الأخبار الزائفة في الولايات المتحدة

وفقًا للموقع الإلكتروني لقاموس كامبريدج للغة الإنجليزية، فإن مصطلح الأخبار الزائفة «كثيرًا ما يُستخدم لوصف قصة سياسية تُرى ضارةً بوكالة أو كيان أو شخص، ومع ذلك... فهو ليس مقتصرًا على السياسة بأي حال من الأحوال، ويبدو متداولًا في ما يخص الأخبار العامة».[1] عُرفت الأنباء الزائفة باعتبارها «خطابًا سياسيًا».[2] كان الباحث في الإعلام الدكتور نولان هيغدون قد قدم تعريفًا أعرض للأخبار الزائفة باعتبارها «محتوى زائفًا أو مضلِلًا قُدم بصفته أخبارًا وجرى نقله في صيغ تشمل وسائل التواصل المنطوقة والمكتوبة والمطبوعة والإلكترونية والرقمية». يتناول هذا المقال كلا التعريفين في إطار الولايات المتحدة.[3]

القرن الثامن عشر

عدل

في عام 1762، سنت جمعية فرجينيا العامة القانون التالي لمعاقبة «مذيعي الأخبار الكاذبة»:

فليُسن قانونًا أن أي شخص أو مجموعة أشخاص يُقدمون على تزوير وإشاعة تقارير زائفة تؤدي إلى إحداث قلقلة في البلاد سيُطلبون من قبل أقرب محكمة صلحية ويمثلون أمام أقرب محكمة إقليمية، حيث، إذا لم يفضي إلى المؤلف، سيغرم بما قيمته ألفا جنيه من التبغ (أو أقل) إذا ما ارتأت الحكومة تخفيض ذلك، وأيضًا، سيتعهد بعدم تكرار سلوكه إذا ما بدا للمحكمة أنه اخترعه ونشره عن سبق إصرار.[4]

القرن التاسع عشر

عدل

ما قبل الحرب الأهلية

عدل

1809: ثورات محتملة

عدل

في 6 ديسمبر من عام 1809، قال ممثل الولايات المتحدة جورج دبليو. كامبل من تينيسي في خطاب على أرض مجلس النواب:

إن مطبوعاتكم العمومية تعج بالمُختلَقات والبيانات الكاذبة حول هذا الموضوع؛ إذ أُعلن أن ثمة ثورات يُرجح نشوبها في بعض أصقاع الاتحاد، وقيل إن ضغطًا مهولًّا يسود في كل مكان. لقد خرجت هذه التحويرات الباطلة، المنشورة لأهداف جماعة مفردة، من البلاد وكان لها تأثير جسيم على سلوك الأمم الأجنبية دون شك.[5]

1830: حملة سياسية

عدل

نقلت صحيفة آرغوس أوف ويست أمريكا المنشورة في فرانكفورت، كنتاكي، في 10 نوفمبر 1830 قائلة:

لقد نشأت ممارسة تقديم الأخبار الزائفة لأغراض الدعاية الانتخابية في هذه البلاد عند صحيفة ذا «ناشونال» إنتلجنسر. اعتنق موظفوها الخانعون خارج البلاد التابعون لمدرسة هنري كلاي السياسية الأخبارَ الزائفة، وتثبت النبرة الواثقة التي صاروا ينطقون المختلقَات بها أن المعارضة تلقي بآمال نجاحها على كاهل سذاجة قرائها... إن هذين التوأمين المتلاصقين، صحيفة « ناشونال» و« ناشونال» إنتلجنسر، القائمتين في هذه المدينة [واشنطن]، معتادان على العمل كلٌ لمصلحة الآخر عبر تقديم أخبار زائفة لقرائهما. [كل الأحرف المائلة موجودة في النص الأصلي].[6]

1840: ’نصر‘ فان بيورين

عدل

بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1840، قال مقال صحيفة ذا نيويورك كومرشال أدرفتايزر إن:

لدى قادة فان بيورين لهذه المدينة كثيرًا من التهم ليجيبوا عنها، فيما يخص الأخبار الزائفة عن النجاح التي أرسلوها إلى الجنوب يوم الجمعة. استمتع موظفو الحكومة في واشنطن بحالة هذيان من الفرح، وسقطوا في أكثر الطرائف سفاهةً. قد سُمع أن السيد فان بيورين بنفسه أعلن: «أنه واثق الآن من النجاح، فأنا أعلم الآن» وأضاف: «إن نيويورك تايمز لي!» [الخطوط المائلة موجودة في النص الأصلي]. على الأرجح أنه استيقظ من حلم يقظته في الساعة الحادية عشرة ونصف من صباح الأمس».[7]

1848: مفاوضات كوبا

عدل

في ديسمبر من عام 1848، أنكرت صحيفة ذا هيرالدو في مدريد، إسبانيا، في تقرير ورد في ذا نيويورك هيرالد أن الولايات المتحدة تتفاوض مع إسبانيا من أجل شراء جزيرة كوبا. أنَّبت ذا هيرالدو الصحف «الإنجليزية الأمريكية» باعتبارها «مشهورة في كافة أصقاع العالم بالأخبار والتواريخ الزائفة التي يسعدها بثها مبهرجةً بألف تفصيل بنية منحها مظهر الحقيقة».[8]

في إبان الحرب الأهلية

عدل

1861: عمال البرقيات

عدل

أوصى مقال افتتاحي نُشر عام 1861 في صحيفة ميمفيس ديلي أفالانشر في تينيسي بتشريع «جريمة جنائية على إرسال أخبار زائفة عبر التلغراف الكهربائي». أشار المقال مع ذلك إلى أنه سيكون «من الظلم لوم شركة التلغراف أو عملائها، لأن التلغراف وسيط بسيط لنقل الأخبار، وإنه ليس مسؤولًا عما يُرسل عبر الأسلاك إلا كمسؤولية الحصان عما يُنقل في البريد... وإن عمال البرقيات ينزعجون جدًا عندما يُضطرون بموجب مناصبهم إلى إرسال أو تلقي أخبار زائفة يعرفون أنها كذلك».[9]

1863: مضاربات الأسهم في النصر المذكور

عدل

تحت عنوان يقول: «تواطؤ الحكومة في نقل تقارير الأخبار الكاذبة»، تذمرت صحيفة ذا بيرلنغتون (فيرمونت) سينتينل في 22 مايو من عام 1863 من أن: «مختلَقات مشينة» قد أُرسلت «بالتلغراف عبر البلاد فيما يخص الحالة الراهنة للجيش وتحركاته» وأن السبب وراءها «قد أُلمح إليه على نحو صحيح للغاية من قبل صحيفة نيويورك بوست، التي ادعت أن مضاربات الأسهم كانت أسفل هذه المعلومات المغلوطة».[10]

صرّحت صحيفة ذا إندبندنت المنشورة في مدينة نيويورك قائلة:

من الصعب إهمال الشكوك المشيرة إلى أن بعض الجهات رفيعة المستوى قد حاولت العمل في سوق الذهب. [الأحرف المائلة موجودة في النص الأصلي]. حاول المراسلون هنا عبثًا يوم أمس أن يرسلوا تلغرافًا إلى أصدقائهم ليخبروهم بأنه لم توجد كلمة صادقة واحدة في القصص الجامحة... لكن المراقب الحكومي لم يسمح بالتكذيب! وهذا أمر غريب جدًا بالتأكيد [الأحرف المائلة موجودة في النص الأصلي].[11]

1865-1889

عدل

1879: جاي غولد متّهمًا

عدل

اتهمت جريدةُ ذا تايمز (فيلادلفيا) جريدةَ نيويورك تريبيون في 26 نوفمبر 1879، بالطباعة والتأييد التحريري «لأخبار زائفة» تسببت «بالأزمة المالية في الأسبوع الماضي، والتي أخذت عدة آلاف من الدولارات من جيوب رجال ذوي دخل متواضع لتضعها في الحصيلة الضخمة لخزنة السيد [جاي] غولد وزملائه المتواطئين معه في وول ستريت». (كان الرأسمالي غولد المالك الرئيسي للتريبيون). بحسب فيلادلفيا تايمز، فإن نيويورك بوست، مع ذلك، قد أسدت «الصحافة الشريفة خدمة حسنة في نبش تشريع يبدو أنه يلائم قضية... غولد تمامًا». حظر القانون على أي شخص نشر «اتصالات مغلوطة بنية خفض أو رفع سعر السوق» للأسهم، والسندات والبضائع والسلع. حُددت العقوبة بغرامة «لا تتجاوز خمسة آلاف دولار وسجن لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أو بواحدة منهما».

تابعت ذا فيلادلفيا تايمز قائلة:

سيكون من الجيد... لغولد أن يلصق هذا القانون على قبعته. إن مرابحه الهائلة التي حققها من مضاربته الأخيرة عبر بث الأخبار الزائفة تسمح له بدفع الغرامة دون أن يشعر جيبه بالنقص، لكن السجن سيزعجه قليلًا ويمنح البلاد بعض الرضا.[12]

الحقبة التقدمية

عدل

تسعينيات القرن التاسع عشر

عدل

أُقر بأن الأخبار الكاذبة مشكلةٌ في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن التاسع عشر. كتب أحد المحررين في عام 1896 ما يلي:

تحطم الصحف الأمريكية إلى حد ما سجلها الخاص في الوقت الحاضر بنجاحها في إثارة الضجة وطرح أخبار كاذبة .... إن شعبنا في حالة ذهنية تقبل بلا شك أكثر العبارات السخيفة التي يمكن أن يتصورها عقل الإنسان، بل ويحاول اختراع الأعذار لسذاجتها.[13]

1900: براءة ثيودور دورانت

عدل

جرى تناقل «اعترافٍ مزعومٍ» لقس كنيسة إيمانويل المعمدانية في سان فرانسيسكو من خلال «تقرير مزيف»، يقول القس في اعترافه بأنه مَن قتل بلانش لامونت وميني ويليامز في جريمة قتل وقعت عام 1895 وحظيت «بتغطية إعلامية واسعة». أُعدم ثيودور دورانت عن الجريمتين في عام 1898. نفت سان فرانسيسكو إكزامينر، ردًا على سؤالها، التقرير ووصفته بأنه «شائعة كاذبة».[14][15]

ذكرت صحيفة أوبورن (نبراسكا) غرانغر في مقالها الافتتاحي أن حالة الزيف «تضيف دليلًا آخر، إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة، على أن تقارير الصحف غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها».[16] أفادت صحيفة كوفيفيل (كانساس) غازلايت: «أن القصة ملفقة بمكر بالغ، بذكرها أن القس وهو على فراش الموت، قد اعترف اعترافًا كاملًا بالجريمة وأن دورانت، الذي أُدين بناء على أدلة ظرفية بحتة، جرت تبرئته كاملًا. تبين الآن أن القصة زائفة من البداية إلى النهاية».[17]

1900: العصيان المسلح الفلبيني

عدل

خلال العصيان المسلح الفلبيني، أُفيد بما يلي:

هونغ كونغ هي المقر الرئيسي لأخبار زائفة عن الفلبين تمامًا كما شنغهاي مصدرٌ لمعظم الأخبار الزائفة إزاء بكين والمجازر الصينية. هناك مجلس عسكري فلبيني فاسد ودؤوب في هونغ كونغ برئاسة إنجليزي خبيث، يختلق الأخبار المثيرة حول الفظائع الأمريكية في لوزون ويُصدرها لصالح أجهزة مكافحة التوسعية والحزب الديمقراطي في هذا البلد [الولايات المتحدة].[18]

1902: وزير الخزانة شو

عدل

وصف كاتب العناوين الرئيسية في صحيفة واشنطن (دي. سي.) تايمز، قصة عن وزير الخزانة إل. إم. شو بأنها «مثال جيد على الأخبار الكاذبة» خلال مقال نُشر في 9 يوليو 1902 أفاد بأن شو «ذكر على وجه التحديد ... في عدة مناسبات» اعتقاده بوجوب اقتصار مدة خدمة جميع مسؤولي وزارة الخزانة على «أربع أو خمس سنوات».[19] بعد أسبوعين، ذكر بيان صحفي من قِبل شو بأن الاستفسارات الواردة «من جميع أنحاء البلاد» دفعته إلى إنكار القصة التي قال بأن «لا أساس لها من الصحة».[20] انتقدت دورية إيفنينغ تايمز- ريبابليكان الصادرة في مارشال تاون، آيوا، أن «هذه القصص اللاذعة من شأنها أن تطفو على السطح في أي وقت. من الأفضل أن يتقبل الجمهور القصص المثيرة بشكل مشروط، في انتظار تأكيدها».[21]

منتصف القرن العشرين

عدل

1919: القانون

عدل

كان نشر القصص الإخبارية الكاذبة، أو محاولة نشرها، على سبيل المزاح غالبًا، شائعًا للغاية، حتى أن دورية شمس المساء الصادرة في هانوفر، بنسلفانيا، حذرت من هذه الممارسة من خلال التنبيه إلى أن قانون ولاية بنسلفانيا ينص على غرامة قدرها 500 دولار والسجن لمدة عامين في حالة الإدانة.[22]

1936: فدية لندبرغ

عدل

نشرت دورية نيويورك ديلي نيوز مقالة افتتاحية تعتذر فيها عن مقال كتبه «مراسل نيو إنجلاند» ونُشر في الدورية يوم 25 أبريل 1936، جاء فيه أن «فدية لندبرغ البالغة 20 ألف دولار قد ظهرت مؤخرًا في ألباني ومدن ماساتشوستس المختلفة». قالت الافتتاحية:[23]

نحن مقتنعون الآن أن القصة كانت زائفة، على الرغم من أن مراسل نيو إنجلاند لا زال يعتقد أنه لربما هناك شيءٌ وراءها. نحن آسفون لنشر القصة. نعتقد أن أي صحيفة تقدم أخبارًا كاذبة هي صحيفة حمقاء. من السهل جدًا فضح قصة إخبارية زائفة، وبمجرد أن يكتشفها الجمهور، تفقد الصحيفة بعضًا من ثقة القراء. بإعادة الكرة لمدة كافية، ستخسر الصحيفة ثقة جميع القراء باستثناء المغفلين بالفطرة.

   

المراجع

عدل
  1. ^ "Words at Play; the Real Story of Fake News" نسخة محفوظة 2021-02-25 في Wayback Machine
  2. ^ Unidentified author, "Fake News Versus False News: Why They're Different, and Why It Matters," WGBH News, Boston, November 21, 2016 نسخة محفوظة 2021-03-01 في Wayback Machine
  3. ^ Nolan Higdon, "The Anatomy of Fake News: A Critical News Education," Oakland, CA: University of California Press, 2020 نسخة محفوظة 2021-01-25 في Wayback Machine
  4. ^ Knoxville (Tennessee) Register, quoted in "After the Lincolnites," The Athens (Georgia) Post, May 15, 1862, page 1, and cited to the Petersburg Express The Post added that "Such a law at this time, or one similar to it, would rid us of the thousand false and exaggerated reports, that almost daily reach us." نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  5. ^ No headline, United States Gazette, March 6, 1809, page 2 نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  6. ^ "The Sins of Editors," Page 1, Column 3 نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  7. ^ "The Manufacturers of False News and Their Dupes," Daily Pittsburgh Gazette, November 16, 1840, Page 2 Same headline, The Madisonian, Washington, D.C, November 13, 1849, Page 3. New York State actually voted for ويليام هنري هاريسون that year. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2021-04-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-01.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  8. ^ "The Negotiation for the Purchase of Cuba," The New York Herald, December 16, 1848, Page 1
  9. ^ "Justice to the Telegraph," The Avalanche, Memphis, Tennessee, April 16, 1861, Page 2 نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  10. ^ Page 2
  11. ^ Page 2 نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  12. ^ No headline, The Times, Philadelphia, Pennsylvania, November 26, 1879, Page 2, Column 2 نسخة محفوظة 2021-04-01 في Wayback Machine
  13. ^ "Fake News," The New Era, Lancaster, Pennsylvania, January 25, 1896, Page 4 نسخة محفوظة 2021-09-07 في Wayback Machine
  14. ^ Shenandoah Examiner, quoted in "Story a Fake," Ottumwa (Iowa) SemiWeekly Courier, June 26, 1900, Page 1 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  15. ^ Kansas City Journal, cited in "That Gibson-Durant Fake," Macon (Missouri) Republican, July 13, 1900, Page 1 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  16. ^ "Who Said It?" The Granger, Auburn, Nebraska, July 6, 1900, Page 1 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  17. ^ "A Clever Fake," August 4, 1900, Page 4; the same story was in "The Passing Show," The Daily Reporter, Independence, Kansas, August 6, 1900, page 4] نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  18. ^ No headline, Rochester (New York) Democrat and Chronicle, August 7, 1900, Page 6, Column 4 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  19. ^ "Tenure of Office in the Treasury," Page 7 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  20. ^ "Mr. Shaw Not in Favor of a Five-Year Limit," The Times, Washington, D.C., July 23, 1902, Page 7 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  21. ^ "That Shaw Interview; Secretary of the Treasury Much Annoyed by a Reporter's 'Pipe Dream,'; Interview Regarding the Tenure of Office Good Example of Fake News," July 28, 1902, Page 2 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  22. ^ "Giving Fake News Is a Criminal Act," November 14, 1919, Page 4 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine
  23. ^ "We're Afraid It Was a Fake," April 28, 1936, image 239 نسخة محفوظة 2021-09-21 في Wayback Machine