الكارلية الانتخابية

كانت الكارلية الانتخابية في فترة استعادة البوربون للعرش نهجًا حيويًا للحفاظ على مذهب التقليدية الإسباني في الفترة الممتدة بين الحرب الكارلية الثالثة وديكتاتورية بريمو دي ريفيرا. أعادت الكارلية، المهزومة في عام 1876، توجيه تركيزها خلال فترة استعادة العرش من العمل العسكري إلى الوسائل السياسية والحملات الإعلامية. رأى قادة الحركة في الانتخابات، وخاصة انتخابات مجلس النواب، أداةً أساسية للحشد السياسي، بعد تكييف أنفسهم ضمن الإطار السياسي للملكية الألفونسية. على الرغم من أن الأقلية الكارلية في برلمان إسبانيا ظلت هامشية وكان تأثيرها على السياسة الوطنية ضئيلًا، فإن الحملات الانتخابية كانت أساسية للحفاظ على الحزب حتى استعاد زخمه خلال الجمهورية الإسبانية الثانية.

نظرة عامة على الأداء عدل

الأصوات الكارلية
العام الأصوات مجتمعة العام الأصوات مجتمعة
1879 536 1903 44,846
1881 2,197 1905 29,752
1884 لم يكن هناك ترشيحات 1907 87,923
1886 456 1910 69,938
1891 24,549 1914 52,563
1893 45,617 1916 69,938
1896 43,286 1918 90,122
1898 40,481 1919 90,423
1899 11,915 1920 70,075
1901 45,576 1923 52,421

أُجريت الانتخابات العامة 20 مرة خلال الفترة الممتدة بين عامي 1879 - 1923؛ وكان العدد الإجمالي للمقاعد المتاحة 8,048. حصلت فروع الكارلية التقليدية مجتمعة - الكارليون/الخايميون والمتشددون واليمينيون المتطرفون والمرشحون المستقلون - على 145 انتداب (مقعد)، أي ما يمثل 1,8% من الإجمالي.[1] وضعت هذه النتيجة الكارليين خلف مجموعتين سياسيتين رئيسيتين في فترة استعادة العرش، وهما المحافظون والليبراليون؛ حازا إلى جانب فروعهما التابعة والمجموعات ذات الصلة على أكثر من 3,500 انتداب لكل منهما خلال فترة الاستعادة.[2] كانت نتيجة الكارلية التقليدية أسوأ بكثير مما سجلته أحزاب وتحالفات انتخابية أخرى وعابرة عمومًا، تندرج ضمن الفئة العامة للديمقراطية الجمهورية؛ حازت إجمالًا على نحو 500 بطاقة انتخابية. جاءت الكارلية التقليدية في المرتبة الرابعة بعد التيارات السياسية المحافظة والليبرالية والجمهورية. بشكل عام، حصلت على مقاعد أكثر من الأحزاب التي تطورت وتغيرت بشكل حيوي في القرن العشرين: الكتالونيون أو الباسكيون أو الاشتراكيون.[3]

يصعب قياس أداء الكارلية التقليدية بدلالة عدد الناخبين بسبب عوامل مختلفة، بدءًا من التزوير والتلاعب وصولًا إلى خصوصية الحسابات الانتخابية.[4] في تسعينيات القرن التاسع عشر، كان العدد الإجمالي للأصوات التي حصل عليها نواب الكارلية التقليدية في كل حملة يقترب من 40 ألفًا، لكن بتضمين الأصوات التي حصل عليها المرشحون غير الناجحين، فمن المحتمل أن يكون العدد أقرب إلى 50,000؛ وهو ما يمثل نحو 1,7% من مجموع الناخبين الفعليين. في القرن العشرين، كان العدد الإجمالي للأصوات التي حصل عليها التقليديون الفائزون نحو 65,000 وسطيًا في كل حملة. في أعوام 1907 و1918 و1919 بلغ العدد نحو 90,000،[5] مما يشير إلى أنه في أحسن الأحوال ربما كان هناك ما يصل إلى 100,000 ناخب للتقليديين، نحو 4% من إجمالي الناخبين الفعليين. على الرغم من أنه ليس رقمًا مهيبًا، لكنه حتى في أوائل عشرينيات القرن العشرين، كان الناخبون التقليديون أكثر بكثير من الناخبين الاشتراكيين مثلًا، ولحين ظهور ديكتاتورية بريمو دي ريفيرا لم يتمكن حزب العمال الاشتراكي من جذب أكثر من 40,000 ناخب.[6]

عدة فترات عدل

من المنظور الإسباني العام، شهدت مكانة الكارليين في البرلمان تغييرًا طفيفًا، إن وجد، طوال فترة استعادة البوربون للعرش: شكلت المجموعة أقلية متواضعة، وبالكاد ملحوظة حتى يمكن اعتبارها هامشية، ولم تكن قادرة بأي حال من الأحوال على التأثير في مسار السياسة الوطنية. تمكن أعضاؤها الأكثر بلاغة فقط من إثبات وجودهم من حين لآخر.[7] لكن، من المنظور الكارلي، تفاوت حجم مجموعتهم البرلمانية بشكل كبير وتراوح نطاقها بين 1 و16. كان تأرجح الحظوظ في التصويت ناجمًا إلى حد كبير عن أدائهم المتزعزع في نافار. ظلت إمكاناتهم ثابتة إلى حد ما في مناطق أخرى، إذ كان من المعتاد في فاسكوناداس انتخاب 2-3 نواب، وفي كتالونيا (باستثناء حملة 1907) 1-2 نواب، وفي قشتالة القديمة نائب واحد. يمكن تقسيم مرحلة الاستعادة إلى 4 فترات فرعية استنادًا إلى عدد النواب الكارليين المتواجدين.[8]

شهدت الأعوام الممتدة بين 1879 - 1891 عددًا قليلًا جدًا من النواب الكارليين، الذين نجحوا كأفراد فقط - كان بارون سانغرين أول شخص منتخب في عام 1897 - نظرًا لعدم مشاركة الحزب رسميًا في الانتخابات.[9] هُزمت الحركة خلال الحرب الكارلية الثالثة، وعانت من نتائج الكارثة العسكرية وما تبعها من قمع. عُلقت المنشورات الصحفية وأُغلقت مراكز التجمع الكارلية وصودرت الممتلكات ونُفي المؤيدون. كانت الكارلية تعيد بناء أساساتها تدريجيًا. كان التعافي صعبًا بسبب تزايد العداء بين المطالب بالعرش كارلوس السابع ونوسيدال الأب والابن، مما أدى إلى انفصال المتشددين في عام 1888.[10] ونتيجة لذلك، حتى عام 1891، انتُخب نواب فرادى فقط من غيبوثكوا وألافا وبسكاي، على الرغم من وجود مرشحين ناجحين من الأحزاب الأخرى، يدعمهم الكارليون، وعلى الرغم من أن الكارلية سيطرت على الانتخابات المحلية في بعض المقاطعات.[11]

أثار التفكك النوسيدالي سياسة انتخابية أكثر عدائية، إذ حاول كل من المتشددين وتيار الكارليين الرئيسي التفوق على بعضهما البعض. شهد عام 1891 حملتهما الرسمية الأولى. بإظهار عداء قاس متبادل، اعتبرت المجموعتان أن الأعداء الكارليين التقليديين أقل شرًا. أصدر كارلوس السابع ورامون نوسيدال تعليمات لأتباعهما بالسعي للتحالف حتى مع الليبراليين إذا كان ذلك سيؤدي إلى هزيمة إخوانهم السابقين.[12] بدأ هذا النهج يتغير محليًا في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، إذ تحركت المجموعتان معًا في القرن العشرين، بمعارضة مشتركة للقوانين الحكومية الجديدة. ومع ذلك، بين عامي 1891 و1907 فشل كلا الفرعين في جمع أكثر من 10 نواب في فترة انتخابية واحدة، مع احتفاظ تيار الكارلية الرئيسي بإجمالي 44 مقعد وحيازة المتشددين على 12.[13]

حققت حملة عام 1907 أفضل نتيجة انتخابية كارلية خلال فترة استعادة العرش، وكانت نتاج عاملين. نمت التقليدية لتسيطر بشكل شبه كامل على نافار، حيث انتزع كلا الفرعين 6 من أصل 7 مقاعد، وتنازلت للمحافظين طواعية عن المقعد المتبقي. انضم الكارليون في كتالونيا إلى تحالف إقليمي، مما رفع عدد نوابهم الكتالونيين من واحد أو اثنين إلى ستة.[14] على الرغم من انهيار التحالف بعد سنوات قليلة، لكنه كان نموًا سريعًا ومؤقتًا لفرع الحركة في بلنسية إلى جانب التفوق المستمر في نافار والتقارب مع المتشددين، مما سمح للكارلية باحتلال 10-12 مقعدًا في المجلس الأدنى من البرلمان خلال معظم الفترات الانتخابية حتى عام 1920.[15]

تميزت السنوات الأخيرة من 1920 - 1923 بتقلص الأقلية. أدى تفككٌ آخر داخل الحركة، بانشقاق اليمين المتطرف، إلى تدمير الكارلية، إذ انضم عدد كبير من القادة والزعماء الإقليميين إلى الفروع المنشقة. حيرت سياسة التحالفات المحورية قصيرة الأمد - حتى مع الليبراليين - الناخبين في المعقل التقليدي نافار، وفقدت الكارلية سيطرتها على المقاطعة. كانت الحركات الباسكية والكتالونية تتخذ سياسة حذرة أكثر فأكثر تجاه الكارلية. بدأ صعود المنافسين الجدد، الجمهوريون والاشتراكيون، في النهاية بتقويض أي دعم انتخابي ما يزال يتمتع به الكارليون في المقاطعات الشمالية والشرقية. خلال الحملة الأخيرة لعام 1923، أمر خايمي الثالث بالامتناع عن التصويت، تعبيرًا عن خيبة الأمل من فساد الديمقراطية.[16]

المراجع عدل

  1. ^ various groupings focused on Catalan identity (some of them bordering Traditionalism) gained some 140 seats, the Basques (fueristas, nationalists, other) gained some 30 seats and PSOE gained 11 seats
  2. ^ e.g. Mauristas, Ciervistas, Villaverdistas, constitutionalists, tetuanists and other branches of Conservatism, Romanonistas, Gamacistas, fusionists, reformists and other branches of Liberalism
  3. ^ a private website calculates that the Conservatives gained 3,571 mandates and the Liberals gained 3,512 tickets, Carlos Lozano, História electoral service, available here نسخة محفوظة 2022-09-26 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ in 1919 there were 2,342,872 people voting, Barciela, Carreras, Tafunell 2005, p. 1094
  5. ^ 1907: 87,923, 1918: 90,122, 1919: 90,423
  6. ^ José Andrés Gallego, Historia General de España y América: Revolución y Restauración: (1868-1931), vol. XVI/2, Madrid 1981, (ردمك 9788432121142), p. 383
  7. ^ see the account of a Carlist historian, Román Oyarzun Oyarzun, Historia del carlismo, Madrid 2008, (ردمك 8497614488), 9788497614481, pp. 430-443
  8. ^ similar periodisation is proposed also for Carlist participation in local elections, see Angel Garcia-Sanz Marcotegui, Caciques y políticos forales. Las elecciones a la Diputación de Navarra (1877-1923), Pamplona 1992, (ردمك 8460430294), p. 311
  9. ^ Escudero 2012, pp. 97-98
  10. ^ the reconstruction work is credited by some to Ramon Nocedal, see Jacek Bartyzel, Umierac ale powoli, Krakow 2006, (ردمك 8386225742), pp. 273-274, and by some to marqués de Cerralbo, see Oyarzun 2008, p. 433
  11. ^ as late as 1886 Carlism fielded no official candidates and Carlos VII allowed only individual ones, see Escudero 2012, p. 98
  12. ^ there were 33 official Carlist candidates standing in 11 regions: Catalonia (8), Valencia (4), Old Castile (5), Navarre (4), New Castile (3), Vascongadas (3), Aragon (2), Extremadura (1), Andalusia (1), Leon (1) and Baleares (1), Escudero 2012, pp. 237-8. The geographical composition changed slightly in 1893 with only 7 regions contested: Catalonia (7), Valencia (5), Navarre (5), Vascongadas (4), Baleares (1), New Castile (1) and Andalusia (1), see Escudero 2012, p. 249
  13. ^ in 1899 individual candidates were allowed (“no habrá diputados carlistas en las próximas elecciones, pero podrá haber carlistas diputados”), Remirez 1988, p. 382
  14. ^ the region of Valencia elected 2 Traditionalist MPs in the period of 1879-1914, and 8 of them in the period of 1914-1920
  15. ^ during 6 electoral campaigns of the 1907-1919 period the Traditionalists elected 68 deputies; during the remaining 14 campaigns of 1879-1923 they elected 72 deputies
  16. ^ see the letter from Jaime III to marques de Villores, ABC 13.03.1923; it might be suspected that the claimant preferred to avoid humiliating defeat of the party, heavily weakened by the Mellist secession. Overall disappointment with the system was widespread; electoral absence in 1923 reached the record 35,5% and 35,1% of the population saw candidates declared victorious with no electoral competition, Stanley G. Payne, Spain's First Democracy: The Second Republic, 1931-1936, Madison 1993, (ردمك 0299136744), 9780299136741, p. 19