التاريخ الطبيعي لجبل كينيا

جبل كينيا متنوع النباتات والحيوانات، لِما يمتاز به من تباين في: الارتفاعات، والمظاهر، وهطول الأمطار، ودرجات الحرارة. يمكن تقسيم المنحدرات الجبلية إلى عدة مناطق نباتية، كل منطقة تهيمن عليها أنواع نباتية مختلفة. لِكثير من نباتات جبل كينيا أسماء محلية (كيكويو وميرو وإمبو)، لكنها مذكورة هنا بأسمائها الإنجليزية العلمية وحسب.[1]

خريطة تظهر المناطق الخضرية حول جبل كينيا

ينشأ طقس الجبل غالبًا عن المحيط الهندي، أي من شرقه وجنوبه الشرقي، ولذا فمنحدراته شديدة الرطوبة.[2] تدعم المنحدرات الأرطب غابات أَسْمك وخيزرانًا أكثر ونباتات أعطش. في المنحدرات الشرقية والجنوبية الشرقية تنوُّع حيوي أكبر مما في المنحدرات الشمالية والغربية.

المناطق النباتية في جبل كينيا مميزة إلى حد ما. الأرض المحيطة بالجبل -المسطحة نسبيًّا- جافة جدًّا، فلا تدعم نمو الغابات، وقد كانت ذات يوم مروج سافانا، لكن أغلبها الآن زراعي أو مستعمل في الرعي، وما زالت فيها بعض النباتات الأصلية. وأما المنحدرات السفلية فتغطيها غابات جبلية، لكن أيضًا أزيل كثير منها للزراعة، وإن بقيت سليمة لدى طريق تشوغوريا في الجنوب الشرقي. تعلو تلك الغابات مساحات كبيرة من الخيزران، خصوصًا في الشرق والجنوب الشرقي. وأما الغابات الجبلية التي تعلو الخيزران، فأغلبها معلاقات (شجر البودوكاربس). وهذه الغابات تعلوها غابات أخرى شجرية تمتاز بخشب الورد الأفريقي. وفوق هذا النطاق الشجري بَراح (لدى الناحية الأرطب)، وغابات حرشية شبه أَلْبِيَّة (لدى الناحية الأجفّ). أعلى الجبل -في المنطقة الأفريقية الألبية- يكون الغطاء النباتي أكثر تأقلمًا مع البرودة. وأما المنطقة القاحلة التي كانت متجمدة حتى وقت قريب، فتُدعى المنطقة الثلجية.[3]

في كل منطقة أنواع نباتية مختلفة، وغالبًا ما تمتاز نباتات المناطق العلوية بخصائص مدهشة لافتة للنظر.[4] ثلاثة أرباع النباتات الموجودة بالمنطقة الأفريقية الألبية من النوع المستوطِن.[5] تتنقل الحيوانات الفقارية بين مناطق نباتية مختلفة.

المناطق عدل

الأراضي المنخفضة المحيطة بالجبل عدل

يبلغ ارتفاع المنطقة المحيطة بالجبل نحو 2,000 متر (6,600 قدم). ومناخها دافئ جاف. أغلب النباتات: سافانا وأشجار قمئية. تنمو فيها أعشاب متنوعة، وأشجارها وآجامها يستغلها المحليون استغلالات مختلفة. تُزرع شُجيرات «صبار أم اللبن» وشجيرات «لانتانا مقوسة[6]» غير الأصلية لتكون سياجًا شجريًّا. [7]

المنطقة الزراعية عدل

تربتها رطبة خصبة، بسبب النشاط البركاني قديمًا. معظم المنطقة المزروعة في المنحدرات حاليًّا كانت ذات يوم غابات. لكن تُركت بعض الأشجار كما هي أثناء إزالة الغابات، وبها يمكن تكوين صورة عن الأشجار التي كانت موجودة من قبل.

المحاصيل المتكررة زراعتها: الشاي، والقهوة، والفاصولياء، والذرة، والموز، والبطاطس، والأرز، والفواكه الحمضية، والمَنْجة، والخضراوات. تختلف المحاصيل باختلاف المنطقة، بسبب فرق كبير في كمية الأمطار بين المنحدرات الشمالية والجنوبية. المنحدرات الجنوبية أرطب جدًّا، ولذا فهي مثالية لنمو الشاي والقهوة، وأما المنحدرات الشمالية فلا تَصلح بجفافها لتلك المحاصيل. تُنتج بعض المزارع الكبيرة القمح والشعير. عادة ما تُحفظ المواشي في المناطق الأجف، لا سيما البقر لألبانها. [8]

الغابات الجبلية عدل

هنا أيضًا تختلف النباتات باختلاف المنطقة الجبلية. النوع المهيمن على المنحدرات السفلية الجنوبية الشرقية: أوكوتي أُوزَمْبَرِنْسيس، الذي قد يبلغ في نموه 45 مترًا (150 قدمًا)، تنمو هناك أيضًا: نباتات حزازية، وأشنات، وسراخس. يعيش في تلك الغابات: عدة أنواع من القرود، وكثير من الظباء، ووبر شجري، وحيوانات أكبر كالأفيال والجاموس. لا توجد الحمير المخططة إلا في المنحدرات الشمالية. [9]

منطقة الخيزران عدل

هذه المنطقة موجودة في وسط المنطقة الغابية. وهي منطقة طبيعية، ليست ناتجة عن إزالة الغابات أو غيرها من التدخُّلات. الخيزران الناضج لا تستسيغه معظم الحيوانات، فيقل وجودها لديه. [7]

الغابات الشجرية عدل

عادة ما تكون بين ارتفاع 3,000 متر (9,800 قدم) و3,500 متر (11,500 قدم)، وإن كانت تمتد أكثر من هذا جنوبًا لدى المنحدرات الأجفّ.

منطقة البَراح والغابات الحرشية عدل

موجودة بين ارتفاع 3,200 متر (10,500 قدم) و3,800 متر (12,500 قدم). البراح في المناطق الأرطب، والغابات الحرشية في الأجفّ. معظم النباتات هناك شجيرات ذات أوراق صغيرة. الحيوانات فيها مزيج من أنواع غابية وأنواع ألبية. والحيوانات الكبيرة قليلة فيها. [10]

المنطقة الأفريقية الألبية عدل

تبدأ من ارتفاع 3,500 متر (11,500 قدم). تمتاز بهواء جاف ودرجات حرارة منخفضة متقلبة جدًّا على مدار اليوم.

المراجع عدل

  1. ^ Young, Truman (1991). Flora and Fauna, in: Guide to Mount Kenya and Kilimanjaro (I. Allan, ed.). Nairobi: Mountain Club of Kenya. ISBN 978-9966-9856-0-6.
  2. ^ Karlén, Wibjörn; Fastook, James L; Holmgren, Karin; Malmström, Maria; Matthews, John A; Odada, Eric; Risberg, Jan; Rosqvist, Gunhild; Sandgren, Per; Shemesh, Aldo; Westerberg, Lars-Ove (August 1999). "Glacier Fluctuations on Mount Kenya since ~6000 Cal. Years BP: Implications for Holocene Climate Change in Africa". Ambio. Royal Swedish Academy of Sciences. 28 (5): 409–418. Archived from the original on 2005-12-31. نسخة محفوظة 2020-01-02 في Wayback Machine
  3. ^ Coe, Malcolm James (1967). The Ecology of the Alpine Zone of Mount Kenya. The Hague: Dr W. Junk. مركز المكتبة الرقمية على الإنترنت 559542.
  4. ^ Niemelä, Tuomo; Pellikka, Petri (2004). "Zonation and characteristics of the vegetation of Mt Kenya". Expedition Reports of the Department of Geography. University of Helsinki. 40: 14–20. ISBN 952-10-2077-6.
  5. ^ White، F. (1981). "The history of the Afromontane archipelago and the scientific need for its conservation". African Journal of Ecology. Blackwell Scientific Publications. ج. 19 ع. 1–2: 33–54. DOI:10.1111/j.1365-2028.1981.tb00651.x.
  6. ^ Maundu, Patrick and Bo Tengnäs (eds.) (2005). Useful Trees and Shrubs for Kenya. Nairobi, Kenya: World Agroforestry Centre—Eastern and Central Africa Regional Programme (ICRAF-ECA). (ردمك 9966-896-70-8) Accessed online 13 July 2018 via http://www.worldagroforestry.org/usefultrees نسخة محفوظة 2018-10-17 في Wayback Machine
  7. ^ ا ب Castro، Alfonso Peter (1995). Facing Kirinyaga. London: Intermediate Technology Publications Ltd. ISBN:1-85339-253-7.
  8. ^ Bussmann، Rainer (2001). "Succession and Regeneration Patterns of East African Mountain Forests. A Review". Systematics and Geography of Plants. National Botanic Garden of Belgium. ج. 71 ع. 2: 959–974. DOI:10.2307/3668731. JSTOR:3668731.
  9. ^ Gichuki، Francis Ndegwa (أغسطس 1999). "Threats and Opportunities for Mountain Area Development in Kenya". Ambio. Royal Swedish Academy of Sciences. ج. 28 ع. 5: 430–435. مؤرشف من الأصل في 2005-12-31.
  10. ^ Benson، T.G. (1964). Kikuyu-English dictionary. Oxford: Clarendon Press.