بوابة:الحرب الأهلية الإسبانية
بدأت الحرب بعد إعلان مجموعة من جنرالات القوات المسلحة للجمهورية الإسبانية التمرد العسكري ضد حكومة الجمهورية، حيث الجنرال إميليو مولا المخطط رئيسي للمجموعة الانقلابية، والجنرال خوسي سانخورخو رئيس صوري للمؤامرة. وكانت الحكومة في ذلك الوقت ائتلافًا جمهوريًا تدعمه الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في الكورتيس بقيادة رئيس اليسار المعتدل مانويل أثانيا. وبعد وفاة سانخورخو ومولا ومانويل غوديد برز فرانكو بزعامته الموحدة للجانب القومي.
أصبحت الحرب سمة بارزة في الانقسام السياسي وفي العديد من الفظائع التي وقعت من كلا الجانبين. فجرت عمليات تطهير منظمة في الأراضي التي استولت عليها قوات فرانكو كي يتمكنوا من تعزيز نظامهم المستقبلي. كما نُفذت عمليات إعدام جماعية على نطاق أقل في المناطق التي سيطر عليها الجمهوريون، بمشاركة السلطات المحلية التي تختلف من مكان إلى آخر.
وقد ميزت نتائج الحرب الأهلية التاريخ التالي لإسبانيا إلى حد كبير، بسبب طبيعتها الكارثية الاستثنائية طويلة الأمد: فكلا من معدل الوفيات والمواليد الذي ميز الهرم السكاني لأجيال والآثار المادية من تدمير المدن والهيكل الاقتصادي والتراث الفني، والمثقفين (نهاية ما يسمى العصر الفضي للأدب والعلوم) والسياسة (القمع في الجزء المدني لكلا الجانبين)، الذي حافظ عليه المنتصرون بكثافة أكبر أو أقل في جميع أنحاء دولة فرانكو، والنفي الجمهوري - والذي استمر فترة طويلة مابعد الحرب، بما في ذلك الاستثناء الجيوسياسي للحفاظ على نظام فرانكو حتى سنة 1975.
كان القصد من الانتفاضة أن تكون سريعة، لكن الحكومة احتفظت بالسيطرة على معظم البلاد، ومنها مالقة وجيان وألمرية. ثم استولى المتمردين على قادس، وتمكن الجنرال كيبو ديانو من تأمين إشبيلية. وفي مدريد: تم تطويق المتمردين داخل ثكنات مونتانا، التي سقطت مع إراقة الكثير من الدماء. في 19 يوليو أمرت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المعين حديثًا خوسيه غيرال بتوزيع الأسلحة على الاتحادات والنقابات، مما ساعد على هزيمة المتمردين في مدريد وبرشلونة وفالنسيا، وأدى أيضا إلى سيطرة الأناركيين على أجزاء كبيرة من أراغون وكتالونيا. استسلم الجنرال المتمرد غوديد في برشلونة وحكم عليه بالإعدام. كان المتمردون قد حصلوا على دعم حوالي نصف جيش شبه الجزيرة الإسبانية، والذي بلغ إجماليه -مع السماح أعداد كبيرة بإجازة ممتدة- حوالي 66000 رجل، بالإضافة إلى جيش أفريقيا البالغ قوامه 30,000 جندي. كان جيش إفريقيا القوة العسكرية الأكثر احترافًا وقدرة في إسبانيا. احتفظت الحكومة بأقل من نصف المعروض من البنادق والمدافع الرشاشة الثقيلة والخفيفة وقطع المدفعية. كان لدى كلا الجانبين عدد قليل من الدبابات والطائرات القديمة، وكانت القدرة البحرية نوعا ما متعادلة. ولكن انشقاق ضباط الوحدات الجمهورية من جميع الأنواع قد أضعف الحكومة.
تميزت بداية مهنة فرانكو العسكرية بحروب الريف في المغرب، ووصل إلى رتبة جنرال سنة 1926 بعمر ثلاثة وثلاثين عامًا فقط. وبعد إدارته لأكاديمية سرقسطة العسكرية في الجمهورية الإسبانية الثانية، تم تكليفه في خريف 1934 بتوجيه العمليات العسكرية لقمع الحركة العمالية المسلحة التي أعلنت الثورة الاجتماعية في أستورياس سنة 1934. وبعد فوز الجبهة الشعبية اكتشفت محاولة انقلابية لبعض الجنرالات، فظهرت هناك شكوك حول أعضائها، فنقلت الحكومة الجنرالات المشكوك بولائهم من مراكز القوة، فنقلت فرانكو إلى جزر الكناري بعد أن كان رئيس هيئة الأركان.
في يوليو 1936 بعد تردد طويل، انضم إلى الانقلاب الذي قاده الجنرالان خوسي سانخورخو وإميليو مولا ضد حكومة الجمهورية الثانية، ووضع نفسه في قيادة الجيش الأفريقي. إلا أن الانقلاب قد فشل، مما أدى إلى حرب أهلية مريرة. بعد وفاة سانخورخو في حادث تحطم طائرة بعد أيام قليلة من الانقلاب، وبدعم من سمعته التي اكتسبها في تقدم قواته السريع واستيلائه على ألكازار طليطلة، رأى فرانكو أن الطريق مفتوح أمامه ليصبح زعيم المتمردين بلا منازع، وخلال الحرب أطلق على نفسه القائد العام أو جنراليسمو للقوات الوطنية في 1 أكتوبر 1936. في أبريل 1937 أعلن نفسه رئيس الكتائب الإسبانية التقليدية والجمعيات الدفاعية النقابية الوطنية (FET و JONS)، وهو الحزب الوحيد الناتج عن اندماج الكتائب الإسبانية الفاشية والحزب التقليدي.
- أن شرارة الحرب الأهلية الإسبانية بدأت بتمرد الجيش في مليلية في محمية المغرب.
يوجد في ويكيبيديا العربيَّة 163 مقالة متعلقة ببوابة الحرب الأهلية الإسبانية.