الحرب البحرية بين الهند وباكستان 1971


الحرب البحرية بيني الهند وباكستان لعام 1971، هو مصطلح يشير إلى الاشتباكات العسكرية البحرية بين البحرية الهندية والبحرية الباكستانية خلال الحرب الباكستانية الهندية عام 1971. كانت الاشتباكات بين الهند وباكستان خلال هذه الفترة الزمنية نتيجةً مباشرةً لحرب الاستقلال البنغلاديشية، التي كانت مستمرةً في باكستان الشرقية سابقًا (بنغلاديش حاليًا) منذ تنفيذ الجيش الباكستاني لعملية مناورة في محاولة لكبح الحركة القومية البنغالية في القسم الشرقي من باكستان. بدأت سلسلة العمليات البحرية بالضغط البحري الهندي على باكستان من المحيط الهندي، بينما تحرك الجيش الهندي والقوات الجوية الهندية لخنق القوات الباكستانية في شرق باكستان براُ. تضمنت العمليات البحرية الهندية الاعتراض البحري والدفاع الجوي والدعم الأرضي والبعثات اللوجستية.

الحرب البحرية بين الهند وباكستان 1971
جزء من الحرب الباكستانية الهندية 1971  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
التاريخ وسيط property غير متوفر.
بداية 2 ديسمبر 1971  تعديل قيمة خاصية (P580) في ويكي بيانات
نهاية 16 ديسمبر 1971  تعديل قيمة خاصية (P582) في ويكي بيانات

مع نجاح العمليات البحرية الهندية في باكستان الشرقية، بدأت البحرية الهندية عمليتين واسعتي النطاق؛ عملية الرمح الثلاثي وعملية بايثون. ركزت هاتان العمليتان على باكستان الغربية، وسبقت بدء الاشتباكات الرسمية بين الهند وباكستان.

خلفية

عدل

لم تلعب البحرية الهندية دورًا رئيسيًا خلال الحرب الباكستانية الهندية عام 1965، إذ ركزت الحرب على الصراع البري فقط حينها. وفي 7سبتمبر، قصف أسيطل البحرية الباكستانية بقيادة العميد البحري إس. إم أنور محطة رادار البحرية الهندية في دواركا، على بعد 200 ميل (320 كم) جنوب ميناء كراتشي الباكستاني، ضمن ما عُرف بعملية دواركا. تسببت هذه العملية في إجراء البحرية الهندية لتحديث وتوسع سريع لهيكليتها، على الرغم من عدم تأثر محطة الرادار بالقصف على الإطلاق.[1] وبالتالي، نمت ميزانية البحرية الهندية من 350 مليون إلى 1.15 مليار روبية هندية. أضافت البحرية الهندية سربًا جديدًا من ستة زوارق صواريخ من طراز أوسا إلى أسطولها المقاتل بعد حصولها عليهم من الاتحاد السوفيتي، وعززت سلاح الجو البحري الهندي أيضًا.

نهاية الحرب

عدل

فرضت الهند سيطرةً كاملةً على طريق النفط من الخليج العربي إلى الموانئ الباكستانية، بعد العمليات الناجحة لبحريتها. أما السفن الرئيسية للبحرية الباكستانية فإما دُمرت أو اضطرت للبقاء في الميناء.[2] فرضت البحرية الهندية حصارًا بحريًا جزئيًا على ميناء كراتشي ولم تتمكن أي سفينة تجارية من الاقتراب منها، وتوقفت حركة الشحن من وإلى المدينة، التي كانت تُعد الميناء الرئيسي الوحيد في باكستان في ذلك الوقت.[3][4][5] هزم الأسطول الشرقي للبحرية الهندية القوات الباكستانية في باكستان الشرقية في غضون أيام قليلة بعد الهجمات على كراتشي؛ وبحلول نهاية الحرب، سيطرت البحرية الهندية على الواجهة المائية المحيطة بجناحي باكستان.[6]

انتهت الحرب على الجبهتين بعد اجتماع الملازم الجنرال أمير عبد الله خان نيازي، قائد القوات الباكستانية في باكستان الشرقية والملازم الجنرال جاجيت سينغ أورورا، القائد العام للقيادة الشرقية للجيش الهندي، في مضمار رامنا للسباق في دكا في تمام الساعة 16:31 بالتوقيت الهندي في 16 ديسمبر 1971 للتوقيع على وثيقة الاستسلام الباكستاني للقوات الباكستانية المتمركزة في باكستان الشرقية.[7][8]

كما حصّل القائد العام لقيادة البحرية الشرقية التابعة للبحرية الهندية الأدميرال نيلاكانتا كريشنان استسلام البحرية الباكستانية من ضابط الراية البحري الباكستاني الشرقي، اللواء البحري محمد شريف؛ إذ قام شريف بتسليم مسدس توكاريف الخاص به إلى كريشنان في الساعة 16:31 بالتوقيت الهندي قائلًا «الأدميرال كريشنان، سيدي، سيتم نزع سلاحي قريبًا. قاتلت قواتك البحرية بشكل رائع وجعلتنا محاصرين في كل مكان. لا يوجد أحد أود أن أستسلم له غير القائد- رئيس الأسطول الشرقي». وما يزال مسدس توكاريف موضوعًا في صندوق زجاجيي مغطاة في متحف الأكاديمية العسكرية الهندية.

بلغت الأضرار التي لحقت بالبحرية الباكستانية 7 زوارق مدفعية، وكاسحة ألغام، وغواصةً واحدةً، ومدمرتين، و3 زوارق دورية تابعة لخفر السواحل، و18 سفينة شحن وإمداد واتصالات، وألحقت أضراراً كبيرة بالقاعدة البحرية والأرصفة في مدينة كراتشي الساحلية. تم الاستيلاء على ثلاث سفن تابعة للبحرية التجارية، أنور بكش وبسني ومادهوماثي، وعشر سفن أصغر. وفُقد نحو 1900 فرداً، بينما أسرت القوات الهندية 1413 جنديًا في دكا.[9] ووفقًا للباحث الباكستاني طارق علي، فقدت البحرية الباكستانية ثلث قوتها في الحرب.[10]

كتب اللواء البحري شريف في أطروحة له عام 2010 «لام الجنرالات في القوات الجوية والجيش بعضهم البعض على فشلهم، في الوقت الذي أشاروا إلى بعضهم أمام العلن أنهم أبطال حرب قاتلوا بشكل جيد وأوقعوا خسائر فادحةً في صفوف الهنود المتقدمين عسكرياً». وخلص شريف إلى أنه في النهاية، وضع كل ضابط في القوات الجوية والجيش عدم كفاءة اللواء نيازي وفشله كسبب رئيسي للحرب من الأساس. وأشار شريف أيضًا إلى أن:[11]

أُسيء فهم النجاح العسكري الأولي لعمليتي مناورة وباريسال في استعادة حالة القانون والنظام في باكستان الشرقية في مارس 1971 على أنه نجاح كامل ... في الواقع، تدهور وضع القانون والنظام مع مرور الوقت هناك، خاصةً بعد سبتمبر من نفس العام عندما انقلب السكان بشكل متزايد ضد القوات المسلحة [الباكستانية] وكذلك ضد حكومة [يحيى] العسكرية. وعلى الرغم من تضخم القوة الإجمالية الباكستانية بسبب الزيادة السريعة في عدد الجنود، لم يرتفع مستوى كفاءتها القتالية بالحد المطلوب، نظراً لكون نسبة كبيرة من الجنود الجدد كباراً في السن جدًا أو عديمي الخبرة أو غير راغبين بالقتال ... -الأدميرال البحري محمد شريف، ضابط الراية البحري الباكستاني الشرقي، اللواء البحري محمد شريف.

المراجع

عدل
  1. ^ "The Shelling Of Dwarka". bharat-rakshak.com. مؤرشف من الأصل في 2020-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-18.
  2. ^ "Spectrum". The Tribune. 11 يناير 2004. مؤرشف من الأصل في 2021-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-03.
  3. ^ "China's pearl in Pakistan's waters". Asia Times. 4 مارس 2005. مؤرشف من الأصل في 2005-03-05. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-27.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: مسار غير صالح (link)
  4. ^ Singh، Sukhwant (2009). India's Wars Since Independence. Lancer Publishers. ص. 480. ISBN:978-1-935501-13-8. مؤرشف من الأصل في 2023-04-30.
  5. ^ "History". Indian Navy. Indian Defence. مؤرشف من الأصل في 2012-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-27.
  6. ^ "Blockade From the Seas". مؤرشف من الأصل في 2012-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-16.
  7. ^ Roy، Mihir K. (1995). War in the Indian Ocean. United States: Lancer Publishers. ص. 218–230. ISBN:978-1-897829-11-0. مؤرشف من الأصل في 2023-04-08.
  8. ^ "Touching Naval Surrender" (PDF). pibarchive.nic.in. 18 ديسمبر 1971. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-07-20.
  9. ^ "Military Losses in the 1971 Indo-Pakistani War". Venik. مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2002. اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2005.
  10. ^ Tariq Ali (1983). Can Pakistan Survive? The Death of a State. Penguin Books Ltd. ISBN:978-0-14-022401-6.
  11. ^ Staff Report. "Excerpt: How the East was lost: Excerpted with permission from". Dawn Newspapers (Admira's Diary). Dawn Newspapers and Admiral's Diary. مؤرشف من الأصل في 2011-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-21.