إنفاق تقاعدي

عندما يتوقف الأفراد عن العمل عند التقاعد ولا يحصلون على دخل نظير عملهم، ويدخلون في مرحلة أخرى من حياتهم، يعتمدون فيها على الأصول المُدخرة، لتوفير المال اللازم لسد احتياجاتهم بقية حياتهم. الإنفاق التقاعدي أو معدل السحب[1][2][3][4][5] هو الإستراتيجية التي يتبعها المُتقاعد عند إنفاق، تقليل، أو سحب الأصول أثناء التقاعد.

يهدف التخطيط التقاعدي إلى إعداد الأفراد للإنفاق التقاعدي، لأن أساليب الإنفاق المختلفة المتاحة للمتقاعدين تعتمد على القرارات التي يتخذونها أثناء سنوات عملهم. الأكتواريون والمخططون الماليون خبراء في هذا الموضوع.

الأهمية

عدل

أكثر من 10,000 مولود من مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية سيصلون إلى سن 65 في الولايات المتحدة الأمريكية يوميًا، من الآن وحتى عام 2027،[6] أي أكثر من 78 مليون أمريكي ولدوا بين عامي 1946 و1964. من المتوقع أن يكون 74% من هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة حوالي في عام 2030، أي أن معظمهم سيعيش لأعوام عديدة بعد التقاعد.[7] بحلول عام 2000، واحد من كل 14 شخصًا سيصل إلى سن 65 عامًا أو أكبر. بحلول عام 2050، من المتوقع أن يكون أكثر من شخص واحد من كل 6 أشخاص وصل إلى سن 65 عامًا على الأقل.[8] تُؤكد الإحصائيات التالية في الولايات المتحدة أهمية وجود إستراتيجية جيدة للإنفاق التقاعدي لهؤلاء الأشخاص:

  • 87% من العمال غير واثقين من حصولهم على المال الكافي للتقاعد بشكل مريح.[9]
  • 80% من المتقاعدين غير واثقين تمامًا من قدرتهم على تحقيق الأمن المالي خلال باقي حياتهم.[10]
  • لدى 49% من العمال الذين تفوق أعمارهم 55 عامًا مدخرات أقل من 50,000 دولار.[11]
  • لم يدخر 25% من العمال إطلاقًا للتقاعد.[9]
  • لا يدخر 35% من العمال حاليًا للتقاعد.[9]
  • لم يحسب 56% من العمال احتياجاتهم من الدخل عند التقاعد.[9]

أزمة طول العمر

عدل

لكل فرد طموحاته الخاصة عند التقاعد، ولكن يواجه جميع المتقاعدين أزمة طول العمر *خطر تجاوز الأصول. قد يتسبب ذلك في كارثة مالية. ولذلك، فإن تجنب هذا الخطر هو هدف أساسي لأي إستراتيجية ناجحة للإنفاق التقاعدي. بشكلٍ عام، تُعتبر أزمة طول العمر مشكلة أكبر لذوي الدخل المنخفض والمتوسط.

تتوزع احتمالية أن يعيش شخص فوق 65 سنة لأعمار مختلفة كالآتي:[12]

الاحتمال ذكور إناث
75% 78 81
50% 85 88
25% 91 93

يتهاون الأفراد إلى حدٍ كبير بأزمة طول العمر. لا يتوقع معظم المتقاعدين أن يعيشوا بعد سن 85، ولا حتى بلوغهم التسعينيات. أُجريت دراسة عام 2007 على المتقاعدين حديثًا، وطلبوا منهم ترتيب المخاطر التالية وفقًا لمستوى قلقهم بشأنها:[13]

  • تكاليف الرعاية الصحية.
  • التضخم.
  • مخاطر الاستثمار.
  • الحفاظ على نمط الحياة الحالي.
  • الحاجة إلى رعاية طويلة الأمد.
  • الأصول المتبقية (أزمة طول العمر).

صنف غالبية المشاركين أزمة طول العمر كأقل المخاطر.

معدل السحب

عدل

يأتي جزء من دخل التقاعد غالبًا من المدخرات. يؤثر في ذلك عدد من المتغيرات:

  • كيفية استثمار المدخرات (مثل: النقد، الأسهم، السندات والعقارات)، وتغير كل هذا مع مرور الوقت.
  • التضخم أثناء التقاعد.
  • سرعة إنفاق المدخرات (معدل السحب).

تتغير الاستثمارات غالبًا أثناء التقاعد، وتصبح أكثر عرضة للتغير الدائم مع تقدم العمر، ولكن نستمر أحيانًا في الاحتفاظ باستثمارات محفوفة بالمخاطر، أملًا في تحقيق مكاسب من الاستثمار.

إحدى القواعد الشائعة هي أن معدل السحب 4%، استنادًا إلى عائدات الاستثمار الأمريكي في القرن العشرين، وأُعلن عن ذلك لأول مرة في بنغن (1994)،[14] وهي إحدى استنتاجات دراسة الثالوث (1998). تعرض كل من القاعدة والمنهج والأساليب المحددة لانتقادات شديدة، إذ يتناقش النقاد حول معدلات السحب واختلافها مع أسلوب الاستثمار (مثل ما يحدث في بنغن) والعائدات، ما ينتج عنه تجاهل مخاطر حالات الطوارئ وارتفاع النفقات (كالرعاية الطبية طويلة المدى). يشكك البعض الآخر في مدى ملاءمة ومطابقة النفقات الثابتة نسبيًا مع الأصول الاستثمارية المحفوفة بالمخاطر.

تطورت فعالية أساليب التنظيم الجديدة لمعدلات سحب التقاعد بعد اقتراح معدل السحب بنسبة 4% في بنغن: الإنفاق الثابت المناسب لحالة التضخم، وقاعدة بنغن الدنيا والعليا، وقواعد قرار غيتون وكينجلر.[15][16] وُضعت أيضًا إستراتيجيات سحب أكثر تعقيدًا.[17]

لتحديد معدل السحب، يبين لنا التاريخ الحد الأقصى لمعدل السحب الدائم المُعدل وفقًا للتضخم على مدى ثلاثين عامًا لتداول ثلاث محفظات افتراضية للأسهم والسندات من 1926–2014. ومُثّلت الأسهم بمؤشر إس&بي 500، والسندات بمؤشر سندات الخزانة الأمريكية لمدة خمس سنوات. بلغت معدلات السحب 10% سنويًا بمعدل نجاح 100% في أفضل مرحلة. وهبط معدل السحب إلى 3.5% في أسوأ مرحلة. بينما نجا معدل سحب 4% في معظم فترات الثلاثين عامًا. كلما ارتفعت حصة الأسهم، زادت نسب النجاح. فمثلًا، المحفظة التي كان 75% ما فيها من الأسهم، تقلبت بشكل كبير، لكنها حققت أقصى معدلات السحب. كان معدل سحب قريب من 4% وتخصيص 50% كحد أدنى لحصة التقاعد أكثر نجاحًا في فترات الثلاثين عامًا.[18]

مصادر دخل التقاعد

عدل

يحصل الأفراد على دخل التقاعد من مصادر متنوعة، مثل:

  • المدخرات الشخصية والفوائد.
  • خطط مدخرات التقاعد (كحساب التقاعد الفردي، الولايات المتحدة)، أو خطة ادخار التقاعد المسجلة، كندا.
  • خطط المساهمة المحددة (مثل: 401 كيه، 403 بي، سيمبل، 457 بي، إلخ).
  • خطط معاش التقاعد المحددة.
  • التأمين الاجتماعي (مثل: خطة معاش كندا، كفالة كبار السن (كندا)، التأمين القومي (المملكة المتحدة)، التأمين الاجتماعي (الولايات المتحدة)).
  • دخل الإيجار.
  • الدخل السنوي.
  • الأرباح.
  • بيع الأصول لتوفير دخل.

لكل منها مخاطرها الاستثنائية، أهليتها، ضرائبها، توقيتها، طريقة دفعها، واعتبارات التوزيع التي يجب دمجها في إستراتيجية الإنفاق التقاعدي.

نمذجة الإنفاق التقاعدي: منهج تقليدي

عدل

عادةً ما تأخذ المناهج التقليدية للإنفاق التقاعدي شكل تحليل الفجوات. تجمع هذه الأدوات في الأساس مجموعة متنوعة من متغيرات المدخلات لفرد ما، وتستخدمها لإظهار احتمالية تحقيق الفرد لأهداف التقاعد المحددة. وهي نموذج للنقص أو الفائض بين دخل الفرد عند التقاعد، واحتياجات الإنفاق المتوقعة، لتحديد إن كان لدى الفرد موارد كافية للتقاعد عند سن معين. بناءً على تجربتها، قد تكون عشوائية (غالبًا ما تتضمن محاكاة مونت كارلو) أو حتمية. متغيرات المدخلات القياسية:

  • العمر الحالي.
  • تاريخ أو سن التقاعد المتوقع.
  • متوسط العمر المتوقع.
  • المدخرات الحالية.
  • معدل الادخار.
  • الراتب الحالي.
  • معدل زيادة الراتب.
  • نسبة الضريبة.
  • معدل التضخم.
  • نسبة عوائد الاستثمارات.
  • مصاريف التقاعد المتوقعة.
  • متغيرات المدخلات الإضافية التي يمكن أن تعزز تطوير النموذج
  • الحالة الاجتماعية.
  • عمر الزوج.
  • أصول الزوج.
  • الحالة الصحية.
  • تضخم المصاريف الطبية.
  • مزايا التأمين الاجتماعي المقدرة.
  • الفوائد المقدرة من الخطط المدعومة للموظف.
  • أهمية فئة الأصول التي تضم المدخرات الشخصية.
  • نفقات التقاعد المتوقعة بالتفصيل.
  • قيمة المنزل والرهن العقاري.
  • أرصدة التأمين على الحياة.
  • الدخل المتوقع بعد التقاعد في حالة الدوام الجزئي.

المخرجات:

  • نقص أو فائض.

تُستخدم ثلاث طرق أساسية لتقدير مصاريف الفرد عند التقاعد:

  • نسب استبدال الدخل: يشير الخبراء الماليون عمومًا إلى أن الأفراد يحتاجون إلى 70% على الأقل من دخلهم قبل التقاعد للحفاظ على مستوى معيشتهم.[19] تعرض هذا المنهج للانتقاد من وجهة نظر مفادها أن النفقات، مثل تلك المتعلقة بالرعاية الصحية، ليست مستقرة مع مرور الوقت.
  • ترشيد الاستهلاك: يُطور الأفراد نمط الإنفاق المستهدف في ظل هذا المنهج، عادةً قبل التقاعد، والهدف من ذلك أن يظل في مستوى ثابت طيلة حياتهم. يبرهن المؤيدون ذلك بأن الأفراد غالبًا يوفرون المال في وقت مبكر من حياتهم، ويمكنهم زيادة المنافع العامة ومستوى المعيشة عبر ترشيد استهلاكهم.[20]
  • نمذجة النفقات المباشرة: يحاول الأفراد تقدير المصروفات المستقبلية مباشرةً بمساعدة الخبراء الماليين باستخدام توقعات التضخم، تكاليف الرعاية الصحية، والمتغيرات الأخرى، لتقديم نظام للتحليل.

مراجع

عدل
  1. ^ "Retirement Savings: Choosing a Withdrawal Rate That Is Sustainable". www.aaii.com. مؤرشف من الأصل في 2019-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-05.
  2. ^ Kapadia، Reshma. "Retirement Rules: Rethinking a 4% Withdrawal Rate". مؤرشف من الأصل في 2015-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-05.
  3. ^ Avenue، Next. "How Much To Withdraw From Retirement Savings". مؤرشف من الأصل في 2019-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-05.
  4. ^ "4% withdrawal rate in retirement unrealistic in real world, researchers say". www.investmentnews.com. مؤرشف من الأصل في 2017-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-05.
  5. ^ "How much can I withdraw in retirement? | Vanguard". personal.vanguard.com. مؤرشف من الأصل في 2016-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2015-06-05.
  6. ^ "International Foundation for Retirement Education (InFRE)". Infre.org. مؤرشف من الأصل في 2019-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  7. ^ "seniorcitizens.com". Seniorcitizens.com. مؤرشف من الأصل في 2019-01-19. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  8. ^ "Financing Old Age Dependency". Annual Review of Economics. ج. 6. DOI:10.1146/annurev-economics-080213-041304. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  9. ^ ا ب ج د "The 2009 Retirement Confidence Survey: Economy Drives Confidence to Record Lows; Many Looking to Work Longer" (PDF). Ebri.org. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  10. ^ "Daily News - Articles & Info on Health, Money, Social Security, Medicare, Politics - Bulletin Today". AARP. مؤرشف من الأصل في 2010-02-25. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  11. ^ "How Much Have American Workers Saved for Retirement?" (PDF). Ebri.org. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  12. ^ "Retirement Income Challenges". New York Life Investment Management. 2009. مؤرشف من الأصل في 2009-06-04.
  13. ^ Greenwald، Mathew؛ Bryck، Sally A.؛ Sondergeld، Eric T. "Spending and Investing in Retirement: Is there a Strategy?" (PDF). U.S.A.: Society of Actuaries, LIMRA. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-07-15.
  14. ^ Barrett، William P. (4 مايو 2011). "The Retirement Spending Solution". Forbes. مؤرشف من الأصل في 2016-12-31.
  15. ^ Bernard، Tara Siegel (8 مايو 2015). "New Math for Retirees and the 4% Withdrawal Rule". The New York Times. ISSN:0362-4331. مؤرشف من الأصل في 2017-01-13.
  16. ^ Jaconetti، Colleen M.؛ Kinniry، Francis M. Jr. (نوفمبر 2010). "A more dynamic approach to spending for investors in retirement" (PDF). The Vanguard Group. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2016-04-13.
  17. ^ Blanchett، David؛ Kowara، Maciej؛ Chen، Peng (21 سبتمبر 2012). "Optimal Withdrawal Strategy for Retirement Income Portfolios". Morningstar Associates. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2013-08-29.
  18. ^ Strauts، Timothy (16 ديسمبر 2015). "What History Says About Safe Retirement-Withdrawal Rates". Morningstar. مؤرشف من الأصل في 2016-02-04.
  19. ^ "Save Money, Avoid Scams and Get Financial Advice - AARP". AARP. مؤرشف من الأصل في 2009-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-15.
  20. ^ [1] نسخة محفوظة يونيو 20, 2010 في Wayback Machine