عام، إذ إن سبب شخصياتنا الكيميائية هو هنا مزايانا الكيميائية بالإضافة إلى أوجه القصور الكيميائي لدينا، ومن الصحيح القول تقريبا بأن العوامل التي تمنحنا ميولنا والحصانة من الحوادث المختلفة التي تحدث بسبب الأمراض هي متأصلة في تركيبتنا الكيميائية جدا وحتى في التجمعات الجزيئية التي تضفي على

شخصياتنا والتي دخلت في صنع الكروموسومات التي خلقنا منها. ولأن غارود مارس في أوائل عام 1990م قبل أن يكتشف تشفير جينات الحمض النووي التي تكون بدورها البروتينات المسؤولة عن بنية الجسم والعناصر المكتشفة. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يقدر الطب كاملا بالأهمية الأساسية لمفهومه التشخيصي.

ممارسة أوسلو في الوقت الحالي:

بينما يضع أوسلو المبادئ التأسيسية التي يجب أن تطبق بالطب وضع غارود هذه المبادئ في نطاق أكبر من الفردية الكيميائية الموروثة والتي تخضع لآليات الانتقاء التطوري، ولا يزال نموذج أوسلو للممارسة الطبية مسيطر على الفلسفة اليوم. إذ أن المريض عبارة مجموعة من الأعراض التي تحدد وتحلل خوارزميا من أجل رسم التشخيص وبعد ذلك إخراج إستراتيجية للعلاج. يعتمد الطب على الحلول المستنتجة من المشاكل تماشيا مع هذه الفلسفة تقدم تقارير علم الأمراض اليوم لمحة سريعة لملف الكيمياء الحيوية للمريض حيث تبرز النتيجة النهائية لطريقة المرض.

تأثير تكنولوجيا الحمض النووي:

يؤكد مفهوم غارود للبيولوجية الفردية بظهور تسلسل الجينات البشري. أخيرا أصبحت العلاقة الدقيقة بين الميراث والشخصية والبيئة واضحة من خلال الاختلافات المكشوفة في الحمض النووي، يوضح السيناريو في الحمض النووي لكل مريض عن كيفية تغير أجسادهم وكيف أصبحوا مرضى بالإضافة لذلك كيفية التعامل مع الاعتداءات على البيئة من بداية حياتهم إلى نهايتها. من المتوقع من خلال معرفة جينات المريض ستنكشف قوة البيولوجية وضعفها وتتعلق بهذه الاعتداءات ويمكن التنبؤ بطريقة المرض قبل أن تتاح لها فرصة الظهور. على الرغم من أن المعرفة في هذا المجال بعيدة عن الكمال إذ أن هناك بالفعل تدخلات طبية قائمة على ذلك، والأهم من ذلك يمكن للطبيب محذرا من هذه المعرفة وتوجيه المريض نحو تغيير نمط الحياة المناسب لدفع وتخفيف طرق المرض

ويمكن التنبؤ بطريقة المرض قبل أن تتاح لها فرصة الظهور. على الرغم من أن المعرفة في هذا المجال بعيدة عن الكمال إذ أن هناك بالفعل تدخلات طبية قائمة على ذلك، والأهم من ذلك يمكن للطبيب محذرا من هذه المعرفة وتوجيه المريض نحو تغيير نمط الحياة المناسب لدفع وتخفيف طرق المرض.