بنو هلال (قبيلة)

قبيلة عربية

بنو هلال قبيلة عربية هوازنية قيسية مضرية عدنانية، هاجر أغلب القبيلة من الجزيرة العربية إلى الشام ثم صعيد مصر ومنه انتقلت إلى باقي شمال أفريقيا. وبقي منهم فروع في الجزيرة العربية

بنو هلال
مناطق الوجود المميزة
بلد الأصل
هجرات بنو هلال وسليم
اللغات
اللغة الأم
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من

نسب القبيلة

قبائل متشابهة في الاسم

يشترك بنو هلال أصحاب التغريبة مع عدة قبائل في الاسم ومنها:

  • بنو هلال بن عمر بن جشم بن عوف بن النخع من مذحج
  • من قبائل خندف
    • بنو هلال بن عمرو بن عامر من بني حطيط بن زيد بن عمرو بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.
    • بنو هلال بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة .
  • بنو هلال بن عامر بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة من قضاعة
  • بنو هلال بن ربيعة بن زيد بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تميم الله بن النمر بن قاسط من ربيعة.
  • بنو هلال بن مالك بن قسر البجلي من أنمار.

تاريخهم

كان بنو هلال، المنتمون إلى العرب العدنانية (عرب الشمال)[3][4][5][6]، في نزاع دائم مع العرب القحطانية بحكم تجاور الفريقين في نجد وسط الجزيرة العربية واختلافهم على الأرض والكلأ، مما جعل عصبيتهم متأججة على الدوام. ودخلوا الحياة السياسية بمشاركتهم في ثورة القرامطة في شمال شرق الجزيرة ضد الخلافة العباسية، ولجأوا إلى الفاطميين طمعاً في النصرة وتقويضاً لدعائم الإقطاعية العباسية التركية، وطمعا في إقطاعهم أرضاً في مصر.[7] ألحقت مشاركتهم في تلك الثورة ضررا بالدعوة الإسماعيلية بتجاوزاتها وفوضاها، أدّى بالفاطميين إلى تجميع تلك القبائل بمنطقة الصعيد وإخضاعهم للإقامة الجبرية.[8]

تجمع المصادر التاريخية على أنّ الوجود الهلالي في الشمال الأفريقي هو عقوبة من قبل الخليفة الفاطمي المستنصر بالله لأمير بني زيري المعز بن باديس بعد تمرد هذا الأخير على الخلافة الفاطمية. وأباح المسؤولون الفاطميون للعرب عبور النيل، الأمر الذي كان ممنوعاً في السابق، فشجعوهم ب«فروة ودينار لمن جاز».[9]

لجأ أمراء دول الغرب الإسلامي، من مرابطين وموحدين ومرينيين وزيانيين وحفصيين وغيرهم، انطلاقا من أواسط القرن الخامس الهجري/الحادي عشر ميلادي، إلى بني هلال ليتكلفوا بالحماية والجباية، وكان يوجد إطار قانوني لهذا الغرض، منذ أن أقطع الخليفة الفاطمي سنة 441 هـ 1049م أرض أفريقيا لرؤساء الهلاليين. هذا الإقطاع كان يعني تفويضا من السلطة، مكنهم من استغلال الأرض الفلاحية وجباية الأعشار وفوائد الرعي وقبض الرسوم التي تؤدى على الأبواب والممرات والقناطر والأسواق وغيرها. مقابل هذه الامتيازات تحمل الهلاليون مسؤولية الدفاع ومحاربة كل من عادى السلطان داخل أو خارج الحدود، وإرغام السكان على دفع ما بذمتهم للخزينة العامة.[10]

صراعات

تسببت الصراعات الطويلة بين القبائل العدنانية القيسية والقبائل اليمانية في إضعاف وإسقاط العديد من الدول والممالك الإسلامية لا سيما دولة بني أمية وإمارات الأندلس. وقد ساهمت قبيلة بني هلال في كل هذه الصراعات إلى أن انتهى بها الحال كمؤيد للقرامطة وهي حركة باطنية ارتكبت العديد من الفظائع لا سيما في إقليم البحرين (شرق الجزيرة العربية) والحجاز ونجد. والحقيقة أن تأييد قبائل بني هلال وغيرهم من القبائل لحركة القرامطة لم يكن نابعًا من منطلق عقائدي، فهم لم يكن يهمهم كبدو أي مسألة عقائدية ويكفي أن يصلي أحدهم ليعتبر تقيا وملتزما.

تغريبة بني هلال

من أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا. حدثت في القرن الحادي عشر ميلادي وتعرف بالهجرة الهلالية في التراث الشعبي العربي، فيما يصفها ابن خلدون بانتقال العرب إلى أفريقيا وهي مبالغة منه. وتعرف كذلك «بالهجرة القيسية» نسبة إلى أن أغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسي من العرب العدنانية كونهم ينتمون الى قيس عيلان

وبالرغم أن بني هلال وبني سليم شكلوا أكبر القبائل المهاجرة إلا أنها ضمت فروعا كثيرة من قبيلة هوازن ، وقبائل قيسية أخرى مثل فزارة وأشجع وعبس وعدوان وفهم، وقبائل خندفية مثل هذيل وكنانة وتميم، وقبائل من ربيعة مثل عنزة، وقبائل من قضاعة مثل جهينة وبلي وقبائل قحطانية مثل جذام وكندة ومذحج.

وقد كان بنو هلال وبنو سليم ومن جاء معهم من القبائل يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، إلا أنهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوي في الجزيرة العربية حتى تاريخ هجرتهم سنة 440 هـ. استقرت هذه القبائل في شمال أفريقيا، وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوح والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.

مواطنهم قبل التغريبة

مواطنهم قبل التغريبة

تعددت مواطن هذه القبائل عبر التاريخ فكانت لها مواطن في شبه الجزيرة العربية في الجاهلية ثم مواطن أخرى بعد ظهور الإسلام. وهكذا أثرت الأحداث والتحولات التي عرفتها جزيرة العرب والعالم الإسلامي في تغير مواطنها، كما أثرت تلك التحولات على الخريطة البشرية في مناطق متعددة من البلدان التي وصلها الفتح الإسلامي. وأول ما يعرف عن مواطن تلك القبائل وتجمع المصادر أنها كانت تقطن الجزيرة العربية ثم هجرتها إلى الشام والعراق ومصر، ومنها انتقلت تلك القبائل العربية إلى المغرب. وقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في نجد، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وعن تلك المواطن يتحدث ابن خلدون «كانت بطون هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر الحجاز بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام...». وكانت القبائل الهلالية في أغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين البصرة ومكة من ناحية، وما بين مكة ويثرب من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين بالوثنية مثل بني هلال وبني سليم، فبنو هلال يعبدون صنم ذو الخلصة مع خثعم وبجيلة.

وقد كان بنو سليم "يسكنون عالية نجد قرب خيبر، وفي حرّة بني سليم. ويقول البعض بأن لسليم وهلال مواطن في العراق، ومن ذلك أن مجموعة منهم اتخذوا لهم محلة بوادي الكوفة حوالي 120هـ وكان هذا المكان يعرف بمسجد بني هلال، كما استوطن بنو هلال بنواحي حلب والموصل ونزلوا المنازل التي كانت قبلهم لربيعة وكهلان. "أما في مصر فإن صاحب الخراج فيها استقدم إلى الجوف الشرقي أيام هشام بن عبد الملك الأموي عام 109 هـ أبياتا قيسية من بني نصر وعامر بن صعصعة وغيرهم من بطون هوازن". ويذكر المقريزي هذا المنحى عندما يقول:

«أن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام مصر قال: "ما أرى لقيس فيها حظا إلا لناس من جديلة وفهم فيهم وعدنان" فكتب إلى هشام: "أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وأني قدمت مصر فلم أر لهم فيها حظا إلا أبياتا من فهم، وفيها كور ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر خراجا وهو بلبيس فإن رأي أمير المؤمنين أن ينزلها هذا الحي من قيس فليفعل" فكتب إلى هشام: "أنت وذلك" فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نضر ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع".»

وكان ذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، واستيطان هذه المجموعات انعكس على المجموعات الأخرى التي بقيت قابعة في الجزيرة حيث تشكو شظف العيش، وذلك مما دفع هذه الأخيرة إلى مغادرة البادية، والهجرة إلى مصر للاستيطان بالقرب من القبائل الأخرى.

المرحلة الثالثة لتاريخ بني هلال

في المرحلة الثالثة من تاريخ بني هلال وبني سليم انتشرت هذه القبائل القيسية في كل من الشام والعراق والجزيرة العربية ومصر، حيث أحدثوا اضطرابات متكررة ولا سيما إبان حكم الدولتين العباسية والفاطمية، مما دفع بعض الخلفاء إلى مراقبتها ومقاومتها.

وعن عملية الإغارة التي تقوم بها القبائل من حين لآخر ولا سيما بني سليم الذين "ربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام، فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة، وربما أغارت بنو سليم على الحج أيام الموسم في مكة والزيارة بالمدينة"، ولقد بلغ الحذر والتخوف من هذه القبائل درجة جعلت الخليفة المنصور يوصي ولده وخليفته المهدي على ألا يستعين برجل من بني سليم ولا يقربه إليه".

ولئن تركزت أنظار ابن خلدون على الجوانب السلبية «لمسلكية» قبائل بني هلال وبني سليم، إلا أن الواقع الذي كانت عليه تلك القبائل وخاصة الظروف القاسية التي كانت تمر بها في كل مرحلة من مراحل الهجرة، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يضرب عليهم من طرف الحكام، ومنها الحصار الذي فرض عليهم في مكة من طرف الشريف بن هاشم أمير مكة الذي طلب الزواج من الجازية فرضيت هذه الأخيرة بالزواج رغم عيوبه في سبيل فك الحصار الاقتصادي الذي يعاني منه أهلها.

إن ظروف الحياة الصعبة تجعل القبائل في تنقل مستمر فبنو سليم كانت لهم تنقلات واسعة النطاق مع ماشيتهم في صحاري الحجاز بحثا عن مراعي لأغنامهم وكثيرا ما يصلون إلى حدود العراق والشام. وكانت لسليم وهلال محلات في حواضر العراق، إذ استقر بعضهم في نجد ولم يغادروها فظلوا هناك حتى القرن الرابع الهجري.

وقد عمل الخلفاء العباسيون على التصدي لهذه القبائل بجيشهم النظامي وأسر عدد كبير من أبناء القبائل عقابا على تمردهم وعلميات النهب ضد المسافرين والحجاج وأهل المدينة، وبرغم تشدد بني العباس ضد القبائل إلا أن ذلك لم يمنع أولئك الأعراب من مواصلة العنف والتطاول على الناس طوال القرن الرابع للهجرة. ولعل انضمام الهلاليين والسلميين للحركة العلوية في القرن الأولى ومناصرتهم في القرنين الثالث والرابع للقرامطة يعبر أحسن تعبير على نزعة العنف والتمرد لديهم.

مواطنهم بعد التغريبة

موطن القبائل بعد التغريبة ذكر بعض المؤرخين أن عكاظ لبني هلال، وإن كان ذاك المكان موطن لهوازن سابقا ثم صار لبني هلال ويحتمل أنهم نزلوه عند انتشارهم وقوتهم ولا سيما في القرنين الثالث والرابع الهجريين.

كما كانت لبني هلال مواطن في جنوب الجزيرة مثل جبل عفف ووادي حلية وأهل البرك ـ الأخرش ـ آل مسحر ـ أم جمعة، وكانت لهم مواطن شرق الجزيرة وعمان، و«أن من بني هلال الجبور كان لهم شأن في عمان وكانوا يشنون الغارات على عمان في العصور القديمة ويثيرون الشر بين قبائلها خصوصا أطراف البريمي والظاهرة وما حواليها».

والباقي في بيشة من بنو هلال الشعثة وبنو ناشر النواشر من قبائل معاوية والمحلف في بيشة، ام شعثه وناشرة؛ قريظة بنت عمرو بن مرّة بن صعصعة جدها مرّة بن صعصعة (بني سلول) يسكنون نمران، الحرف، الحيفة، صوفان وقد تخثعموا في حلف بن خثعم.[11]

من مواطن بني هلال في صعيد مصر مثل قرية بني هلال بالقوصية اسيوط وقرية المساعيد الغربية حيث يسكن فيها بني هلال (بيت أبو هلالي في نجع أبو هلالي). وقرى بني هلال (محافظة أسيوط) وبني هلال (محافظة سوهاج) وبني هلال (محافظة الشرقية) وبني هلال (محافظة الدقهلية) وبني هلال (محافظة البحيرة) وكفر هلال (محافظة المنوفية). وتغريبة بني هلال أو السيرة الهلالية متداولة في التراث الشعبي المصري. وقد أثرت اللهجة الهلالية في اللهجة العامية المتداولة في مصر والمغرب العربي.

وعن مواطن بني هلال بعد التغريبة في السودان فإننا نعلم «أن السلطان البرنو (في السودان الغربي) بعث إلى سلطان المماليك في مصر يشكو اجتياح أعراب جذام وغيرهم لبلاده وإفسادهم فيها ويطلب معاقبتهم»، ونستشف من خلال هذه الاستشهاد أن بني هلال وصلوا إلى السودان بل أنهم تدفقوا شرقا حوالي سنة 794 للهجرة حتى شمال دارفور. أما عن الوجود الهلالي في غرب السودان فإنه يظهر أكثر وضوحا إذ أن معظم الروايات الشعبية في غرب السودان للسيرة تكاد تتفق على أن الهلاليين دخلوا السودان قادمين من الجزيرة العربية، ومن ذلك عبروا النيل الأبيض واتجهوا إلى غرب السودان، ثم واصلوا رحلتهم إلى بلاد تونس لمحاربة المغاربة، وقد تكون الهجرة الهلالية إلى السودان من اختلاق الروايات الشعبية لتبين أن الهجرة الهلالية إلى تونس كانت من السودان وليست من مصر، أما في شرق السودان فلا يوجد ما ينسب إلى الهلاليين. وعن مواطن بني هلال وبني سليم بعد التغريبة، وحسب ما هو مكتوب لدينا فإن برقة تعد مساكن لبني سليم، ويؤكد لنا ابن خلدون ذلك عندما يقول:

«وأقامت هيب من سليم وأحلافها رواحة وناصرة وعميرة بأرض برقة" وهي حسب ابن خلدون وغيره المنطقة الممتدة من لبدة 120 ك شرق طرابلس وحتى السلوم شرق الإسكندرية وحتى زويلة جنوب مدينة سبها" "و اقامت فروع ذباب وزغب وعوف وناصرة والشريد وفي المنطقة الممتدة من غرب برقة وحتى إفريقية (تونس) إلى زويلة جنوبا.»

فيما انتشر الثقل الأكبر للقبائل الهوازنية «الهلالية» من وسط وغرب تونس إلى وسط وجنوب الجزائر لتصل حتى وسط المغرب الأقصى.[12]

ولم تستقر الحالة إذ بقي تميم بن المعز يعاني الويلات سواء من القبائل الباقية منهم أو من القبائل المطرودة والتي كانت تغير على أطراف ملكه، وعن استمرار تلك القلاقل في ايام أبناء تميم واستقرار بعض القبائل في الأندلس يذكر لنا محمد المرزوقي "واستمرت القلاقل في ايام أبناء تميم وأحفاده كما استمر تنقل تلك القبائل من مكان إلى آخر لا تعرف استقرار ولا تركن للراحة والسكون حتى جاء عبد المؤمن الموحدي سنة (555هـ، 1160م) واستولى على تونس وأدرك ما لوجود الأعراب من خطورة على استتباب الأمن واستقرار الملك واصطحب عددا من قبائل الأعراب فوزعها بين سهول المغرب وشبه جزيرة الأندلس". "ومن ذلك العهد أدركت حالة القبائل التونسية بعض الاستقرار وخلصت الأراضي التونسية لبني سليم". كما أنه شارك القبائل الهلالية والسليمية في هذه المواطن بني معقل، واستوطن بنو معقل مع القرامطة قبل دخولهم المغرب، وعندما دخلوه كان عددهم قليل إذ لم يتجاوز المائتين فاعترضهم بنو سليم، فتحيزوا إلى الهلاليين ونزلوا بآخر مواطنهم وذلك قرب وادي ملوية ورمال تافيلالت وجاوروا زناتة في القفار، وحول وجود الهلاليين في غرب إفريقيا فهم وصلوا المغرب الأقصى في نهاية القرن الخامس للهجرة.[بحاجة لمصدر]

أما تعدد مواطن هذه القبائل فإنه يعود إلى خاصية النجوع والارتحال الذي تميزت به إضافة إلى الأزمات التي تتعرض لها القبائل من حين لآخر، مما يدفع بها إلى هجرة مواطنها، وفي الأغلب أن الهجرة تكون لأسباب اقتصادية إلا أنها تأخذ في بعض الأحيان طابعا سياسيا.[بحاجة لمصدر]

أسباب هجرة القبائل الهلالية

إن النزوح والانتجاع والارتحال ضرورة تفرضها طبيعة البيئة التي تكيفت معها نفسية هذه القبائل العربية وأصبح يطبع كيانها، وكان تنقل القبائل لأسباب ضرورية ولظروف قاسية فرضتها قسوة البيئة إضافة إلى الطبيعة القبلية المقاتلة التي كانت تلك المجموعات تتميز بها. كما أن انتشار العرب في الأرض من جزيرتهم كانت في فترات متقدمة، وارتبط الانتشار بالعديد من الأسباب منها الفتح الإسلامي، إذ خرج العرب ينشرون ديانتهم وأوغلوا في البلاد وفتحوا الأمصار. كما أنه “لم يكن زجر عمر ليوقف تيارهم فانساحوا في الأرض حتى نصبوا أعلامهم على ضفاف نهر الكنج شرقا وشواطئ المحيط الأطلسي غربا، وضفاف نهر لورا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا وملؤوا الأرض فتحا ونصرا، واحتلوا مدائن كسرى وقيصر وأقاموا في المدن". والقبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية قبائل مضر وكذلك القبائل العدنانية والقحطانية وأشار إلى ذلك جرجي زيدان "والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية". وكان انتشار العرب بعد ظهور الإسلام بالمهاجرة،[بحاجة لمصدر]

الجازية الهلالية

كانت الجازية الهلالية من الفاعلين الأساسيين في تغريبة بني هلال المشهورة. قيل انها احتكرت ثلث المشورة في مجلس الشورى لقومها ومجلس حربهم نظرا لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها وصواب المشورة والحكمة والروية. من أجل قبيلتها بني هلال تركت زوجها "شكر الهاشمي" صاحب مكة الذي كانت تحبه، ولا ترضى برجل غيره، والذي أنجبت منه ولدًا اسمه محمد، ولم يغلبها على هذه العاطفة الخاصة إلا العاطفة العامة تجاه قبيلتها؛ والتي تستوجب سفرها معهم إلى تونس لحاجتهم إلى مشورتها وتحميسا لهم على النصر؛ ولذا فارقت زوجها الذي آثرت وولدها الذي أحبت، وفارقت رغد العيش معه إلى جفوة الحياة القاسية التي تقوم على النقلة والحرب. والجدير بالذكر أن المرأة في بني هلال كانت لاعبًا أساسيًا في مختلف مظاهر الحياة وليست الحياة السياسية وحدها والأمثلة كثيرة، مثل شيحة أخت الأمير أبي زيد، وخضرة الشريفة والدته، وواصفة ابنة دياب بن غانم.[بحاجة لمصدر]

الآثار الحضارية للتغريبة الهلالية

أهم مآثر هؤلاء الهلاليين ذلك أنهم ربطوا المغرب العربي ببقية العالم العربي لغة وشعبا ذلك أن العرب قبل الهلاليين كان عددهم قليلا ومستقرين في الحواضر الكبرى كتونس والقيروان وكانت اللغة الغالبة على السكان هي الأمازيغية فجاء الهلاليون بأعدادهم الهائلة وانتشروا في جميع أصقاع المغرب العربي وعربوا البلاد فأصبح المغرب العربي عربيا خالصا من حيث اللغة ومن حيث كثرة السكان العرب والأمازيغ المستعربين بحيث ينتشر العرب في غالبية مناطق برقة وطرابلس وفزان كما يشكلون جزءا من سكان الجزائر اليوم إد دحروا قبائل صنهاجة إلى رؤوس الجبال وقبائل زناتة إلى الغرب (بنو زيان إلى تلمسان وبنو مرين إلى المغرب الأقصى)، كما تقلص عدد البربر بإفريقية (تونس حاليا) وغلب العنصر العربي على التركيبة السكانية فأصبح البربر المحافظون على خصوصيتهم أقلية تعد بعض الألاف بكامل البلاد التونسية، وانضم إلى بني هلال إخوانهم من عرب الفتح والأشراف من آل البيت (بنو سليمان في تلمسان وتنس) فابتلعوا بقايا البربر بالمصاهرة أو المجاورة. كما ينتشرون في مناطق ورديغة وشاوية سطات ووجدة ودكالة وعبدة في المغرب بينما ينتشر المستعربون في مناطق شياظمة وبني ملال وأزيلال وكثير من المناطق المغربية المعربة بفضل بني هلال.[بحاجة لمصدر]

يقول ابن خلدون في تاريخ ابن خلدون الجزء الأول- 8 من 258:
  إفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدن.  

الشعر

خلقت تغريبتهم وحروبهم الطاحنة مع الزناتي حاكم تونس من الأشعار والقصائد ما يشيب له الرأس فقد بلغت أبيات الشعر ما يقارب المليون بيت تعرف ب تغريبة بني هلال.

أعلام من بني هلال

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ ابن حزم الأندلسي (1983)، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام هارون (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ص. 273، OCLC:22896260، QID:Q114955882 – عبر المكتبة الشاملة
  2. ^ ابن الكلبي (1986)، جَمْهَرة النَّسَب، تحقيق: ناجي حسن (ط. 1)، عالم الكتب، ص. 313، OCLC:4770167056، QID:Q114810954 – عبر المكتبة الشاملة
  3. ^ الزبيدي، مصدر سابق، ج 8، ص. 170
  4. ^ القلقشندي، الصبح الأعشى في صناعة الإنشا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، د. ت، ص. 341
  5. ^ ابن خلدون، العبر، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط. 1، 1424/ 2003، ج 2، ص. 2331
  6. ^ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق وتعليق عبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر، 1382/ 1962، ص. 275.
  7. ^ عبد المجيد مزيان، النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981، ص. 380.
  8. ^ سالم حميش، عن صورة المغرب الوسيط في التنظير الاستشراقي، المغرب في الدراسات الاستشراقية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مراكش، 1403/ 1993، صص. 87-88.
  9. ^ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. 1، 1424/ 2003، ج 2، ص. 324.
  10. ^ العروي، عبد الله (2012). مجمل تاريخ المغرب. الدار البيضاء - المغرب: المركز الثافي العربي. ص. 371. ISBN:9789953681832. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  11. ^ "العلاقة بين قبائل معاوية والمحلف في بيشة بمعاوية بن بكر بن هوازن.pdf". www.docdroid.net (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-04-25. Retrieved 2022-05-13.
  12. ^ Banou Hilal بنو هلال الذين عربوا - YouTube نسخة محفوظة 29 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.

المصادر

  • أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ود. عبد الحليم عويس، بنو هلال أصحاب التغريبة في التاريخ والأدب، (الرياض: دار العلوم، شارع الستين1981)، 17.
  • عبد الحميد يونس، الهلالية في التاريخ والأدب الشعبي، مركز الدراسات الشعبية، القاهرة 2003
  • موسوعة شاعرات العرب، دار أسامة للنشر والتوزيع عمّان 2001
  • عبد الرحمن الأبنودي، السيرة الهلالية، مطابع أخبار اليوم، القاهرة
  • محمد المنسي قنديل، قراءة في تغريبة بنى هلال، مجلة العربي الكويتية، العدد 359 أكتوبر 1988
  • عبد الرحمن أيوب، الآداب الشعبية والتحولات التاريخية والاجتماعية (مثال سيرة بني هلال)، مجلة عالم الفكر الكويتية، المجلد السابع عشر، العدد الأول
  • د. الراضي دغفوس، «مراحل تاريخ الهلالية في المشرق: مسار قبائل بني هلال وبني سليم من الحجاز ونجد إلى إفريقية والمغرب»، المؤرخ العربي، (بغداد: الأمانة العامة لإتحاد المؤرخين العرب العراق عدد 11)، 209.
  • أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ود. عبد الحليم عويس، بنو هلال أصحاب التغريبة في التاريخ والأدب، (الرياض: دار العلوم، شارع الستين1981)، 17.
  • تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي (توفي 845هـ / 1441م)، البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب مع دراسة في تاريخ العروبة في واد النيل" تحقيق د. عبد المجيد عابدين، (القاهرة: دار النشر،1961)، 28.
  • ابن عبد ربه الأندلسي العقد الفريد، (بيروت: دار الكتاب العربي)، 354.
  • ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، ج 1، (القاهرة: دار المعارف، 1962)، 384.
  • خير الدين الزركلي: الأعلام: قاموس تراجم لأكثر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، (القاهرة: ادار لفكر، ج9)، 92.
  • عز الدين بن الأثير، اللباب في تهذيب الانساب، (بغداد: مكتبة المثنى، ج 3)، 396.
  • ابن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر أيام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر، (بيروت: دار الكتاب اللبناني،1981)، 48.

وصلات خارجية