بوابة:الأندلس


الأنْدَلُس أو الأنْدُلُس، المعروفة أيضًا في الخطاب الشعبي الغربي خُصوصًا والعربي والإسلامي أحيانًا باسم «إسپانيا الإسلاميَّة» أو «أيبيريا الإسلاميَّة»، هي إقليمٌ وحضارةٌ إسلاميَّة قروسطيَّة قامت في أوروپَّا الغربيَّة وتحديدًا في شبه الجزيرة الأيبيريَّة، على الأراضي التي تُشكِّلُ اليوم إسپانيا والپرتغال، وفي ذُروة مجدها وقوَّتها خلال القرن الثامن الميلاديّ امتدَّت وُصولًا إلى سپتمانيا في جنوب فرنسا المُعاصرة. غير أنَّ التسمية عادةً ما يُقصد بها فقط الإشارة إلى الأراضي الأيبيريَّة التي فتحها المُسلمون وبقيت تحت ظل الخِلافة الإسلاميَّة والدُويلات والإمارات الكثيرة التي قامت في رُبوعها وانفصلت عن السُلطة المركزيَّة في دمشق ومن ثُمَّ بغداد، مُنذ سنة 711م حتَّى سنة 1492م حينما سقطت الأندلس بيد اللاتين الإفرنج وأُخرج منها المُسلمون، علمًا أنَّه طيلة هذه الفترة كانت حُدودها تتغيَّر، فتتقلَّص ثُمَّ تتوسَّع، ثُمَّ تعود فتتقلَّص، وهكذا، استنادًا إلى نتائج الحرب بين المُسلمين والإفرنج. كانت في بادئ الأمر تُشكِّلُ ولايةً من ولايات الدولة الأُمويَّة زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبعد انهيار الدولة الأُمويَّة وقيام الدولة العبَّاسيَّة، استقلَّ عبد الرحمٰن بن مُعاوية، وهو أحد أُمراء بني أُميَّة الناجين من سُيُوف العبَّاسيين، استقلَّ بالأندلس وأسس فيها إمارة قُرطُبة، فدامت 179 سنة، وقام بعدها عبد الرحمٰن الناصر لِدين الله بإعلان الخِلافة الأُمويَّة عوض الإمارة، لِأسبابٍ سياسيَّة خارجيَّة في الغالب، وقد تفككت الدولة الأخيرة في نهاية المطاف إلى عدَّة دُويلات وإمارات اشتهرت باسم «الطوائف». كانت الإمارات والدُول الأندلُسيَّة المُتعاقبة مرتعًا خصبًا للتحاور والتبادل الثقافي بين المُسلمين والمسيحيين واليهود من جهة، وبين العرب والبربر والقوط والإفرنج من جهةٍ أُخرى، وقد انصهرت هذه المُكونات الثقافيَّة في بوتقةٍ واحدة وخرج منها خليطٌ بشري وحضاري ميَّز الأندلس عن غيرها من الأقاليم الإسلاميَّة، وجعل لها طابعًا فريدًا خاصًا.

شخصية مختارة
أمير المؤمنين أبو المُطرّف عبد الرحمٰن الناصر لدين الله ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس التي أسسها عبد الرحمٰن الداخل في الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية في دمشق، وأول خلفاء قرطبة بعد أن أعلن الخلافة في قرطبة في مستهل ذي الحجة من عام 316هـ، والمعروف في الروايات الغربية بعبد الرحمٰن الثالث تمييزًا له عن جديه عبد الرحمٰن بن معاوية (عبد الرحمٰن الداخل) وعبد الرحمٰن بن الحكم (عبد الرحمٰن الأوسط). استطاع عبد الرحمٰن الناصر إخماد التمردات الداخلية على سلطة الدولة، فاستعاد هيبة الدولة وبسط سلطته على كافة أنحاء دولته، بعد أن كانت سلطة الدولة قد انحصرت في عهد سابقيه في قرطبة ونطاق ضيق حولها. كما حافظ على حدود الدولة الخارجية عن طريق تحقيق انتصارات عسكرية على الممالك المسيحية المجاورة في الشمال، مما أنهى أطماع تلك الممالك في التوسع جنوبًا. قضى عبد الرحمن الناصر العامين الأخيرين من حياته في صراع مع المرض، وفي الثاني من رمضان من عام 350 هـ، توفي عبد الرحمن بعد أن أمضى خمسين عامًا في حكم الأندلس.

عرض تعديل عرض

مقالة مختارة
الغرناطي، فن الآلة أو الرومي هو نوع من الموسيقى الأندلسية تعتمد على مفهوم النوبة وعلى مجموعة مصطلحات تشترك فيها أنماط الموسيقى الأندلسية المغاربية. ويعتبر فن المطروز أحد أنواعه. تعتبر مدن قرطبة وإشبيلية وبلنسية المهد الأول لهذا الفن حيث كانت هذه الحواضر الأندلسية خلال القرن الحادي عشر الميلادي تتنافس فيما بينها لتقديم أجود ما تعرفه في هذا المجال، وقد شكل هذا الأسلوب الذي عرفته هذه الفترة التاريخية المدرسة الغرناطية الأولى. أما المدرسة الغرناطية المتأخرة فقد اكتملت معالمها كتركيب لمجموعة من الأساليب السابقة في القرن الخامس عشر الميلادي، آخر فترة من وجود العرب بالأندلس وقبل خروج بني الأحمر من آخر معقل للمسلمين بغرناطة. وقد استقر هذا الفن الأندلسي الأصيل – على الخصوص - بالمنطقة ما بين المغربين الأقصى والأوسط و تعهدته أساسا مدينة تلمسان و شقيقتها وجدة ، كما أثرت فيه الموسيقى التركية العثمانية من حيث الأداء الصوتي و الموسيقي ، رغم أن أساس اللحن لا يتغير.

عرض تعديل عرض

معالم أندلسية
الخيرالدة هو برج قائم في إشبيلية، إسبانيا بُني عام 1184 بأمر من الملك الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور، ويُعد من أهم معالمها. كان في السابق مئذنة في المسجد الكبير من عهد الموحدين ، إلا أنه اليوم أصبح برجا للأجراس كاتدرائية إشبيلية التي أسسها الإسبان بعد نهاية حكم العرب لإشبيلية. يبلغ ارتفاع البرج 97.5 مترًا، وكان عند بناءه أعلى برج في العالم. وبشكله الحالي يظهر في بناء البرج تأثير الحضارات المختلفة، بدءًا من الحضارة العربية الإسلامية. وقد تم ترميم المئذنة في عام 1984 والاحتفال بمرور 800 سنة على بنائها بتعاون بين المملكة الأسبانية والمملكة المغربية ، ووضعت في مدخلها لوحتين تذكاريتين باللغتين الأسبانية والعربية . تم إدراج البرج ضمن مواقع التراث العالمية في 29 ديسمبر 1928م. ويُعد الآن مزارًا سياحيًا.

عرض تعديل عرض

مدن الأندلس
بلنسية (بالإسبانية: Valencia)‏ هي عاصمة مقاطعة بلنسية في شرق إسبانيا على البحر المتوسط ومن أكبر مدن البلاد. فتحها المسلمون عام 714م، وأرسيت فيها وفي مدائن شاطبة ودانية وساجنتوم قواعد الحكم الإسلامي. ولم يساير المسلمين الإفرنج في إطلاق اسم «الإشبان» على تلك المدينة، بل غيروا بعض حروفه وأدخلوا تعديلا علي رسمه فأصبح "بُلَنْسِية"، وأوردوه بهذا الرسم في مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية. وإلى المسلمين في عهد دولتهم بالأندلس يرجع الفضل في ازدهار سهل بلنسية، فقد شقوا على جانبي النهر أو الوادي الأبيض إحدى وثلاثين ترعة، وأجروا منه المياه لري أراضيه كلها بالراحة. وكانوا يسمون هذه الترع السواقي. ودخل هذا الاسم العربي في لغة الإسبان، وبقي ماثلاً فيها حتى الآن. وقد كانت في العهد الإسلامي ثالثة مدائن الأندلس في الترتيب بحسب عدد سكانها الذي تجاوز آنذاك ربع مليون نسمة. تأسست مملكة إسلامية في بلنسية عام 401هـ -1010م على يد اثنين من موالي المنصور بن أبي عامر، لكنهما تمردا وأعلنا استقلالهما على أن يكون الحكم شركة فيما بينهما، ولم يلبث أن توفي أحدهما، فأبعد أهلها الآخر عن المدينة، وصارت بلنسية خاضعة لحكم أمير برشلونة إلى أن فتحها عبد العزيز بن عبد الرحمٰن حفيد المنصور بن عامر. ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة ملوك الطوائف. ثم المرابطين، ثم الموحدين، إلى أن استولى عليها الفرنجة عام 1238م بعد سقوط قرطبة بسنتين.

عرض تعديل عرض

كتب ومراجع أندلسية
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب مصنف ألفه المقري التلمساني، يعد أحد أقدم الكتب الأندلسية ظهورا للنور، وهو موسوعة تاريخية مهمة في دراسة التاريخ والأدب والجغرافيا الخاصة بالأندلس. وقد صرح المقري بمقدمة كتابه أنه ألفه إجابة لطلب الإمام المولى الشاهيني أستاذ المدرسة الجقمقية في دمشق، وقال: «وعزمت على الإجابة لما للمذكور علي من الحقوق، وكيف أقابل بره بالعقوق، فوعدته بالشروع في المطلب عند الوصول إلى القاهرة المعزية». وجعل عنوانه أولاً "عرف الطيب في التعريف بالوزير ابن الخطيب" فلما رأى مادته قد اتسعت لتشمل الأندلس أدباً وتاريخاً، عمد إلى تغيير عنوانه ليصير "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب". وجاء هذا الكتاب على جزأين، جزء يتحدث عن الأندلس والمدن الأندلسية وسكانها، ووصف مناخها وتوضيح مساحتها وتحديد أراضيها وأول من سكنها، ووصف سكان الأندلس وحبهم للعلم والأدب وسلوكياتهم وخصوصياتهم الاجتماعية، والشأن البعيد الذي بلغوه في مجال العلوم والآداب. والجزء الآخر عن أخبار الوزير ابن الخطيب. اعتمد المقري في كتابه على مصادر لم يصل منها سوى القليل كالمغرب لابن سعيد، ومطمح الأنفس لابن خاقان، والمطمح الكبير. انتهى المصنف من الكتاب يوم الأحد 27 رمضان 1038 هـ ثم ألحق به فصولاً أتمها في ذي الحجة سنة 1039 هـ، وكان قد ألف كتابه هذا وهو في القاهرة مغترباً عن بلده تلمسان (في الجزائر).

عرض تعديل عرض

قوالب
أسر أندلسية
بنو نصر أو النصريون أو بنو الأحمر هي أسرة حكمت غرناطة في أواخر العصر الإسلامي بالأندلس حتى سقوط غرناطة في عصر آخر ملوك بني الآحمر أبو عبد الله محمد عام 1492.وهي آخر أسرة عربية وإسلامية حكمت في الأندلس، وكان ذلك في غرناطة ما بين 38/1232-1492 م. وينحدر بني نصر أو بنو الأحمر من قبيلة الخزرج الازدية التي سكنت المدينة المنورة قبل الإسلام. جاء أجداد الأسرة إلى منطقة جيان مع سقوط دولة الموحدين في الأندلس. أعلن محمد بن نصر بن الأحمر (1232-1273 م) سنة 1232 م نفسه سلطانًا في أراغون، واستولى بعدها على العديد من المناطق والمدن جنوب الأندلس (غرناطة ومالقة: 1238 م). استطاع هو وابنه من بعده محمد الثاني (1273-1302 م) أن يدعما أركان دولتهم. كان هذا عن طريق اعترافهم ضمنيًا بسيادة مملكة قشتالة عليهم. عرف سلاطين بني الأحمر كيف يلعبوا سياسة التوازن ليجتنبوا المواجهة مع المرينيين حكام المغرب من جهة، والقشتاليين حكام إسبانيا من جهة أخرى. وقد بلغت الدولة أوجها الثقافي وأصبحت مملكة غرناطة مركزاً للحضارة الإسلامية في الأندلس. بعد سنة 17/1408 م بدأت مرحلة السقوط. دخل العديد من الأفراد في صراع داخلي على السلطة. كانوا يلجؤون أحياًنا إلى الملوك القشتاليين لطلب المساعدة.

عرض تعديل عرض

مقولة عن الأندلس
بوابة:الأندلس آهَا لَنَا نَازِحَيْ أَيْكٍ بِأَندَلُسٍ، وإِنْ حَلَلْنَا رفيفًا مِن رَوَابينا! بوابة:الأندلس

—قصيدة «أندلُسيَّة»، أحمد بك شوقي

هل تعلم ...

هل تعلم أنَّ قُرطُبة عاصمة الخِلافة الأُموية الأندلُسيَّة كانت إحدى مُدن العالم الثلاثة الكُبرى في زمانها، ومنبرًا للعلم والحضارة في العالم القديم إلى جانب بغداد والقُسطنطينيَّة، ووُصفت بأنَّها منارة أوروپَّا الغربيَّة في الوقت الذي كانت فيه الأخيرة تقبع في الجهل والتخلُّف.

عرض تعديل عرض


هل تعلم أنَّ أهالي الأندلُس المُسلمين الذين هجروا شبه الجزيرة الأيبيريَّة بعد تمام سيطرة القشتاليين عليها، تششتوا في مُختلف أنحاء المشرق والمغرب الإسلاميين، لكنهم تركزوا بصفةٍ رئيسيَّة في المغرب العربي وساحل الشَّام ومصر.

عرض تعديل عرض

تصنيفات